اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يحصل ويجري في الخليج// عبد الرضا حمد جاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

يحصل ويجري في الخليج

عبد الرضا حمد جاسم

 

منذ الاستعداد للدورة الثانية لرئاسة اوباما للولايات المتحدة الامريكية (2009 ـ 2017) لَمَّحَتْ الادارة الامريكية لفكرة تقول ان امريكا تحاول الابتعاد عن منطقة الشرق الاوسط باتجاه اواسط اسيا ورتبت بعض الامور المهمة في انسحابها التي اُجبرت عليه من العراق في نهاية عام2011اي في مرحلة استعداد اوباما للتنافس الرئاسي لدورة جديدة... مثل زيادة انتاجها من النفط و تقليل اعتمادها على نفط الخليج ...هذا الانسحاب الذي اُشيع عنه من انه يمثل النهاية لفكرة الهيمنة الامريكية على المنطقة.

 

استمر حال الحال على هذا الحال مروراً بالاتفاق النووي مع ايران عام 2015 في لوزان (اي منتصف المرحلة الثانية من رئاسة اوباما) ورفع بعض العقوبات عن ايران والوقوف موقف يحمل بعض الشدة في وجه اسرائيل ومحاولتها وضع القضية الفلسطينية او بالأحرى الدولة اليهودية على سكة الحل الذي يتلاعب به ال"نتن "ياهو واسرائيل عامةً يسارها الضعيف و يمينها القوي المتنوع.

 

دب دبيب الخوف في اوساط امارات الخليج الكبيرة منها والصغيرة منذ اعلان امريكا الانسحاب من العراق تحت تأثير هزائمها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاخلاقية مما فسح المجال لظهور السيطرة الايرانية العلنية على الموقف السياسي والعسكري والاقتصادي في العراق وتواصله مع تأثيرها في سوريا ولبنان بعد ان كان ومنذ 09/04/2003 فعالاً تحت الغطاء .... فظهر الفراغ الذي ارعب مشايخ الخليج التي عاشت وترعرعت ونمت في ظل تواجد امريكي مسلح قوي ومؤثر وفاعل وبدون خسائر مالية حيث كان هدف الولايات المتحدة هو التواجد وحماية المشايخ حتى على حساب دافع الضرائب الامريكي ...اعتبروا الانسحاب الامريكي هروب غير منظم عَّراهم... حيث ان هذه الامور تعني فراغ سيعم المنطقة وبالذات في منظومة حماية هذه الامارات المبنية على تواجد امريكي عسكري ثقيل وتعهد بالحماية بكل اشكالها.

تعثرت امور الدولة اليهودية لعدم اتفاق العرب المحيط بها معها... فكانت الحيلة ذات الخطين تخرج من موضوع انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الخليج.

الخط الاول هو :من يحمي مشايخ وقبائل الخليج؟.

 

