اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

القسطرة.. البالون.. الشبكة -//- د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 7
سيئجيد 

القسطرة.. البالون.. الشبكة

د. مزاحم مبارك مال الله

كل عضو في الجسم لا يمكن أن يستمر بأداء وظائفه وكذلك لا يمكن أن يستمر بالحياة الاّ بوجود الدم الذي يحمل الأوكسجين والمواد الغذائية أليه(بواسطة الشرايين، عدا شريان واحد يحمل دم غير نقي)، ويرجع بثاني أوكسيد الكاربون والفضلات الناتجة عنه الى القلب ثم الرئتين لتنقيته(بواسطة الأوردة عدا وريد واحد فيحمل دم نقي)

الشريان الرئيس الذي تتفرع منه كل شرايين الجسم هو الشريان الأبهر الذي ينشأ من البطين الأيسر.

الشرايين التاجية هي التي تنقل الدم الى القلب ،رغم أنه هو مضخة الدم الرئيسة، ولكن هذا الدم لا يصل الى أجزاء القلب (عضلاته) الاّ من خلال الشرايين التاجية.

يوجد شرينان تاجيان رئيسيان يتفرعان من الأبهر مباشرة ويسيران على سطح الفلب الخارجي وتتفرع منهما فروع عديدة تنتشر على والى كل اجزاء القلب.

الشريان التاجي الأيمن: يغذي الجزئين الأيمن والخلفي من القلب.

الشريان التاجي الأيسر:وينقسم الى جزئين:ـ

الأول:ـ الشريان التاجي الأمامي النازل/ ويغذي الجهة الأمامية من القلب.

الثاني: الشريان التاجي الملتف / ويغذي القسم الأيسر من القلب مع جزء من الخلف.

تتعرض الشرايين التاجية الى العديد من الأمراض كما هو الحال في باقي الشرايين. وأكثر أمراض الشرايين التاجية شيوعاً هو تضيق تجويف الشريان أو أنسدادها.

أسباب تضييق الشرايين التاجيةأو أنسدادها:

1.   السمنة.

2.   التغذية غير الصحية (لحوم حمراء، دهون، وغيرها).

3.   تناول الكحول التدخين.

4.   أمراض (داء السكري وأرتفاع ضغط الدم).

تضيق الشرايين التاجية يؤدي الى نقص في تدفق الدم الى عضلة القلب، هذا يؤدي الى التقليل من كفاءة العضلة بسبب نقص الأوكسجين، وخصوصاً في أوقات الجهد، فيعبّر عنها الجسم بألم في الصدر يطلق عليه (الذبحة الصدرية)، ولكن في بعض الأحيان يحصل هذا الألم في وقت الراحة وهذا مؤشر على تقدم الحالة أو تفاقمها.

الألم يصفه المصابون به بأنه ضغط قوي أو كطعنات السكين أو كأنه حزام مشدود بقوة على الصدر ،لفترة قصيرة ويمتد الألم الى الكتف أو الذراع الأيسر أو الرقبة وأحياناً الفك، يصحب الألم ضيق نَفَس مع تعرق بارد ،يزول الألم أحياناً بالراحة أو بتناول حبوب أو بخاخ تحت اللسان.

هناك ثلاثة طرائق لمعالجة هذه الحالة:ـ

الأولى ـ بالعلاجات التي تزيد من تدفق الدم الى القلب.

الثانيةـ الجراحية (فوق الكبرى) باستبدال الشريان المعطوب بوريد من ساق المريض أو بأحد شرايين صدره.

الثالثة ـ استخدام القسطرة العلاجية، وهذا هو موضوعنا:

القسطرة (وقد تناولناه في عدد سابق من الجريدة)، ويعني إدخال سلك وفي رأسه كاميرا من خلال الشريان الفخذي أو العضدي والقيام  بتقييم حالة الشريان.

هذه التَقَنية طورها العلماء الى ما يعرف اليوم بـ (القسطرة العلاجية)، من خلال استخدام وسيلة جديدة وهي وسيلة البالون لفتح الأنسدادات أو توسيع التضيقات في الشريان دون الحاجة الى العملية الجراحية الكلاسيكية ،وهذا لا يعني الاستغناء عنها حيث يعتمد قرار اللجوء الى أي من الوسائل الثلاث على وضعية الشريان المعطوب وهل هو شريان واحد أو أكثر وهو الشائع طبعاً، وعلى حالة المريض الصحية بشكل عام.

