اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني (2)// شذى توما مرقوس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني (2)

(مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ، وأَدَب الطِفْل)

إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس

الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر

             

 طَابِع المَوْضُوع :

بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .

 

الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي، وفي الجٌزْءِ الثَاني (1) تَعَرَّفْنا على بَعْضِ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً، نَتَواصل في هذا الجُزْء الثَاني (2) عزِيزاتي/ أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في التَعْرِيف بِعَدَد آخَر مِنْهُم، مَعَ الشُكْرِ لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين.

 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( غسان سالم حنا شعبو )

 

غسان سالم حنا اسحق شعبو  مِنْ بَخْديدا / قَره قوش، مَواليد 4 / كانون الأول  (ديسمبر) /  1964، كاتِب وقَاصّ وصُحُفِيّ وشَاعِر وناشِط مدني، خرِيج دار المُعلِمين الابْتِدائِيَّة بِالمُوْصِل 1982 م بِاخْتِصاص تَرْبويّ عَام .

عُضُو في /

نَقابَة المُعلِّمين العِراقِيِّين، اتِحَاد الأُدَبَاءِ والكُتَّابِ العِراقِيِّين، اتِحَاد الأُدَبَاءِ والكُتَّابِ السرْيان، نَقابَة صُحُفييّ كُوردسْتَان.

 

في حَيَاتِهِ العَملِيَّة اخْتَبَرَ عِدَّة مَواقِع/ مُدِير مَدْرَسَة الطَاهِرَة المُخْتَلطَة في المَوْصِل 2007 م ــ 2008م، مُدِير مَدْرَسَة المَعالي الثَانيَة لِلتَلامِيذ النَازحين في أَرْبيل ــ مُجَمَّع أُوزَال ستي 2015، مُدَرِّس مَادَة لُغَة عَرَبِيَّة وتَرْبِيَّة دِينيَّة ولُغَة سرْيانِيَّة واجْتِماعِيَّات، مُعلِّم لِلتَعْلِيم المَسِيحيّ في كنيسَةِ الطَاهِرَة ــ قَره قُوش مُنْذُ عَام 1982م، مُعلِّم التَعْلِيم المَسِيحيّ في مَطْرانيَّة السرْيان الكاثُوليك بِالمَوْصِل مُنْذُ عَام 2000 م ــ 2008م، نَاشِط في جَماعَةِ الفُوكولاري والكارِيتاس، مُتَطَوِّع في مُنَظَّمَة لِمُسَاعدَةِ النَازِحين لاسْتِقْبالِ فَصْلِ الشِتَاء في دهُوك عَام 2014 م .

بَدَأَ الكِتَابَة مُنْذُ مَطْلَع الثَمانِينَات في مَجَالِ الشِعْرِ والقِصَّة.

أَوَّل ما نُشِرَ لَهُ  كانَتْ مُسَاهمَة بِعُنْوانِ (بَابِل يا عَروس التَارِيخ)  عَام 1988 م في جَرِيدَةِ الحَدْباء المَوْصِليَّة، وحِيْنَها كتَبَ الأَدِيب ذنون الأطرقجي في زَاويَةِ لَحْظَة مَعَ الإِبْداعِ الشَابّ: [يَسُرَّني أَنْ أَلْتَقي بِسُطُورِكَ الجَمِيلَة، وهي تُبَشِّرني بِوِلادَة كاتِب، بَلْ إِنَّها تُشِير إِلى تَمرُّس لا بَأْس بِهِ بِالكتَابَةِ، والعدِيد مِنْ جُملِكَ ومَعانيكَ لَيْسَتْ طَرِيَّة غَضَّة بَلْ تَضْرِبُ بِجذُورِها في تُرْبَةِ الوَعي ..... أَتَمَنَّى لكَ مَزِيداً مِنْ التَقَدُّم .

ذنون الأطرقجي

جَرِيدَة الحَدْباء المَوْصِليَّة

4/ 10 / 1988 م ] .

 

سكرتير تَحْرِير مَجَلَّة (العائلَة) في قَره قوش لِلفَتْرَة مِنْ 1990م ولِغايَة 2002م.

مُحَرِّر لِلقِسْم السرْيانيّ في جَرِيدَةِ سَوْرا (الأَمْل ــ سبْرَا) جَرِيدَة المَجْلِس الشَعْبيّ الكلْدانيّ الآشُورِيّ.

مُحَرِّر في مَجَلَّةِ (الأَعْيان) وهي مَجَلَّة لِمَجْلِس أَعْيان قَره قُوش / بَخْديدا .

مُحَرِّر في جَرِيدَة (صَوْت بَخْديدا) في قَره قُوش ومُصَحِّح لَغَوِيّ لِلُغَة العَرَبِيَّة .

مُحَرِّر لِمَجَلَّةِ (ديانا) الَّتِي تَصْدُرُ في أَرْبيل بِثَلاثِ لُغَات (العَرَبِيَّة، الكُوردِيَّة، السرْيانِيَّة) .

نائِب تَحْرِير مَجَلَّة (السَلام ـ ئَاشتِي) الَّتِي أَصْدَرَتْها مُنَظَّمَة المسَلَّة عَام 2012 م وبِاللُغَتين العَرَبِيَّة والكُوردِيَّة في أَرْبيل .

شَارَكَ في الدَوْرَة الصُحُفِيَّة (فَنُّ التَحْقِيق والمَقَال الصُحُفيّ) عَام 2011م ضِمْن بَرْنَامج تَطْوير العَمَل الصُحُفيّ والإِعْلاميّ في مُحافَظَةِ نَيْنَوى والَّذِي أَقَامَتْهُ مُؤسَّسَة نَيْنَوى لِلإِعْلام، كما شَارَكَ في دَوْرَةٍ تَدْرِيبيَّة عَنِ الصَحَافَةِ والإِعْلام لِتَطْويرِ قُدُراتِ الصُحُفِيِّين ولتَفْعِيلِ دَوْرِ الإِعْلامِ في التَخْفِيفِ مِنْ حِدَّةِ النِزَاعاتِ عَام 2012م والَّتِي أَقَامَتْها جَمْعِيَّة البُسْتَان في قَره قُوش / نَيْنَوى .

شَارَكَ في دَوْرَة حقُوق الإِنْسَان والحُرِيَّات الدِينِيَّة في العِراق الَّتِي أَقامَتْها مُنَظَّمَة هارد وورد الأَمْرِيكِيَّة بِالتَعاونِ مَعَ مُنَظَّمَةِ المَسَلَة ومُنَظَّمَة السَلام والحُرِيَّة في كُوردسْتَان لِلفَتْرَة مِنْ ( 13 ــ 15 ) أَيْلول عام 2015م.

شَارَكَ لِمَرَّةٍ ثانِيَة في دَوْرَةِ حقُوقِ الإِنْسَان في العِراق الَّتِي أَقامَتْها مُنَظَّمَة هارد وورد بِالتَعاونِ مَعَ مُنَظَّمَةِ حمورابي لِحقُوقِ الإِنْسَان في العِراق لِلفَتْرَة مِنْ ( 17 ــ 19 ) آذار عام 2016م.

