اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قراءة في الكتاب النقدي: اطياف موشور الرؤيا// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمعة عبدالله

 

عرض صفحة الكاتب 

قراءة في الكتاب النقدي: اطياف موشور الرؤيا

مقاربات في تجربة الشاعر محمد سعيد العتيق

جمعة عبدالله

 

يتميز الشاعر والناقد الدكنور وليد العرفي ’ في اتباع منهجية اسلوبية في التحليل النقدي, تجمع بين  الاكاديمية والحداثة النقدية في مختبر التحليل والتشخيص في فك شفرات النص الشعري, وفق منطلقات محددة, تمثل البوصلة النقدية التي يسير عليها بموضوعية التناول والطرح والتفسير وكتابه النقدي الذي يتناول تجربة الشاعر محمد سعيد العتيق ومنجزه الشعري, في البحث والدراسة النقدية الرصينة والهادفة, يسلط الضوء الكاشف على هذه التجربة من منابعها وتكوينها وصياغتها ورؤيتها, ومنطلقاتها الرامية وغاياتها الهادفة في أدواتها الشعرية, وما يملك من خزين معجمي ومعرفي, يوظفه في ابداعه الشعري, وما يحمل من سمات مميزة تميزه عن الاخرين من الشعراء. وما يتوخى في منطلقاته الشعرية, وماهي ينابيعه التي يسقي بها بستانه الشعري. هذه المنطلقات الحيوية والهامة التي تمثل مكونات الشعر, أو العمود الفقري في تجربته ومنجزه الشعري وفي التناول والطرح. وقد تضمن الكتاب النقدي سبع محطات, اطلق عليها الناقد تسكية سبع مباحث أو سبع أطياف في مقاربات التجربة الشعرية  للشاعر. واعتقد انها تمثل مرتكزات الاساسية في عمق التجربة الشعرية, اتسمت منصات التحليل النقدي بعمق التحليل وفق خطة منهجية في مقتنيات النقد الشعري الحديث, الذي هو انسجام وتطابق مبدع بين الدراسة الاكاديمية والتحليل وفق اسلوب الحداثة في التطبيق النقدي. ويتضمن الكتاب النقدي في عمق التناول في المرتكزات السبع, نستعرضها في اختصار شديد. وهي محاولة بارعة في النقد في الغور في اعماق التجربة الشعرية وكشف بؤرها الضوئية. لذلك المسار النقدي, تمثل من الكشف من الفوق الى التحت الى صلب اعماق التجربة, او بمعنى آخر من المداخل الى النهايات في قوام ومكونات التجربة الشعرية وهي:

1 - المبحث الاول: طيف العنونة ودلالاته .

العنوان يحمل قيمة واهمية بالغة الاهمية في القصيدة, واذا كان الاسلوب هو الرجل, فالعنوان هو اسلوب الاسمى في القصيدة, والذي يفرض نفسه بما يحمل من دلالات لغوية وتعبيرية ورؤيا وموقف في الفكرة الشعرية التي يجسدها الخيال والمخيلة في معطياتهما وتكوينهما في ترسيخ ضوئية القصيدة. فالعنوان يحمل مفتاح الولوج الى داخل روح القصيدة في منطلقاتها الايحائية والرمزية, فالعنوان هو النور الذي يسطع في ثناء القصيدة بما يحمل من رؤية سيمائية (علم الدلالة والاشارة) . وبما يملك مكونات اللسانية (لغوية وبلاغية) ومكونات مضمونية (الرؤيا والايحاء والرمز) . لذلك يعتبر العنوان نصاً موازياً للقصيدة, لانه يحمل محفزات الاثارة والجذب المغناطيسي لدى القارئ. ونكتشف من خلال الاستقراء   في التحليل النقدي بأن الشاعر محمد سعيد العتيق ) يولي اهمية بالغة للعنوان  في اختيارته في ومضة المظهر والمعنى والرؤيا. وعلى سبيل المثال, بأن عناوين قصائده وحتى دواوينه الشعرية تحمل ومضة الجذب المغناطيسي, وعلى سبيل المثال هذه بعض العناوين في قصائده . شذى الروح. على ضفاف الروح. فجر المساء. من الموت نحيا. يعني بأختصار شديد يدلل بأنه صانع ماهر وبارع في صناعة وخلق العنوان في الحرف الشعري للقصيدة.

