مقالات وآراء

كلام كاريكاتيري: وقعوها الـ....// سلمان عبد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

              كلام كاريكاتيري:

وقعوها الـ....

سلمان عبد

شيخ المكاريد

 

نحن المـاريد، تعودنا على المحن والاحن والطحير ، وحين تسال احدنا عن احواله يقول ووجه يشع بالابتسامة الاسرة ويصف حاله :

عايش وحـﮓ عيناك لاچنشعيشة؟

ناري صعدت للطير واحرت ريشة

فمنذ اجدادنا الاوائل ، من السومريين والبابلين والاشوريين الى العصر الحاضر، عصر الاخوة المعممين ، عايشين بالضيم ، ولو شوية صار مجال يتنفسون هوا الله ، يجون الفايخين بقضهم و قضيضهم ليستحوذوا على حصة الاسد كما يقال ، فهم لا يطيقون ابدا اي " فوخان " يحدث للمـاريد، الا ويحشرون انفسهم مع المحشورين لمزيد من هذا الفوخان واللهص.

 حكايتنا عن قانون التقاعد الجديد ، رغم ما فيه من بعض " الفوخة" لا  " البوخة " كما يشاع ، فقد حشروا انفسهم واستحوذوا على ادسم لقمة فيه  ، فزادوا في امتيازاتهم  واضافوا لها الخدمة الجهادية ، وحين صاحت الصوايح على القانون واتهموا بانهم ضحكوا على المـاريد وراحت احتجاجاتهم ومظاهراتهم وصارت مثل قايمقام طويريج ، طيــ .... لـن چعب ابريج  ، تنصلوا منه وتبرئوا ولحسوا توقيعهم " مشهورين باللحس " ، وكل يقول  ويهدد بالويل والثبور : ساشتكي للمحكمة الاتحادية وهذا حدث خارج الاتفاق لا " التغطية " ، لعد منو وقع القانون يا حبابين يا فايخين ؟ يمكن احنا المكاريد وقعناه غفلاوي.

في تاريخنا اشياء مشابهة ، وكما يقال التاريخ يعيد نفسه ، وهناك حادثة حدثت في مجلس نواب العهد الملكي تشبه تماما قصة توقيع قانون تقاعدنا الجديد ومادته الــ " 37 " ، والمهم في الامر ان النائب ابو القصة اعترف بتوقيعه ولم يتنصل منه كما يدعي نوابنا الفايخين الان ، وهذه القصة :

يروي المرحوم عبود الشالجي في كتابه الكنايات البغدادية في الجزء الثاني منه، الرواية التالية :‏

عندما عرضت معاهدة شطالعرب، على مجلس النواب العراقي، في السنة 1938 وكنت اذ ذاك حاكما في منطقة ‏الكرادة، وكنت في كل يوم اتلقى درسا في اللغة الانكليزية عصرا، وبعد انتهاء الدرس ازور المرحوم صادق البصام ‏في داره، حيث ينعقد مجلسه كل يوم، وفي يوم عرض المعاهدة، كان الوقت مساء، وكانا لمرحوم صادق في اشد ‏حالات الغيظ، ينتقد الحكومة بالفاظ من نار، ويتهمها بالتفريط في حقوق الشعب، ويقول ان المعاهدة اضاعت ‏حقوق العراق في شط العرب، وفي خلال الحديث دخل المرحوم عبود الملاك، وكان عضوا في مجلس النواب، ‏نائبا عن البصرة، فالتفت اليه صادق رحمها لله، وصاح به: ماالخبر؟ فقال له الملاك: وقعوها الكواويد، فقال ‏صادق: وانت؟ فاجاب : وآني هم وياهم .‏