 

لَهُ مُشَارَكات ومُسَاهمات أَدبِيَّة وتَحْقِيقَات صُحُفِيَّة مَنْشُورَة في عَدَدٍ مِنْ الجَرائدِ (الحَدْبَاء، رايَات المَوْصِل، صَدَى السرْيان، سَوْرَا ــ الأَمْلــ  ، بيث عنكاوا، سُورايا، الحَيَاة الجَدِيدَة، صَوْت بَخْديدا، نَيْنَوى الحُرَّة) ، والمَجَلات (الإِبْداع السرْيانيَ، النَواطير، ديانا، العائلَة، كلْديا، الشَبِيبَة، موتوا عَمايا ــ المَجْلِس الشَعْبيّ ــ ، الأَعْيان، الفِكْر المَسِيحيّ) .

 

إِصْدَاراته  /

ــ في مَجَالِ الشِعْر:

1 ــ على شُرُفاتِ المُسْتَقْبَل/ المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة الأُولَى/ صَدَرَتْ عَام 2004 م / مَطْبَعة دِيوان ــ المَوْصِل.

2 ــ وَجْهُكِ وِشَاحٌ لِكلِماتي/ المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة الثًانِيَة/  صَدَرَتْ عَام 2011 م / عِنْ مَطْبَعةِ دار مار بولص لِلخَدَماتِ الكنَسِيَّة في قَره قُوش ــ بَخْديدا .

 

  

 

3 ــ أَصْدَرَ قَصِيدَتَهُ المُطَوَّلَة ( بِهنام وسارة )  بِالسرْيانِيَّة عَام 2009 م .

 

ــ في مَجَالِ القِصَّة : 

1 ــ قِصَصٌ قَصِيرَة في زَمَنِ النزُوح/  مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة/ عَدَدُ الصَفَحات : 33 صَفْحَة/ صَدَرَتْ عام 2014م / تَضُمُّ المَجْمُوعَة أَرْبَعةَ عَشَر قِصَّة قَصِيرَة وهي: جابر التَغْلُبيّ، جبرائيل، طِفْلَة مِنْ جبَلِ سِنْجار، حِكْمَة البُلْبُل، غُرفَةُ نَازِح، هذا بَيْتُنا، اعْتِصام، فِئرَان كسْنَزان، وحِيدٌ في القَرْيَة، جواز سَفَر، سنَرْجِعُ يَوْماً، وَطَن، انْتِخابَات، تَحْرِير.

2 ــ أَصْدَرَ  بَقايَا مُتَناثِرَة/  مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة/ صَدَرَتْ عام 2014م/ تَصْمِيم الغِلاف رائد ميخائيل/ الإِخْراج الفَنِيّ غسان سالم/ عَدَدُ الصَفَحات 57 صَفْحَة/ تَتَكوَّن المَجْمُوعَة مِنْ أَرْبَع عَشَرَة قِصَّة قَصِيرَة، وهي: صَوْتٌ مِنْ الأَعْماق (كُتِبَتْ عام 1995م) ، القَمَر والنَجْمَة، لَحْظَةُ الوِداع (إِلى رُوح الشَهِيد المَطْرَان بولس فرج رحو، كُتِبَتْ عام 2008م) ، بَقايَا مُتَنَاثِرَة، المَجْهُول (عَنْ حادِثِ تَفْجِير حافِلات نَقْلِ طَلَبَةِ الحَمْدانِيَّة إِلى جامِعةِ المَوْصِل في 2 / 5 / 2010م) ، حُلُمُ السَهْل الأَخْضَر (كُتِبَتْ في تَموز 2010م) ، سَاعةُ الرَهْبَة (عَنْ حادِثَةِ كنِيسَة سَيّدةِ النَجاة 31 / تشْرِين الأَوَّل / 2010م) ، مَطَر، الغرِيب، فَتَاة القَاعة، هدِيلُ الحمَائم، رِسَالَةُ أُمّ، على أَعْتَابِ السَنَة، النَافِذَة .

في مَطْلعِ عَام 2009م حَازَتْ ُقِصَّتَهُ القَصِيرَة (بَقايَا مُتَناثِرَة) على الجَائزَةِ الأُولَى في مُسَابقَةِ مَوْقِع عنكاوا دَوْرَة سركون بولص ( جَائزَة شمْشَا ) .

 

  نَشَرَ الكثِير مِنْ قِصَصهِ القَصِيرَة في عَدَدٍ مِنْ المَجَلاتِ المَحَلِيَّة والمَواقِعِ الأَلكتْرونيَّة .

 

شَارَكَ في عِدَّةِ مِهْرَجاناتٍ شِعْرِيَّة مِنْها: مُلْتَقيَات المِيلاد ومُلْتَقَى القِيامَة الأَدَبيّ في قَره قُوش في فَتْرَةِ التِسْعِينات، المِهْرَجان الشِعْرِيّ الأَوَّل لِمُدِيرياتِ التَرْبيَة في المَنْطقَةِ الشِمالِيَّة (نَيْنَوى، كرْكوك، ديالى، صَلاح الدِين، عَام 2007م في كرْكوك) ، مِهْرَجان برْديصان الخَامِس لِلشِعْرِ السرْيانيّ في أَرْبيل/ عنكاوا عَام 2011م ، مِهْرَجان نَزِيف الهِجْرَة في عنكاوا 2015م، ومِهْرَجان الشُعرَاء المُهَجَّرِين 2014م.

 

بَعْدَ اسْتِيلاءِ عِصابَاتُ الدَوْلَة الإِسْلامِيَّة في العِراقِ والشَام (داعِش) على المَوْصِل اضْطَرَّ وعائلَتَهُ لِلنزُوحِ مَرَّتينِ/  المَرَّة الأُولَى في 25 تَموز 2014م إِلى بَلْدَةِ الْقُوش، والثَانِيَة في 6 آب 2014 م إِلى شِيوز ــ دهُوك ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلى أَرْبيل .

               

في عام 1996م كتَبَ اوبريت ( قَوْسُ قَزَح ) ولَحَّنَهُ الشَاعِر ابراهيم خضر ، وقَدَّمَهُ شَبَاب الفُوكولاري على مَسْرَح دار الكهَنَة في قَره قُوش .

لَهُ قِصَّة قَصِيرَة لِلأَطْفَال بِعُنْوان (الحِمَار ذو الخطُوطِ الزَرْقَاء) ، كما أَلَّفَ الكثِير مِنْ الأَناشِيد لِلأَطْفَال بِالسورث ، وأَناشِيد مَدْرَسِيَّة وتَعْلِيمِيَّة هادِفَة كانَتْ تُقَدَّمُ كُلَّ خَمِيس في سَاحةِ مَدْرَسَةِ الطاهِرَة بِالمَوْصِل ( 2000 م ــ 2008 م ) ، ومَدْرَسَةِ الزَوْرَاء في قَره قُوش ( 2008 م ــ 2014 م ) ، وقَدَّمَ مَشَاهِد هادِفَة في مَدْرَسَةِ المَعالِي الثَانِيَة لِلنَازِحين في مُجَمَّعِ أُوزال في أَرْبيل ( 2015 م ــ 2016 م ) .

 

المَصَادِر /

 ( 1 )

الكاتِب غسان سالم شعبو .

( مَعَ الشُكْر الجَزِيل لَهُ ) .

 

( 2 )

مَوْقِع عنكاوا كوم / صَفْحَة الكاتِب غسان سالم شعبو .

رَابِط المَصْدَر :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?action

=profile;area=showposts;u=85006

///////

 

( 1 )

بقايا متناثرة

ــ قِصَّة قَصِيرَة ــ

بِقَلَمِ : غسان سالم شعبو

[ عِنْ المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة ( بقايَا مُتَناثِرَة )  ، صَفْحَة 12 ــ 15 ] .