 

2 - المبحث الثاني : أطياف الصورة وحيويتها .

 لا تستقيم قامة القصيدة منتصبة, ولا يمكن ان تتسلق على سلم الابداع, إلا من خلال صورتها بعمقها الداخلي والخارجي في مكامن محسوساتها المعنوية والمادية في دلالتها ومحفزاتها التي تثير جوانب الاثارة في ذهن القارئ, في مجسداتها الجمالية الفارزة. في مجسداتها اللغوية وتوظيف منصات علم البديع في (التشبيه والاستعارة والمجاز) , لكي تستكمل جزئيات الصورة الى الحالة الكلية او الصورة الكلية, ووفق مقولة الجاحظ (الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من التصوير) هذا مفهوم الصورة الشعرية بتكامل كليتها. والتي هي بمثابة المفاتيح الكامنة للولوج الى روح القصيدة. في معطيتها ومكوناتها الحسية والشعورية وهواجسها وارهاصاتها, وبما يسمى بالتكثيف الشعوري في الصورة الشعرية.

 

3 - المبحث الثالث : أطياف التعالق النصي  .

تكمن منصات التعالق في النص ترجع الى مكونات مرجعيته وخلفيتها من الخزين المعرفي من المعجم القاموس الشعري الذي يمتلكه الشاعر. والمكونات المعرفية التي تخلق الاسلوبية في المنهجية الشعرية. لذلك لا يمكن ان تولد المرجعية من الفراغ, بل تحمل خلفها عمق معرفي واسع يستند الى مرتكزات في الرؤيا والتعبير, في قوله تعالى ( ن والقلم وما يسطرون ) اي بما يملك القلم من حصيلة معرفية تكمن خلفه. لذلك ان خلفية الشاعر ( محمد سعيد العتيق ) يملك مرجعية ضاربة في الاعماق في مجسدات الارث الحضاري والديني والاسطوري والشعبي والشعري , هذا الخزين المعرفي , يدعو الى الزهو والافتخار في قصائده الشعرية, التي تعمق وترسخ الابداع , كما تفاخر المتنبي حين قال ( أنا الذي نظر الاعمى الى أدبي / واسمعت كلماتي من به صمم ) .

 

4 - المبحث الرابع : أطياف التجليات الصوفية .

براعة الناقد تكمن في اكتشاف منطلقات ومنصات الشاعر المهمة والتي يتحرك من خلالها في انجازه الشعري, والتي تمثل نوازعه الروحية والفكرية وما ينجرف اليها ويحرث في الحرف الشعري من خلال مكامنها. وهذا الاكتشاف يمثل براعة المجهر النقدي في مجسداته الهامة في ضوئية الكشف. ويشير الناقد الى المكامن الصوفية في اطيافها الروحية لدى الشاعر. وهذا يعتبر احدى الوسائل النقدية في الغور في داخل روح الشاعر من خلال قصائده الشعرية. لان القصيدة لا يمكن ان تكون جسداً بدون روح. والنزوع الصوفي مسألة تشكل احدى معالم الشعر العربي, في مختلف المراحل والاجيال. لذلك يضع الناقد بصمته في اكتشاف النزوع الروحي/ الصوفي  لدى الشاعر . ويذكر الناقد في تحليله ( ولعنا لا نجافي في الحقيقة, أذا قلنا بأن الخطاب الصوفي يطبع الشعر العربي كله بسمة من سماته, على اختلاف صيغة التعبيرية, وتشظي أطياف ألوانه ) ص102 . ويضيف في مسالك الرحلة الصوفية في منجز الشاعر, في علاقة وثيقة ( ولا غرابة أن يجد الشاعر في الصوفية, منابع للطاقة الروحية, التي تمكنه من تجاوز حيز الجسد الضيق, لينفتح على عوالم الروح الفسيحة, التي تحقق له ما يحتاجه من مسافة للتأمل والتبصير والانعتاق من اسر عالمه الجسدي, وهو ما يتجلى في تحليقات المتصوف وتجلياته العلوية التي تترفع عن الحياة الدنيوية , ليعيش دنياها الخاصة  )ص101.

