اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

بعض مما كُتب بحق المناضلة حليمة پـولا// لطيف پـولا

 

بعض مما كُتب بحق المناضلة حليمة پـولا

لطيف پـولا

 

حليمة  تصارع المرض العضال وهي تبتسم بمرارة

            كلمات  قليلة  وفاء  لأنسانة  كبيرة

                                       جميل روفائيل

         تعـرفتُ  على ( المرحومة )  حليمـة  للمرة  الأولـى ،  عـام  1957 وأنـا  طالـب، حيث كنت ضيفـا في بيت أبـن عـمي ( المرحـوم ) أوراها رفـو مرقس في  بغـداد ، كنـا جالسـين ودخلـت شـابة بشـوشـة مملـوءة  حيـويـة ونشـاطا، ورحب بـها الموجـودون ( أهلا  أهلا  حليمة ) سـلمت على الموجودين، وحيـن وصلت عـندي  وهي تصافحـني ( وكنت أصغـر الموجوديـن عـمرا ) نظـرت الـى ( الـمرحـومة)  ماريـة ( زوجـة المرحـوم أوراهـا ) فـقـالت ( المرحومة ) ماريـة: عـزيزنـا جميل أبـن أخونـا روفائيـل..

 

جلسـت حليـمة بجانب ماريـة، وزادت الجـو مـرحا وضحكا وأمـورا مثمـرة، كان  الحديث متشـعـبا، سـؤال عـن أشـخاص، نشاطات المناضلين الشيوعـيين وأحـوال  من هم منهـم في السـجون. كنت معـجبا بأسـلوبها الرائع في الكـلام والأمور الوطنيـة التي تـتناولـها ( لـم أكـن منتـميا الـى الحزب الشيوعـي ولكنـني كنت متعـاطفا معـه  بشـكل كامـل). .

بعـد  أكثـر من سـاعـتين من أروع الأحاديث، أخرجت من حقـيـبتها رزمـة مـن  الأوراق وسـلمتها الـى ماريـة. وودعـتـنا بأبتسـامات عـذبـة . . وذهـبت. .

 

صـادف أن حضـرت مرات عـدة أخـرى الـى بيـت أبن عمـي أوراها، خلال عـام  1957 والنصف الأول من 1958 .. وبأجـواء رائعـة مـماثلـة ورزم آخـر  منشـورات  الحزب  الشـيوعـي. .

      والمـرة الأخيـرة التـي رأيت فيـها ( المرحومـة ) حليـمة كانت، إمـا في النصف  الثـاني من 1958 أو في 1959 لا أتذكـر جيـدا،  حيـث كانت في سـيارة مع  عـدد  من أقاربـها ( أعـتقـد أن شـقـيقـيها: فاضـل ولطيف كانـا معـها) في طريقـها الـى  ألقـوش، وتوقـفـت بعـض الوقـت في تللسـقـف للسـلام على عـمي (المرحـوم)  ألطون  نعـمو، الـذي كان مناضلا شـيوعـيا جليـلا وتعـرفـه من بغـداد، وكان ألطـون أحـد  أبـرز شـخصـيات تللسـقف طيـبة وخلقـا وشـهرة، وكان مختـارا لتللسـقف بعـدما   أنتـخبـه أهـالي القـرية بـما يشـبه الأجمـاع . . وسـلمت عـليـها وعـلى من معـها..  وكانت بالروعـة نفسها التي عـرفتها في بغـداد مرحـا ونشـاطا..