 ( القِصَّة الفَائزَة بِمُسَابَقَةِ مَوْقِع عنكاوا كوم ـ جائزَة شِمْشَا عام 2009 م ـ دَوْرَة سركون بولص )

 

ما أن سكت زميلي فجأة ، حتى سمعنا قرقعة سلاح تلتها زخات متقطعة من الرصاص ، إنفجار رهيب عم المكان ، قبعت تحت المقعد الخلفي لا أنوي على شئ ، طائرة مسرعة مرت كأنها عنقاء تجوب السماء ، لمع بريق الخوف على جبين زميلي، تنهدت وأشرت إليه أن يكتم أنفاسه ريثما تتبين الأمور ، تنحنحت قليلاً ، فلمح في زاوية النافذة شرارة من رصاص متطاير بجانب الطريق صرخ هلعاً ، لوحتُ له بيدي أن يسكت ، فسكتنا وسكت المكان ، قرقعة متقطعة أُخرى تلتها زخات مجنونة .. تملّكنا الهلع من جديد وإنزلقنا تحت المقاعد ففتحت الباب أتلصص المهاجمين الذين لوحوا ببنادقهم وهتافاتهم عبر الأزقة الضيقة فركلني زميلي وأدخلني عنوة كأنه يلملم رأسي تحت الوسائد ، أشعلت سيجارة ، فسحبها بشدة قائلاً:

ـ التدخين في مثل هذه الحال كارثة ، سينفجر المكان.

إبتسمت له ووجهت ظهري للباب في حين بقي زميلي مطأطأ الرأس ، كان الضابط المناوب بجوار المكان يراقبنا وهو منشغل  بمعالجة الموقف .. كان يدرك أننا عالقون على قارعة الطريق في سيارتنا ، رأيت الجنود يقبلون أفواجاً لتعزيز موقف رفاقهم ، الناس جميعهم إختفوا خلف الجدران إلا نحن ، تخيلتُ جارتنا عندما نادتني ذات يوم ممطر وسط عصف الريح في ذلك الشتاء البارد والقاسي لأحتمي بمنزلها ، تململت فإستفزني صوت إنفجار ثانٍ كاد يدمر زجاج السيارات والنوافذ الصامدة في ذلك الحي القديم ، حاولت الخروج فلم أفلح فقد تعطل مزلاج الباب من هول الصدمة الثانية ، تطلعت إلى زميلي فرأيته يبتسم  إبتسامة بلهاء .

ـ ما هذه الأحوال ... فقد دُمر كل شئ ، ياللهول ، إنها النهاية .

كدت أبكي وأسراب الطائرات عادت من جديد ورشقات متقطعة إستقبلتها من الناحية المقابلة ، سمعنا صخباً ، تعالت أصوات من بعيد ، حاولت معالجة الباب لأخلع مزلاجه وفي هدوء اللحظة المرعبة تلك إنفتح الباب وخرجنا من تحت المقاعد وولينا الأدبار ، نظرت إلى الضابط المناوب في المكان فلوح لي على أن أنطلق إلى الملاذ الآمن ، وإنطلقنا نتدحرج مطأطئ الرؤوس وإخترنا زاويةً غير بعيدةِ لنحتمي ،  تململ زميلي قائلاً:

ـ ما زالوا هنا في الحي مرابطين ، لا أحد يردعهم .

ألمحت إليه بالصمت ، عندها هوت قذيفة على سيارتنا المركونة على حافة الرصيف فإنفجرت ، لقد دُمِر كل شيءٍ في مدينتنا حتى سيارتي الحمراء ، بصق زميلي على ناحية مجهولة وخرج الضابط المحتمي بالسواتر الترابية أمام ثكنته يضحك علينا مشيراً إلى سيارتنا المحترقة .

فقلت :

ــ الحمد لله لقد نجونا .

وكم تمنيت تلك اللحظة أن أختطف بندقيته لأطارد سرب الطائرات اللعين وأناطح كل من دمر عربتي الحمراء . 

خرجت مرة أخرى أصرخ بإنفعال شديد وفي قلبي جرح كبير:

ــ  لم يعد يفيدنا أحد .

الجنود إنتشروا في المكان بحركات عاجلة وأدركوا الموقف ، لم أعد أسمع الصيحات في الجانب الآخر ، يبدوا أن المهاجمين قد فعلوا فعلتهم وإنسحبوا . ظهر رجل أمامي من خلف الأزقة الضيقة يكشف عن وجهه القبيح وعيناه تقدحان شرراً ، كم تمنيت لو ضربته بحجر ، ففعلت لكنه إختفى كلص شارد وسط كومة من المباني المتناثرة .

لم يعد زميلي يتابع المشهد فقد جلس يمضغ التبغ ويشعل سيجارته من جديد، كان هناك عدة أشخاص قد علقوا في المكان ظهروا وهم ينفضون عنهم الأتربة العالقة من جراء القصف العشوائي فلوح لنا الضابط أن ننطلق فقد إنتهى كل شئ ، وإنطلقنا بعد أن سئمنا الانتظار وأندفعنا مبتعدين بخطى سريعة ، إنطلقنا تاركين وراءنا عربتنا المحترقة ، وأنّات الجنود المدافعين وبقايا متناثرة من البنايات والذكريات ، إجتهدتُ أن أُحصي الخسائر وأصور المشهد ، لكن زميلي ركلني قائلاً: 

ـ تراهم يتهمونك بكل هذا الدمار .. هيا .. هيا.. لم يعد بوسعي الانتظار ، لننطلق .

مسكين صديقي حتى هذه اللحظة لا يصدق أنه نجا من هذه الكارثة ، عبرنا الجسر الحديدي القديم على مقربة من الموقع ورحنا نضحك بعفوية الصغار سرعان ما إنقلب ضحكنا إلى رثاء ، وإرتسمت على شفتينا إبتسامة بلهاء ، لقد هدأت المعركة وصار المكان خالياً ، وإنقطع سبيل المارة وحركة المشاة وشُلت حركة السيارات في المدينة كلها .

ـ لقد فرضوا حظراً للتجوال .

إندفعنا وسط  الأزقة بخطى متسارعة .. كان النهار يلوي إلى المغيب وضياء القناديل تلمع على إمتداد النهر الخالد تاركاً طيفها يتكسر بتموجاته الهادئة ،  والدخان المتصاعد يخفي حلة الشمس الحزينة بعيداً ، قررنا السير عكس الريح التي عصفت وهي تحاول عبثاً إطفاء النيران المشتعلة هنا وهناك وتطرد الدخان بعيداً .. بعيداً جداً ، غدونا بعيدين عن المكان ورحنا نشق الطرقات بحذر شديد بحثاً عن مأوى .. ما لبثنا أن وصلنا غايتنا ، إلتفتنا إلى الوراء عند ناحية الجسر من الجهة المقابلة كان الضابط مازال في موقعه رافعاً يديه كطيف مسّمر عند النقطة الدالة في العمق  البعيد واقفاً وحده.

  

ــ انتهى ــ

///////

 

 ( 2 )

على أًعْتَابِ السَنَة

ــ قِصَّة قَصِيرَة ــ

بِقَلَمِ : غسان سالم شعبو

 [ عِنْ المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة ( بقايَا مُتَناثِرَة )  ، صَفْحَة 49 و 50 ] .

