اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ما حقيقة شروط الـ 51% والانتخاب حسب الكثافة السكانية// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

ما حقيقة شروط الـ 51% والانتخاب حسب الكثافة السكانية،

وهل تنقذ الانتخاب الفردي من عيوبه؟

صائب خليل

22 ك1 2019

 

في ضوضاء المناقشات السطحية ذات السطر الواحد، تفقد الكلمات معانيها الحقيقية ويضيع المرء ان لم ينتبه. ومن تلك الضياعات التي انتشرت مؤخراً، أن شرط الـ 51% (للدقة: 50% +1) يستخدم في النقاش ليكون رداً على أي انتقاد لنظام الانتخاب الفردي، وكأن كل لمساوئ تتداوى به، من هدر اصوات وطبيعة طائفية وعشائرية للنظام وحتى قلة المشاركة والتهميش التي يتميز بها هذا النظام، فما هي الحقيقة وراء هذا الادعاء؟

أولا يجب ان نفهم ان الـ 51% لا تعني 51% من سكان تلك الدائرة الانتخابية أو من يحق لهم الانتخاب فيها! فهم ليسوا اغلبية! وثانياً، هذا النظام يتطلب اجراء انتخابات ثانية بكل تعقيداتها وكلفتها، وله مشاكل اخرى خاصة في الدول الجديدة على الديمقراطية، بحيث أن معظم الدول تتجنبه.

لماذا تلجأ بعض الدول الى نظام الجولتين هذا؟ لأن نظام الانتخاب الفردي ذو الجولة الواحدة، يمكن ان يأتي بشخص يكرهه ويحتقره غالبية الناس في دائرته! فيمكن ان يحصل على أعلى الاصوات لأي سبب طائفي او غيره! هذا هو السبب في اجراء الجولة الثانية ما لم يحصل أي شخص على 50% +1.

الجولة الثانية في هذه الحالة ستكون بين اعلى اثنين، ولنفرض ان أحدهما حصل على 30% والآخر 20% في الجولة الأولى، اي لم يحصل أحد على اكثر من 50% من الجولة الأولى. الجولة الثانية ستقام بينهما فقط، وعند حساب ايهما أكثر اصواتاً يفوز. فإن كان سيئا جداً في اعتبار غير المصوتين عليه، فسيصوت هؤلاء للثاني مهما كان، كنوع من اختيار الأهون بين السيئين.

ولنلاحظ أن عدد المصوتين في الجولة الثانية يكون دائما اقل بشكل ملحوظ من الأولى. حيث سيبقى معظم من صوت لآخرين، بعيدا عنها لأن ليس فيها مرشح يريده. وبالتالي فـ 51% من اصوات الجولة الثانية قد لا تعني أكثر من 30% من الجولة الأولى، وعلى الاغلب ستكون كذلك.

إضافة الى ذلك فأن هذا النظام معروف بانخفاض نسبة المشاركين فيه اصلا، ولا يزيدون عادة عن 50% ممن يحق لهم التصويت، وكثيرا ما يكون الرقم اقل من ذلك. اي ان الـ 30% من الاصوات ستساوي تقريباً 15% من مجموع من يحق لهم التصويت في الدائرة الانتخابية!

يعتبر وجود الجولة الثانية تخفيف من حدة عشائرية النظام وطائفيته الخ، لكنه بالتأكيد لا يلغيها ولا تجعله يجاري النظام النسبي ابداً. إنها تجعل المرشح أكثر اهتماما ببقية الطوائف مما لو لم يكن هناك جولة ثانية. تجعله ربما يحرص ان لا يكون مكروها وخطراً على الباقين، لكنه قد لا يفعل إن شعر ان عشيرته تنتخبه لخطابه الطائفي مثلا، او ان تكون عشيرته تمثل نسبة مريحة مثل 40% من سكان الدائرة الانتخابية. وهذا ممكن جداً، فلدينا عشائر يبلغ تعدادها الملايين (يقدر الدليم بـ 5 ملايين نسمة). وبالتالي فهذا الحل السحري يخفف من غلواء الطائفية والعشائرية لكن ليس بالقدر الذي في النظام النسبي خاصة ان كان يشمل البلد كله في دائرة واحدة. أما بقية العيوب الخطيرة مثل هدر الأصوات والاحساس بالتهميش فلا تتأثر ابدا بعدد الجولات، ففي النهاية هناك فائز واحد، وباقي الاصوات تهمل.

 

ماذا عن الكثافة السكانية وليس الجغرافية؟

هذه في الحقيقة ليست سوى تلاعب بالألفاظ عملياً، لأنك حين تختار 100 ألف من السكان (او أكثر) فأنك تختارهم من منطقة واحدة. وإذا اضفت شارعاً من قضاء ما الى قضاء مجاور، حتى لو فرضنا ان هذا ممكن ومعقول، فهو لا يؤثر بشيء (وربما يؤثر سلبا) على حقيقة مناطقية الدائرة الانتخابية، سواء سميتها قضاء او كانت مجموعة شوارع من مدينة ما.

.

تصوير هذين الشرطين على انهما ينقذان النظام من عيوبه، مغالطة لا اساس لها، واستغلال لبساطة الناس وعدم استفسارهم عن التفاصيل والحقائق.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.