 

        ومـرت سـنوات، وبالتحـديد في 1973 إذ تعـرفت في بغـداد على فاضـل  شقـيق حليمة، بعـد تأسـيس الجمعـية الثقـافية للناطقيـن بالسـريانية ، حيث توطـدت  صداقـتـنا ولقـاءاتـنا المتـواصلة وأنسـجامنـا في أفكارنـا، من خلال عملنا معـا لأكثـر  من سـبع سـنوات في هيـئة تحـرير مجلـة الجمعـية (قـالا سـريـايـاـ  الصـوت  السـرياني  )  . وقـد  ألتقـيت الأخ فاضـل لآخـر مـرة  فـي  بلغـراد  عـام  1992 عـندما حـل  مـع عـائلتـه ضـيفا كريـما عـزيـزا عـندي لأيـام عـدة وهـو في طريقـه الـى ديـار  الغـربـة  الولايات المتحـدة ، الديـار التـي لـم يخطـر في بالـه أن يرحـل أليـها يومـا، فـقـد كـان  في أشـد الألـم والمـرارة على فـراق العـراق حيث وطنـه وتاريـخ آبائـه وأجـداده  ونضـاله وأقاربـه وأصـدقاؤه وآمـالـه. أمـا لطيـف شـقيق حليمـة، فقـد تعـرفت عليـه   أيضا في بغـداد خلال عـملي الصحفي، وأن لـم تكـن عـلاقـتي معـه قويـة كـما  كانت مع شـقـيقـه فاضـل، إلاّ أنـني وجـدته كامـل المواهـب نقـي الخصـال، إضـافـة  الـى الأخـلاق الحميـدة وطيـبة المعـشر، فـهو شـاعـر وأديـب وصحـفي ومحلـل  سـياسي  وأجتـماعـي وفنـان  قـديـر . وهـي  صـفات،  حقـا ،  قـلّـما  تـتجمـع  في  إنسـان  واحـد . ولطيـف  پـولا  هـو  أحـد  هـذه  القـلة  النـادرة. .

 

       أمـا  حليـمة. . فسـتبقـى خالـدة فـي  سـجلات  حـزبـها الخـالد، لأنـها فـي  الصـف الأول بيـن مناضليـه . . وسـتبقـى زهـرة بهيـة زكيـة فـي ذهـن كـل مـن  عـرفـها. وهـي جديـرة بكـل ذلـك،  لأنـها كانت أكثـر مـن أنسـانـة فـي التضحيـة مـن  أجـل حريـة وطنـها وسـعـادة شـعـبها. . وفـي الجـلال والكرامـة والصـمود والشـموخ  وتـرك الأثـر الطيـب فـي كـل مكـان حلـت بـه. هنيـئا للعـائلة التـي أنجبـتها وللأسـرة  التـي سـعـدت بـها ولكـل قريـب لـها. . بلقـب إنـه مـن عـائلة حليمـة پـولا . 

وهنـيـئا لـي شـخصـيا مـن ذكـرى. . لأنـني  عـرفت  الأنسـانة  الأنسـانـة  حليـمة .

 

