اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مقترحات الى أصحاب السيادة بطاركة الشرق الأجلاء، لابد منها لحماية مسيحي الشرق وخاصة مسيحي العراق// د. يوسف فرنسيس اقليمس

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

 

مقترحات الى أصحاب السيادة بطاركة الشرق الأجلاء،

لابد منها لحماية مسيحي الشرق وخاصة مسيحي العراق

د. يوسف فرنسيس اقليمس

 

أصحاب الغبطة والسيادة الأجلاء...

فخامة  قادة العالم الجديد .....

إلى أصحاب الضمير الحي في العالم اجمع...

سلام الرب معنا جميعا  ...

من يتابع مجريات التواجد المسيحي في الشرق يكتشف عدم الاستقرارية في الوجود في هذه البقاع فالإعداد في تناقص كبير وفق بعض الإحصائيات فالمسيحيين يشكلون الآن 5 % فقط من إجمالي سكان الشرق الأوسط , بعد أن كانت تلك النسبة تصل الى قرابة 20 % قبل 100 عام , واليوم وقياسا لما يجري في العراق يلاحظ نقصان كبير في أعداد المسيحيين في العراق فبعد ان كانت نسبتهم بحدود 5% في تعداد 1977 أضحوا  اليوم  لا تتجاوز نسبتهم 1%  اعتمادا على النسب السكانية الجديدة  والتي تقدر نفوس العراق بحدود 35 مليون ، وهي بتناقص كبير سيما بعد أحداث الموصل والتي ممكن ان تصل الى حد 0.5% ، وإشارة الى  تلك الأرقامنرى مدى الهجمة الشرسة الواقعة على هذا المكون المسالم من اضطهاد وتهميش على مختلف الصعد وربما لا يحسب له وجود وفضلا الى ذلك بعض الإشارات الغير مقبولة في إعلام اليوم وما يطلق عليه بالأحرى وكأن هذا المكون لم يخدم او يقدم للبشرية شيئا , الم يكن المسيحيون هم أولئك العظام في المجالات كافة وهم الذين نقلوا العلوم عبر التراجم المختلفة إلى الشرق الأوسط وغيرها كثير جدا لا مجال للحديث عنها .... وددنا ونحن على أعتاب اجتماع مصيري للسادة بطاركة الشرق الأجلاء في لقائهم المرتقب مع الكونجرس الامريكي وما سيتوج بلقائهم مع الرئيس الأمريكي ..

أصحاب السيادة ...

 يا قادة عالم اليوم المتمدن ...

ما من شعب لاقى الصعاب والمآسي ما لاقاه شعب العراق عامة والمسيحيين والمكونات الأخرى خاصة, فمعاناتنا مستمرة وكأننا حقل تجارب يقوم بها كبار الساسة في عالم اليوم, حروب متتالية .... اضطهاد مستمر .... اناس يذبحون ...ألوف الأطفال الأبرياء ذبحوا لا ذنب لهم يشابه ما حدث أبان حكم هيرودس الملك قبل ألفي عام في بيت لحم . واليوم فما من سميع لطلبتنا ولا مجيب لدعواتنا وصراخنا .. فمحنتنا كبيرة وصليب كل ضحية فينا يخاطب العالم المتمدن أين انتم ... أنصفونا ... أعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء قليلا لنعيش دون تدخلاتكم المصلحية التي أضحت داء ينخر في وجودنا ... وكل ذلك صرخة من اجل تضميد جراح مسيحي الشرق , كل الجراح .

