اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قلقُ الحياةْ

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

شعر: نمر سعدي

مساهمات اخرى للكاتب

قلقُ الحياةْ

متدثِّراً بعباءةِ الأمطارِ

كانَ شجارُهُ مع نفسهِ يشتدُّ

يُولمُ للذئابِ خرابَهُ العالي

ويُصغي للرياحِ بقلبهِ قبلَ انهمارِ البرقِ

قبلَ هبوبهِ

متصالحاً مع رغبةٍ عمياءَ

تحملُهُ على أمواجها

وتحضُّهُ في الوحدةِ الزرقاءِ

كيْ يبكي.....

يقولُ بأنَّ دمعاً ما خفيَّاً عاطراً

قد راحَ ينـزفُ من دماءِ نسائهِ كندىً خُرافيٍّ

وأنَّ ملاءةً في روحهِ احترقَتْ بغصنِ فراشةٍ

أو لمسةٍ من إصبعٍ

مرجانُهُ في القاعِ ينتحبُ احمراراً صامتاً أو غامضاً....

لا شيءَ ينهرُ عن هسيسِ النارِ أعضائي

أنا بجريرتي الأولى أعيشُ مُتوِّجاً قلقَ الحياةْ

مُتأمِّلاً فيما وراءَ كلامِ شيخِ الحبِّ

حيثُ ينامُ في أقصى دمشقَ متيَّماً ومُقوَّماً

بالوردِ لا بالسيفِ

مفتوحاً على الدنيا كصفحةِ لوعةٍ بيضاءَ اغريقيَّةٍ...

أو فاتحاً أسوارَها في العشقِ أو أسرارَها

ومُهذِّباً في كلِّ طفلٍ أمردٍ شبقَ المياهْ

إنِّي أراهُ ولا أراهْ

وأشمُّ خطوَ زمانهِ المنسيِّ بالعينينِ

أُسلمهُ لعاطفتي وأضلاعي

وتسملُني بلا إثمٍ يداهْ

هو حصَّتي ممَّا يقضُّ الأرضَ والنعناعَ

سلَّمُ فكرتي المكسورُ والمنخورُ

شهوةُ ذاتهِ وهوى سِواهْ

مُتطَّهراً من نزوةِ التفكيرِ

أنفضُ عن غدي المصقولِ مثلَ أظافرِ الأفعى

رذاذَ النومِ.....

أستلُّ الحقيقةَ من جواريرِ الصباحِ

ملمِّعاً بالدمعِ والتقبيلِ.... ذُلِّ الشاعريَّةِ

كلَّ ما في أسطري المُلغاةِ من صَدأٍ

ينامُ على الشفاهْ

لا قوسَ في هذا المدى العاري

يشدُّ سنا خطاكِ

إلى أديمِ الظَهرِ مُجترحاً رؤايْ

لا كأسَ يجمعُ ما تناثرَ منكِ

فوقَ صدى خُطايْ

وأنا سليلُ الحالمينَ المتعبينَ الطيِّبينَ

الذاهبينَ إلى سدومَ بحزنهم وبخيطِ نايْ

قلقُ الحياةِ يحضُّني في الوحدةِ الزرقاءِ

كيْ أبكي على نفسي

كما لو كنتُ إنساناً سوايْ

نمر سعدي - فلسطين

كانون ثاني 2010

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.