اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• امرأة من بلادي .. ام الشهيد علي الشيخ حمود مربية ومناضلة حتى رحيلها

  بشار قفطان

               امرأة من بلادي ..

                            ام الشهيد علي الشيخ حمود مربية ومناضلة حتى رحيلها

 

                يموت  الخالدون  بكل  فج

                           ويستعصي على الموت الخلود

                                                               الجواهري

 

عن اي أمرة نكتب اليوم .؟.؟ عن ألآم  والمربية .؟  اوعن قابلتنا الغير مأذونة في الزمن الغابر.؟  او عن تلك الانسانة التي تحمل الطيبة . ؟ انها  ام الشهيد البطل علي الشيخ حمود ، الشاهدة الواقفة ومرفوعة الرأس امام عزيزها وهو يخطو صحبة رفيق دربه (الشهيد عطا الدباس )

نحو اعود المشنقة.

 الجلادون أرتعدت فرائصهم من ما شاهدوه من الصلابة ورباطة ألجأش والجلد ،التي  بانت معالمها على محيا الشهيدبن وعائليتهما لحظة الوداع  .أ الحضور لحظة تنفيذ الجريمة

ابصارهم ترنو نحو ألآم وهي ايضا تنظر شاخصة  الى ما يدور حولها من هذا المشهد  وكأنه حلم أو أسطورة من الاساطير التي حدثتنا عنها جداتنا .

 تلك ألآم التي لاذ بسد عبائتها وبين احضانها  أبناء ألشهيد وبناته وحتى زوجته وهم جميعا أمام  هذه الصور المروعة  .

 أي جرأة تملكين .؟  أقول لربما استذكرت ايامها الاولى عندما تناغي أبنها  في مهده في الليالي الطوال

  ( دللول يالولد يبني دللول عدوك عليل وساكن الجول ) و لكن الجواب جاءها سريعا من فلذة كبدها وهوه يعتلي صهوة المجد ليشتري الحياة

  ( الشعب ما مات يوما فأنه لن يموتا  ان فاته اليوم نصرا ففي غد لن يفوتا  )  ومن هنا تبدأ القضية.

  تنظر للجميع بعين التفاؤل للمستقبل الذي سيكون حتما  لمن هتف أبنها لآجلهم، لآنه ورفيقه طرزا الطريق بدماءهم الزكية من أجل المستقبل الزاهر.

كم من ابناء وبنات مدينتي منحتهم ( ام الشهيد علي  ) الحياة عندما تحضر لتسهيل امر ولادة امهاتنا  ومنها شممنا الحياة،.؟  وصرنا في عالم الدنيا ، وكم منا  كبر وشق الطريق  واكمل دراسته ، وتخصص من تخصص وصار أبا أو أما ورب اسرة ..؟

يفخر أبناء وبنات مدينة الحي الباسلة بالمرأة والآم التي انجبت الشهيد البطل علي ألشيخ حمود

أسمها  ( حديد  ) احبت ابنائها  حبا واحتضنت ابناء زوجها واحسنت رعاية الجميع وعندها من الاولاد

الشهيد علي ونعمه ورزوقي  و محسن

تأثرت العائلة بالافكار التي أعتنقها و ناضل من اجلها ابنها البطل علي  وهي صارت منفذة  لما يطلبه منها في توزيع البريد الحزبي على بيوت الرفاق في ذلك العهد البغيض .

 وللمرأة الراحلة افضال يعرفها ابناء المدينة وبناتها  وهي التي كانت القابلة غير الماذونة وبدون أجر أو مقابل , تلبي طلبات دعوتها في أي وقت تكون الحاجة لها بدون كلل اوملل  لتسهيل مهمة ولادة امهاتنا بالرغم من العوق الذي تعاني منه في كف احد رجليها الاان ذلك لم يكن مؤثرا ولا يمنعها  في مواصلة متابعاتها لامهاتنا الحوامل وقد اشترت دراجه هوائيه لمساعدتها في سرعة تنقلها في ازقة ودرابين المدينة العامرة باهلها وكان الشهيد علي أو أحد أبناء الجيران من يوصلها الى بيوت  محتاجيها من البيوت، وفي ظروف لم تكن فيها الادوية المستخدمة منوفرة ، واحيانا تبقى الى الصباح الباكر مع من تحتاج الى رعايتها ، واضيف الى ذلك انها لم تعتذر عن بذل خدماتها مهما كان المناخ وبرودة الجو وخاصة في ايام الشتاء وهي المعوقة في كف رجلها .