لقد كانت طمأنة بابا الفقراء البابا فرنسيس عن احد واجبات الكنيسة في احدى عضاته في ساحة القديس بطرس "واجب الكنيسة في الدفاع عن ابنائها المضطهدين العزل" نعم ياسادتنا الاجلاء بطاركة الشرق ... شعبكم أمام محن صعبة ... فبعد ان كانت في التهديد والقتل أضحت اليوم نزوحا قسريا من بلدات لا تعد ولا تحصى .. فأضحوا اليوم غرباء في مسكنهم وحتى غرباء في مثواهم الأخير اذ دمرت حتى مقابرهم .. وأيضا سلبت كرامتهم الإنسانية في العيش الرغيد ...لنا رجاء بالبقاء في هذه الارض الطيبة التي مشى عليها السيد المسيح ومن خلالكم المنقذين المشرقيين وما جهودكم وان كانت تصب في رفع جزء من المعانات عن شعبنا إلا خير دليل على محبتكم باعتباركم رعاة منقذين حريصين على رعية المسيحة .... وما ذكره ولنتذكر حديث العاهل الاردني , الملك عبدلله الثاني :"حماية حقوق المسيحيين واجب وليس فضلا . فلطالما لعب المسيحيون دورا بارزا على صعيد الجهود المبذولة لبناء مجتمعاتنا والدفاع عن بلادنا  ". نعم لتكن كل الاحاديث السياسية والدينية ضمن هذا المجال لنضمن استمرار المسيحيين في الشرق .... لان المنكوبين هم ابناء رعاياكم جميعا فنكبتهم مزدوجة مثلما اعبتر ذلك بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس الاول ساكو: " نكبة التهجير والنزوح, ونكبة المصير المجهول " وانتم قد عاينتم الجلجلة التي يمشي على دربها مسيحيو العراق وبقية مكونات المجتمع العراقي خلال زياراتكم الأخيرة لهم , رأيتم .... سمعتم .... شاهدتم بأم أعينكم دموعا تنهمر من الجميع .. الأطفال .. الشباب .. النساء وحتى الرجال ....

وما نريده اليوم من أصحاب القرار والسلطة والنفوذ الأفعال لا الأقوال  والخطابات الرنانة ومقتبسين لما صرح بها  البطريرك ساكو . في وضوح لا لبس فيه المطلوب"من  الدول الغربية ,المطلوب الافعال لا الاقوال والخطابات" وذلك لكي " نبقى قلب الكنيسة النابض وفخرها في الشرق" كما وصفها البابا فرنسيس ....

ونحن نرى مثلما أدلى من سبقنا بدلوه في هذا المجال لحرصنا على البقاء وعدم التفكير بالهجرة والتي فرضتوستفرض علينا ما دام الوضع المأساوي مستمرا :

الحلول الآنية :-

1-   تحرير المناطق كافة في بلدات سهل نينوى الشمال والجنوبي وكل المناطق الأخرى التي تقطنها المكونات الصغيرة في العراق , لضمان عودة آمنة للعوائل النازحة قسرا والتي تعاني من الأمرين .

2-   توفير حماية دولية لهذه المناطق لحين عودة واستقرار الوضع السياسي في البلد , مع إمكانية تطويع وانخراط قوة تمثل هذه البلدات لحماية أمنها الداخلي بعيدا عن تدخلات الجهات الأخرى بمختلف مسمياتها من اجل عدم إقحامها في إشكالات لا دخل لها فيها .

3-   في الجانب الإنساني نرى بأهمية متابعة أمور النازحين قسرا من مختلف , ومتابعة الجهد الحكومي المتلكئ في عون العوائل من خلال المنح المخصصة لهم والتي تسودها إجراءات معقدة تعقد إمكانية الاستفادة منها في هذا الوضع الحرج .

4-   المطالبة من الحكومة العراقية الجديدة بضمان حقوق المكونات من خلال المناصب الوزارية والإدارية وإعطاء ضمانات لتنفيذها ومن خلال التعاون مع الجهات السياسية وضمن توجهات مدروسة بعيدة عن الأنا والمصلحية  المقيتة....

5-   ونظرا للوضع المأساوي للذين نزحوا وهجروا قسرا الى الدول المجاورة خارج الوطن الجريح وهم معلقين بأمل اللجوء , نأمل تقديم العون لهم وان تطلب الامر الاتصال بالدول المعنية لاستقبالهم بسبب فقدانهم كل شيء .

6-   ضرورة حصر الإعانات في جهات محددة كأن تشكل لجان عليا ( كنيسة , الوقف المسيحي والديانات الأخرى , دائرة الهجرة ) وعدم إفساح المجال للمنظمات وبعض الجهات التي أثبتت فشلها في العمل السياسي التي تعمل من اجل مصالحها واستغلال نفوذها للكسب الغير الشرعي, واستغلال الوضع لدواع إعلامية معروفة ورخيصة تخدم استمرار تلك المنظمات، أو الاستفادة من هذه المحنة إعلاميا وماديا وغيرها  .

الحلول المستقبلية :-

1-   إنشاء منطقة آمنة إداريا يكون ارتباطها بالدولة المركزية وفق لرؤى المكونات المنضوين فيها وتؤشر حدودها في كافة المناطق .

