اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لماذا أيد الفاسدون بيان المرجعية؟!// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

لماذا أيد الفاسدون بيان المرجعية؟!

جمعة عبدالله

 

لا احد يشك بأن المرجعية الدينية العليا, لها ثقل ونفوذ كبير في الشأن العراقي, وكلمتها مسموعة, ومن هذه المنزلة الكبيرة كان الترقب كبيراً  في الانتظار في اعلان بيانها الحاسم , الذي راهن عليه الشعب كثيراً, وترقبه بصبر نافذ, ان يفتح آفاق الامال والطموحات الكبيرة, ان تكون لغة البيان قوية وحاسمة وصارمة تضع النقاط على الحروف, وبأنها ستوجه ضربة قاصمة تكسر ظهر الفساد والفاسدين بمواقف صلبة تساهم في اسقاط قوائم الفساد والفاسدين في الانتخابات البرلمانية  المرتقبة.  والكل كان يحدوه الامل, بأن البيان سيكون باللغة الواضحة والصريحة بالمكاشفة, بأن ترفض المساومة والتهاون مع جبهة الفساد والفاسدين, وتضعهم في قفص الاتهام في توجيه اصابع الاتهام والخيانة في المسؤولية تجاه الشعب والضرورة التشديد والتذكير وبكل قوة صارمة على مقولتها (المجرب لا يجرب) , بوضع الحد وعدم السماح في السرقة واهدار المال العام والتركيز بشدة على توفير الحياة الكريمة للشعب وتعرية حيتان الفساد بالمكاشفة الواضحة والصريحة. وان يكون موقف بيان  المرجعية ,ان يسهم في وضع سكة الاصلاح والبناء بشكل حقيقي. ويركز على الاوليات الهامة في انتخاب المرشحين للبرلمان المرتقب وسحب البساط من الرؤوس الكبيرة من الفاسدين وسراق خيرات الشعب. واخذ زمام المبادرة منهم ووضعها تحت تصرف الشرفاء والمخلصين من ابناء العراق. وحث الناخبين  على اخذ زمام المبادرة عدم انتخاب الفاسدين (المجرب لا يجرب). لكن ذهبت التوقعات والامال ادراج الرياح, فقد جاءت صيغة البيان باللغة الارشادية  العمومية والمطاطية والمرنة واللينية, وقابلة للتأويل والتفسير المختلف والمتناقض, جاء البيان محبط بالآمال, بطبطبة اكتاف الفاسدين ان يعودوا الى رشدهم بقناعاتهم, وحيتان الفساد تغير سيرة سلوكها  بكل طواعية واقناع, وان تجمل صورتها بالكف عن الفساد (ولكن  يبقى الامل قائماً في امكانية تصحيح مسار الحكم واصلاح مؤسسات الدولة من خلال تضافر جهود الغيارى من ابناء هذا البلد واستخدام سائر الاساليب القانونية المتاحة لذلك) كيف تتضافر جهود الغيارى والحل والربط بيد احزاب الفساد؟ وكيف يتم الاصلاح والبناء وتطبيق القانون, والفاسدون وقفوا حجرة عثرة. يعني صيغة البيان جاءت توفيقية بخلط الاوراق في سلة واحدة الجلاد والضحية. الفاسد والشريف. الصالح والطالح. الاخضر واليابس. لذلك سارعت احزاب الفساد, في اعلان الابتهاج والنصر الكبير, وقابلته بالتهليل والترحيب والتمجيد, بعدما كانت تعيش حالات  الخوف والقلق, والتتوجس من صيغة اعلان بيان المرجعية الدينية العليا, بأن قد يأتي ضدها بتسديد الضربات الموجعة ويكشف عوراتهم ومخازيهم بالاتهام الصريح, بأنهم سبب البلاء والمشاكل  والخراب وتحطيم العراق, وفشلوا في مسؤولياتهم على مدى 15 عاماً, وكذلك الخوف من تشديد في تنفيذ مقولتها (المجرب لا يجرب) وقلعهم بشكل صارم. ولم يتوقعوا بأن لغة البيان تأتي مرنة ولينة ومهادنة وعمومية تصلح لكل مقاييس والثياب, ولم يتصوروا بأن تبقى زمام الفعل والمبادرة بيدهم في صيغة البيان المرجعية, لذلك اعلنت بفرح كبير, بالتأييد الكامل, بل انهم جنود المرجعية باطاعتها الكاملة (أننا نعلن تأييدنا وألزامنا بالتوجهات الرشيدة للمرجعية العليا. نعلن اطاعتنا لها) و (نؤكد طاعتنا التامة للمرجعية الدينية, وهي تعلن وقوفها الى جانب حق الامة في الحياة الكريمة, ورغبتها بتأسيس عراق يتحصن بالكرامة, بعيداً عن الهيمنة, لاي قوة في العالم) و (ونعلن طاعتنا للمرجعية, وهي تدعو الى ضرورة وجود برنامج وطني, يحتضن الامة, ويقدم الخدمة لشعبه ولديها الاستعداد للتضحية من اجل مصالح الجماهير وحماية حقوفها) .. أين الخلل والخداع والتضليل؟!.

 

وختمت المرجعية بيانها في المطالبة بقانون انتخابي عادل (ان يكون القانون الانتخابي عادلاً, يرعى حرمة اصوات الناخبين, ولا يسمح بالالتفاف عليها) السؤال الذي يتبادر الى الذهن, اين كانت المرجعية الدينية العاليا, حين طالب الشعب ومنذ سنوات طويلة, واعتباره مطلبها الشعبي الاول, وهدرت بصوتها المدوي في الساحات والميادين, في اجبار البرلمان والحكومة  في  اصدار قانون انتخابي عادل, وجوبهت مسيرات والتجمعات الشعبية الواسعة في الساحات, بآلة القمع والارهاب والاعتقال واراقة الدماء. اما ان تطرح المرجعية, قانون انتخابي عادلاً  آلآن!! , فأنها جاءت متأخرة جداً وفي الوقت الضائع ولا اهمية ولا قيمة لمطالبتها بعد اصرار احزاب الفساد ومنذ سنوات طويلة على تطبيق قانون انتخابي مجحف وظالم, يسرق اصوات الناخبين, وهو سيكون القانون المطبق في العملية الانتخابية. اما دعوتها بالوقوف على مسافة واحدة من كل الكتل والقوائم, فقد جاء بعد خراب البصرة, لان صوتها بح من احزاب الفساد, ولا يرجى من الوقوف معهم واعطاءهم صك الغفران كما حصل في السابق بعدما انكشفت عوراتهم, بأنهم عصابات لصوص وحرامية, ولا يشرف المرجعية الوقوف معهم (ان المرجعية الدينية العليا, تؤكد وقوفها على مسافة واحدة, من جميع المرشحين, ومن كافة القوائم الانتخابية. بمعنى انها لا تساند اي شخص , او اي جهة, او اي قائمة على الاطلاق. فالامر كله متروك لقناعة الناخبين)

 ........... والله يستر العراق من الجايات !!

جمعة عبدالله

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.