اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قصّة أغنية "شمس الأصيل" لأم كلثوم// سيمون عيلوطي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سيمون عيلوطي

 

عرض صفحة الكاتب 

قصّة أغنية "شمس الأصيل" لأم كلثوم

سيمون عيلوطي

 

رائعة أم كلثوم "شمس الأصيل"، كلمات الشاعر بيرم التونسي، ألحان الموسيقار رياض السنباطي. هذه الأغنية نفسها كان قد لحّنها الموسيقار محمود الشريف، وقد حدث ذلك قبل زواج الشريف من أم كلثوم، ولكن بعد انفصالهما إثر الضغوط التي تعرضت لها أم كلثوم، قام الشريف بتمزيق اللحن وألقاه من شرفة منزله، وظلت الكلمات لديها إلى أن أسندت مهمة تلحينها بعد فترة إلى رياض السنباطي الذي لحَّنها وغنتها كوكب الشرق في العام 1955.

 

التفاصيل الكاملة:

أغنية "شمس الأصيل" ربطت بين قلبيَّ الموسيقار محمود الشريف، وبين المطربة الكبيرة أم كلثوم بعلاقة عاطفية أوصلتهما إلى الزواج، وقد حظيت مراسيمه بتغطية إعلامية واسعة في حينه من مختلف الصُّحف المصريَّة والعربيَّة.

 

الصحفيّ مصطفى أمين سأل أم كلثوم عن إذا ما كانت ستستمر بالغناء بعد الزواج، فقالت: القرار في هذا الشأن يرجع إلى زوجها، الموسيقار محمود الشَّريف.

أجمعت المصادر أنَّ الشَّريف أنجز لحن أغنية، "شمس الأصيل"، غير أنَّ أم كلثوم لم يتسنَّ لها أن تغنيها بلحن زوجها لعدَّة أسبابٍ، أجملها على النَّحو التَّالي:

(1) لم يرق لجمهورها أن تتوقَّف مطربتهم عن الغناء لأيّ سبب لاسيَّما أنَّ صوتها أصبح يُلازمهم في حياتهم اليوميَّة مثل الشَّمس والهواء.

(2) الصَّحافة لعبت دورًا في حثِّ أم كلثوم على الاستمرار بالغناء حتى لو أدَّى ذلك إلى انهاء عقد الزواج.

(3) الضَّغط الذي تعرّضت له أم كلثوم في هذا الشَّأن من القصر الملكي الحاكم في مصر آنذاك، وحثِّها على الانفصال، ففضَّلت أم كلثوم حياتها الفنيَّة على استمرار ارتباطها بمحمود الشريف.

 

المعلومات الواردة أعلاه، جمعتها من مختلف الصُّحف والمواقع المصريَّة والعربيَّة الموثوقة، وقد أكَّدها الناقد الفني المصري، طارق الشناوي في كتابه الذي صدر في الذكرى الثلاثين لرحيل كوكب الشرق، بعنوان: "أنا والعذاب وأم كلثوم". جاء فيه: "خبر زواج أم كلثوم كان وقعه قاسيًا جدًا على الفنان محمد القصبجي الذي ترك التلحين واكتفى بالعزف في فرقتها على العود بعد أن لحن لها رائعة “رق الحبيب”، وفي هذا الصّدد يقول الشناوي: "القصبجي حمل مسدسًا واقتحم غرفة نوم أم كلثوم وكان معها محمود الشريف مهددًا اياهما بالقتل قبل أن يسقط المسدَّس من يده أمام نظراتها الغاضبة، لكن هذا لم يشفع، حيث قدم فيه محمود الشريف بلاغًا للشرطة يتهمه بالشروع في قتلهما، هو، وأم كلثوم." التي أقنعت الشريف بالتنازل عن الشكوى لأنها لم تشأ أن يُسجن معلَّمها ومؤسِّس فرقتها الموسيقيَّة، محمد القصبجي لا سيما أنه يرافقها على عوده بالغناء في حفلاتها، بينما الاهتمام بفرقتها الموسيقية، فقد أوكلته لعازف القانون، الفنان محمد عبده.