              المناضلة حليمة موسى پولا

                                                      نبيل دمان

                                                 11 آذار 2005

تفتحت عيون حليمة قبل حوالي ستين عاما في بيئة ريفية تفرض تقاليدها الصارمة وربما قيودها على  المراة , ولكن عائلتها الصغيرة منحتها بعض الحرية النسبية فتلمست وتحسست معاناة بني جنسها وهن يتعرضن الى الضغوطات المنزلية والحرمان في غالب الأحيان من فرصة اختيار شريك ,الحياة وبعض الاُسر كانت لا تشجع بناتها للذهاب الى المؤسسات التعليمية بل تفكر بالإسراع بدفعها الى الزواج , لذلك كانت الفتاة  تتزوج احيانا اذا بلغت  الرابعة عشر  من عمرها ,واذا بلغت الخامسة والعشرين فان فرصة  زواجها تقل  كثيرا . عندما تركت حليمة بلدتها وذهبت الى العاصمة  بغداد قبيل  ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة انطلقت في نضالها لتدافع عن بني جنسها والانسان , ولتعمل بهمة ونشاط في رابطة المراة العراقية , ولتلتقي فيما بعد برفيق دربها . في عام 1963 م اثر الانقلاب الدموي تعرضت حليمة للمطاردة والاعتقال وكانت تخرج في كل مرة من تلك المأسي مرفوعة الراس واكثر قوة وتمسك بمبادئها التي بقيت وفية لها طوال عمرها .شاءت الصدف ان التقي بها عام 1980 في بغداد وفي ظرف صعب يقدره من عاشه حيث كانت تسرح قطعان الدكتاتورية وأجهزتها لإقتناص المناضلين وسومهم العذاب والموت .كانت حليمة قوية في ايمانها وفي دفاعها عن مباديء الحرية والديمقراطية , وفي تعريتها للدكتاتورية الفاشية وهي في أوج قوتها , تكلمت بحماس وصبت جام غضبها على النظام الحاكم في ذلك الوقت وفي تلك الظروف كانت حليمة مثالا نادرا .اعتقل زوجها حسب تقديري عام 1979 م  وظل مسجونا عشرات من السنين ,نعم عشرات السنين واسرة حليمة محرومة من رب البيت ,قضت تلك السنين الطويلة في العمل والكدح المضني  ولم تتوانى  ابدا في زيارة زوجها في سجنه الرهيب وباستمرار.كانت توفر لقمة العيش لأولادها وأحسنت في تربيتهم وساعدت زوجها في تحمل ضيمه وعذاباته الى ان اُفرج عنه في نهاية التسعينات من القرن العشرين بعد ان قضى محكومية طويلة. فرحت حليمة بإطلاق سراح زوجها , لكن الالام والقهر والظلم  المديد تحول عندها الى مرض عضال تحملت وطأته ايضاً .وعندما سقط النظام الفاشي في 9 نيسان عام 2003م  كانت حليمة تعاني من مشاكل صحية كبيرة ولكن عبرت عن فرحتها بسقوط ذلك الوحش الذي سام الشعب الذل والهوان . ربما تحسرت كثيرا لأنها لم تتمكن من حضور مظاهرة ساحة الفردوس, لتفاقم مرضها الخبيث , للدفاع عن مكاسب المرأة ضد الغاء قانون الأحوال الشخصية الى جانب الوزيرة نسرين برواري وصديقتها زكية خليفة .

 

الى عائلة وأصدقاء ورفيقات ورفاق المناضلة حليمة موسى پولا التي رحلت في العام الماضي التعازي الحارة . سيبقى اسمها يذكر على الدوام وهي في عداد النساء الخالدات . وليعذرني اخوانها ان كان في سردي نقص في المعلومات وبانتظار ان يكتبوا سيرة حياتها بتفصيل ودقة اكثر ليطلع عليها القراء وابناء بلدتها القوش المناضلين .

 

3ـ تعقيب على ماجاء في مقالة الاستاذ الفاضل نبيل دمان 

حول اختي المناضلة حليمة موسى پولا

                                                لطيف پـولا

     شكرا صديقينا العزيز استاذ نبيل دمان على هذا السرد الصادق والأمين بحق اختنا المناضلة حليمة .. لي بعض الإضافات لم ترد قي مقالتك ولا في مقالة  الصديق العزيز الاستاذ المرحوم جميل روفائيل . منها :

