اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قانون التقاعد.. وصمت نواب شعبنا// جرجيس يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قانون التقاعد.. وصمت نواب شعبنا

جرجيس يونان

 

خرج العراقيون في مظاهرات واحتجاجات حاشدة عمت المحافظات الجنوبية والعاصمة بغداد بعد اقرار مجلس النواب العراقي لقانون التقاعد الموحد للشعب العراقي، وذلك لتضمينه الفقرتين (37) و(38) الخاصة بامتيازات الرئاسات الثلاثة والوزراء وكبار المسؤولين العراقيين في الدولة بحجة "الخدمة الجهادية". إذ قررت التنسيقيات المشرفة على هذه المظاهرات الاستمرار بها ريثما يتم الغاء هاتين الفقرتين، رافعين شعار "باكوا الشعب.. نواب حرامية" ومتعهدين بعدم انتخاب من صوت لهذا القانون من النواب الحاليين الذين ضربوا معاناة الشعب العراقي ومشاعرهم بعرض الحائط، غافلين عن معاناتهم المادية والوضع الامني والخدمي المتردي في عموم العراق، وعدم الاستجابة لمطالب العقلاء والحكماء في البلاد.

ان ما أثار غضب العراقيين هو افراغ القانون من محتواه الحقيقي بعد أن بقي متروكا لسنوات عديدة تحت الطاولة، ومن ثم ليقر بشكل لا تستفيد منه الشريحة الأكبر في المجتمع العراقي التي لا تجد لقمة العيش لأطفالها في حين يعيش النواب في نعيم لا مثيل له بالعالم لما يتقاضونه من رواتب خيالية جدا، بحيث ان رئيس أكبر دولة في العالم لا يتقاضى مثل هذا الراتب. لذا فان ادراج هاتين الفقرتين في القانون يعتبر تحايلا على حقوق الشعب ونهبا للأموال العامة.

"فالجهاد" الذي يدعي به النواب ينبغي أن لا يحسب بالمال، لأن الجهاد بالمفهوم الديني يكون في سبيل الله واحقاق العدل والمساواة. فهل يجوز لشخص قضى نصف عمره في الاغتراب وبلغ أروقة مجلس النواب لمدة أربع سنوات أن يتقاضى عشرات أضعاف راتب موظف حكومي عاش عمره ولا يزال في خدمة البلد والشعب وعاصر القمع والحروب والحصار الاقتصادي؟

والذي أدهشني واستوقفني في هذا المشهد الهزيل وكالعادة صمت النواب الكلدان السريان الآشوريين في مجلس النواب العراقي ازاء كل ما يحصل فيه وفي الشارع العراقي، ألسنا جزء من هذا الشعب ومعاناته أم ماذا؟ فوفق التقارير الصحفية فان جميع من حضروا الجلسة، وعلى الأغلب جميعهم كانوا حاضرين، صوتوا لصالح القانون بجميع فقراته، وان صمت البعض وعدم ابداء الاعتراض عليه يكشف مدى موافقتهم عليه، وكما تقول الحكمة "السكوت علامة الرضى".

ان سكوت نواب شعبنا، عدا الذين وافقوا عليه، يجعل موقفهم حرجا أمام الرأي العام، وخصوصا لدى أبناء شعبنا، لأنهم وبموقفهم هذا يعلنون بعدهم وعدم مبالاتهم بمعاناتهم وهمومهم. فاذا كانوا مقتنعين بالقانون كما هو ليصرحوا بذلك علنا، عندئذ يجب أن يكون للشعب القرار والكلمة الفيصل، لا سيما وان أغلبهم ضمن المرشحين للدورة القادمة لمجلس النواب. فالنائب الذي صوت له المواطن وأوصله الى أروقة المجلس أمام مسؤولية كبيرة، وعليه أن يراعي همومه ويدافع عنه بصدق وأمانة وليس ليصادر حقوقه، لا سيما المواطن الكلداني السرياني الآشوري الذي يعاني كثيرا لأسباب معروفة للجميع.

وهنا نسأل السادة النواب، وعلى الأخص نواب شعبنا، متى سيأتي اليوم الذي تشعرون فيه بمعاناة شعبنا؟ فالذي أوصلكم الى هذا المنصب بامكانه ازاحتكم منه، لأنه بموافقتكم على اقرار هذا القانون المجحف بحق عموم الشعب العراقي فانكم أمنتم على مصالحكم المستقبلية، وفي حال ارجاع القانون الى المجلس لتعديله عندئذ ماذا ستقولون للشعب، هل انكم أخطأتم في قراركم وموقفكم أم ستمرروه على الشعب مرة أخرى؟ وللأسف الشديد ان شعبنا وبمختلف مؤسساته لم يكن مهتما بهذه المسألة لأننا لم نرى أية اثارة لها لدى وسائل إعلامه عدا بعض المواقع الالكترونية المستقلة من خلال بعض المقالات الخجولة

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.