اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• سلاما بشار رشيد

عــادل الــعـتـابي

                    سلاما بشار رشيد

 

قم بشار من قبرك واستقبل الأصدقاء، فإنها الذكرى الثانية والثلاثين لرحيلك إلينا، إننا عالم الأحياء، انهض من جديد لتقابل الرفاق، بعيدا عن زنزانة سوداء او دهليز اظلم او حجرة انفرادية تقربك من الجنون قليلا، اخلع رداء الموت فان الدنيا الان جميلة بلا حرس الإعدامات وغرف الاستجوابات التي كان فيها كل شيء معدا تماما وسلفا للإعدام، رميا بالرصاص او شنقا بالحبال وأنت الذي يختار طريقة الموت الى الحياة، رايات حزبك الحمراء والملونة في كل مكان والتظاهرات في عيد العمال العالمي علنية وحاضرة والشبيبة واتحاد الطلبة وكل الأحزاب بمختلف ألوانها وصفاتها وأشكالها وعناوينها تعمل من دون خوف فوق تراب العراق الطاهر، انهض يا بشار لترى ماذا حل بالرضوانية التي شهدت اعتقالات وحلاقة رأس وضرب الرياضيين من كل العراق لأنهم لم يلعبوا جيدا مع المنتخب او فرقهم او لان البعض منهم كان يحب العراق أكثر من القائد.

 

انهض يا ابن رشيد، لتجد ان مدينتك الثورة وهي مدينة الصدر الان تعيش الرياضة في كل ساعة ويلعب صبيتها الكرة من الصباح حتى ساعة متأخرة ليلا، لا جيش شعبيا يبحث عن متطوع بالعنوة ولا حرس جمهوريا يدخل البيوت لإلقاء القبض على جندي قد ترك الخدمة العسكرية خلف ظهره، إنها المدينة التي تعطي دوما كما أعطيت أنت الفن واللعب النبيل، وتدفع بألف بشار رشيد الى ساحات كرة القدم فهي المنجم الذي لا ينتهي البحث فيه عن المواهب دوما.

 

لم تكن وحيدا في محنتك ذلك الوقت فقد كانت ماكنة الإعدام تحز الرؤوس بعيدا عن المسميات فالشاعر والفنان والرياضي والسياسي والمثقف والعامل معد سلفا لان يكون رقما في المعتقلات وفي ما بعد رقما في قائمة الإعدام، ومهما نعيش اليوم من إرهاب وتفخيخ وتفجير فإننا سنمضي في بناء البلد، بناء العراق الجديد برغم الاحتلال وستكون رياضتنا بإذن الله في القمة، وسنعيش مسالمين يكون فينا العقل حاضرا والرأي والرأي الأخر هو الفيصل ولن نشير من بعيد او قريب الى مقصلة او ساحة إعدام، وسيعرف العالم اجمع بان العراقيين لن يعودوا الى زمن ولى واخذ معه كل الآهات وقتل فيهم الأمنيات.

 

أن الرياضة اليوم وهي تعيش فسحة الحرية ولو بقليل منها فإنها يجب أن لا تنسى أبدا ذلك الظلم الذي وقع عليها سابقا، وان يكون الالتزام الكبير والاحترام العادي هو ديدن الجميع لأنه يعكس أدبا جما وخلقا عاليا، ولا يظن احد بان احترام النفس هو خوف او عدم مقدرة على الإتيان بالقوة واستخدامها في كل الأوقات، لان ذلك لا يبني رياضة جديدة بقدر ما يتمكن أي منا ببناء نفسه أولا في عالم الرياضة الرحب الذي يقبل النقد والتوجيه والحوار بما يملكه من خزين كبير من الروح الرياضية التي يجب ان يتحلى بها الجميع.

 

سلاما بشار رشيد وإنها ذكرى عبقة بان نجتمع فيها نحن الرياضيين لنتذكر احد الرموز الكبيرة من شهداء الرياضة ولنوفي العهد لك بان تكون الرياضة العراقية وكرة القدم في المكان اللائق بها.

ـــــــــــــــــــــــــــ

عــادل الــعـتـابي

"جريدة الملاعب"

17 / 5 / 2010

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.