اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ثوار أمريكا ..!!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

ثوار أمريكا ..!!

علي فهد ياسين

 

في أحدث خطوة لتعقيد الوضع (المعقد أصلاً) في سوريا, قررت الادارة الأمريكية منح بعثة (الأتلاف الوطني) الذي يتزعمه أحمد الجربا الصفة الدبلوماسية, في سابقة خطيرة تتعارض مع اصول القانون الدولي, وتضع حلفائها في حرجِ كبير ودقيق بين المجارات والتأني, لأنه يغلق الطرق للتسوية السياسية التي أقرت بها جميع أطراف الصراع, بعد تعذر الحسم الميداني وحجم الخراب وتفاقم مشكلة اللاجئين الذي تجاوزت أعدادهم الملايين .

هذه (الهبه) السياسية التي منحتها الأدارة الأمريكية لجماعة الجربا في هذا التوقيت بالذات, تمثل تلوين جديد للموقف الامريكي يبدو في مرتكزه الاقوى, رداً انفعالياً على قوة الأداء الروسي في أحداث أوكرانيا, بعدما (فرش) الأمريكيون حلبةَ صراع مفاجئ لـ (تجييك) القوة, تعملق فيها الرئيس الروسي (بوتين) مسنداً بالاذرع الدبلوماسية والمخابراتية لفريقه المحنك, ليطيح بغريمه وجوقته, بضربةِ سياسية أعادت جزيرة القرم الستراتيجية الى أصلها وأسقطت مخطط (غلق المنافذ) عن الاسطول الروسي باتجاه البحر المتوسط, مع تعديل لكفة الميزان الاقتصادي لصالح الاقتصاد الروسي في واقعة أداء مخابراتي مميز, أزاح شركات غربية عملاقة كانت تسيطر على مواقع متقدمة في جداول بورصة موسكو, بعد اشارات مخطط لها باحكام, كانت بثت الرعب في اوساط تلك الشركات, عن حتمية نشوب حرب تأكل أرصدتها, فكان الحصاد سياسي وأقتصادي بامتياز .

لاشك في أن (قطار) السياسة الأمريكية للأدارات المتعاقبة بعد الحرب العالمية الثانية, كان يسير على سكةِ خادمة لمصالح أمريكا دون مصالح الشعوب, تأسيساً على دورها الفاعل في مواجهة النازية, وكأن ذاك الجهد كان وحيداً, وهي مفارقة لاتستقيم اصولها ومخرجاتها مع الواقع الذي يعرض لوحة مكتضة بتضحيات الشعوب التي كانت ضحية للنازية في صفحات جبروتها, وكانت الأساس في مواجهتها والانتصارعليها وحماية البشرية من شرورها, الشعوب التي دفعت ضرائب قاسية من دماء ابنائها ومن ثرواتها وبناها التحتية وأقتصادها العام, ومنها الشعب السوفيتي الذي هزمت قوات جيشه الأحمر, القوات النازية ولاحقتها الى برلين لتسقط النازية في مثل هذا اليوم (التاسع)  من أيار عام 1945 .

لقد درجت الادارات الامريكية على (تدجين) جماعات مختارة وفق مواصفات معتمدة من دوائرها المخابراتية, تعتقدها الأفضل من بين المتوافقين مع مخططاتها, وهذا ماحصل في افغانستان لمواجهة الروس, حين اعتمدت الجماعات الاسلامية بمساعدة السعودية وقطر لتوفير القيادات والمال وتسهيل المرور عبر مطاراتها, قبل أن ينقلب السحر على الساحر وتُشكل ال (الدمى) المختارة قياداتها لتبرز القاعدة تكويناً لاتزال ملفاته السرية في معضمها قيد الكتمان .

لقد اجتهدت أمريكا في افغانستان في خبز (عجينة ثوار) على طريقة حلفائها من الحكام العرب, قبل أن تعود الى منهج أدارتها وتتخلى عنهم, ليكون ذلك بدايةً لفصلِ من سجل الأخطاء الأمريكية الفادحة التي يعاني منها العالم بأسره في هذا القرن, حين ترافق مع تفكيك المعادل السياسي للهيمنه الأمريكية المتمثل في منظومة المعسكر الاشتراكي, الذي سعت أمريكا حثيثاً مع الحليف الغربي, وبشتى الوسائل لتغيير أنظمته, فكانت ردود الأفعال تمثل صوراً وممارسات لاتختلف في أساليبها ومناهجها عن النازية المقبورة قبل ستة عقود .

الآن تعيد الأدارة الأمريكية دورة أخطائها من جديد, تطلق العنان لقطعانها في أكثر من مكان, لتخلط أوراق السياسة بأجندات مصالح كارتلاتها الأقتصادية دون أكتراث للحرائق ولالنتائجها المدمرة لاستقرار البلدان وحياة مواطنيها, فمن افغانستان الى العراق الى اليمن والى ليبيا والى ساحة الدمار السورية التي تصر أمريكا على بقائها مشتعلة, تكون سياسة الأدارة الأمريكية مساهمة في قتل الشعوب, وليس من أجل الحياة الكريمة لها .

لقد عرفت البشرية أي نوعِ من الموالين تختار أمريكا, وقد خبرت الشعوب أي جنسِ من المناصرين تحتاج أمريكا, وقد سجلت الذاكرة الانسانية أي صنف من الحكام هم الموالون لأمريكا, وقد خبرت الانسانية أي خرابِ أتاها ويأتيها من أمريكا, وعلى الجانب الآخر لازال التأريخ يسجلُ فصولاً من البهاء والرفعة والخلود لزعماء حركات التحرير والمقاومة التي وقفت ولازالت تقف بوجه أمريكا, وأي خلود فاز به ويفوز من قاوم و لازال يقاوم (ثوار أمريكا) ومرتزقة جيوشها, من فيتنام الى كل بقاع الأرض التي دنسها البسطال الأمريكي, والتي يفكر في تدنيسها مستقبلاً .

علي فهد ياسين

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.