البالون الذي يحمله السلك يكون غير منفوخ وحينما يصل الى منطقة التضييق،يُنفخ البالون عدة مرات حيث يُفتت المادة الدهنية المتكونة على جدران الشريان، وبعد سحب البالون يبدأ الدم بالتدفق بشكل أسرع وأفضل، وفي الغالب نحناج الى وضع شبكة معدنية داعمة لإبقاء المنطقة في حالة توسع.

التفاصيل:

يتم أدخال المريض الى المستشفى قبل يوم من موعد أجراء القسطرة العلاجية حيث تُجرى له الفحوصات المختبرية اللازمة وكذلك تخطيط القلب الكهربائي إضافة  الى الأيكو(أمواج فوق الصوتية خاصة بالفلب)وأشعة للصدر.

الأجراء يتم في داخل غرفة القسطرة وليس  في صالات العمليات المعروفة، حيث أن أجراء القسطرة يتراوح بين ساعة وثلاث ساعات، في بعض الحالات يعطى المريض علاجات مهدئة  ومخففة للألام  من نوع المتوسط ،يزرق الطبيب المختص مادة التخدير في الموضع الذي سيتم من خلاله إدخال أنبوب القسطرة، تفتح فتحة قطرها 6 ملم  ويتم تتبع سلك القسطرة من خلال (مونيتر) وعلى الشاشة الموجودة في غرفة القسطرة إضافة الى متابعة حالة المريض بواسطة جهاز تخطيط القلب، البالون يتم نفخه لمدة دقيقة وهنا ربما يشعر المريض ببعض الألم يزول تماماً بعد سحب البالون.

يتابع الطبيب المعالج تدفق الدم في الشريان المعني باستخدام مادة تلوين خاصة، يؤخذ المريض بعدها الى غرفة العناية المركزة لمتابعة الضغط والنبض ونسبة الأوكسجين وكذلك كيفية عمل القلب بعد ان انفتحت الشرايين التاجية.

يُرشد المريض الى تناول كمية من السوائل بعد ساعات قليلة من الانتهاء لغرض أخراج الصبغة التي أستعملت أثناء القسطرة خارج الجسم.

هذا العلاج ناجع تماماً لدى شريحة واسعة جداً من المرضى ولكن هناك حالات قليلة لا ينفع معها البالون كون الانغلاق تام أو مكان الشريان صعب للغاية فيصار الى أجراء العملية الجراحية التي ذكرناها في الطريقة الثانية أعلاه.

يعاني 40% من المرضى الذين أجري لهم التوسيع بالبالون من عودة التضييق خلال الأشهر الستة الأولى، لذا يلجأ الأطباء الى تثبيت الدعامة المعدنية، وسبب عودة تضييق الشريان ليس فقط رجوع أو عدم زوال أسبابه وإنما بعد أجراء البالون ينشأ أو ينمو نسيج جديد في الموضع الذي تم توسيع الشريان عنده.

ان الذي يحصل في داخل الشريان عند توسيعه بالبالون هو تهتك مجهري داخلي ،وكرد فعل من قبل بطانة الشريان تبدأ بإنتاج نسيج ضام قوي يؤدي الى تضييق الشريان مرة أخرى.

الدعامات المعدنية

تتكرر حالة تضييق الشرايين التاجية لدى نفس المريض ،لذا اهتدى الأطباء الى استخدام الشبكة المعدنية الداعمة، وازداد استخدامها بحيث أصبح أكثر من مليوني إنسان في العالم سنوياً يُثبت لهم هذه الشبكة في واحد أو أكثر من الشرايين التاجية.

وحينما نقول (الداعمة)فهي ليست بسبب ضعف في جدران الشريان ، وإنما (دعماً) للأجراء الذي يسبق تثبيتها وهو نفخ البالون.

والداعمة المعدنية عبارة عن شبكة أسطوانية تشبه أنبوب قصير يتم تثبيتها في المنطقة التي استخدم فيها البالون، وتعمل عمل البطانة، الغاية منها تدعيم الحفاظ على توسع مجرى الدم وبالتالي ستقل احتمالات تضييق الشريان مجدداً.

الدعامات نوعان:ـ

1.   الدعامة المعدنية العارية.

2.   الدعامة المعدنية المغلفّة.

النوع الأول عبارة عن شبكة معدنية أعتيادية ، بينما النوع الثاني فتكون مغلفة بالدواء ، وأسمها العلمي الدقيق وهذه المادة تعمل على تخفيف حدة رد فعل بطانة الشريان الذي اجري فيه التوسيع بالبالون والتي تحدثنا عنها في القسم الأول، أي تقليل كتلة النسيج الضام الناتج عن تقاعل بطانة الشريان.

ثبت للأطباء أن نسبة عودة تضيق الشريان تراجعت الى 10% بأستخدام الشبكة الكعدنية المغلّفة بالدواء.