 

ومن تداعيات زواجها من الشريف، يكشف الشناوي في نفس المصدر السابق: "أن خبر وزواج أم كلثوم وقع كالصاعقة على عشاقها، فالشاعر أحمد رامي الذي كان متيَّمًا بها خرج من بيته بالبيجامة واستقل المترو حيث نبَّهه محصِّل التذاكر إلى ذلك فعاد إلى المنزل."

"أما الموسيقار زكريا أحمد، فقد أجمعت المصادر على أنه أسرع إلى منزلها، لكن لم يسمح له برؤيتها بحجة أنها متعبة، لكنه كان يعلم أن محمود الشريف عندها، فشتمهما قبل أن يغادر المنزل غاضبًا."

 

كل هذه الأمور والضغوطات لمنع هذا الزواج كانت بكفَّة، وإخفاء الشريف عن أم كلثوم حقيقة زواجه من امرأة أخرى، كان لوحده بكفَّة أخرى، ما دعاها إلى طلب الطلاق وبإصرار من زوجها "الشريف"، إذ كيف يُعقل أن تقبل سيّدة بقامة أم كلثوم، وتُعتبر سيّدة مصر الأولى، أن يكون لها ضَرَّة(*) تشاركها في زوجها. هذه الأمور مجتمعة قادتها إلى الانفصال عنه، فما كان منه سوى أن يقوم هو بدوره بتمزيق لحنه لأغنية "شمس الأصيل" ورميه من شرفة منزله. الكلمات ظلَّت لديها إلى أن أسندت مهمَّة تلحينها بعد فترة إلى السنباطي.

 

بالعودة إلى كتاب الناقد طارق الشناوي المذكور أعلاه: فقد تضمَّن كما جاء في جريدة "الاتحاد" الإمارتية على "ذكريات زوجها الأول محمود الشريف وعلاقته بكوكب الشرق، واللحن الوحيد الذي كان يمكن أن يجمع بينهما «شمس الأصيل» الذي كان بداية تعارفهما عن طريق صديقها، المذيع محمد فتحي الذي كان يقدم حفلاتها الإذاعية مباشرة، وذلك عندما طلب منه أن يلحن لها «شمس الأصيل» 1946، لحرصه على أن يقدم لها مفاجأة، وهي ملحن يُدخل قدرًا من العصرنة على مشوارها مع العمالقة الثلاثة، زكريا أحمد، محمد القصبجي، ورياض السنباطي. الشريف لحن بالفعل الكلمات وأسمعها لفتحي الذي طلب منه أن يتكتّم على هذا المشروع، واتصل فتحي بأم كلثوم بعدما اطمأن على اللحن، وطلبت أم كلثوم من الشريف أن يذهب إليها في الحادية عشرة من صباح اليوم التالي ليسمعها اللحن كاملًا في فيلَّتها، ولم يشأ فتحي أن يتدخَّل حتى لا يُغضب أي طرف، وبعد أسابيع قرأ في صحيفة أخبار اليوم، وتحديدًا في 7 ديسمبر 1946 خبر زواج أم كلثوم من الموسيقار محمود الشريف، وضمَّن الشناوي الكتاب وثيقة مصورة عن كلمات القصيدة مكتوبة بخط أم كلثوم كانت قد قدمتها للشريف خلال عملهما معًا على اللحن بعد أن شدَّ انتباهها كموسيقار حقَّق إنجازات مهمَّة في عالم التَّلحين، وخلال ذلك نشأت علاقة عاطفية قوية بينهما، ووافقت أم كلثوم على الزواج منه"، فهبَّت عاصفة عاتية احتجاجًا على هذا الزواج، لم تهدأ إلَّا عند إعلان الست خبر الطلاق.

https://www.youtube.com/watch?v=RO0Ti2I3dgI

 

* الضَّرَّةُ: إِحدى زَوْجَتَي الرَّجلِ، أَو إِحدى زوجاته والجَّمع: ضَرَائر.

 

 

نجم وام كلثوم

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.