ام الشهيد  (علي  ) شاركته نضاله الوطني منذ مطلع خمسينات القرن الماضي وكما قلت في مكان سابق انها موزع بارع لبريد الحزب ونشراته السريه وكم من المرات استطاعت ان تموه على افراد الشرطة وتمهد لآبنها المطلوب القبض عليه من الافلات نحو الجيران  ، وكانت تشارك المتظاهرين في  المدينة بتواجدها مع مجموعة من النسوة في توزيع اللافتات والهراوات من بين أكتارهن على المتظاهرين.

وبصمات المشاركة مع المتظاهرين واضحة لها ومن معها من الزغاريد والهلاهل التي تثير الحماس في النفوس والاصرار على النضال اليومي المطلبي .

  كانت سباقة في تشكيل الوفود النسوية  لمراجعة المسئولين في القضاء بالمطالبة باطلاق سراح المعتقلين والموقوفين والمفصولين من الطلبة والشباب بسبب نشاطهم الوطني .

 في عام 1955 على خلفية عريضة تطالب بنقل الحاكم الموجود في القضاء  تم اعتقال بعض الموقعين على الطلب واعتبر الشهيد علي الشيخ حمود محرضا  واعتقل  معه  الرفيق هاشم جلاب واخرين

بادرت ام الشهيد علي بتشكيل وفد نسوي مع مجموعة من النساء   هي  وام المرحوم عبد رسن وشقيقة ابو نزار هاشم جلاب وام المرحوم عباس حاج حسين وام كفاح زوجة الشهيد (  علي )

 واخريا ت معذرة لمن فات ذكرها ، وتم الحديث مع الحاكم على ضرورة اطلاق سراحهم خشية اصدار احكام قاسية عليهم  وهنا أجاب الحاكم (  ينحكمون ما ينحكمون للجير والجهنم  ) هنا ردت علبه احد عضوات الوفد (  جير اليجير وجهك ) عندها غضب الحاكم وتكلم عليهن بكلام خشن .

وعندما عدِّّن نقلن الحديث الذي دار مع الحاكم الى رفاق الحزب . وفي تلك الليلة اثناء  خروجه من نادي الموظفين الكائن على نهر الغراف تعرض له اثنان من رفاق الحزب تاديبا لتصرفه الخشن مع الوفد النسوي وقد نقل على اثرها من القضاء واطلق سراح الموقوفين ، لليلقى القبض على وجبة جديدة بتهمة الاعتداء على الحاكم .

وظلت ام  ( الشهيد علي ) مواكبة مع تحركات ابنها.

وعلى اثر انتفاضة  كانون الاول من عام 1956 في مدينة الحي اعتقل ابنائها علي ونعمة واما المرحوم محسن استطاع من مغادرة المدينة الى سوريا وقد حكم على الشهيد علي بالاعدام شنقا حتى الموت ونعمة الشيخ حمود خمسة عشر عاما وعلى محسن بالحكم غيابيا خمسة عشر عاما .

وقبل تنفيذ حكم الاعدام الجائر بحق أبطال ألآنتفاضة  مطلع كانون الثاني عام 1957 ، قامت أم الشهيد البطل طيبة  ألذكر بتشكيل وفد نسوي  منها وزوجة أبنها  ومن عائلة الشهيد عطا الدباس بمقابلة الامير ربيعة للتوسط ورفع الحيف عن البطلين وتخفيف أحكام الاعدام الى المؤبد ألآ أن السلطات الرسمية اشترطت ذلك بأعطاء براءة من الحزب الشيوعي العراقي  . رفض الشرط من قبل البطلين.

 فجر يوم 10 / 1  / 1957 وقفت ام الشهيد البطل  وبقية افراد العائلة لائذين بعبائتها وهي فخورة بحسن ذك المصير لابنها الذي دفع حياته ثمنا من اجل القضية التي أمن بها لقد وقفت ام الشهيد البطل شامخة الرأس وتنظر الى ابنها وهو يوصيها ان تكون وفية على العهد وتسمي ما في بطن زوجته ان كان ذكرا باسم  (عطا )  وفاء لرفيق الدرب  وتحسن تربية الجميع باعتبارها هي رب الاسرة بعد سجن جمع الابناء

لقد بقيت تلك الانسانة والتي تقدم بها العمر وفية للمباديء التي استشهد ابنها من اجلها وبقت ناصعة اليد بيضاء  بالرغم  من الاغراءات  والترهيب ،  سوء حالة العائلة االمعاشيه لم تدفعها لتمد يدا لآحد

ألمجدا للآم والمربيه والقابلة  المناضلة ام الشهيدعلي الشيخ حمود

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.