اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

زيارة في وقتها// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

زيارة في وقتها

محمد عبد الرحمن

 

التقييم الموضوعي، البعيد عن التحزب الضيق والمواقف المسبقة، لا بد ان يقول ان بلدنا يمر بظروف صعبة ومخاضات عسيرة، وقد تجمعت جملة من العوامل والظروف لتكوّن الصورة الراهنة، التي لا تسر احدا من الحريصين على العراق ومستقبله، والمتطلعين الى استقراره وامنه وسعادة ورفاه ابنائه .

ومن المنطقي ان الحريصين على ذلك يسعون دوما الى تفكيك هذه العوامل المؤذية والضارة  ويسعون الى معالجة اسبابها ودوافعها وتقديم البدائل، اوعلى الاقل - وهذا  اضعف الايمان - التوجه الى التخفيف من وطأة تأثيرها املا في  ايجاد ظروف انسب للخلاص منها، والانطلاق نحو آفاق اخرى. هكذا يقول العقل والمنطق السليمان، وهكذا  ينبغي ان يتصرف المسؤولون والسياسيون ممن بيدهم القرار. فسياسة "اذا مت ظمآنا فلا نزل القطر"، ايّا كان من ينتهجها ومهما كان لونها وشكلها وطبيعتها، حمقاء وانانية ومدمرة، وقد عانينا منها وما زلنا .

ولم يعد خافيا ان بلدنا في حالة استعصاء سياسي وازمة عامة شاملة ومركبة، مسبباتها متعددة، من بينها التأزم والتشنج في العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، ومسؤولية الطرفين عن عدم الوصول، عبر الحوار، الى حلول مرضية ومفيدة تجنب ابناءالاقليم والعراق  حالة الجفاء والقطيعة، وما يمكن ان تخلفه من تأثير مباشر على حياة المواطنين. واكدت مجريات الاحداث ان المواطنين هم المتضررون الاساسيون من هذه الحالة غير الطبيعية، وذلك ما انعكس جليا في الفترة الاخيرة، من بين قضايا اخرى، في عدم دفع رواتب الموظفين والمعلمين في الاقليم.

اضافة الى هذا فان بلدنا وشعبنا في لحظة اشتباك مصيرية مع داعش والارهاب، كما ان العد التنازلي لمعركة تحرير مدن محافظة نينوى والموصل في المقدمة، قد بدأ وفقا لما تعلنه المصادر المختلفة، ومن الصعب التصور ان تجري هذه المعركة بمعزل عن التنسيق والتعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، وبين القوات المسلحة العراقية  والتشكيلات المختلفة التي تدعمها، وقوات البيشمركة. وهذا التنسيق مطلوب ايضا في كركوك وديالى وصلاح الدين لجهة الخلاص من داعش ولحفظ الامن والاستقرار في المناطق المتنازع عليها، وما يتطلبه ذلك من اجواء سياسية بناءة لتفعيل المادة 140 ذات العلاقة .

لكل هذا، وغيره، فان كسرحالة الجمود  في العلاقة، وبغض النظر عن اسبابها ومسؤولية مختلف الاطراف عنها، يبقى امرا هاما وملحا، وقد يكون تأخر كثيرا. فتحريك الاجواء والعودة الى الحوار الجاد والمسؤول لمعالجة ما تراكم من مشاكل وما علق من ملفات، هو حاجة تفرضها الظروف التي يمر بها الاقليم والعراق ككل .

في هذا السياق تأتي اهمية زيارة رئيس اقليم كردستان والوفد المرافق له الى بغداد، ولقائه مع المسؤولين والقوى والكتل السياسية، وعودة التواصل بعيدا عن القطيعة والجفاء، ففي ذلك مصلحة للجميع في لحظة تاريخية حاسمة .

ومن الطبيعي ان لا يروق هذا التطور الجديد في العلاقة  للمتربصين والشوفينيين وضيقي الافق، ممن لهم مصلحة في ادامة التوتر والحؤول دون عودة العلاقة الطبيعية وتعزيزها وتطويرها، وممن ينظرون إلى الامور  عبر موشور مصالحهم الضيقة الانانية. وبالفعل انطلقت الاصوات المشككة، ووصل الامر ببعضهم، كما نقلت الوكالات، ان طالب باصدار مذكرة قبض بحق رئيس الاقليم بتهمة "التخابر مع الاجنبي وتهريب ثروة البلد والتعامل مع الانظمة الارهابية"ّ! فماذا يريد هؤلاء، والى اين يريدون أن يدفعوا العراق ؟ 

ان مواقف مثل هذه تكشف زيف التباكي على وحدة الوطن وادعاء الحرص على ان يتسع للجميع !

 

ويبقى ان نشير الى ان هذه الزيارة ينبغي الا تبقى يتيمة ومقطوعة، بل ان استمرار التواصل مطلوب  في كافة المجالات.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.