تعرضت اختي حليمة في عام 1961م الى ضربة هراوة  رجل الأمن قاتلة على رأسها  اثناء مظاهرة سلمية  احتجاجية في شارع الرشيد كان قد دعى اليها الحزب الشيوعي للوقوف ضد الحرب في شمال العراق. كانت الطائرات تقصف القرى وكان المتظاهرون يهتفون ( السلم في كردستان والديمقراطية للشعب ) .كانت اختي حليمة في مقدمة المظاهرة حاملة لافتة بكلتا يديها .مكتوب عليها  :  ( لا للحرب نعم للديمقراطية والسلام ) سقطت المناضلة حليمة  على الأرض مضرجة بدمائها اثر ضربة هراوة رجل أمن  على رأسها . وبدأ هجوم قوات الأمن على المتظاهرين وتمكن احد المتظاهرين ألا وهو المناضل الشجاع عبد المسيح  دنخا دخوكا ( كهربائي سيارات ,من اهل عينكاوة ,كان له محل في كمب سارة ـ بغداد ). حملها المناضل الشهم عبد المسيح الى مستشفى الطواريء اُدخلت غرفة العمليات وأوقف النزيف بخياطة الشدخ الكبير في رأسها ورجال الأمن ينتظرون صحوتها من الضربة ليعتقلونها . دخلت سجن النساء في الباب المعظم وكنتُ أزورها بين فترة واخرى وكان معها مناضلات اُخريات ومن تلك المناضلات المحامية مادلين ....  ثم اُفرج عنها بكفالة واُحيلت اوراقها الى المحكمة العرفية التي كان يرأسها القاضي  شمس الدين عبدالله . تبنى قضيتها محامي وطني اسمه أحد الدليمى ( مؤلف احد الاناشيد الوطنية انشدته مائدة نزهت  بعد ثورة 14 تموز 1958 الى قائد الثورة عبد الكريم قاسم). كنت اذهب معها الى المحكمة العرفية في معكسر الرشيد وكانت تؤجل الجلسة في كل مرة الى حين قيام انقلاب 8 شباط 1963م تعرضنا انا وهي واخي فاضل الى الإعتقال والفصل من المدرسة والعمل.

 

وبعد زواجها وتعرض زوجها  الى الاعتقال وصدور الحكم المؤبد بحقه ثم  خفض الى 30 عاما ,لتصبح حياة حليمة جحيما  بين حين واخر تُستدعى الى مديرية الامن والمخابرات للتحقيق  او يأتوها بشكل مباغت متنكرين بأسماء زائفة وبحجج واهية .كان لها محل للخياطة وكانت تكرس كل وقتها في المحل وفي تربية اولادها قصي وتغريد دخل ابوهما السجن وهما طفلان صغيران ولما خرج من السجن كانا قصي قد تخرج من الجامعة وتزوج وكذلك اخته تغريد .وبسبب هذه المعانات والحياة القاسية اصبحت حليمة فريسة لمرض عضال ظل ينهش فيها وهي تقاومه ببسالة لمدة ست سنوات الى ان جعل تلك البطلة التي لم تعرف الراحة ظلا مشوها لحليمة التي لم تفارقها الابتسامة حتى اخر لحظة من حياتها :

فيا حليمة َ انني احمل ُ          الدموع َ في ذهابي وإيابي

من مُهـَج ٍ ضنيت لفقدك ِ        وبلـَّغـت ُ الجبل َ والروابي

ومكثت ُحينا حيث جلسنا       سوية على السفح ِ الخلاب ِ

كأني بالصخور ِ تسألني         والحمام ُ  يندبُ  جوابي

من قصيدتي ( حليمة ) كتبتها وانا في القوش عند سماعي خبر وفاتها والقصيدة من ضمن مجموعتي الشعرية ( زقزقات في الغسق 2007م )

 

هذه قصيدتي لمن يحب ان يقرأها والتي كتبتها بمِدادٍ من الدموع عندما سمعتُ بخبر وفاتها, بعد معاناة طويلة ,وانا في القوش وهي في بغداد :

              حـــلــيـــمـــة

                          لطيف پولا

 

بِتْنـا  لحـالِ  ثابـت  الاطنـــابِ      فأَرانـا الدَهـرُ عَجـَبَ العُجـابِ

أحـالَ  بـيـن عــيــنِ  واهــدابِ     وألقانــي  مُقَطَــعَ  الأعصــابِ

خَطـَفَ المـوتُ اخـرَ الاحبــابِ      فمــن بعـدَ اليـومِ يطـرقُ  بابي

حَطّــمَ كـأسَ صبــري ورجائي     مَزجَ اليـأس بالحــزنِ شرابــي

مـا للـمـصــائــبِ  تهفــو الينــا      تأتــي  سافــرات بلا  حســاب؟

والأفــراحُ  خــافــرتُ  كــــأُمِّ      لقيطٍ ترنـو مِنْ خَلْـفَ الحجــابِ (1)