 

قبل أن تدق ساعة الانتصاف في ليلة رأس السنة ، طافت أجنحة الأمنيات على محور مائدتهما التي إنتصفت الحفل ، وغادرا معها إلى مرافئ الأحلام المجنونة ، حاملين أمنياتهما الجديدة مع أمنياتهما المؤجلة لينشروها على الأعمدة الإثني عشر للعام القادم .

وسط ابتسامات الفرح الآتي وعمق الأحاسيس الجياشة ، كانت تنظر إليه بلهفة ليزهر برعم الأمل بهذا اللقاء الفريد ، ويبادلها بقلبِ مفعم بأمطار المشاعر والجنون ، فها عام سيرحل ، وبانتظار عام جديد يحل ، وكلاهما سيستقبلانه على ضفاف الأيام القادمة ، ليرتويان عطش السنين ويغتسلان بمطر القبلات ، فيمسي القلب نظراً على ضفاف العمر .

كانت تستمتع بأحاديثه الجميلة ، وتتنسم من أحاسيسه المرهفة ، وهويكاد يتلمس رقتها العذبة ، وبراكين الوجد تختمر في الأفئدة المتأهبة للقاء ، فتشابكت أيديهما مثلما تتشابك أغصان الشجر في غابة مفعمة بالحياة ، وتسربت بين أصابعهما شعلة ملتهبة من اللوعة ، لتتدفق المشاعر كتدفق الشلال ، ومع هذا التدفق منحته شفتيها الحمراويتين فأغمض الزمن عينيه ، وفي غفلة منه إختلسا اللحظة ليزيدا إحساساً بالوجود ، لتعبر بهما الحياة إلى حدود العام الجديد ، فهاجرت الدقائق الفاصلة وهاجرا معها إلى الأمل البعيد بوجوه يملؤها العشق ، وبخيال يأخذهما بعيداً .... بعيداً جداً ، يسبح بهما عبر البحار والمحيطات من اللهفة والشوق ، يركبان المراكب السائرة وسط أعاصير العبارات ودِفء الكلمات ، فنظرا معاً إلى الساعة المركونة على الحائط المتاخم وهي ترن رنات حزينة لوداع العام المنصرم ، ثم تُنار الأضواء على تدفق الموسيقى الشجية العذبة ووقع أسراب الأجساد الراقصة في الركن القريب انتظاراً لاستقبال العام الجديد ! ....

///////

 

( 3 )

حُلُمُ السَهْلِ الأَخْضَر

    ــ قِصَّة قَصِيرَة ــ

بِقَلَمِ : غسان سالم شعبو

 [ عِنْ المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة ( بقايَا مُتَناثِرَة )  ، ص 26 ــ ص 30 ] .

 

إلتأم مجلسنا في إحدى القرى ليلتحق بأعضاء المجالس الشقيقة التي كانت تتقاطر من كل البلدات لتشهد حدثاً مهماً ، جاءت وفود من بلدان العالم الصديقة والغير الصديقة وتهافتت وسائل الإعلام إلى مبنى البرلمان الفخم الذي يأوينا ، فاليوم سيشهد انطلاق أول مكوك فضائي من السهل الأخضر إلى المريخ ، ومنذ الصباح الباكر عقد أول مؤتمر عالمي للتعريف بهذا الحدث الكبير ، وقد مثل بلدتنا وفد كبير حيث جلسنا في قاعة المؤتمر لنستمع إلى علمائنا وهم يتناقشون بشتى المجالات المتعلقة بعملية الإطلاق مع علماء الدول الأخرى في جو من الفرح والألفة ولم الشمل مع إخوتنا في داخل البلد وفي المهجر ، ولم لا وهذهِ المدينة سيكتب لها التاريخ لتلتحق بمصاف المدن الكبرى في الدول المتقدمة .

رأيتُ طائرة استطلاع سوداء ضخمة تجوب سماء قبة البرلمان لسهلنا الأخضر لتراقب المكان وترسم في الأجواء هالة من الأمان والاطمئنان .

انتهى المؤتمر وخرجنا نجوب البلدة في جولة سريعة ونحن في طريقنا إلى الساحة المعدة لمراقبة عملية الإطلاق ، كانت البلدة آية في الفن المعماري الحديث رغم محافظتها على طابع الأزقة القديمة وكنائسها التقليدية ومظاهر الحياة العامة المعبرة عن عراقة هذا الشعب الأصيل بمكوناته التي عبرت عن تكاتفه بالرغم من المآسي والتضحيات التي قدمها أبناؤه طيلة سنوات القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين ، وأمام إحدى المتنزهات انبرى فنان يلوح لنا بيديه ليجلب انتباهنا ، فعرجنا عليه ووقفنا حياله ، وقد رأيناه حاملاً فرشاته ويخط بها رسماً تفنن به لكننا لم نر ما يعبر هذا الرسم عن شيء حيث كانت اللوحة عبارة عن وردتين ملونتين وسط هالة دائرية حمراء متوهجة ، بينما كانت مجموعة لوحاته قد تناثرت هنا وهناك أمام مرسمه في الهواء الطلق ، فقلتُ له مشيراً إلى اللوحة التي على المسند :

ـــ اللوحة تقليدية ، ولا تعبر عن الحدث الذي جئنا من أجله .

فأطرق الفنان رأسه قائلاً :

ـــ ولكن لا أحد يدفع لي .

فقلتُ له :

ــ ولم لا والأوضاع قد تبدلت ؟

قال : 

ــ ولكن النفوس لم تتبدل ، فالنوايا البدائية غدت هي هي .... 

قلتُ :

ــ نحن اليوم أعضاء في منظمة التجارة العالمية .

قال :

ـــ هذا صحيح ، ولقد حولوا سوق الأسهم العالمية إلى هنا ، وإنهم يحسبون الأوراق الخضراء فقط ، وينتظرون ساعات السفر وليس شيء أخر .             

قلتُ :

ــ وماذا عن رعاة البلدة ؟

قال : 

ــ لقد أُنتدبوا زائرين في شتى البقاع ، ومنذ ذلك الحين أضحت البلدة بدون رعاة .

وخزني زميلي أن ننطلق فدفعنا له ثمن اللوحة وحملناها كتذكار لهذا اليوم الحافل ، ومررنا وسط البلدة نشق الطرقات منبهرين بما آلت إليه الأمور من خدمات وفعاليات لم تكن موجودة في العهود التي مرت على أبناء شعبنا في السهل الأخضر ، وتوجهنا إلى المنصة بينما كان أعضاء الوفود المشاركة من كل حدب وصوب يقتفون إثرنا حتى وصلنا إلى منخفض أخضر يقودنا إلى حديقة غناء وقد اكتضت بحشد من الحضور متعدد الأطياف كما رأينا شجرة عالية من أشجار اليوكالبتوس وقد إرتقاها ثلاث رهبان ليعاينوا المشهد العتيد مع المجتمعين هناك وهم ينتظرون منهم أن يفسروا لهم ما سيحدث ، وكان أحدهم يحمل بيديه مرقاباً بشكل ناظور وقد وضعه أمام إحدى عينيه ليراقب الموقف ، وفي الزاوية اليسرى من الجنينة باحة على علو مرتفع مترامية الأطراف مزدانة بألوان الورد والسنابل ، وقد أطلت على منحدر كبير يقود ناظرينا إلى السهل الأخضر الكبير حيث منصة إطلاق الصواريخ ، ونحن نرى عن بعد العمل الدؤوب لبدء عملية الإطلاق التاريخية .

