اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• من شهداء الحركة الطلابية العراقية / عبد الرضا الحاج هويش

بشار قفطان

من شهداء الحركة الطلابية العراقية / عبد الرضا الحاج هويش

 

                        شهداء من مدينة الحي

 

   يبقى الشهداء شعلة وهاجة تنير الدرب لحَمَلة الراية التي استشهدوا من اجلها  

شهدت الحركة الطلابية العراقية أوج نضالاتها الوطنية والمهنية منذ بداية نشوءها  ،

في أواسط  أربعينات القرن الماضي من خلال النضال اليومي ألمطلبي  المهني والوطني واخذ يشتد ساعدها   في ممارستها للنضال  وكيفية تعاملها مع مستجدات العمل اليومي من ردود الأفعال التي تطفو على الساحة السياسية

ولقد تعزز ذلك النضال عند عقد المؤتمر التأسيسي لاتحاد الطلبة العام في أواسط نيسان عام  1948في ساحة السباع في العاصمة بغاد في ظل أوضاع سياسية بالغة التعقيد كان يمر بها البلد  بعد أشهر قليلة من وثبة كانون الوطنية  التي حصلت مطلع ذلك العام

ولقد عرفت الحركة الطلابية العراقية بقيادة اتحادها  المناضل اتحاد الطلبة العام وجوه طلابية لاتنسى  في تصدر النضال الوطني والمهني  وان معظم تلك الوجوه قد انخرط في العمل السياسي الوطني ليضيفوا نشاطا أخر إلى  فاعلية اتحاد الطلبة العراقي.

من هذه الوجوه الشهيد البطل عبد الرضا الحاج هويش

لقد عرفت الحركة الطلابية العراقية المناضل عبد الرضا الحاج هويش في أربعينيات القرن الماضي .

وفد الى بغداد  من مدينة الحي التي ولد فيها في أواسط عشرينات القرن الماضي من عائلة ميسورة

كان والده  المرحوم الحاج هويش  بزازا معروفا بالقضاء وكان يملك في محله قاصة لخزن مدخراته ومدخرات من يأتمنه عليها  من الأهالي وكان يمارس نشاطا مصرفيا في القضاء .في تسهيل تصريف العملة.

وأما ابنه الشهيد عبد الرضا أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في قضاء الحي ، ثم انتقل إلى بغداد  مع زميل دراسته ورفيق دربه زاهد محمد زاهد بعد تفوقه في درجاته الامتحانية  ليضمن له القبول في كلية فيصل التي نشط فيها لبث الأفكار الوطنية واليسارية.  وهي أيضا كانت معقلا من معاقل الحزب الشيوعي العراقي  بسبب انتشار الفكر الماركسي في العراق وما أفرزته الحرب العالمية الثانية من نتائج  أهمها انتصار الجيوش السوفيتية ضد الجيوش النازية ، وقيام منظومة الدول الاشتراكية ، ووأد الحريات الديمقراطية في العراق بسبب انصياع المملكة العراقية تحت تأثير السياسة الاستعمارية وخصوصا  البريطانية

في عام1948 فصل الشهيد عبد الرضا الحاج هويش مع من فصل من رفاقه وزملائه  من الطلبة  بسب النشاط الواضح للطلبة الشيوعيين في كلية فيصل .

عاد الشهيد الى مدينته ليواصل نضاله الوطني في صفوف الحزب الشيوعي العراقي اذ برز اسما لامعا في مطلع الخمسينات  ، امتلك الشهيد الحكمة والدراية وكان حاذقا يكسب ود من يتعرف عليه .سباقا في تبني وحل المشاكل التي تصل الى مسامعه ، وأطلق عليه بالساحر  انه بارع و متمكن في إقناع الطرف الأخر. كان يتصدر المواكب الحسينية في شهر محرم الحرام  ومرات عديدة يتعرض للمساءلة من قبل اجهزة السلطة  بتهمة اثارة  القلاقل  والتحريض ضد نظام الحكم القائم انذاك  في تلك المواكب والتعازي .

عام 1954 حصلت مشكلة عائلية ذات يوم بين المرحوم الوالد وشقيقي الذي يكبرني  بسب نشاطه في صفوف الحزب الشيوعي ، الذي لم يتحمله الوالد ، مما اضطر شقيقي ان يترك البيت  ووصل سمع الوالد ان ابنه يعمل مع عمال الطين مما أثارت  حميته وغيرته على ابنه  المدلل  ، فما كان من الوالد ان  طلب مني الذهاب الى عبد الرضا واستدعائه الى دكان الوالد ، عندما طلبته للحضور أمام الوالد حضر معي مسرعا وبدون إي تلكؤ آو اعتذار عن المجيء بالرغم من عمري كان لايتجاوز عشر سنوات