نَـزْرَعُ الآمـالَ علـى الصــخورِ     فيأتينا الجــرادُ فــي السحــــابِ

لِــحلـيـمـــةَ رفـيـقــــة  دَربــي       وأخـتــي انـــوحُ علـى الربــابِ

حَمَلــتِ همـومَ الشعـبِ  كلـــهُ       مُفعَمَــةً والسيـفُ على الرقابِ (2)

والوطــنُ الجريــحُ في قلبــكِ        ظَـلّ يخفـقُ  حبـاً فـي العــذابِ

أيـن أَحُـطُّ رَكْبـي مِـن بعــدكِ؟      يا واحةَ الحَنَــانِ فـي أغترابــي

يا  بحـــرَ ودَّ وشّـلَــهُ  قـيـــظُ       وفـردوسَ الرحمــةَ للأحبــابِ (3)

مـنـذورةُ  للحــبِ  ضحيـــــةً       وقد نلـتِ  ظلمـاً أقسـى العِقــابِ

أعتَلــت صليـبَ الآلام دَهْــراً      ولـم  تركـع  للسـوطِ  للأتـعــابِ

دَهَــمَ الخبيـثُ دونَ موعـــدٍ        فأستنجدنـا عَـبـثــاً  بالســرابِ (4)

تواسيهـا عينـي وقلبـي يبكــي      فَتَعَلـمُ ما  يجيـشُ فـي  كتابــي(5)

فـتبتسـمُ  لـي علـى مَضـــضٍ      ووجههــا يَمورُ تحتَ الضبـابِ(6)

ومـرةً أجهشـت فـي البكـــاء ِ      حليمـةُ تبكـي؟!  يا للأعجابـي! (7)

إيـهٍ   يالبــؤةً فـي الأجبـــابِ !     هل طفح كيلُ الحـبِ الغــلابِ؟(8)

قالـت بَلّـغْ سلامـي الـى القوش      مَــوئــل  طفولتــي  وشبابــي(9)

قــالــت والدمــوعُ تـخـنقُـهـــا :    مَن لي يا لطيف بتلك الرِحـاب؟!(10)

فـيــا حَــليمــةَ  أنـني أحـمـــلُ     الدمــوعَ َ فــي ذهــابي  وأيابـي(11)

مِـن مُهــَـجِ  ضَنـَيَـت لفقـــدكِ      وبَــلّغــتُ الجـَـبَــلَ والـروابــي(12)

ومــكثْـتُ حينـاً حيـثُ جلَسَنــا       ســويـةً عـلـى السفـحِ  الخــلابِ

كأنـي بالصــخــور تـسألـنــي       والحَـمــَامُ  يـَـنـدُبُ  جـــوابــي (13)

فألتمسـتُ رحمةً مـن  مُرابــي     وعونـاً  لغــزالٍ  مِــن قـصّـــابِ

يـا حليمـــةُ أمسيـتُ وحيـداً َ!      ومُــصــابـُــكِ  كـان لـمُـصابـــــي

يا دوحــةً  بكـتهــا طـيورُهــا     حيــنَ جاءها  الموتُ  كالغـــرابِ

أيـن ظــلـك الظليـل؟ وسحــرُ      لزقــزقــاتِ  خالبــات الالبــابِ؟

أيــن مِنـّا الاعــيادُ يا حليمـــة؟     كنـتِ هَلالهَـا  ضـاعَ كالشهـــابِ

قد خَتَمْـتِ مسيــرةَ النضــالِ      بالمـوتِ البطـئ علــى الحــرابِ

يا قدّيســة الـروحِ والأعمــالِ     ومـا الأفذاذ  تسمــو بالألقــــابِ

وداعاً اُختـاه وقـد كنــتُ أدري    قــلـبــُـكِ  يــضــيــقُ بالعتـــــابِ

ســــتُ ســنــوات والسرطــان    يــَنهــــشُ نَــهـــشَ الــذئـــــــابِ

لا آسـي لا مُــعـيــــنُ لا رادعُ     حَقْــلُ  للتجــارب للـطــــــلابِ(14)