المضاعفات

تُعد الشبكة المعدنية جسماً غريباً في داخل جسم الأنسان، والجسم الغريب يكون مركزاً لتجلط الدم رغم أحتماليته الضعيفة، ولكنه متوقع وقد حصل ـ وقد عالج الأطباء هذه الحالة بإستخدام موانع حصول التجلط ومنها حبوب الأسبرين (81 أو 75 ملغم) وكذلك علاج بلافيكس 75 ملغم ولفترة يحددها:(الدعامة الناضحة ببطء بالدواء).حيث يتم طلاء الدعامة وتغطيتها بمادة دوائية، الطبيب المعالج.

الأجراءات التي تتبع القسطرة

في الغالب لا يحتاج المريض الى البقاء في المستشفى بعد أجراء القسطرة أو البالون، ولكن وتحسباً لأي عوارض يفضل أغلب الأطباء أبقاء المريض في المستشفى تحت المشاهدة ،والأمر الذي يتوجب الوقوف عنده هو أن المريض سيتلقى بعض مسيلات الدم أثناء أجراء القسطرة إضافة الى وجود فتحة في الشريان الذي أستخدم للقسطرة ، وهذا يعني الإبقاء بالضغط على فتحة دخول الـ(كاثيتر) فترة ليست قصيرة تحسباً لأي نزف ولحين تكوّن الخثرة الدموية التي تغلق الفتحة ،علماً أن الضغط في داخل الشريان يكون عال مما يهدد بحصول نزف من الفتحة.

وهنا يأتي دور المريض نفسه في عدم حصول النزف المتوقع وذلك من خلال أتباع كافة أرشادات الطبيب المعالج والمتعلقة بالأستلقاء على الظهر وعدم ثني المفصل الذي أستخدم الشريان بمنطقته والحركة وغير ذلك.

ومن المضاعفات التي ربما تحصل سواء بالقسطرة او بالبالون او بالشبكة:ـ

1.   حصول نزف من موضع أدخال الـ (كاثيتر).

2.   حصول أنتفاخ في المنطقة التي تم أختيارها لأجراء القسطرة.

3.   ألم والشعور بعدم الراحة في نفس المنطقة.

4.   حصول تغيير في لون الجلد أو في حرارة الفخذ أو الساعد.

5.   الشعور بالأعياء ببذل أبسط جهد.

6.   عودة آلام الصدر وضيق النَفَس كما كانت قبل الأجراء.

وبناءً على كل ما تقدم فهناك ملاحظتان:

الأولى ـ من الضروري جداً أن يتحاور المريض مع طبيبه بخصوص النشاطات الحياتية المختلفة التي يؤديها كالعودة الى العمل والسفر وممارسة الرياضة وكذلك ممارسة الجنس.

الثانية ـ أن بقاء الأسباب التي أدت الى حالة تضيق الشرايين أو عودتها تعني خضوع المريض الى أجراء القسطرة مرة أخرى مع مواجهة كافة المضاعفات، وأهم في كل ذلك مايلي:ـ

1.   تخفيف الوزن، بأستبدال النمط الغذائي نوعاً وكماً وخصوصاً الأبتعاد عن الدهون والحلويات.

2.   قطع التدخين والأمتناع عن الكحول تماماً.

3.   تنظيم مستوى السكر في الدم وكذلك الضغط.

4.   ممارسة رياضة المشي.

أن ما يتوجب على الطبيب القيام به هو القيام بالشرح التفصيلي عن الحالة للمريض وعلى المريض أن يعي " أن الأجراء الذي تم ما هو ألاّ أجراء مؤقت أو علاج مؤقت"، فالحالة ستعود مرة أخرى عند عدم الالتزام بالإرشادات الصحية.

 

التعليقات   

 
0 #4 دكتور مزاحم 2018-09-06 10:53
مامون عقيل احمد الحص/ ارجو ارسال صورة التقرير
 
 
+2 #3 مامون عقيل احمد الحص 2018-09-04 22:57
دكتور اربد توضيح لقياسات شرايين القلب لتقرير الايكو لي(Aortic root 2-3.7)(LA1.3-2. 8( LVESD3.5-56 (LVESD2.5-4.1 ارجو التفسير والتوضيح علما كفائة العضلة 40% وهل عندما تكون النسب الرقمية اعلى تكون الحالة حرجة ام عندما تقل ارجو التوضيح شاكرا لكم جهودكم
 
 
0 #2 انس العبيدي 2014-11-27 21:23
بارك الله فيك على هذا الشرح المفصل
 
 
+1 #1 اميرة السطوح 2014-09-22 15:56
wala nicee
wooooooooooooooooooow
 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.