اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

النصير الشيوعي حمه سعيد قرداغي وداعا

 

النصير الشيوعي حمه سعيد قرداغي وداعا

جمعية البيشمةركة  القدامى { الانصار}

للحزب الشيوعي الكوردستاني

 

ولد الرفيق حمه سعيد الحاج محمد والمعروف بالرفيق {حمه سعيد قه ره داغي} في ناحية قرداغ في عام 1953 عاش وترعرع في عائلة كادحة مناضلة  وتوفي والده وهو طفل وعمره سبع سنوات ومنذ نعومة اظفاره إنخرط بالعمل مع شقيقه الكبير الرفيق حمه رشيد قرداغي من اجل لقمة العيش للعائلة المتكونة من {الوالدة واربع شقيقات وشقيقين}.

كانت حیاة العائلة الكادحة صعبة جدا ولم يستطع الرفيق حمه سعيد بعد تخرجه من السادس الابتدائي الإستمرار في الدراسة, ومنذ صباه توجه الى ساحات العمل ليعمل بجد ونشاط من اجل مساعدة العائلة،وكان محبوبا لدى الجماهير وله صلات إجتماعية واسعة.

تم سوقه للخدمة العسكرية عام 1971 وخلال وجوده في الجيش لمدة ثلاث سنوات تعلم اللغة العربية، وبعد إدائه الخدمة بقى في مدينة بغداد وبدأ العمل بصفة عامل في احد المعامل، ونظرا لنزاهته وصدقه ووفائه لعمله اختاره صاحب العمل وجعله مشرفا ومسؤولا عن العمال، وعاش فترة من الزمن مع عمال من منطقة قرداغ ودربندخان، وهؤلاء العمال يشهدون على نزاهته واخلاصه للعمل.

في عام 1970 وفي عز شبابه التحق حمه سعيد بالحزب الشيوعي العراقي، وعمل في منظمة الحزب في قرداغ، وبعد الحملة الوحشية عام 1978 من قبل سلطة حزب البعث العربي في بغداد على تنظيمات الحزب، وكان شقيقه الاكبر حمه رشيد قرداغي أنئذ احد القادة والانصار البيشمه كة الاوائل، واخذت دوائر الاستخبارات وتنظيمات البعث تبحث عن حمه سعيد لإعتقاله حيث إضطر الى مغادرة عمله في بغداد والعودة الى السليمانية والوصول الى قرداغ، واشترى بماله بندقية والتحق في تلك الايام العصيبة بصفوف مفارز الحزب في بداية نشاطاتها، وقد شارك مع رفاقه في العديد من الفعايات للتصدي لقوات السلطة الدكتاتورية في بغداد.

في 1979 ولأول مرة قامت مفرزة بطلة للرفاق بضرب معسكر قرداغ، وكانت مساهمة الرفيق حمه سعيد وشجاعته ودوره البطولي ومعرفته بجغرافية المنطقة اثرا كبيرا على المفرزة، وهو المخطط لضرب مقر منظمة حزب البعث في قرداغ، وشارك ايضا في مفارز قرداغ وكرميان، واتصف بالشجاعة والهدوء، وكان مؤمنا بسياسة الحزب.

في 1980 بدأت القوات العسكرية بضربمقرات الحزب في قرى هيرتا وزي على الحدود العراقية  - الايرانية، وفي احد الايام سقطت قذيفة بالقرب من الرفاق وأدت الى جرح الرفيقين حمه سعيد ومجيد دوكاني { استشهد مجيد دوكاني ايام عمليات الانفال}.

في البداية قام الرفيق الدكتور دلشاد ونجم الدين هه ورامي بمعالجة جروح حمه سعيد البليغة، وذهب الرفيق نجم الدين الى منطقة هه ورامان في ايران وجلب معه (جراحا شعبيا) وقام بتجبير كسوره، وبقى الرفيق لمدة ثلاث اشهر في كهف في جبال نوسود       و هورامان، وكان رفاقه الانصار البيشمةركة يقدمون له الخدمات، ولم يتكلل العلاج بالنجاح وارسله الحزب الى ايران بغية علاجه، ومن ايران الى سوريا وإرساله الى الاتحاد السوفيتي، و بعد تلقي العلاج ، وفي عام 1982 عاد الى كوردستان وعاش في مقرات الحزب في جبل سورين وكرجال، وفي النهاية استقر في مقر الفوج 15 قه ره داغ.