هـذا جـزاءُ حُــبــكِ الــمفُــرطِ     صَــيًّركِ شمعةً فـي المحــــرابِ

هيهــات أنْ يَسْلَم مِـن السهــامِ    مَن يحيَا حراً في ظـلّ الإرهــــابِ

وكــــانَ  خِــيارنـُـا يا حليمــةُ     نتحـدى  القــروشَ فـي العُبـابِ (15)

كنــتِ  مـجــداً ويــمَّ  الوفــاءِ     ســأكتــبُ وأحكــي لاترابــــــي(16)

قصــــةَ  بنــتٍ واُمَّ  واُخــتٍ       كــرمــةُ  مــليئـــةُ  بالأعنــــــابِ

مَنَحـــتْ ثمارَهــا  لغــيرهــا      ورَقَــدَت، قســراً، تحت التُـــرابِ

هَــلمُـــي الـى أخيــكِ أسـعـد      قـد أضنـاهُ الشـوقُ الى الأحبــــابِ(17)

لـكَـم تركَ فيــك مِــن شَجــنٍ؟!   كـان بــذرة الموتِ فـي الأرجــابِ(18)

بوُحـي  بمـا  اصابنــا بَعْــدَهُ      كيـف تَصَحَـرّتْ  نضــرةُ الغـــابِ

أســعــدٌ يــا  نشيـدَ البلابــــلِ     حُــلُـمُ العـذارى ســـمــوَّ العُـقـــــابِ

دونـكَ اُخـتــكَ قــد فَـجَعْتَهــا     أتتـــك  بــدلاً  مــن  الـخـطــــابِ(19)

وذكـرى حـليمــةِ  كلّ يـــومٍ     أجــرَعُهــا  كالسُــمَّ  بالــرضــــــابِ

ولِحليمةِ  فـي قلبــي  سِـفْـــرُ      يُنْشَـدُ  فـي  نواحــي وانخابــــــي(20)

وقد سقاني الدهـرُ ما سقاهـــا     زُعافــاً  مـن  خليــلٍ  بأنيــــــابِ(21)

حـمـلتُ مثلها هـمــومَ الدنيـــا      ثــائــــراً  ومــا  أنــــا بــِتـــــوّابِ

سَقــْيــاً  لِثــرى أمَّ  قــصـــيّ       قِــبلتـــي فــي خطأي وصوابـــــي

ومِـن بعدِكِ ما طـابَ منــــزلٌ     أننــي هــائــمُ  بيــنَ الـهــضــــــابِ

مهما طالَ هيامي في الشِعـــاب    سأأتيـــكِ  مُقَطَّـــعَ الأربـــــــابِ(22)

وكــلُّ أجــلِ فـي الاقــتــــرابِ     لــنُــمسـي غـداً  بقايــا الهَبـــــابِ(23)

غَدَت الدُنيا، عُذراً يا صِحابـــي !   مَــهجــورةً  خــرابــاً  فــي خَــرابِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الله يرحمك ايتها الأخت المناضلة المكافحة .

 والذكر الطيب والرحمة الى الصديق العزيز الاستاذ الصحفي جميل روفائيل الذي عبر عن احترامه  وتقيمة الكبيرين  للمناضلة حليمة پولا بتلك المقالة الرائعة اعلاه . والشكر الجزيل  موصول ثانية الى الاستاذ نبيل دمان على مقالته التي عبر من خلالها عن احترامه وتقديره الى اختي المناضلة حليمة پولا .وتلك هي شيمة المناضلين الأوفياء لإخوانهم  المناضلين واخواتهم المناضلات .

لطيف پولا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.