اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

تقسيم العراق، أَم تقسيم السعودية؟// عبد الصاحب الناصر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

تقسيم العراق، أَم تقسيم السعودية؟

عبد الصاحب الناصر

ـ مهندس معماري - لندن

 

بعد فشل و انحسار القاعدة و داعش في العراق  تتجه السعودية الى تقسيم العراق وليتبعها تقسيم سوريا و لبنان، و ستساعد اسرائيل على تقسيم الاردن نصفه كوطن للفلسطينيين و بمؤازرة السعودية نكاية ببني هاشم الاشراف في المنطقة الغربية من المملكة .

لنجمع اهم الاحداث التي تشير الى تقسيم العراق لإنقاذ السعودية من امر قادم .

 

١. الهدف

ان اهم و اكبر ما يخيف السعودية  هي حالة الانتقام عندما  تنكمش القاعدة و امثالها  في العراق و سورية ومصر وتونس و ليبيا و التي تصل الى الدول الاوربية. وعند هذا الانكماش والفشل سترتد (القاعدة و توابعها) الى داخل المملكة لتمارس ما  كانت تمارسه في اكثر البلدان العربية والاوربية، وليحصد آل سعود ما زرعوه من أشواك في العالم وبالأخص في العالم العربي. عندها ستتقسم المملكة و سيحصل فيها مثل ما كانت تخطط و تسعى ليحصل  في البلدان الاخرى. و ثاني ما تتخوف منه المملكة هو ان يقف العالم كما يبدو ضد الارهاب و مصادره و مموليه و مخططي حروبه  و واضعة إستراتيجيته (اسرائيل)، إلا ان اسرائيل لها أمريكا لتحميها كما في كل مرة و سيحميها منافقو و سياسو الدول الاوربية خوفا من فقدانهم للمال لتمويل حملاتهم الانتخابي.

ضع مكانك بدل مكانة العائلة السعودية حين اصبح الوضع بالنسبة لهم قضية حياة او موت، اما ان يساعدوا القاعدة لإلهائها في صراع دائم، ومشاغلتها في قتال مستمر في أماكن كثيرة من العالم لحافظوا على سلطتهم، او يفقدوا كل المملكة السعودية لان السلطة الدينية (السلفية السعودية) ليسوا احباب او مغرمين بالعائلة الحاكمة، وبالأخص عندما أصبحت القاعدة اليوم اكثر قوة و اوسع شعبية بين الوهابيين السلفيين من الأمراء. والأهم أنهم اصبحوا اوسع  انتشارا و اكثر تضامنا و تنظيما فيما بينهم، او/ و كذلك ستتقسم المملكة نفسها، الشمال الشرقي (الإحساء) لشعب المملكة من المكون الشيعي، و المنطقة الغربية (الحجاز) ستعود الى  الاشراف الهاشميين، و الجنوب الغربي المنطقة الفقيرة ستلتحق باليمن، و الجنوب الشرقي سيعود الى ال رشيد، و ستبقى صحراء النجد و سفنها للسلفين. 

ففي هذه الحالة ما قيمة المليارات  التي تصرفها في تمويل القاعدة و المجاميع الارهابية بالمقارنة  بفقدان كل الحكم و كل المملكة عندما ينقلب السحر على الساحر؟ هم اليوم أمام (كن او لا تكن، الوجود أو العدم). و ربما يتساءل انسان، ماذا عن النفط و حاجة العالم للطاقة؟ الجواب ببساطة اكتفاء امريكا الداتي للطاقة ثم ، و من قال لكم ان السلفية ستمنع النفط عن الغرب و حاجتهم للمال كحاجة مقتدى الصدر له عندما يتملق للسعوديين الوهابيين وهم من أشد أعدائه الطائفيين من اجل تمويل مقراته و جيشه ومكاتب كتلته ونشر "مؤلفاته" في الفقه والبلاغة و الحجة في تفسير السنة  النبوية.

تقف التجربة العراقية اليوم في محاربة القاعدة وفلولها كداعش و غيرهم، كأهم مؤشر مفزع للعائلة المالكة السعودية بعد فشل تجربة الاخوان في مصر، و فشلهم في سورية و في لبنان، و ربما في تونس. وبعد التحول العظيم في سياسة الدول الغربية و معهم امريكا وكل القوى المحاربة للقاعدة و مجرميها. و هذا ما يثير الفزع الاعظم في نفوس هذه العائلة المتجبرة المتفرعنة .

