اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

جيوش العراق ..! // علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

جيوش العراق ..!

علي فهد ياسين

 

لم تَرِد النُخب الحاكمة في العراق على رعونة ( القائد الضرورة ) الذي أسقطته قوات الأحتلال الأمريكية في التاسع من نيسان عام 2003 ، حين تجاوز على الجيش العراقي المُؤسَس في السادس من كانون الثاني عام 1921 , بتشكيل جيوش رديفه بعد ( قفزته ) المشؤومة الى رئاسة الجمهورية في السابع عشر من تموز عام 1979 ، بهدف حمايته الشخصية في أول المقامات ، ولعسكرة المجتمع في آخرها ، ولم تحرك ساكناً ، ضد خطوة سيئ الصيت الحاكم المدني الامريكي ( بريمر ) بحل الجيش العراقي ، ولم تُبادر لاتخاذ خطوات وفق برامج رصينه لمواجهة النتائج السلبية التي ترتبت على ذلك ، طوال الأحد عشر عاماً التي أعقبت سقوط الدكتاتورية .

اذا كان ( جلاد العراق ) قد شكل جيوشاً ( قرضت ) من جرف الجيش العراقي الأصيل وأطاحت بهيبته الوطنية ، من مثل ( الحرس الوطني والحرس الخاص والجيش الشعبي ) ، فأن القائمين على القرار الرسمي العراقي من بعده ، أولائك المنتخبون من (ضحايا نظامه وجيوشه الرديفه ) ومن عموم العراقيين ، كان الأولى بهم أن يعيدوا للجيش العراقي الوطني هيبته وقيم مآثره وتضحيات شجعانه وتأريخه العريق ، بعد أنتهاء سلطة الحاكم المدني المتسلط ( بريمر ) ، ليُعيدو للعسكرية العراقية ( باجها الوطني المشرف ) ، الذي هو أكبر من عمر بريمر وأعمارهم .

لقد ( أنتجت ) قرارات الاستبداد كوارثاً مسجلة على مدى تأريخ البشرية ، وكانت ( حصتنا ) منها في العراق أكبر بكثير من حصص الشعوب الأخرى ، لسبب جوهري وأساسي يعرفه العراقي قبل المتخصص ، هو مسؤولية حكامنا على مدى التأريخ ، مع أستثناءات لم تقوى على موازنة النتائج لصالحها ، رغم مايشير له التأريخ في بعض صفحاته المشرقة التي أنكب على كتابتها المؤرخون الذي أثبت الزمن الى الآن ، وربما سيثبت لاحقاً الكثير من النتائج غير الايجابية في نزاهتهم !.

اذا كانت ثلاثة جيوش ( رديفة ) في عهد الدكتاتور ، قادتنا الى كل ذاك الخراب المهول في زمنه ، فمابالك الآن ونحن في زمن تعددية ( جيوش ) رديفة لا يُعرف لها قادة نوعيون ولا مهام واضحة ولاخطط نوعية ولاضرورات حاكمة ولابرامج عسكرية لائقة بتكويناتها ؟!, والأنكى من ذلك ، أن هذه الـ ( الجيوش ) تستهلك من ميزانية الدولة أرقاماً لايستوعبها العقل !.

ولأن القائمة مفتوحة وقابلة لزيادة أعدادها في كل لحظة ، وليس أدل على ذلك من ( الخبر الصادم )  الذي نشرته جريدة الحياة اللندنية على صدر صفحتها الأولى اليوم ، والذي كان عنوانه ( واشنطن تسعى الى تشكيل جيش قوامه 100 ألف مقاتل في المناطق السنية  ) ، وهو مسعى من الادارة الأمريكية لأضافة جيش ( جديد ) لجيوش الخراب ، فأننا نشير الى أن ( جيوش العراق ) هي الأكثر عدداً في تأريخ الأنسانية ، ومن حقنا مطالبة موسوعة ( كنس ) بتسجيل تفردنا ، فنحن لدينا جيوشاً متعدده ( قياساً لعدد نفوس العراقيين ) لايمكن أن تسبقنا بأعدادها أكبرشعوب الأرض ،وهي جيوش ( الشهداء والمعوقين والمفقودين والأرامل والأيتام والعاطلين عن العمل وعموم الفقراء ) ، الذين تضرروا من النظام السابق ولازالوا متضررين من حكام العهد الجدي ، دون أن تتلوث ضمائرهم ونفوسهم بولاء للمحتل ، ولابرهان على الوطنية الحقيقية .

لكن بالمقابل هناك جيوش أُخرى لاتمت بصلة للوطنية العراقية ولا للانتماء لشعب العراق ، من القتلة وسرق المال العام والنفعيين والدجالين والمنافقين والوصوليين والمزوريين والمندسين والجواسيس وووو .. ، الى آخر القائمة الملوثة التي يعرفها الوطنيون الحقيقيون .

ان انقاذ العراق من الطاعون ( المُرَكَب ) يستدعي من كل الوطنيين النهضة النوعية لاسقاط قرارات ومفاهيم وأنشطة ودعوات تشكيل الكيانات والجيوش العسكرية ، التي تستهدف المشروع الوطني العراقي الذي لايحتاج الى تعقيد وتبويب وأجتهاد ، لأنه مشروع وطني واضح كما هي كل المشاريع الوطنية التي تبنتها الشعوب ، وأعتمدت على ركائزها المدنية لأعادة بناء بلدانها بعد سقوط الدكتاتوريات ، بغض النظر عن مواقعها الجغرافية ونظريات قادتها الجدد وتشكيلات منظماتها المدنية ، وبدون ذلك ستبقى ( جيوش ) السلطة مؤذية للشعب ، حتى لو كانت السلطة منتخبة !.

علي فهد ياسين

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.