وما كان من الوالد ان اسمعه من الكلام الخشن واعتبره محرضا لتمرد ابنه وتركه البيت  لأنه اشغل أفكاره ،  وكنت صاغيا لما دار من الحديث وعندما اكمل الوالد سعير غضبه . عندها التفت الى الوالد قائلا ..:  ( أكملت عمي ابوعزيز كلامك. : لماذا تحملنا مسؤولية أخطائكم  إننا خلقتا لزمان غير زمانكم كما انتم خلقتم لزمان غير زمان إبائكم  . أنا لا اعرف عن عزيز خارج البيت  .. ألان من خلال كلامك  عرفت  .." ولكن عليك أن تعطيه وتأخذ منه بالتفاهم معه والاستماع أليه  . .."   ) هنا برزت على وجه الوالد الابتسامة  .. أكملها قائلا  .." ( عمي أني اكَدرلك ابن حجي هويش . أريدك أتروح أتجيب عزيز ألان    " ) ..أجابه  :  ألان عمالة الطين بعدهم بالعمل تنطيني أجرته  عن عمل اليوم  ..ألان احضره أمامك وأما يكمل ظهريته والعصر نحضر سوية إلى البيت بالشروط اللي يريدها عبد الرضا هويش  ..

 وهكذا استطاع ان يصلح ما كان عندنا  من الكدر .

 وحادثة أخرى  ينقل لنا المواطن عبد الله الحاج حسبن أمد الله في عمره  .. :  كنت يافعا اعمل مع والدي في دكانه وعندما يذهب الوالد لقضاء بعض أشغاله اترك الدكان صوب عبد الرضا الذي يجلس في محل أبيه ويسحرني بأحاديثه المشوقة ومرات عديدة الوالد بعود إلى محله وأنا سارح مع سح الوالد مقترحه السديد . ( لو بالدكان . ؟ لو مع عبد الرضا ..؟  ) قلت له حلا وسطا اعمل لوجدي ، حيث اشتريت عربة وجعلت عليها بسطة من اللوازم البينية البسيطة عندها شعرت باستقلاليتي الجزئية  وتوثقت علاقتي مع الشهيد عبد الرضا  واخذ يكلفني ببعض المهام الحزبية البسيطة. ولي طريفة في ذلك ، كنت أضع الكلاو على راسي

( العرقجين )  وكان يضع الرسائل التي يكلفني بإيصالها لهم تحت الكلاو  وهم يعرفون ذلك مسبقا  ، عندما أصل هدفي أراه مستعدا لأخذ ما  أخفاه الشهيد عبد الرضا تحت وسيلة النقل السرية

هذا النشاط الاجتماعي ونشاطه السياسي الواضح مع الآخرين جعله عرضة للاعتقال والمطاردة . ومن الطرائف التي يتندر بها البعض من عاشوا تلك الفترة

في احد الأيام صدر أمر القبض على عبد الرضا  وعندما وصلت الشرطة الى دارهم والاستفسار عنه لم يكن موجودا بعدها طلبوا شقيقه محسن وأيضا لم يكن موجودا وبعدها أرادوا شقيقهم الأخر حسن أيضا لم يكن موجودا فما كان من المرحوم والده سال الشرطة  .. ( عمي ذوله الولد اشبيهم ..؟  )   كالوله والله شيوعيه  .."

  ( أجابهم جا ظلت عليّه  وعلى أمهم هم سجلونا وياهم حتى تكمل السبحة ؛ )

 كان مشاركا في جميع الفعاليات السياسية التي تجري في المدينة و في المركز المرموق في قيادة الحزب.

في انتفاضة مدينة الحي في كانون الأول من عام  ،  ثم  حكم عليه غيابيا بالآعدام شنقا حتى الموت

بعد انتصار ثورة الرابع عشر من تموز 1958 لم يتمكن من العودة الى بلده ومدينته بسبب ارتباطاته التنظيمية

حيث حضر مؤتمر اتحاد الطلاب العالمي المنعقد في بكين مطلع عام 59 19 ممثلا عن اتحاد الطلبة العراقي وبعد انفضاض اعمال المؤتمر وعودته باتجاه الاتحاد السوفيتي سقطت بهم الطائرة في جزر كالناش  واستشهد في ذلك الحادث المروع .

كان أبناء المدينة يستعدون لاستقباله على ضوء رسائله التي كان يبعث بها إليهم   واعدا إياهم عودته  المرهونة بأنتهاءالمؤتمر العالمي للطلاب .

ولكنهم صدموا وروعوا   عند سماعهم  الحادث الجلل لفداحة الخسارة  برحيل ابنهم البار وممثل اتحاد الطلبة العام في المؤتمر الطلابي العالمي

 وقد اقيم له مجلس عزاء يتذكره معظم من عاش تلك الفترة  .

و برحيله  فقدت وخسرت الحركة الطلابية العراقية والعالمية كادرا ومناضلا شجاعا  صلب العود من اجل تحقيق الأهداف التي امن بها وأفنى زهرة شبابه من اجلها

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.