انتظرنا هناك ساعات وساعات ، والهدوء يعم الجميع ، وأجهزة التلفزة تملأ الساحات ، والكل معلق بصره صوب المنصة ، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان ، ولم تسجله مراصد أجواء البلدة ، فقد هبت ريح خفيفة سرعان ما أخذت سرعتها في تزايد تدريجي فأدرت ناظري صوب شجرة اليوكالبتوس الضخمة وهي تترنح أمام عصف الريح المتزايد وقد مالت للناحية الأخرى والرهبان الثلاثة ما زالوا متشبثين بها رغم الريح العاتية التي طفقت تزداد ضراوة وزخات المطر الخفيفة بدت تنذر بيوم مختلف ، فهاج الناس الذين في الباحة الكبرى وتناثروا في أرجاء مختلفة ، وعم صخب كبير وسط الطرقات قطعه وصول وفد من قاعدة الإطلاق ليلتم من حولهم الصحفيين وجمع من الإعلاميين الفضوليين ، ولم نجد بداً من أن نتقرب إليهم لنطلع على ما آلت إليه الأمور ، فطفق أحدهم ضاحكاً يصيح :

ــ مفاجأة ، مفاجأة ....

لقد تأجلت عملية الإطلاق ، ولكن جاءنا خبر مفرح من المريخ ...

وبفضول إندس وفدنا وسط الحشد لنجد أنفسنا أمام المتحدث وهو يكمل جملته مشيراً إلينا ، ليقول لنا :

ــ خبر مفاده إنه قد ولد لنا هناك توأمتان .

انتفض الجميع لهذا الخبر المثير وصرخوا بأعلى صوتهم : 

ــ توأمتان

قال المتحدث :

ــ نعم توأمتان

ــ ماذا ؟ !!!

ــ توأمتان

فتملكتنا البهجة وقُرعت الطبول بين أعضاء وفدنا الحاضر ورحنا نستبشر خيراً بهذا الخبر السعيد ، وما كدتُ أنظر إلى اللوحة التي بين يدي حتى انتابني اندهاش كبير سرعان ما تنبه لي زميلي فطفقنا ننظر إلى بعضنا البعض ولسان حالنا اللوحة التي تحمل في مضمونها رسم الوردتان وسط هالة حمراء وصرخنا بصوت واحد :

ــ الفنان .... الكوكب الأحمر

قلتُ :

ــ هل كان يعرف ، أم إنها مجرد صدفة ؟ ! 

قال :

ــ لنذهب إليه !! 

ووسط الريح التي هبت على غير عادتها ، والهرج الذي أصابنا ركضنا متوجهين صوب موقع الفنان صاحب اللوحة الرمزية التي أضحت بحوزتنا علّنا نستكشف عنده لغزاً أو حلاً للأحجية التي حملتها لوحته ، وكنا نسابق آلة الزمن للوصول إليه وسط العصف الشديد وزمهرير الريح العاتية التي كانت تناطحنا وتزيل كل شيء من أمامنا فتختفي الملامح وتتناثر الأماني كتناثر هذهِ البنايات ، وما كدنا نصل غايتنا حتى وجدنا وجه البلدة قد تبدل ، والفنان المزعوم قد اختفى ، ولم تعد هناك ساحات ولا بنايات تعبر عن الفن الحديث ، ولا شيئاً مما كان في بالنا .... بل عادت كما كانت ، وإن ذلك مجرد حلم .

 

تموز 2010 م .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( أمير بولص ابراهيم آل عكو )

 

شَاعِر وقَاصّ مِنْ بَرْطلَة / المَوْصِل ، مِنْ مَوالِيد  1964 م .

بَدَأَ مَسِيرَتَهُ الشِعْرِيَّة عَام 1982 .

تَمَّ نَشْر قَصِيدَتَهُ ( حافَات اللَذَّة ) ضِمْنَ قَصائد كثِيرَة لِلشُعرَاء في كِتَاب : المَشْهَد الشِعْرِيّ العِراقي عَام 2011 عَنْ مُؤَسَّسَةِ الزَمَان الدُولِيَّة في لَنْدن .

شَارَكَ في مِهْرَجانِ برْديصان الخَامِس والَّذِي أُقِيمَ في أَرْبيل ومِهْرَجانات عَدِيدَة أُخْرَى ، كما شَارَكَ في الحلقَةِ الدِراسِيَّة الَّتِي أُقِيمَتْ في عنكاوا عَنْ دَوْرِ السرْيان في الثَقَافَةِ العِراقِيَّة ( دَوْرَة أدمون صبري ) عَام 2011 .

نَشَرَ كِتَاباتَهُ في مَواقِع عَدِيدَة مِنْها: عنكاوا، بَرْطلَة نت، النُّور وغَيْرَها، وأَيْضاً في الجَرائِدِ مِنْها: الزَمَان الدُولِيَّة، بانُوراما الأسْتُرالِيَّة، وكذلِكَ في صُحُفٍ ومَجَلاتٍ مَحَلِيَّة أُخْرَى مِثْل الإِبْداع السرْيانيّ والكرْمَة وموتو عمايا . 

يَكْتُبُ القَصِيدَة النَثْرِيَّة (بالعَرَبِيَّة والسرْيانِيَّة) والقِصَص القَصِيرَة ، ولَهُ مُحاوَلات في كِتَابَةِ النَصِّ المَسْرَحيّ .

صَدَرَ لَهُ مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة بِعُنْوان (أَصَابِعُ اللَّيْل) عَنْ مَطْبَعةِ الدِيار في المَوْصِل، تَتَضَمَّنُ ثَلاثَة وأَرْبَعون قِصَّة قَصِيرَة تَتَناوَلُ مُجْمَل الحَالات الحيَاتِيَّة الَّتِي يَمُرُّ فيها الإِنْسَان .

  

كتَبَ الدكْتُور يوسف حنا للو مَوْضُوع: ــ

المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة " أَصَابِعُ اللَّيْل " قِراءَة تَحْلِيلِيَّة.

الأَرْبِعاء 16 / 4 / 2014 .

 

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة :

سَقَطَ نَاضِجاً (بَرْطلَة، تَموز 2010) ، أُحْجِيَةُ الصَمْت،  وَصِيَّة مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ (بَرْطلَة ، نيسان 2010) ، أَصَابِعُ اللَّيْل، بَقايا إِنْسَان مِنْ ذلِك المَاضِي، حكتْ هذِهِ الحِكايَة لِعالَمِها الأَبْيَض، المَوْت .... فارِس مُنْقِذ أَحْياناً، إِنَّهُ ما زَالَ يَنْتَظِر، مُقَابَلَة الرئيس، طَيْفهُ في فنْجانِ قَهْوَتي ، مُحاكمَة غَرِيبَة ، صَرْخَة بِلا صَدَى .

 

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً :

مَاتَ هَلَعاً ، المَوْتُ انْتِحاراً ، إِرْثٌ قَدِيم ، المِنَصَّة ، اللَّوْنُ الأَسْود، تَحْلِيقٌ في غَيْرِ أَوانِهِ ، ذِكْريَاتٌ مُؤَجَّلَة .