قبل الخوض فيمن يحميها لا بد من ايجاد عدو اخر... شرس وتوسعي ليكون مقبولاً فكانت ايران جاهزة بأطماعها وطموحاتها المشروعة وغير المشروعة حسب زوايا النظر اليها من هذا الطرف او ذاك... أذن تم تهيئة المسرح الواسع والتالي هو البحث عن الممثلين الذين يجب ان يصعدوا عليه وجمهور العالم يتفرج على هذه المهزلة الكبرى... ثم جاء التنافس على من يتصدر ليأخذ دور البطل في هذه السَمِجَةَ التي اكتملت فصول سيناريوهاتها "ال سعود أم أل ثاني أم أل زايد"... لا بد ان تبحث هذه المشايخ والقبائل عن حامي لها ففتحت ابوابها الى كل الغرب الراغب بإقامة قواعد عسكرية فكانت فرنسا وكانت بريطانيا وطبعاً قبلها الولايات المتحدة الامريكية وكانت هنا او هناك المانيا وغيرها لتمتد القواعد من الفاو حتى نهاية الشريط الساحلي لسلطنة عُمان...... لكن هذا التواجد الرسمي الرمزي لهذه الدول لا يبدو انه نافع للحماية لأن موازين القوى جعل تلك القواعد تحت مدى الاسلحة المنتشرة في محيط تلك المشايخ فكانت الاشارات ان لا يستطيع حمايتكم ايها العربان غير اسرائيل فأذهبوا اليها خفافاً وثقالاً واطلبوا بكل صراحة وتأكيد منها ان تتعهد حمايتكم ... فتوسع وظهر على السطح التعاون الذي كان مخفياً بين اسرائيل ومشايخ الخليج بكل انواع التعاون التجاري الصناعي والأمني والعسكري وصارت الامور تظهر بشكل متباعد في الصحافة العالمية والاسرائيلية اولاً وكان تركي الفيصل وانور عشقي وقبلها المكاتب التجارية وشركات الحماية الخاصة... ليصل اليوم الى اندماج استراتيجي بين هذه المشايخ والدولة اليهودية وكان اكثر المجاهرين بهذا التعاون هم من السعودية... فعادوا يتذكرون اجدادهم بنو قريضة وبنو النضير وبنو قينقاع وبدأ اولاد العم يتذكرون الماضي التليد ومعهم الكثير من الاسانيد من "كتاب الله" و "سنة رسوله" و اقوال" السلف الصالح" وظهرت فتاوى دور الافتاء من ال الشيخ وامام الحرم المكي ودعاة السلف ال"صالح" واختفت فتاوى التكفير والقردة الخنازير... وفي المقدمة من كل تلك الاسانيد ما اُطلق عليه: [عقد صحيفة المدينة] حيث اُعيد التذكير بها وهي التي تمت بين محمد ابن عبد الله وكعب أبن اسعد في المدينة قبل اكثر من 1400 عام.....واليوم يمثل احفاد محمد في الصحيفة الجديدة سميه "محمد بن سلمان" ويمثل بنو قريضة بدل كعب ابن أسعد حفيده "النتن ياهو"...لكن ليعلم حفيد محمد وسميه ان حفيد كعب قرأ التاريخ جيداً واستعد لهذا اليوم ولن يسمح بتكرار ما حصل لأجداده في تلك الغابرة بل سيطرح مايريد ومنها التعويضات لأن ما جرى لأجداده بنو قريضة وبنو النضير وبنو قينقاع بعرف اليوم هو جريمة ضد الانسانية  في نظرهم لا تسقط بالتقادم وحالها حال محارق النازية في الحرب العالمية الثانية. ربما سيتفق الطرفين على تشكيل لجان لدراسة الحالة وتقدير الاضرار واشكال التعويضات واعادة اعمار ما تهدم من دور عبادة ومساكن.

 

في المقابل امتدت القواعد الايرانية على سواحلها من اقصاها الى اقصاها وهي مُتخمة بالسلاح بكل الانواع والمديات وايران تتذكر جيداً كما كل الشعوب الحية ما حصل لها وما اصطف ضدها في حرب عقد الثمانينات/ القرن العشرين بينها وبين العراق. الفرق بين الملتين المطلتين على الخليج ان فُرْسِهِ قليلي الكلام كثيري العمل غير مبذرين ومبدعين وينسجون بهدوء ودقة بعكس الجانب الاخر عُربِهِ المشغولين بالدشاديش الفضفاضة وما بين الفخذين واشكال النكاح والحور واليخوت وصالات القمار والتعالي الفارغ على بعضهم واهلهم ومشغولين بما تجاوزته البشرية من احكام وتعاليم ومفاهيم وبدل من ان يخصصوا الاموال للبحوث والدراسات والانتاج والابداع خصصوا المليارات للبحث عن الاعجاز العلمي في تعاليمهم العتيقة واسسهم الايديولوجية الناهية عن العلم والتعليم والصدق والحرص.

النتيجة في هذا الخط ان المشايخ تحتاج الى حماية ليقفز من هذه النتيجة الخط الثاني الذي هو: الحامي الجديد من نفس البقعة الجغرافية ولايحتاج الى اساطيل وعبور البحار. انها اسرائيل...

 

وهو الخط الثاني: هنا وقع العربان في الذي لا مفر منه... فهناك عدو متربص كما يتصورون وهناك فراغ اسرع للانتشار به وتوسع واقترب من الحدود... وهناك انظمة هزيلة فكرياً وعلمياً وسياسياً واجتماعياً وعسكرياً ووطنياً يتكون من صغار وصغيرات اكبرهم واوسعهم واكثفهم تتسمى باسم شخص اختزل كل ما عليها وفوقها و تحت سطحها...

 