 

٢. المؤشرات

ان اكثر من سبعين بالمائة من سياسي العراق هم طلاب المال و العمولة و المنصب والجاه، و تتوسع هذه الشريحة لتشمل كثير من الكتاب و الصحفيين والاعلاميين. و توافر المال بغزارة عند السعودية يغري كثير من الناس ممن فقدوا ولاءهم للوطن، ولا اهتمام لهم بالحرية والديمقراطية، و إلا لماذا هذا الخلاف بين الاقليم والمركز على واردات النفط من الاقليم ان كانت الواردات ستعود الى الخزينة المركزية ليتم توزيعها على كافة أبناء الشعب بالعدل بمن فيهم شعب الإقليم؟ السبب في رأيي المتواضع ذو شقين: الاول و الاهم، هو تصرف السيد مسعود بهذه الصراحة لدفع باقي العراقيين نحو المطالبة بالتقسيم جراء هذا التعسف المالي وغير الدستوري، و سيظهر للعالم انه لم يكن هو من يطالب بالتقسيم، وسيرضي بهذا الدول الغربية التي تشكك بتصرفاته الانفصالية، ومن ثم سيفرض هذه الحالة كواقع يطالب به كل العراقيين، وبالتالي فهو امام الناخبين كقائد كردي قومي. ينطبق هذا الموقف (الرغبة والأمنية) على كثير من السياسيين العراقيين المنتفعين، اما من الفوضى الطائفية في الانتخابات، أو الاستفادة من المال السعودي المتوفر بهذه الغزارة والسهولة. كذلك تغري هذه الحالة كثير من المتطرفين من السياسيين الانتهازيين الشيعة و لنفس الاسباب (الانتخابات والمال السعودي)، و اكثر من يمثل هذه الحالة هو السيد مقتدى الصدر بكل تصرفاته و تصريحاته غير المتزنة. ثم يليه السيد عمار الحكيم، بالإضافة الى حلمه بولاية الفقيه كما في ايران. لذلك تراه تعمد ان لا يطلب اي منصب في الدولة العراقية إلا منصب القائد السياسي على أمل تحويله الى منصب المرشد الأعلى والفقيه الاعلى. بل نراه يعتصم بولاية الفقيه من خلال التصريحات الارشادية الأبوية كما يعتقد ويتمنى. و هذا ما نلاحظه وبصورة جلية من خلال المحاضرات و الخطب التي يلقيها اسبوعيا. ثم هذا التخاذل من قبل بعض شيوخ عشائر الانبار الذين يقفون طواعية مع الارهاب بكل صوره من القاعدة و داعش و البعث الغاشم. و هؤلاء لهم نفس الاهداف اعلاه مع الحلم بالإمارات المتناثرة في الأنبار الذي يتصورونها هدفاً لهم كما في الامارات العربية المتحدة. ثم هناك تناغم العائلة النجيفية الموصلية. اثيل، محافظ الموصل و اسامة النجيفي الذي يزور قطر اليوم، اطماعهم متشابهة و موازية مع اختلاف بسيط هو انتمائهم الى تركيا ومطالبتها بالموصل، فإذا استقلت الموصل ستتحد و بدون ادنى جهد للجمهورية التركية "الاوربية" المتحضرة و بعد هذا طز بالعرب و القومية العربية و بلادها، الم يهمس في اذني اردوغان ان اصولهم تركية؟

 

٣.  المنتفعون

وإذا نجحت هذه الخطط الجهنمية وتحققت أحلامه الفنطازية، فاول المنتفعين هي العائلة المالكة السعودية التي فتت و مزقت تلك البلدان والتي الهت و ستستمر باشغال فلول القاعدة بالقتال في البلدان الاخرى، و بالأخص الحروب المتناثرة في بلدان المنتجة للنفط، حيث ستعيد الى اذهان الغرب بأنها البلد الاكبر انتاجاً للنفط،  والبلد الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في امداد الطاقة من البلدان المنتجة التي تتقاتل شعوبها في حروب واسعة منتشرة بين ابناء البلد الواحد. و ستستفاد من الخوف من تقارب العراق المستقل من ايران في حالة انتصار الشعب العراقي على القاعدة و فلولها و في حالة رفع  الحصار على ايران .

بعدها يتجمع كثير (من المنتفعين) من سياسي المال و الصدفة وحب الظهور والمناصب التي ستتضاعف بعد التقسيم، و التي ستوفر لهم مجالات و مناصب قد تشملهم جميعاً.

