اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لتضبط الافعال !// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

لتضبط الافعال !

محمد عبد الرحمن

 

اجرم داعش بحق العراق واهله ، وفي المقدمة منهم اهل المناطق التي ابتليت بهذا السرطان. حيث عم فيها الخراب والدمار ، واضطر الكثير من سكانها الى ترك منازلهم والنزوح الى مناطق يعتقدون انها اكثر امنا ، فيما كان الاعدام والتصفية نصيب من وقع بايديهم ، خصوصا من العسكريين والمسؤولين المحليين ، ومن لم يباعهم . وبقي من سكان المناطق المنكوبة من يعاني من نقص شديد في كل شيء ، بضمنها المواد الغذانية ، ومن شلل الخدمات الطبية والانقطاع المتواصل للكهرباء وانعدام الحياة العامة. فيما عانت مناطق اخرى من استخدام داعش الاجرامي سلاح الماء لالحاق المزيد من الاذى بها بعد ان رفضه اهاليها وقاتلوه ودافعوا عن ديارهم . ناهيكم عن القلق والخوف ، وانقطاع الرواتب ، واغتصاب النساء ، وتدمير المعالم التراثية والموروث الثقافي ، وغير ذلك الكثير .

ثم ان سكان المناطق المنكوبة يعيشون في ظروف قلّ نظيرها في القسوة. فهم بين نارين ؛ نار داعش وهمجيتها وقوانينها القرقوشية وحيث حز الرؤوس للمخالفين ، ونار المعارك الدائرة لتخليص تلك الديار من سيطرة داعش ودحره. وقد اتت هذه النار على الكثير مما في المدن المذكورة ، والحقت الضرر بالكثير من الدور التي اتخذ الدواعش منها سواتر لهم ، واختبأوا بين الناس ، مما خلط الاوراق وألحق المزيد من الاذى بالاهالي الذين غدوا بلا حول ولا قوة ، فضلا عن الاخطاء الحاصلة والضحايا البريئة التي تذهب جراء ذلك.

وتبقى مسالة النازحين تستحق الرعاية والاهتمام. ورغم مشروعية اتخاذ كل الاجراءات للحيلولة دون اندساس المجرمين بين صفوفهم ، فمن المفترض الا يعاقب النازحون مرة ثالثة ورابعة بسبب فعل هم بعيدون عنه . وان الواجب الانساني ، فضلا عن الوطني ، يحتم ليس فقط فتح الابواب وابقاؤها مشرعة امام من اجبرتهم الظروف القاهرة على النزوح ، بل وتقديم كل الدعم لهم .

وإذْ بات معروفا ما يعانيه ابناء المدن المنكوبة ، فان بعض الممارسات بحقهم على محدوديتها تستحق الادانة والتنبيه المبكر لها ، خصوصا تلك الحاصلة على يد جماعات غير منضبطة ، ولها اجنداتها الخاصة والمريبة ، وقد تسللت داخل صفوف المقاومين. وهي شاءت ام ابت ، تلحق الضرر بشكل او بآخر بالرسالة النبيلة للمقاومين والمتصدين لداعش. فليس كل من لم يهجر مدينته خائن او مبايع لداعش ، والاخطر إن اعتمد التمييز هنا على الهوية ، سواء كانت طائفية او قومية أو دينية .

 

وإذ بدأ نفوذ داعش بالانحسار عن بعض المدن والقرى ، التي جرى تحريرها علي يد ابناء شعبنا من الحشد الشعبي والقوات المسلحة والبيشمركة ، وبدعم دولي جوي ، فمن الواجب التنبيه الى ضرورة المعاملة الحسنة لابناء المناطق المنكوبة والمحررة الان، والابتعاد كليا عن روح الانتقام. فمن اجرم يكون القضاء هو الحكم والفيصل في قضيته ، والا سوف يتختلط الحابل بالنابل ، ويعاقب ابناء هذه المناطق مرة بعد مرة على شيء لم يرتكبوه ، او لانهم اجبروا على فعل شيء رغم ارادتهم. تماما كما حصل زمن نظام صدام حسين المقبور ، الذي اجبر الملايين على التسجيل في حزبه الفاشي. وداعش لا يختلف عنه في الكثير من الممارسات ، وان جاءت تحت يافطة دينية !

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.