اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الكلمة للشعب!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الكلمة للشعب!

محمد عبد الرحمن

 

النظام الطائفي المحاصصي مرض مزمن ابتلي به لبنان قبلنا ولم يتعاف منه، ولم يجلب له الامن والاستقرار، وبفعله، وعوامل اخرى داخلة، عانى ويعاني من دورات الاقتتال الداخلي ذي العنوان الطائفي وهو يحصد ارواح البشر، ويخرب مدناً باكملها، ويدمر الاقتصاد، بينما ما زال لبنان يشكو نقصا شديدا في الكهرباء ويعتمد بنسب غير قليلة على المولدات، بالرغم من ان تنظيمها هناك افضل من التي عندنا، ولا اعرف ان امتد الفساد اليها واخذت تنسق مع العاملين في الكهرباء الوطنية لضبط اوقات القطع، ولا ننسى ان هذا  النظام الطائفي هو سبب الفشل المتكرر في انتخاب رئيس الجمهورية.

كل هذا، وغيره، لاشك هو معروف ومسموع ولابد ان المتنفذين في بلدنا قد اطلعوا على مجرياته، على الاقل عندما يتوجه بعضهم او جلهم الى قضاء اوقات "الفراغ" في هذا البلد الجميل الذي تمزقه الصراعات والطائفية والتدخلات الخارجية، وتحول العديد من قواه السياسية الى صدى لاجندات خارجية، وفي المحصلة جرى توريط لبنان في العديد من الاشكاليات التي لا طاقة لشعبه على تحملها، ولا فيه من الموارد ما يرمم الخراب الناتج عنها، بل لم يتمكن من الخلاص من "الزبالة" وهو ما اطلق حملة "طلعت ريحتكم" التي سرعان ما تحولت الى توجيه اصبع الاتهام، وهي على حق، الى اصل المشكلة وهو النظام والمحاصصة والطائفية والفساد وتغول "الطوائف المسلحة"، فيما ارتفع شعار اقامة الدولة المدنية الديمقراطية كحل مؤتمن ومطلوب بعد ما يزيد على 80 عاما من التجارب القاسية التي مر بها لبنان الهاديء الجميل.

بالتاكيد نحن، سواء في لبنان والعراق، ام في غيرهما، لسنا الوحيدين في التعددية القومية والدينية والمذهبية، والسياسية والفكرية، فمثلنا العديد من بلدان العالم، ولكنها تمكنت، بعد معاناة ومخاضات عسيرة ودماء، ان تستخلص الدروس النافعة وتجنح الى تحكيم العقل ومد الجسور بين مختلف الاطياف، ونجحت،  وبحدود كبيرة، في ترسيخ مبدأ المواطنة المبرأ من ادران الطائفية والعنصرية والتمييز، وفي بناء نسيج اجتماعي متماسك ووحدة وطنية راسخة جلبت لها الامن والاستقرار، ومواجهة عواصف الزمن المتعددة.

وايضا لاشك عندي في ان العديد من المتنفذين عندنا يعرفون ذلك، على الاقل من امضى منهم سنين طويلة في بلدان المهجر، وتمتع بمنجزات شعوبها، وما وصلت اليه، فعلام يصر هؤلاء على زج بلدنا في متاهات  قديمة جديدة ؟ الا يكفي ما حل ببلدنا حتى الان من قتول وتدمير وتشريد ونزوح واقتصاد مترنح، وبلد لا ينافسه احد على اخر اسم في قائمة كل مؤشرات الحياة الطبيعية ؟ الم يكتف العديد، وربما معظم المتنفذين، مما شفطوا ولفطوا من اموال هذا البلد، ام هم مثل نار جنهم تقول: هل من مزيد !.

فباطل كل اجراء يكرس المحاصصة المقيتة، وتحت اي عنوان جاء سواء لرفع "الغبن"، ام "التوزان" ام "المظلومية" ام معالجة "الخطأ التاريخي" ، ام "ضمانات المستقبل" ام ..

وباطل اي مسعى لابقاء حالة الحذر والشك والريبة بين ابناء شعبنا من مختلف طوائفه خدمة لمصالح انانية ضيقة، وللحصول على حصة من كعكة السلطة، اواعادة اقتسام الغنائم.

ولا الف مرة  لتكريس مفهوم "المكونات" وتقسيم شعبنا الى "شيعة، وسنة، واكراد"، والسعي الى ايجاد "المرجعيات المتقابلة"، استجابة الى رغبة الطائفيين المتنفذين.

ان اي مسعى من اي طرف كان لا يسعى الى تكريس روح المواطنة واعلاء شأن الوطنية العراقية، ويزرع بذور الشقاق والتفرقة والتقسيم، هو باطل ومرفوض، ويتوجب التصدي له بحزم، وبلا مجاملة، فكفى استهتارا بشؤون وطننا ومستقبله ؟ والكلمة للشعب بمختلف اطيافه ليرفض وبقوة المشاريع التي تزكم الانوف بروائحها الطائفية !

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.