اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حرصا على الحراك// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

حرصا على الحراك

محمد عبد الرحمن

 

الحراك الجماهيري غدا حقيقة من حقائق واقعنا السياسي، وفرض نفسه رغم الكثير من العراقيل والصعوبات، لعل في مقدمتها مواقف وسلوك القوى التي تضررت حتى الان، وتخشى فقدان المزيد من منافعها وامتيازاتها، وما قد يشكله الحراك من ضغط كبير على اصحاب القرار، لفتح ملفات الفساد ووقف هذا الهدر الكبير في اموال البلد، والبدء الجدي في استرجاع ما جرى نهبه وسلبه.

الحراك لم يترك الأجواء ساكنة، بل ألقى حجرا كبيرا في المياة الراكدة لجهة تعظيم الزخم الشعبي وجعل مناورات المتنفذين مكشوفة، وعرّاهم حد النخاع واسقط ورقة التوت عنهم، وفي الوقت نفسه فتح باب الاصلاح والتغيير مشرعا لمن يرغب صادقا في ولوجه، والاستجابة الى منطق العقل، والاصغاء الى النداءات الصادقة والمحذرة من تجاهل مطالب الناس المكتوين بنار الازمة، والدافعين فواتيرها.

الحراك ليس وليد لحظة عابرة، ولا هو قرار فوقي لمجموعة من الناس، قدر ما هو تعبير عن حاجة واستجابة لهموم الناس ومطالبهم، وهو تجسد في اشكال واطر متعددة، وكانت له محطات مهمة منذ التغيير في 2003، مرورا بمحطة شباط 2011، التي ضاقت السلطة آنذاك ذرعا بها وصولا الى تموز 2015، حيث لم يكن ما حصل ويحصل في ساحات التظاهر والاعتصام، ببغداد والمحافظات، في حسابات البعض الذي منّى النفس بان "دار السيد مامونة"، بأمل استمرار تمتعهم بملذاتهم ومنافعهم ومغانمهم التي وفرها لهم نظام بائس يعتمد المحاصصة الطائفية والاثنية والفساد غطاء لتبرير كل الموبقات التي ارتكبوها بحق الشعب والوطن.

ومنذ  تموز 2015، وصوت المدنيين،  وبضمنهم  الشيوعيون، يصدح بالشعارات التي تماهت مع مطالب  عامة الناس، وقالوا مرارا : لن نسكت! وكان لهم ما أرادوا، حيث منحتهم جماهير كبيرة، وان لم تنزل كلها بعد الى الساحات، تأييدها وتعاطفها، وجاءت مشاركة أتباع التيار الصدري، وغيرهم من ابناء شعبنا المكتوين بنار الأزمة، إضافة مهمة وكبيرة رفعت وتيرة زخم الحراك وضغطه.

لقد تميز الحراك منذ انطلاقته بالشعارات التي كان يرددها، والمتسمة بالوطنية البعيدة عن المصالح الشخصية او الحزبية الضيقة، وبالحرص على سلمية الحراك والاصرار على التمسك بذلك رغم كل الاستفزازات والمضايقات التي تعرضوا لها، كذلك في خطابهم الحضاري الرفيع، وعدم الانجرار الى المهاترات، أو الاستجابة لمساعي شخصنة الامور، فكانت الرسالة واضحة وجلية مليئة بالدروس، وتقدم بديلا عن كل ما نشهده في الساحة السياسية من تردٍ وانحطاط في السلوك والاداء والتسقيط، وهذا ما ميز جماهير الحراك، فهتافاتهم وشعاراتهم تدل عليهم وعلى طينتهم وهويتهم.

وهذا الاحترام والتقدير الذي ناله الحراك واستحسان الناس شعاراته ومواقفه، وإطرائهم على القائمين عليه والمشاركين فيه، يجب الا يضيع وسط التزاحم والتدافع على رفع شعارات وهوسات تدغدغ عواطف افراد او مجاميع معينة في لحظة عابرة، ولكنها لا تضيف شيئا معنويا للسجل الحافل المجيد للحراك، فيما يتوجب الحرص الكبير على انتقاء الشعارات السليمة في هذا المقطع الزمني الملتبس والضبابي، بما ينسجم مع طبيعة وهوية المشاركين في الحراك المدني ودعوتهم الى السلمية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية.

ولا بد من القول بان هذا الحراك هو الان ملك الملايين من ابناء شعبنا، وهي تنظر اليه والى غيره من المساعي والاطر، لتحقيق شيء ملموس طال انتظاره، وتخليص البلد من "الورطة" التي دفعه اليها المتنفذون الفاسدون دفعا، الامر الذي يستوجب الحرص الاكيد على تطويره وتوسيع دائرة المساهمين فيه والحفاظ على سلميته وادامة زخمه الضاغط حتى يتحقق ما رفع فيه من شعارات ومطالب.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.