اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قانون الحشد خمس هزائم ومكسب صغير// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

قانون الحشد خمس هزائم ومكسب صغير

صائب خليل

27 تشرين الثاني 2016

 

الهزيمة الكبرى شرحتها في منشوري السابق، وهي ان القانون قد يعني القضاء على الحشد، أو هو خطوة في هذا الاتجاه (ولولا ذلك لما سمح الأمريكان بتمريره، ولهم القدرة على ذلك بالتأكيد، على الأقل من خلال نواب كردستان). خسرنا حشدا لنربح جيشا أكبر.

الهزيمة الثانية هي نجاح من ادار القضية بتحويلها الى نزاع ومغالبة طائفية: انه انتصار للشيعة على السنة. وهو سخف اكيد، فلا الحشد ضد السنة، ولا الجيش كان معهم، ولا نسبة السنة تعني شيئا بالنسبة للسنة ولا العكس. لكن الحديث في الشارع يتناسى ذلك.

الهزيمة الثالثة هي إظهار السفلة الذين دمروا السنة، وكأنهم حريصين على مصالح السنة، وتثبيت هذه الصورة، وهي مخالفة للواقع تماما، فما يهم هذه العصابة هو رضا الأمريكان فقط ومذهبهم امريكي لا غير، وكانوا من اهم اسباب كوارث السنة.

الهزيمة الرابعة أن قادة الحشد يبدون فرحين بقرار يقضي على استقلالهم او هو خطوة في القضاء عليه. ابو مهدي المهندس يعلن ان نضال الحشد وتضحياته قد أثمر اخيراً هذا القرار، وكأن الذين استشهدوا وضحوا لم يهدفوا إلى تحرير الأرض والناس وإنما ان يضم الحشد الى القوات المسلحة وتحسب له رواتب!

الهزيمة الخامسة وهي مرتبطة بما سبق: اعطاء صورة ان الصراع في العراق هو بين الشيعة والسنة وأن ما يكسبه أحدهما سيخسره الآخر بالضرورة، ودفن حقيقة ان المكاسب واحدة ويجب ان تكون واحدة للسنة والشيعة مقابل الاحتلال الذي برهن انه يهدف إلى تدمير البلاد والشعب.

الانتصار الصغير الوحيد للقرار هو ما يظهر من خلاف حول "تسوية عمار" التاريخية والهادفة إلى اعادة العملاء الذين ابعدوا عن المعركة من امثال الخنجر. لكن هذا "الانتصار" مؤقت، فسرعان ما ستتفق العصابتان المكلفتان بخداع الشيعة والسنة، فمرجعهما واحد واجندتهما واحدة مع عصابة كردستان التي تتمتع برتبة اعلى في سلم التراتب.

إن كنتم ترون تشاؤما أو "نظرية مؤامرة" فيما أقول، فأشير اليكم بحقيقة تصويت عصابة برلمانيي كردستان لصالح القرار، وهو أمر غريب بكل منطق، فالحشد هو الجهة الوحيدة التي تخشاها كردستان (مثلما تخشاها داعش ويخشاها الأمريكان وبقية عملاء اسرائيل تماما) ولو كان القرار في صالح الحشد لوقف اعضاء هذه العصابة ضده ولديهم كل الأسباب ليفعلوا ذلك وكل الحجج. لكن تصويتهم لصالحه لا يعني إلا ان القرار قد تم اتخاذه "فوق" وأن احتجاج تحالف القوى ليس سوى فصل من مسرحية تحضر لفصل الختام. وهذا يمكن ان يكون بقرار "تعويضي" للسنة بإعادة الخنجر وبقية العصابة المستبعدة إلى المسرح.

المسرحية ضرورية لإقناع سذج الشيعة بأنهم قد حصلوا على مكسب مقابل تلك المؤامرة، واقناع سذج السنة بأن عودة الخنجر مكسب لهم (وهي مهزلة مرعبة) وأن النجيفي بطل استطاع ان يحصل لهم على شيء مقابل حصول الشيعة على الحشد..

من هذا كله، ومن حقيقة رضا قادة الحشد على تسنم العميل الأمريكي فالح الفياض منصب رئاسة هيئة الحشد، نستنتج ان قادة الحشد الميدانيين ليسوا بالنباهة المطلوبة أو الرؤية البعيدة المدى للحقائق التي تتكون على الأرض، وليسوا اهلا لحماية حشد العراق سياسيا كما فعلوا عسكريا، وهو أمر مقلق.

المؤامرات تتطلب كما يبدو، وعيا اكبر مما لدينا لمواجهتها وتوقع نتائجها ورؤية مستقبلية لما تخلفه القرارات في النفس وعلى ارض الواقع السياسي. وما دمنا نفتقد هذا الوعي وما داموا ينجحون في جعلنا نرى الهزيمة انتصاراً والعدو صديقا، فلا مناص من هبوطنا التدريجي نحو الكارثة بعد الأخرى، وتقدم الأجندة الأمريكية الإسرائيلية للقضاء على العراق. هذه الأجندة التي نعيها عادة، تختفي من وعينا تماما في اللحظة التي يشعر بها احدنا بأنه حقق "مكسبا" (طائفيا) او انه مهدد بـ "خسارة"، مهما كانت تلك المكاسب والخسائر تافهة قياساً بمستقبل البلاد وأثره حتى على طائفته.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.