اسرائيل الحامي الجديد لم يتمكن من حماية نفسه ولن يتمكن من ذلك منذ اكثر من سبعين عاماً تقريباً وللمستقبل... يُراد لها اليوم ان تكون حامي حمى من كانوا اعداء لها... هم لا يعقلون ولا يعرفون ذلك ولا يعرفون ان اسرائيل دولة عقيدة تجمعت من كل الاصقاع ولا يمكن لقادتها التضحية بشبابها... اي ان شبابها ليسوا مرتزقة يحاربون من اجل المال او بيد من يدفع المال كما يفعل العربان... وهي دولة مؤسسات من يخطأ فيها من قادتها يُحسب عليه ذلك الخطأ وكثيراً ما يخجل منه وينزوي رغم حجم الفساد الذي هم عليه. فليعلم من لا يعلم ولم يتعلم من هؤلاء العربان ان اسرائيل لن تكون اكثر من حارس شخصي لا يأتمر بأمر ال "محروس" كما تعلموا على ومن حُراسهم الشخصيين من المرتزقة انما هو مسؤول حماية يصدر الاوامر لل"محروس" وبطانته وعائلته لينفذوها دون نقاش حتى يستمر في ضمان حمايتهم لأنه ليس كما هم ... هو حارس يعمل بشرف في سبيل قضيته ويحترم عمله فهو كما قلتُ ليس مُرتزق مأجور... ولا يعلم هؤلاء العربان أن هذا الحارس يستعمل العلم والعقل ونادراً ما يستخدم سلاحه الشخصي للقتل... فهو ليس قاتل مأجور... اسرائيل لا تمتلك جيش كبير كثير العدد ولا تمتلك العتاد والسلاح الكافي الذي يغطي هذه المنطقة الشاسعة وهو كما قلتُ ليس مجموعة من المرتزقة المأجورين... فصار على مشايخ الخليج ان تشتري السلاح وتُكدسه وفق عقود مليارية وأن تُقيم احلاف من دول تعرض جيشها للإيجار مثل مصر والسودان والباكستان كما حصل في حلفها ضد اليمن... ان هذا الخط يعني حتى تضمن هذه المشايخ سلامتها يجب ان تستبدل ترليونات الدولارات التي تجمعت لديها في صناديقها السيادية او بنوكها او خزائن ارضها او ارصدها من الذهب التي تكدست وبدأت البنوك العالمية تأن بها ومنها ولها والتي تراكمت بفعل الحماية الامريكية... أن تستبدلها بأسلحة ومُعدات ثقيلة وخفيفة سواء تحسن استخدامها او استعمالها وهذا هو الغالب ام لا ومعها عقود لخبراء للإشراف والتدريب ليتم التخلص من تلك التي عفى عليها الزمن ولا تزال مكدسة في مخازن الولايات المتحدة الامريكية وقواعدها واتباعها من الدول...

أي ان زمن الحماية بدون ثمن قد ولى الى غير رجعة... فمن يحمي المشايخ اموالها وجنودها وما يتم استئجارهم من غير ابنائها والاشراف والادارة هو بيد اسرائيل وبمتابعة عليا من الولايات المتحدة الامريكية وهذا الذي يجري ويحصل اليوم

.

ويشمل هذا الخط ايضاً تصفية ما عرقل التواصل بين الطرفين كل هذه الفترة حتى بوجود ضغوط الحماة اي الولايات المتحدة الامريكية واقصد القضية الفلسطينية والدولة اليهودية والوطن البديل واسرائيل الكبرى... الامكانات والعقول محدودة عند البدو والحماية في طريقها الى المغادرة والعدو الحقيقي والمصطنع جاهز لينقض وهم اي العربان عراة حفاة ولا يسترهم الا ملابس الامبراطور... ولم يُحسنوا لا لجيرة ولا لأهل ولا لدين ولا انسانية... واسرائيل بذكائها وامكاناتها وحبائلها وحيلها لن تُفرط بهذه الفرصة الوحيدة والاخيرة والناضجة... وتقول لهم اليوم بوضوح وشفافية تعالوا نعيش معاً ندثركم ونطعمكم ونحميكم ونمارس ما نرغب ولكم الأمن والأمان ولكم من المال ما نبقي بعضه في جيوبكم لتستمروا بعيشكم المقزز المعيب... وليس لدى العربان بعد ان حرقوا كل سفن النجاة وخربوا كل طرق العودة او اعادة التواصل إلا ان يندفعوا لينفذوا ما يُطلب منهم لذلك نرى تصريحات المسؤولين السعوديين والاسرائيليين عن علاقات الود والمحبة والوصال... ونسمع ونعيش فتاوى دور الافتاء في الحرمين وغيرهما ونرى الزيارات والندوات ونلمس الحيرة الاردنية وعدم وجود اي دور للأردن فقد اُكِلَ لحمه.. ونرى استدعاء محمود عباس لإسماعه قرارات السعودية والامارات بخصوص حل الخلاف البسيط بين اولاد العم "الخليج واسرائيل" عليه الموافقة والقبول أو رفع الدعم عنه وان محمد دحلان موجود. ونعيش كذلك "محنة" المواطن السعودي سعد الدين الحريري والمطلوب منه اعلان الحرب في لبنان او تجنيس وتوطين وتحييد الفلسطينيين فيه او مصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة وربما حياته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.