2-   حماية المنطقة الآمنة وضمن سقف زمني يحد على أساس الاستقرار الأمني والإداري في العراق, مع ضمان عدم تدخل الجهات الأخرى في شؤونها الداخلية .

3-   تأهيل البنىى التحتية لهذه المناطق لمختلف الصعد ( مؤسسات تعليمية تربوية وجامعية عليا, مؤسسات صحية، مؤسسات توفر فرص العمل، ومؤسسات إدارية , مؤسسات إنتاجية ... الخ ) .

4-   نقترح إنشاء صندوق خاص للتعويضات للعوائل المهجرة لتعويضها وفقا لآليات محددة لإنصاف العوائل وأصحاب الأعمال المختلفة الذين تضرروا من الوضع الأمني الحالي  .

5-   التفكير في إقامة مدن نموذجية لأهلنا في المناطق والقرى التي  سلبت منهم او هجروا  منها في كل مكان في العراق وإعادة حقوقهم المسلوبة وتعويضهم ، وفي هذا توفير الجو الملائم لإخوتنا في بلاد المهجر ليبدؤوا بالتفكير بالعودة إلى وطنهم العراق.

6-   تعويض أصحاب المصالح المختلفة من المتضررين (أصحاب الحقول, المزارع, المحلات .... الخ) .

7-   إنشاء صندوق دعم العوائل المتضررة من إخوتنا في بلاد المهجر لضمان استمرار إخوتهم في العيش والبقاء في ارض الآباء والأجداد وان يكن هناك وضوح في هذا العمل ووفق لجان أمينة على مصالح شعبنا .

8-   ضمان المشاركة للمكونات الصغيرة  في مختلف مفاصل الدولة العراقية.

الحلول المستقبلية بعديدة المدى:- من خلال ما طرح أعلاه وعند عدم تحسن الوضع الإنساني والسياسي في العراق وعدم تجاوب الحكام والسياسيين مع طلباتنا:

1-   نقترح تسهيل الهجرة إلى بلاد المهجر وفق دراسات تقدم في هذا الغرض وتحديد المناطق التي من الممكن أن يتعايش أهلنا هناك .

2-   إصدار تشريعات تضمن الحقوق المالية لأهلنا المهجرين ومن الميزانية العراقية سنويا لكي لا تبقى العوائل عالة على دول المهجر ولكي يعيش أهلنا بكرامتهم، وتتم وفق آلية للصرف عبر البطاقة الذكية عن طريق السفارات في الدول المختلفة.

3-   إصدار التشريعات اللازمة لحماية الممتلكات العقارية لأهلنا وعدم المساس بها لحين استقرار الوضع الأمني أو التصرف بها وفق رؤى صاحبها، وفي هذا المجال لا يفوتنا الا وان نشكر المساعي التي قام بها بعض الاخوة في الحكومة والبرلمان في اعتبار كل التصرفات العقارية المبرمة بعد 12-6/2014     باطلة.

وختاما ومع كلام السيد المسيح له المجد  إذ قال " اسألوا ...تعطوا .. اطلبوا .. تجدوا .. اقرعوا يفتح لكم  وها نحن  إبائناالأجلاء  نقول لكم وعلى لسان أهلكم ورعاياكم ... اسألوا عنا لنعطى ... اطلبوا لأجلنا لنجد الحياة الجديدة المفعمة بالمحبة والسلام والأمان ... نقولها أيضا  اقرعوا وما دمتم انتم خير رعاتنا ..على الضمير العالمي وعلى سادة عالم اليوم  ليفتحوا لنا قلوبهم  ليرفع عنا هذا الصليب المستمر الذي نخر في وجودنا وفي كرامتنا وفي حياتنا ...

ألف تحية وسلام لكل رجل سلام ... ألف تحية وحبة لكل من يخلق السلام ... ألف تحية ومحبة لكل من يزرع البسمة فينا ... ألف تحية ومحبة لمن يعيد لنا بسمتنا ويعيد لنا بلداتنا لنعاود سماع نواقيس كنائسنا ... ألف تحية ومحبة لمن يسترجع تراثنا وحضارتنا المسلوبة ...

 

الحقوقي د. يوسف فرنسيس اقليمس

7-9-2014

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.