كانت للرفيق حمه سعيد علاقات اجتماعية جيدة مع المواطنين في القرى،  وكان محبوبا عند الرفاق والناس الاخرين، وله خبرة ادارية وعسكرية، وكان امرا لمفرزة ومن ثم مساعدا لآمر فصيل وأخيرا أمر فصيل، وقد لعب والرفيق مجيد دوكاني وعدد من الرفاق دورا بارزا في التخطيط لإقتحام ناحية قرداغ وتحريرها من السلطة الدكتاتورية.

اصيب حمه سعيد في حياته ضمن قوات الانصار البيشمةركة مرتين بجروح خطيرة، المرة الاولى في مقر الحزب في قرى هيرتا وزي في 1980، والمرة الثانية عام 1988 عندما ضربت القوات العسكرية قرية سيوسينان بالكيمياوي واوقعت 78 شهيدا وجرح العشرات، وذهب حمه سعيد وعدد من رفاقه الى القرية لمساعدة المواطنين الذين اصيبوا، وجلبهم الى مستوصف قاطع السليمانية وكركوك فی قریة استيل العليا للعلاج، وبالرغم من اصابته شارك جنبا الى جنب رفاقه في قاطع السليمانية وكركوك للحزب الشيوعي العراقي في معارك الانفال الثانية في قرداغ ومعارك الانفال الثالثة في كرميان، كما شارك في المعارك في مقرات الحزب في دولى كوكا وقنديل وباشبرد في منطقة بنجوين والمناطق الحدودية، وشارك ايضا في الإنتفاضة الجماهيرية عام 1991,

في نهاية 1991 دخل حياة جديدة وتزوج وكانت الحصيلة { ولد وبنتين باسماء سفين وسافان واسيا} وهم الآن مستمرون في دراستهم الجامعية، وكان الرفيق يهتم بهم ويقول دائما: امنيتي ان ارى ابنائي افضل مني.

نظرا لآلامه المستمرة جراء جروحه سافر عام 1996 عن طريق بعض من معارفه واصدقائه الى بغداد لعله يجد علاجا، وفي بغداد اجريت له عملية كبرى ولكن الآلام لم تفارقه، وهذه المرة غير وجهته بالذهاب الى خارج البلاد فسافر عام 1998 وبمساعدة اصدقائه وصل الى المانيا، وان متاعب الطريق اثرت على صحته فبقى عدة ايام عند اقاربه ومعارفه وبعد ان تدهورت صحته ادخل المستشفى واجريت له عملية جراحية، وبعد عام لم يشعر بالتحسن فغادر المانيا وتوجه الى النرويج، واخذت صحته تسير نحو الأسوأ فدخل المستشفى واجريت له عملية لساقه وعملية ثانية لظهره، وعاش في النرويج عشر سنوات وهو يتلقى العلاج، وقد ساعده الاقارب والمعارف وكان حمه سعيد يقول دائما: ان اهتمامهم ومساعدتهم لي دين علي. 

عاد في عام 2010 الى كوردستان ولم ينقطع عن النضال واستمر كنصير بيشمةركة واستحق تكريما وحصل عام 2015 على مدالية جمعية البيشمةركة القدامى للحزب الشيوعي الكوردستاني، ومدالية اخرى عام 2017 من جمعية البيشمةركة القدامى في كوردستان، وحتى رحيله عنا كانت آثار وحروق السلاح الكيمياوي  بادية على جسده، وعاش حمه سعيد حياته  عاملا كادحا وفي قوات الانصار متحملا الالام ومصابا بجروح لا علاج لها, وكان في حياتة الاخيرة متقاعدا بصفة بيشمةركة قديم، وفي عام 2012 قدم اوراقه ومعاملاته للجهات المختصة للحصول على راتب تقاعدي للإعاقة كونه اصبح معاقا جراء اصابته اثناء المواجهة مع ازلام السلطة الدكتاتورية في العراق، ولكنه لم يتلقى اي جواب من الدوائر المختصة.        

الرفيق حمه سعيدكان وفيا يساعد المحتاجين، وشارك في مراسم دفن وتعزية الرفيق عزيز محمد في اربيل وعند عودته الى السليمانية وفي حادث مؤسف وغير متوقع توفي في 1/6/2017.

الف تحية للفقيد حمه سعيد قه ره داغي وجميع الشهداء.

جمعية البيشمةركة  القدامى { الانصار}

للحزب الشيوعي الكوردستاني

21/7/2017

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.