 

5 - المبحث الخامس : أطياف المتن اللغوي .

يشير الناقد في مجهر تحلياته النقدية لتجربة الشاعر (محمد سعيد  العتيق) بالقول (من نافل القول أن نؤكد أن لكل شاعر اسلوبه الخاص, ولغته التي تميزه من غيره, واللغة هي السمة الفارقة بين شاعر وآخر, فهي بمثابة بصمة اليد التي يتمايز بها الافراد, والشاعر في ابداعه القصيدة, إنما يتوخى التعبير عما في داخله, وما يراه من وقائع, يتخذ حيالها مواقف عاطفية تتجلى في سلوك, او تعبيرية تتجلى في الكلام, وبهذا فأنه  يسعى الى خلق علاقات, التي تقوم على اساس من الترادف) ص165 . ويكشف الناقد براعته المتمكنة في الشأن اللغوي والبلاغي من عمق معجمه الواسع, في تجسيدها في حقول متعددة ومتنوعة, ومن اهمها: حقول الوطن. المرأة. الحب. الطبيعة. يسكبها في جمالية خفاقة بالجمال والحياة . والامل يزرعها في حقول الوطن الحبيب.

 

6 - المبحث السادس : أطياف الاقرباء .

ان الشاعر ليس منفصلاً ومنعزلاً عن محيطه الاجتماعي, وليس انه من يعيش في برج عاجي يترفع بعلاقاته وصلاته عن الاخرين. لذلك نجد الشاعر العتيق, يمتلك علاقات وصلات مرموقة بين محيطه العائلي وبين الناس, بما يخدم المجتمع والحياة الاجتماعية بكل اشكالها.

 

7 - المبحث السابع : طيف الموقف الشعري :

وهو ما يريد ايصاله في المتن الشعري ورسالته الشعرية وخطابه الشعري, لكي يؤكد على حضوره وموقفه تجاه مجريات الواقع والحياة بالحضور التام. وما يهدف في تفاعله الشعري من مواقف ورؤى وما يحمله من انفاس وتداعيات تراكمية ليصل الى الذروة الابداعية (يبدو الشاعر محمد سعيد العتيق, شاعر غير منحاز إلا الى لغة الجمال, فهو ليس مع تيار بعينه, أنه مع الكلمة الجميلة, والصورة الموحية والاسلوب التعبيري, الذي يرتقي بالكلمة الى مصاف الفن والشعرية) ص268, لكنه ملتزم بالقيم الجمالية للمجتمع والوطن, ومنحاز بقوة الى حياض الوطن, في الاسانيد الوطنية الجميلة في عطائها المثمر (وفي هذا التأكيد على الطاقة الكامنة في ذات الشاعر, والقدرة التي يمتلكه فكراً وابداعاً, ويرى نفسه في أتون المخاض الشعري, يعيش حالة القلق الوجودي) و (فالشاعر يحدد معيار الجمال في الشعر, هو الالتزام بالقيم ) ص269.

 

× الكتاب: أطياف موشور الرؤيا/ مقاربات في تجربة الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق

× المؤلف : الدكتور وليد العرفي

× الطبعة الاولى : عام 2020

× الطبع : دار العتيق للثقافة والفكر . دمشق / سورية  . المرزة

× عدد الصفحات : 291 صفحة

جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.