اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

زويل.. رحيل مخلوق بشع عن الحياة// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

زويل.. رحيل مخلوق بشع عن الحياة

صائب خليل

5 آب 2016

 

من الإشكالات التي تجادل فيها "المثقفون" كثيراً، فيما إذا كان يجب ان نأخذ على الفنان أو العالم أو الأديب موقفه السياسي والاخلاقي، حين نقيمه أم لا.. هل يجب ان نفخر به إن لم يكن موقفه اخلاقياً، ام يفترض بنا ان نخجل منه؟

تطرح هذه القضية على بساط البحث إثر وفاة العالم المصري الأصل أحمد زويل، حيث نشر أحد أصدقائي ما يشبه التأبين له، وتأسف بعض معلقوه على البلاد التي لا تستفيد من علمائها، الخ.

 

المشكلة هي اننا امام عاطفتين متناقضتين: الأولى عاطفة إيجابية هي الإعجاب بالعلم والتقدير له والحسرة عليه. والثانية سلبية، هي احتقار من يسير وفق مصالحه الشخصية ضاربا عرض الحائط مصالح الإنسان والمجتمع الذي انتجه، ويلعب دوراً مخرباً له.

 

أحمد زويل تشخيص كبير لهذه الحالة، فهو من كبار العلماء في بحوث الليزر والإلكترونيات وحاصل على جائزة نوبل فيها. ومن الناحية الأخرى فلا يمكننا ان نتخيل انحطاطا أخلاقيا أكثر من الذي وضع هذا العالم علمه فيه. ويمكننا ان نرى في هذه الصفحة أن الرجل لم يتردد في استخدام علمه في تطوير منظومة صواريخ إسرائيلية يعلم انها تستخدم للعدوان وتحطيم السلام وإثارة شهوة الوحوش للتوسع ولقتل الأطفال وتهديم البيوت.. ولو أننا جمعنا ضرر كل عاهرات الأرض مقابل ضرر ما قام به هذا العالم، لتفوق عليهن بمجموعهن، بلا أدنى شك (إلا إذا حسبنا تسيبي ليفني وأمثالها معهن).

 

مدينة زويل "العلمية" وعلاقاته مزروعة بالشخصيات الإسرائيلية واليهودية، وتم إنشاء مشروعها بطرق عليها ألف علامة استفهام، وكلها تدل أن زويل كان رصاصة بيد إسرائيل توجهها حيثما تريد، وفي أي مجال تريد. وقد قررت إسرائيل استخدام تلك الرصاصة في السياسة أيضا، فتم ترشيحه لمنصب رئاسة الجمهورية المصرية، رغم انه ليس له اية علاقة بالسياسة أو خبرة سياسية.

 

زويل استلم جائزة نوبل لأنه وافق على تسخير علمه لإسرائيل وأميركا، مثلما نالها نجيب محفوظ لموقفه اللامبدئي من التطبيع ومثلما نالها بوريس باسترناك وغيره من الروس، وفي قائمة جائزة نوبل للسلام من وحوش العدوان والحروب نسبة تزيد كثيرا عما بين البشر الاعتياديين، فما قيمة هذه الجائزة حقا؟

كذلك استلم زويل جائزة وولف الإسرائيلية وكان يتباهى بأنه كان باحثا في معهد تكنيون في إسرائيل. أحمد زويل قبل أن يتسلم جائزة نوبل ذهب الي “اسرائيل” وقضى بها أسبوعاً ووقف يتحدث امام الكنيست الإسرائيلي وألقى فيه خطاباً تاريخياً أشاد فيه “بهم وبكيانهم” وبالتقدم العلمي لديهم، فردوا عليه: “إنك الرجل المصري الثاني بعد السادات الذي نال هذا الشرف”!، ثم قاموا بتكريمه ومنحوه جائزة “وولف العالمية. كما حصل زويل من معهد وايزمان على جائزة مالية، وذلك بعد أن أقام به لمدة 6 أشهر عمل فيها على مساعدة الجيش الإسرائيلي في تطوير منظومة صواريخ تعمل بالليزر. وذكر اللواء صلاح الدين سليم أنه قد واجه زويل فى إحدى الندوات بهذه المعلومات وسأله عنها فرد ببرود: “العلم لا وطن له”.

 

نعود إلى سؤالنا عن موقفنا من مثل هذه الشخصيات. لكن التردد في الأمر يثيرني. فنحن بشكل عام نحتقر الجواسيس ومن يعمل ضد شعبه وأكثر من ذلك ضد الإنسانية وقيمها في الكرامة والعدالة والسلام، لكن من بين هؤلاء المحتقرين لدينا، يحترم البعض من كان منهم عالماً أو أديبا كبيرا او فنانا معروفاً، فهل أننا نحتقر الباقين لأنهم لم يكونوا "علماء" و "فنانين" أم لأنهم خانوا وطنهم وضميرهم؟ هل يحق للشخص أن يرتكب كل المعاصي إن كان عالما او شاعراً دون ان يحاسب؟ إنه موقف لا مبدئي بلا شك. بل اني اميل إلى محاسبة الخائن العالم اكثر من الخائن الأبله.

 

لا أدري كيف يقيم كل منكم شخصياته، لكن دعوني اعرض عليكم مقياسي الأساسي: إن كان الرجل يسهم في بناء عالم إنساني كما اريده، فهو إيجابي وأحبه، وإن كان يسهم في تحطيم هذا العالم، فإني اراه عدواً وأكرهه، ولا آخذ كونه عالما بنظر الاعتبار، إلا لزيادة تطرفي في الكره والحب له، وليس لتخفيف حكمي عليه.

 

عندما يقول المراوغ "العلم لا وطن له" فإنه لا يتحدث هنا عن علم ينتقل بين الشعوب ويقدم خدماته وزهوره لها، بل عن علم يصنع الصواريخ وينشر الموت ويفرض الظلم والعدوان. ومثلما "العلم الإنساني لا وطن له"، فـ "الانحطاط لا وطن له"، ومقاييس الأخلاق لا تقبل الإستثناءات!

أهنئ البشرية بزوال وحش بشع ولدته بالخطأ، وأسهم بتدميرها، وأنحني خجلا أمامها، أن هذا الوحش ينتمي لنفس القومية التي انتمى لها، وأتمنى لها ان تدفن كل المخلوقات المعوقة اخلاقياً، والتي تهدد كرامتها ومستقبلها ووجودها ذاته.

 

الشارع السياسى: يكشف بالمستندات علاقه زويل بالموساد الاسرائيلى | Political street News

https://goo.gl/VJpVdh

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.