ومن هنا احذر كأي إنسان حريص على مستقبل العراق والمنطقة، من نجاح القاعدة و فلولها في تلك البلدان التي ستتقسم وتتنافر وتتقاتل فيما بينها. و بالأخص اذا فشلت  القوات العراقية في محاربة القاعدة و فلولها في العراق، وعندها ستصل العائلة السعودية الى نقطة مفصلية. اما فقدانها لحكم السعودية او العمل بكل طاقتها و اموالها لتقسيم تلك البلدان.

 لكن من يشوش الوضع و يساعد او لا يساعد القاعدة في العراق انما  هم من يعتاش على فكرة الانفصال .

 

4- مؤشرات أخرى،

عن هذا  الامر اسألوا السيد صالح المطلك و سبب المقالة التي كُتبت له و نُشرت مدفوعة الثمن  في صحيفة (الوول ستريت جرنال) يوم امس بعنوان:

Fighting al Qaeda won't solve the sectarianism that is tearing my country apart.

 (مقاتلة تنظيم القاعدة سوف لن تحل الطائفية التي تمزق بلدي إربا)

ترافق ذلك تصريحات الدون علاوي و كثير من اعضاء القائمة العراقية الاخيرة عن "فشل العراق" و "فشل زيارة سكرتير الامم المتحدة بان كي مون"، مباشرة بعد قرار مجلس الامن بمساندة العراق في حربه على الارهاب. ثم استفسروا من حكومة الاقليم عن مشكلة الموازنة في كل عام و عن نفط العراق كيف يصدر و كيف يباع و من هم  تجار النفط العراقي وما هي عمولاتهم و اين تذهب الاموال.

كذلك استفسروا من السيد النجيفي عن الاستقالات في كل مرة و عند اي مشكلة و التي لا تنفذ، و استفسروا من بعض الشيوخ في المنطقة الغربية من مزدوجي الانتماء والولاء في النهار وفي الليل، اعيدوا نفس السؤال على القائد المفدى اية الله العظمى السيد مقتدى الصدر.

و اعيدوا السؤال على الدكتورة الفتلاوي عن عمق مخاوفها و السبب الذي دعاها بتحذير الآخرين  عندما يصرح نائب عن العراقية بان القاعدة او داعش لا يتجاوز عددهم السبعين ارهابي، فينتقد  مخاوف الفتلاوي ومخاوف اهل الانبار ليس ما حذرت منه الدكتورة الفتلاوي الا  هو تحذير واقعي و حس بما يمكن ان يحصل قبل توسع اعمال القاعدة و داعش  في الاستيلاء على اراضي اهل الأنبار و توسعهم الى مناطق اخرى من العراق كبداية لتقسيم العراق كما يحلمون ويخططون. 

و اسألوا الرئيس أوباما عن معاناته في ادارة امريكا و وقوف الجمهوريين من كل مشروع يقدمه لصالح الشعب الامريكي،. واضافة الى اوباما، اسألوا الشعب الامريكي: لماذا يقف سياسيوه مع القاعدة و الارهاب و لماذا يمولون منذ اكثر من ستين عاما كل المساعدات للساسة الصهاينة؟

اذا وضعت المملكة السعودية في الميزان، فإما ان ينجح الارهاب في اكثر الدول المجاورة، او سيرتد الارهاب الى قاعدته و حواضنه الاصلية الاصولية أي السعودية، و سيسعى ( كمجهزا و مدربا) في قلب الموازين في المملكة  فشعب مكة ادري بشعابها وبمخاوفها.

رأي:

الا يستحق هذا التحذير المخيف ان يؤجل كل الفرقاء في العراق من السياسيين الى المثقفين و المتعلمين و الكتاب و كل من له حس وطني أن يؤجلوا خلافاتهم من اجل حماية العراق الواحد الفدرالي الديمقراطي؟ و من هنا اقول ان احسن حل للعراق هو كما هو موجود في كل الدول و البلدان الديمقراطية المتحضرة في العالم... اي بلد المحافظات  ذات الادارة الذاتية إلا فيما يتعلق بالأمن و الدفاع و الخارجية و المالية و الطاقة ومصادر الثروة الطبيعية.

عبد الصاحب الناصر

لندن في 16/01/2014

ـــــــــــــــــــ

رابط ذو علاقة

تقرير اوروبي يكشف عن: احباط العمليات العسكرية في الانبار مشروع سعودي لإعلان إقليم سني ومهاجمة بغداد ...

http://www.nahrainnet.net/

news/52/ARTICLE/26133/2014-01

 

عبد الصاحب الناصر

 

مهندس معماري - لندن

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.