 

صَدَرَ لَهُ مُؤْخَّراً مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة بِعُنْوان ( نَبَشْتُ رُكامِي لأَجْلي ) عَنْ مَطْبَعةِ مَكْتَبَةِ المَكْتَبَة في بَغْداد ومَطْبَعةِ الدَبَاغ في أَرْبيل ، تَقَعُ المَجْمُوعَة في 106 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِّط ، تَضُمُّ المَجْمُوعَة أَكْثَر مِنْ 150 نَصاً شِعْرِيَّاً ، تَصْمِيم الغِلاف : فلاح العيساوي .

//////////

 

المَصَادِر /

 ( 1 )

مَوْقع تللسقُف في اسْتُراليا .

مَوْضُوع / لِقَاء مَعَ أَحَد مِنْ مُبْدِعي شَعْبنا المُبَارك وهو الشَاعِر ( أمير بولص ابراهيم آل عكو ) .

أَجْرَى اللِقَاء / ناظم هرمز كورو في تللسقُف  9 ـ 7 ـ 2012 م .

 

 ( 2 ) 

عنكاوا كوم  .

مَوْضُوع / الشَاعِر والقَاصّ أمير بولص ابراهيم يُصْدِرُ مَجْمُوعَتَهُ القِصَصِيَّة الأُوَلى ( أَصَابِعُ اللَّيْل ) . 

الكاتِب / أثير شيت .

 

 ( 3 )

مَوْضُوع / دَعْوَة لِحضُور تَوْقِيع كِتَاب الشَاعِر أمير بولص .

الكاتِب : برطلي دوت نت . 

في  8 / تشرين الثَاني / 2016 م .

مَوْقِع بَرْطلي نت .

الرَابِط /

http://baretly.net/index.php?topic=62236.0

 

( 4 )

مَوْضُوع / الشَاعِر والقَاصّ أمير بولص يُصْدِرُ مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة بِعُنْوان ( نَبَشْتُ رُكامِي لأَجْلي ) .

الكاتِب : بهنام شابا شمني .

29/ 3 / 2016 م .

مَوْقِع عنكاوا كوم .

رَابِط المَصْدَر /

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,807122.0.html

 

 ( 5 )

مَوْقِع النُور .

الصَفْحَة الشَخْصِيَّة لِلكاتِب أمير بولص في مَوْقِع النُور .

الرَابِط /

http://www.alnoor.se/author.asp?id=1634

 

( 6 )

مَوْضُوع / أَصَابِعُ اللَّيْل ... قِصَص أمير بولص

مَوازِين نيوز / خاص

في 8 / 3 / 2015 م .

مَوْقِع مَوازِين

 

الرَابِط /

http://www.mawazin.net/%D8%A3%D8%B5

 

( 7 )

مَوْضُوع / اتِحَاد الأُدَبَاء والكُتَّاب السرْيَان يَرْعى حَفْل تَوْقِيعِ المَجْمُوعَةِ الشِعْرِيَّة ( نَبَشْتُ رُكامِي لأَجْلي ) لِلشَاعِر أمير بولص .

الكاتِبَة : سوزان يوخنا .

في 10 / نوفمبر / 2016 م .

مَوْقِع تللسقُف

الرَابِط /

http://www.tellskuf.com/index.php/7war/199-htq/62428-v107.html

///////////////

بقايا إنسان من ذلك الماضي

ــ قصة قصيرة ــ

بقلم : أمير بولص 

 

ثمة أحزان تناثرت كالشوك فوق حلبة قلبه المركون في إحدى زوايا النسيان لذاتهِ التائهة في مساحات زمنه وهو الذي تعمد في ركنه بعدما انقلبت معايير الدنيا وأندثرت مقاييس الحب وقُتِلَ السلام بدم بارد ..... كانت أحزان العالم تتراقص فوق حلبة قلبهِ بعد أن تَغَلَبت عليه في غفلةٍ من عاطفته المفرطة وغفلة زمنهِ القاسي الذي فاجأهُ ليغير كل شيء كان يحلم أن يتم له وللعالم في مسيرة حياته ... ليصبح قاب قوسين أو أدنى من الموت حياً ... بل هو ميت في ثياب إنسان حي يمارس طقوس حياته بكل رتابة حاساً أن في داخله إنسان مدفون في قبر مظلم .... يتأرجح الخوف في أرجوحةٍ سوداء مستهزءاً به .... تواريخ تقويمهِ المثبت على الجدار تعيده إلى الوراء إلى الطفولة .... إلى ألعابهِ في أزقة القرية المتربة صيفاً والمغمس ترابها بالأمطار شتاءاً .... يعيده إلى الصبا والشباب .... إلى حبه الأول .... وإلى إلى .... وكما يأخذه تقويمه إلى الماضي يأخذه إلى المستقبل ... تاركاً الحاضر يخوضُ معاركهُ في ساحة أيامه .... مستقبل .... خوف .... حيرة .... تساؤل ما هو المصير ... ينكث رماد سيكارته التي نساها في منفضة السكائر وقد أخذت بالانحسار لتلقي برمادها على الطاولة .... تنتابه حالة انزعاج من تلك السيكارة ليطفيها ويغمس أصبعه في رمادها ... مقرباً رمادها الذي توشحَ به أصبعهِ ... من أرنبةِ أنفهِ ليشم ذلك الرماد ....

ــ لو أحرقوا جسدي .... هل سيكون لرماده رائحة تشبه رائحة رماد السيكارة الميتة هذهِ ....  

نفضَ رأسهُ يميناً ويساراً كمن ينفضُ عن رأسهِ غباراً من الأفكار المدسوسة عنوةً في عقله وذاكرتهِ تاركاً تساؤلاتهِ تلك ومحاولاً أن يحلم حلم يقظة واحد تكون السعادة هي جوهره ... لكن أحزانه المتناثرة كالأشواك فوق قلبهِ نمت وكبرت لتصبحَ قيوداً تُكبلهُ وكأنه سجين ولتوخزَ ذاكرته وتدمي حلمه الصامت .... حاول جمع شتات أفكارهِ في زاويةٍ بعيدةٍ من عقلهِ المضطرب علهُ يلقفُ منها فكرة يدور حولها كدوران الأرض حول الشمس دوران ما لا نهاية لهُ ....

ــ متى تطلين أيتها الفكرة التي أنتظِرُكِ بفارغ صبري .... فقد مللتُ الجمود وملَ قلمي الصمت وجف الحبر فيه وكأنهُ أُصيبَ بتخثر الحبر ..... 

ابتسمَ للجملة الأخيرة تخثر الحبر وكأنه يشابهُهُ بتخثر الدم في القلب البشري .... أفاقتهُ من وحدته تلك بعض الأصوات خارجاً لتحملهُ أقدامهُ نحو تلك النافذةِ التي يلسعُ البرد زجاجها .... والمطلة على الطريق .... كان المشهد في الخارج .... ثمة رجال يتقافزون في الظلام .... كانت أصواتهم كفحيح الأفاعي قبل الأقتتال على فريسة .... ثم عقبَ ذلك صوت للرصاص الذي بدأ يتسيد سكون الليل ويجوب المكان بكل حرية ....

