اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أميركا بعد انتخاب ترامب// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أميركا بعد انتخاب ترامب

صائب خليل

9 تشرين الثاني 2016

 

يقف المرء مدهوشا امام فوز "كائن" مثل “ترامب” برئاسة الولايات المتحدة! ولا شك ان الجميع يشعر بالحيرة في فهم ما يحدث في العالم وما يجعل اغلبية أمريكية تصاب بالجنون الكافي لانتخاب شخص مثل “ترامب”. وتبقى تلك الدهشة مبررة رغم معرفتنا بتأثير الإعلام والاحتمال الكبير (بل وشبه المؤكد) بوجود تزويرات وضغوط في الانتخابات، وكذلك عدم ايمان الناخب الأمريكي بأي من المرشحين وامتناعه عن التصويت.

وربما يزيل المخرج مايكل مور بعض حيرتنا بتفسير جاء في تحذيره قبل الانتخابات حين تحدث عن محاولة ترامب وفريقه الانتخابي الاستفادة من كراهية الناس للنظام السياسي الأمريكي ككل. وقال بأن هناك ميل لـ "الانتقام من النظام كله" وإظهار حقيقته للعالم من خلال انتخاب الأسوأ. وقال ان ذلك سيعطي شعورا بالراحة واللذة، ليوم او أسبوع أو شهر، إلا ان النتائج السيئة ستأتي فيما بعد. وشبه الأمر بتصويت البريطانيين لخروج بلادهم من أوروبا، تصورا منهم انهم بذلك يضربون النظام الذي يكرهونه. ثم اكتشفوا انهم وقعوا في الأسوأ، فجمع 4 ملايين منهم تواقيع تطلب إعادة التصويت، لكن الأمر قد انقضى. "لأنك استعملت صوتك الانتخابي كأداة للتنفيس عن غضبك"، ولن يمكن التراجع عن ذلك، لا في تصويت خروج بريطانيا ولا كذلك لو انتخبت "ترامب".

 

البعض اعتبر الانتخابات كشف للحقائق الشيطانية في اميركا مثل الكراهية العنصرية التي عادت للظهور والهستيريا المضادة للمهاجرين واحتقار الآخر، او كما عبر عنها نوري السعيد في العراق بأنها كانت غطاء "البلوعة" التي ما إن تحركت حتى ظهرت رائحة الفساد في النظام الأمريكي وما تسبب به من تدمير وتخلف للشعب الأمريكي.

وينتظر الكثير من الأمريكان مستقبل مظلم لبلادهم. ويتوقعون من خلال دراسة الشعارات المرفوعة عودة البلاد إلى اميركا الخمسينات السابقة لتطور الحقوق المدنية وحقوق المرأة وفتح الهجرة. أميركا التطرف الديني والعنصري والبوليسي. كذلك فأن البعض الآخر اعتبرها "انتقام الرجل الأبيض" من انتخاب الأسود أوباما.

 

هذا التشاؤم ليس بلا سبب. فيعيش اليوم نصف الأمريكان تقريبا (44%) على حافة الانهيار الاقتصادي ولا يملكون اية مدخرات تساعدهم في حالة المرض او فقدان العمل حسب تقرير لمنظمة التطوير المؤسساتي (CFED). وتدل دراسات أخرى بأن حالة المتقاعدين أسوأ. هذا إضافة إلى الفوارق العنصرية في توزيع الدخل. فمقابل كل دولار يوفره الرجل الأبيض يوفر الأفريقي الأصل 5 سنتات ومن اميركا اللاتينية 6 سنتات. وبينت إحصاءات عام 2013 بأن 45,3 مليون يعيشون تحت خط الفقر وللعام الثالث على التوالي. وهذا يعني أن أكثر من 100 مليون انسان يعيشون في حالة "توتر مالي" يسبب إشكالات نفسية وعصبية وصحية تسرع الشيخوخة الجسمية والعقلية. 

 

التشاؤم من فوز ترامب بالذات هو في دفع العنصرية والعنف نحو الزيادة. فـ 67% من مصوتي ترامب معادين للمسلمين، كما انهم يتميزون بالعداء للسود والأجانب بشكل عام ويؤيد 87% منع هجرة المسلمين ويرى 70% ان الهجرة تثقل البلاد اقتصاديا.

وكانت هناك مؤخراً زيادة كبيرة في عدد وسلطة المجموعات المسلحة، وزيادة حدة الانقسام والاستقطاب في اميركا.

 

وبعد انتخاب أوباما ازدادت المجموعات المتطرفة المضادة للحكومة بسرعة كبيرة ووصلت العدد الى 276 بين ميليشيا مسلحة ومؤسسات "تعاون مواطنين" لا تعترف بالحكومة الاتحادية. وجاء ترامب بمجموعات مثل "حافظي القسم" من العزلة إلى داخل الحزب الجمهوري.

ونبتت كالفطر بعد المطر، منظمات للحفاظ على الدستور و"القيم المسيحية"، المستعدين لاستخدام العنف لتحقيق رؤيتهم للأمور وفرضها على الدولة. ويتميز ناخبي ترامب بنسبة أعلى من محدودي التعليم.

لقد أطلقت إشاعة كاذبة بأن كلنتون كانت تسعى لمنع بيع الأسلحة. وقال ترامب أن "شعب التعديل الدستوري" (الذي يسمح بحيازة السلاح) "سيأخذ الأمر على عاتقه" إن وصلت كلنتون إلى الرئاسة! وتسببت تلك الكذبة رغم كشفها، بموجة كبيرة لشراء البنادق، مما زاد أرباح إحدى كبريات الشركات بمقدار 66%. وباعت شركات الأسلحة كمية كبيرة من "أهداف تمرين التصويب" رسم عليها وجه كلنتون. 

 

الاشمئزاز من المنظومة كلها وكراهية كلا المرشحين والتشاؤم من أي تحسن في المستقبل، كان الإحساس السائد خلال كل الفترة الانتخابية. فكلنتون كانت تمثل استمرار للمؤسسة القديمة المكروهة، و “ترامب” يبدو كمهرج يصلح لقضاء الأمسيات في الضحك عليه. وقد تركت هزيمة “برني ساندرس” شعورا عميقا بالمرارة والسخرية. وفي يوم الانتخابات كان 6 اعشار الناخبين يقولون انهم ليسوا راضين عن المرشح الذي سوف ينتخبونه. ونصف الناخبين قال بأنهم لن يساندوا الرئيس القادم بغض النظر عن الفائز، وهو تراجع نفسي شديد عن جو التفاؤل الذي كان سائدا عند فوز أوباما.

 

لقد كتب أحدهم على تويتر أنه سيهاجر إلى كندا إن فاز "ترامب"، وهو لن يكون الوحيد بالتأكيد. وتوقع مايكل مور أن اميركا لن تبقى إن فاز ترامب، وأنها ستكون "آخر انتخابات أمريكية". ربما لن يصل الأمر إلى هذه الدرجة، لكن مما لا يشك فيه أحد أن اميركا ما بعد ترامب لن تكون كما كانت قبله، بل أسوأ كثيراً، على الأقل بالنسبة لمعظم الأمريكيين.. وبقية البشر في العالم.

 

 Michael Moore: If Elected, Donald Trump Would Be 'Last President of the United States'

 http://www.alternet.org/election-2016/michael-moore-if-elected-

donald-trump-would-be-last-president-united-states

 

 Now That Trump Won: 10 Plagues Unearthed by This Election We Need to Face

 

 http://www.alternet.org/election-2016/now-trump-won-10-

plagues-unearthed-election-we-need-face

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.