اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كوباني .. طاولة قمار القرن!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

كوباني .. طاولة قمار القرن!

علي فهد ياسين

 

فيما يقف أحرار الكرد في ( كوباني ) , المدينة التي تدافع عن مفهوم الحرية في هذا الزمن الأغبر من تأريخ البشرية , يقف بالتزامن قادة الـ ( البغاء السياسي العالمي ) أمام مايكرفونات الميديا بكل ألوانها , ليعرضوا ( بالثرثرة والتنظير ) خططهم ونتائج مؤتمراتهم وأتفاقاتهم لمواجهة مايسمى بـ ( تنظيم الدولة الأسلامية ) , غير آبهين ولامهتمين بنتائج أجتياح مرتزقتهم لمدينة ( كوباني ) التي لازال سكانها البواسل يمسكون ماتبقى من سواتر المقاومة , شباناً وشيباً , نساءاً ورجالاً وحتى أطفال , في واحدة من الملاحم التي ستبقى خالدة في ذاكرة البشرية , لتنظم فيها ( كوباني )الى المدن العظيمة التي قاومت الغزاة على مدى تأريخ البشرية .

الشرف النوعي الذي تستحقه مدينة ( كوباني ) وأهلها الكرد الأحرار المدافعين عن الحق الأنساني في الحياة الكريمة , سيكون موثقاً بالصوت والصورة , مثلماً هو منقول كذلك فيهما , أداء المجرمين وقياداتهم والمخططين لأفعالهم ومسانديهم والمروجين لخطاباتهم والراسمين لمخططاتهم ومموليهم والمدافعين عن سياساتهم , والمتخاذلين عن مواجهتهم , لكن الفرق بين الفريقين , أن أبطال كوباني محاصرين بكل تفاصيل الكلمة , وفريق استهدافهم يتحرك حراً ويُدعم علناً ويمارس ساديته على الأرض وفي الأعلام كما يحلو له , في التوقيت والنشر والوحشية , دون رادع من المتحكمين في الاعلام العالمي وقنواته الفضائية على وجه الخصوص .

لقد كشفت المدينة ( البطلة كوباني ) لوحة المواجهة كاملةً , ولم يعد هناك من تفسير آخر لأصطفاف العناويين التي أوجعت رؤوسنا بخطاباتها الفارغة , بعد أن سقطت الأقنعة عن أتفاقاتها تحت الطاولات العفنة التي قدمت الشعوب فيها الضحايا والخسارات من خيرة أبنائها , ولم يعد ممكناً السكوت عن خيانات فادحة على مدى تأريخ المنطقة وشعوبها المبتلية بالقادة الجبناء والمساومين على حساب حقوق شعوبهم .

أذا كان لمراقب الأحداث في ( كوباني ) الآن أن يكون مستقلاً ومنصفاً , فليستمع ويشاهد كيف يتناول الأتراك والنظام السوري في أعلامهم أحداث المدينة التي يطلقون عليها ( عين العرب ) , وهي مدينة كردية خالصة بسكانها , لكنها عانت كثيراً خلال عقود سابقة , من تنصيب مسؤولين لأدارتها من العرب , ضمن آليات أعتمدها الحكم في دمشق مع كل المدن السورية التي يقطنها الكرد , وهو سياق لم يؤتي ثماره , وكان أحد أهم أسباب الصراع المخفي في سوريا , الذي ساهم مع أسباب أُخرى في تمكن عصابات الأجرام من وضع قدم لها على التراب السوري .

المفهوم الآن أن مدينة ( كوباني ) لايعني سقوطها تحت امرة عصابات داعش شيئاً مهماً في نظر أطراف ( القمار السياسي ) المسترخين أمام طاولتهم المفتوحة على حساب ضحايا عصابات ( داعش ) , وهم يحاولون تطييب الخواطر بتضخيم وقع مخططاتهم الكسيحة , التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي ( جون كيري ) , بأن حماية المدن ليس من ضمنها , وهو العارف بما ستؤول اليه نتائج الأجتياح لهذه المدينة الباسلة التي لايريد لها حلفائه في الحكومة التركية مجداً ولارفعةً ولاموقفاً وطنياً يشيد به أحرار العالم , وأن سقطت ( كوباني ) بأيدي عصابات الأرهاب الدموية , فأن سقوطها لن يكون شرفاً لتلك العصابات المدعومة من كل أشرار الأرض , بقدرما هو شرف للمدافعين عنها وعن القيم الانسانية .

تحية لـ ( كوباني ) الباسلة ولشعبها المقدام الذي مازال يدافع عن القيم الأنسانية للبشرية جمعاء

وتحية لشهداء ( كوباني ) وعطر دمائهم الزكية المنتشرة في كل بقاع الأرض .

والخزي والعار لتجارالسياسة الذين يرفعون أنخابهم على طاولات مخضبة بدماء الأبرياء .

والمجد لكل المناضلين من أجل الحرية .

 

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.