ــ من هؤلاء .... ماذا يفعلون .... ولماذا هذا الرصاص .... تعالت الأصوات مرة أخرى ..... كانت عيناه تحدق في المنظر وكأنه في صالة عرض سينمائية يشاهد فيلماً بوليسياً .... تسمرَ عند النافذة ... يزرع زفراتهِ على زجاجها ليضببهُ ثم يمسحهُ بكفهِ المرتجف .... ظلَ يراقب بصمت تلك اللوحة الحربية ... إلى أن أنجلى الموقف وأنتهى المشهد بجثةٍ ملقاة على الأرض ... أغمضَ عينيه لتأخذه ذاكرتهِ عائدة بهِ إلى أيام بندقيتهِ .... إلى بدلتهِ الخاكية ... إلى ذلك الساتر الترابي الذي لامس جسدهُ المتعب في معارك كان يقرأ عنها في كتب الروايات ويشاهدها في العروض السينمائية إلى أن أصبحَ هو جزءاً منها في عدد من سنين حياته .... كانت صورة ذلك الساتر الترابي لا تفارقهُ وخاصة ساعات الهدوء بين المعارك لتعطيه تلك الساعات الفرصة باختلاس بعض زمنها ليخرج دفتر جيبهِ الصغير يدون فيه رؤوس أقلام لقصة ما سيكتبها في إجازتهِ ... استفاقَ من خيالاتهِ ليعود إلى زمنهِ المعاصر .... وتلك الجثة ما زالت ملقاة على الأرض ... كان بودهِ القفز من زجاج النافذة ليصل إليها .... وكأنه يقفز من فوق ساتره ليصل هدفاً ما .... انطلقَ صوت الرصاص مرة أخرى ... أدار ظهره لساتره الزجاجي .... تاركاً المشهد كمن يدير ظهره لعرضٍ سينمائي مل منه ومن قصته التي تستبيحُ دم الإنسان .... عاد إلى منضدتهِ وأخذ يتحسس أوراقه بأناملهِ كأنه أعمى يتحسس وجه حبيبتهِ عارفاً بدرجةِ جمالها بلمسها .... حَضَنَ قلمه ليستقر في أحضان أصابعهِ ليبدأ بخط عنوان قصتهِ الجديدة ......

4 كانون الأول 2007 

/////////

 قصص قصيرة جداً

بقلم : أمير بولص

 

1

ماتَ هلعاً 

على رصيفٍ ما ، لشارعٍ ما ، لمدينةٍ ما ، في بلدٍ مشهور بتأريخهِ ، وجدوه جثة هامدة وبجانبهِ وضعت رصاصة حية ، وعلى صدره ورقة صغيرة من دفتر ملاحظاتهِ كُتِبَ عليها ( لم نقتلهُ لكنه مات هلعاً ) .....

 

2

الموتُ انتحاراً

كان كلما وَقعَ في مصيبة من مصائب هذا الزمان تمنى الموت تخلصاً منها ، وعندما حاولَ الانتحار تخلصاً من مصيبة داهمتهُ وجدَ الموت انتحاراً أصعب الحلول ..... ؟

 

إرثٌ قديم

عاش وحيداً معدم الحال ، وبعد أن أصبحَ في عدادِ الموتى وأُدخِلَ في سجلِ الوفيات تَبَينَ امتلاكه قطعة أرض في وطنه مساحتها متران مربعان من إرثٍ قديم لورثةٍ فاقَ عددهم المائة وريث .... أقترحَ أصدقاؤهُ دفنه فيها بعد إخراجهِ من قبرهِ الذي دُفِنَ فيه لربما يسعد فيها لامتلاكهِ إياها بعد مماتهِ ..... !!!!!! 

 

4  

المنصة  

بعدما وجد نفسهُ لأول مرة واقفاً خلف المنصة .... تخيلَ نفسه طاؤوساً ... نطق َ بأول كلمة شد الانتباه إليهِ  .... تملكه الفرح .... استمر بكلمتهِ متحمساً حتى تخيل إن بعد إلقائهِ كلمتهِ سيخرج الحضور في مظاهرة لا تهدأ ولن تقف عند حد معين ..... اندهش بعدها عندما غادر تخيلاته وإن أغلبية الحضور قد أخلى مكان التجمع .... أحسَ بألم في صدرهِ ..... سقطَ على الآرضِ ميتاً .....

 

/////////

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( ماجد ابراهيم بطرس ككي )

 

مِنْ مَوالِيد بَلْدَة قَره قُوش / بَخْديدا سَنَة 1956 م .

خرِيج جَامِعَة المَوْصِل / كُلِيَّة الهَنْدَسَة / قِسْم الهَنْدَسَة المِيكانِيكِيَّة 1978 م . 

عَمِلَ كمُدَرِّس مُسَاعِد في هَيْئَةِ التَعْلِيم التَقَنيّ / المَعْهَد التَقَنيّ بِالمَوْصِل .

يُقِيمُ في الوِلاياتِ المُتَحِّدَة الأَمْرِيكِيَّة / كاليفورنيا / سَان دييغو .

في عَامِ 2007 بَدَأَ بِنَشْرِ كِتَاباتِهِ في عِدَّةِ مَوَاقِع وجَرائد مِنْها : بَخْديدا ، نِرْكال غيت ، عِراقُ الغَد ، النُّور ، القُوش ، كرَمْلش ، تللسقُف ، السُومرِيَّة ، كلدايا نت ، عَشْتَار الفَضَائيَّة ، عَشْتَار الأَلِكترونِيَّة ، جَرِيدَة الحَيَاة اللُبْنانِيَّة ، المَجَلَّة البَطْرِيركِيَّة السرْيانِيَّة في لُبْنان ، جَرِيدَة الزَمَان ، جَرِيدَة الحَيَاة .

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة : نُكْران الجَمِيل .

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً : 

الكُرْسي ، الثَوْب القَدِيم والثَوْب الجَدِيد ، عَوْدَةُ الجَراد ، خيارات ، تَغْرِيبَة جَدِيدَة ، نِعْمَ الخَلَف ، وعد كذَّاب ، شُرْطيٌّ جدِيد .... ونَصْرٌ مُزَيّف .

رَابِط لِلتَعَرُّف على عَطَائِهِ :

 

http://www.alnoor.se/author.asp?id=1485

  

المَصَادِر /

 

( 1 )

مَوْقِع النُور / صَفْحَة الكاتِب ماجد ككي .

رَابِط المَصْدَر :

http://www.alnoor.se/author.asp?id=1485

 

( 2 )

الكاتِب ماجد ككي .

عَمِيقُ الشُكْر لِلكاتِب ماجد ككي لِتَعاونِهِ واهْتِمامِهِ . 

////////

 

( 1 )

نكران الجميل

ــ قصة قصيرة ــ

بقلم : ماجد ككي

 

لم يكن الرجل البسيط ( ف ) أبداً يعرف كيف يتعامل مع هذهِ الألية البسيطة ( الدنبر ) ، حيث كان يعرف بالكاد كيف يسير بها للأمام والخلف ، ولمّا كان ( ف ) عبداً مأموراً كونه موظفاً بسيطاً ، فكان عليه تنفيذ الأوامر التي تصدر إليه من دائرته ، ومنها على سبيل المثال رمي الأوساخ والفضلات في البئر ( مصدر الخير ) إلى وقت قريب ، كون مياهه كانت تستخدم للأستخدامات المنزلية بما فيها الشرب وكذلك لسقي وري المزروعات من محاصيل وخضر ونحوها فكانت تسّد بعضاً من احتياجات البلدة لها وفي أحد الأيام لدى وصول ( ف ) متطياً الدنبر الذي كان محملاً بالفضلات والأوساخ لحافة البئر لكي يرمي بها فيه ، بدلاً من قيامه بالضغط على دوّاسة الموقف تمهيداً لإيقافه ، ضغط بالخطأ على دوّاسة الوقود ، وما هي إلا لحظات وكان فيها المسكين ( ف ) في قعر البئر المملوء بخليط الماء والقاذورات والأوساخ والدنبر معه ، قد تكون هذهِ النتيجة خطيئة ردم البئر ( مصدر الخير ) بهذهِ الطريقة الشنيعة ، هذا النكران للجميل الذي قدمته هذهِ البئر للبلدة لفترة طويلة من الزمن وكان السقوط والفناء الذي ذهب ضحيته الرجل البسيط ( ف ) أحد أبناء البلدة .

 

( 2 ) 

وعد كذّاب

ــ قصة قصيرة جداً ــ

بقلم : ماجد ككي 

 

وعدهم بالكثير الكثير متوسلاً بهم ومتودداً لهم ، وبعد أن أجلسوه على الكرسي ..... ألتهى بالكرسي وما يأتي من وراء الكرسي فنساهم ولم يعد يعرفهم ..... وعندما طالبوه بما وعدهم به قال عنهم إنهم مرضى ولا يعرفون ماذا يريدون ......

 

( 3 ) 

تغريبة جديدة 

ــ قصة قصيرة جداً ــ 

بقلم : ماجد ككي

متعلم أنت ومنذ مدة ولم تزل على التغريب والتهجير .... ففي الماضي البعيد كانت لك تغريبة وبالأمس القريب كانت لك تغريبة أخرى .... وها هو اليوم تغريبة وتهجيرة جديدة ..... لله درّك يا ..... أمكتوب عليك ذلك أم ماذا ؟ ؟ ؟      

  

( 4 )

الثوب القديم .... الثوب الجديد

ــ قصة قصيرة جداً ــ

بقلم : ماجد ككي

 

يحكى أنه كان هناك .... مرتدياً ثوباً قديماً وبالياً ، وكم حاول وحاول أن ينزعه عنه ولم يفلح ... ولما يئس من ذلك استنجد بغريب يعينه على التخلص من ثوبه القديم .... ويساعده على ارتداء الثوب الجديد ، إلا أنه بعد مرور بدأت تظهر في ثوبه الجديد الفتق والشقوق ، وكم حاول أن يحدّ منها ويصلّحها إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل وندم ندماً شديداً لتفريطه بالثوب العتيق ......

 

 

//////////////

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

( عامر حنا  متي حداد )

 

يَكْتُبُ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، يُقِيمُ في المانيا ــ بَرْلين ، خرِيج كُلِيَّة الهَنْدَسَة في العِراق .

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة : الثَأْر ، عَدَالَة السَماء . 

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً : 

جُمْلَة مُلَغَّزَة ، دَرَجَة القَرَابَة ، هو وهي ، جَواز سَفَر ، المَكان ، طُرْفَة ، الصَدْمَة ، المَجْنُون ، صَفَاقَة وفَصَاحَة ، الأَخْرَس ، الخَوْف ، انْتِحار ، شَوْق وحَنِين ، الصُراع الأَزليّ ، اللجُوء ، حَيَوانات الجَنَّة ، القَلَم ، فِطْنَة ، نُكْرَان الجَمِيل ، المِزْمار ، التَوائم الثَلاثَة ، المُنْتَمِي واللامُنْتَمي ، الوَاعِظ ، مَرَارَة الانْتِقام ، الجَار قَبْلَ الدَار .

نَشَرَ نِتَاجَاتَهُ في مَواقِع عَدِيدَة : كرْمليس يمي ، عنكاوا  ومَواقِع أُخْرَى . 

 

المَصْدَر /

 

( 1 )

مَوْقِع النُور / صَفْحَة الكاتِب عامر حنا حداد .

رَابِط المَصْدَر :

http://www.alnoor.se/author.asp?id=1845

 

( 2 )

مَوْقِع الحِوار المُتَمَدِّن . 

 

///////

 

قصص  قصيرة جداً

بقلم : عامر حنا حداد

 

( 1 )

البخيل .... 

 

زلة قدماه وسقط في جرف النهر الذي يخترق قريته ، فناد لأنقاذهِ من الغرق .... وأثناء محاوبتهم وهم يصرخون .... أعطنا يداك .... لكن دون جدوى .... بعدها غيروا أسلوب ولهجة كلامه هات خذ بيدنا .... حينئذ استجاب للطلب وأمسك بيداهم .... وانتشلوه من تيار الماء .

 

( 2 ) 

التاجر .....

 

لملم ، جمع ، اختزل ، واختصر كل ما يتعلق به من أملاكه المنقولة والغير المنقولة ودفتري حساباته ومذكراته اليومية المترسبة والراسخة في عقله الواعي واللاواعي ، بعد أن ضاقت به سبل العيش والحياة الكريم في بلده ، وكدسها في حقائب احزانه المعدة للسفر ... ليبيعها ويشتري بثمنها ... وطن خالي من الكدر والشوائب العالقة ، عديم اللون والطعم والرائحة .

 

( 3 )

البدو .... 

 

قبل بداية حرب الخليج الثانية / عاصفة الصحراء 1991 / .. وصلت معلومات استخبارية ، دقيقة وفي غاية الأهمية والسرية التامة لقوات دول الحلفاء ، بوجود فرقة عراقية خاصة مجهولة الهوية رابضة في صحراء مدينة الناصرية / جنوب العراق / ، تهدد وتوعد بالويل والثبور وسوء العاقبة لقوات الحلفاء وتتربص بكل صبر وشكيمة وعزيمة لتحين وتزف ساعة الصفر / الحرب / ... وبانشادهم المتكرر والمتواصل على مدار الساعة :

حنا البدو  وين العدو ....

وعلى الفور قرروا قادة جيوش الحلفاء بعملية انزال جوي في جنح الظلام والحالك بالسواد للامساك بهم سالمين معافين واحياء يرزقون ، وتم نقلهم إلى قواعدهم الخلفية في صحراء نجد والحجاز في السعودية ، وبعد اسرهم هناك استمروا بانشادهم لأغنيتهم المعروفة ولكن على الشكل التالي :

حنا البدو عند العدو ....

 

( 4 )

المسمار  ...... 

 

نصحه والده على كل ذنب أو مصيبة يقترفها في حياته اليومية أثناء مرحلة الفتوة والمراهقة أن يثبت مسماراً على جدار غرفته ، وبعد بلوغه مرحلة الشباب والنضج التام ، ناد إلى والده ليريه شكل الجدار وعليه أعداد لا تحصى من المسامير المعدنية طالباً اياه رأيه في ذلك ؟ 

فرد عليه متفائلاً بكل حكمة واعظاً اياه .... بعد تجاوزك لمرحلة العذاب والتي تصاحب كل فترة انتقالية من عمر الإنسان ... قم من الآن فصاعداً بقلع كل مسمار لأي موبقة أو شائنة ومصيبة تتركها بقناعتك الخاصة وليس بالإكراه .... بعد فترة ليست بالقصيرة ، ذهب مسرعاً وعلى عجالة من أمره ليبشر والده بالخبر المفرح لخلو الجدار من المسامير المثبتة ، ففرح والده وهنأه على هذا الانجاز القيم والمثمر ، ولكنه أردف قائلاً ؟ أنظر وتمحص يا بني جلياً لأثر وبصمات المسامير لا زال شاخصاً وشوه شكل الجدار .

 

////////////

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........

 

يُتْبَع ..........

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.