اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

بارزاني من منظور أمني (3)// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

بارزاني من منظور أمني

الحلقة الثالثة/ الرقابة الامنية على البارزاني

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

28/2/2018

 

ان روح الاستقلال التي تميز بها أسرة شيوخ بارزان منذ بداية ظهورهم, والذي تمثل بعدم تحبيذها للسلطات الحاكمة, ورفض هداياها, وامتناعها عن تملك واستملاك الارضي والعقارات, كما كان شائعاً بين الأسر الكبيرة, أو ذات الوجاهة الإجتماعية, هذة الصفات عززت النفوذ السياسي والاجتماعي لها منذ سنة ١٨٢٥, وعلى يد الشيخ تاج الدين, وازداد في عهد إبنه الشيخ عبدالسلام, وحفيده الشيخ محمد والد مصطفى البارزاني, ففي عهد الشيخ محمد تمتعت المنطقة بنوع من الاستقلال, وأخذ سكانها يأتمرون بأوامره دون أوامر الدولة العثمانية.

كانت الدولة العثمانية تخاف من أن تتحول تكية بارزان ومريدوها في المنطقة إلى قوة جديدة تلعب دورا مهما في تاريخ الكورد، لذا سارعت إلى مراقبتها, وبالإمكان القول إن مراقبة أعمال أسرة شيوخ بارزان وترصدها قد بدأت فعليا منذ أن تولى الشيخ محمد أمور المشيخة, والتكية, وتمثل ذلك باعتقاله سنة ١٨٨٥م, وسجنه, في مدينة الموصل, وعندما تمكن التخلص من سجنه والعودة إلى بارزان، أبعدته السلطات هذه المرة إلى مدينة بدليس, ولم تطلق سراحه إلا ليموت في بارزان سنة ١٩٠٣م وفي ١٤ آذار من السنة نفسها ولد ابنه مصطفي البارزاني.

 

في عام ١٩٣٦ تم نقل البارزانين, ومن ضمنهم البارزاني من الناصرية إلى السليمانية, ويقول عثمان حمة نادر الجراح (الشخص الذي عينه مدير شرطة السليمانية جاسوساً, ومراقبا على البارزاني ومقتفياً لأثره, يقول في هذا الصدد:

حين هرب الشيخ محمود سنة ١٩٤١ خلال حركة رشيد عالي الكيلاني من بغداد, اضطرت الحكومة, لأنها كانت تعلم فيها لو هرب البارزاني أيضا من السليمانية, فإن أوضاع كوردستان ستسؤ, ومن الممكن أن تندلع نيران ثورة كوردية, ولهذا فإنها جعلت من عينها على البارزاني, والشيخ أحمد والبارزاني ألف عين (أي شددت الرقابة عليهم).

كنت شرطيا في السليمانية, ولم أكن قد تزوجت. كان أفراد الشرطة جميعهم من الكورد وإن المتزوجين قد حلفوا بطلاقهم, وغير المتزوجين حلفوا بالقران مثل بابه شيخ حسين.... الايخونوا الكورد.

دعاني معاون الشرطة (عه زرا) الذى كان مسيحيا من بادينان وقال: إن مدير الشرطة (علي غالب) الذي كان كورديا من أهل كفري يريدك, ذهبت إليه, قال أنت شرطي, ومخلص, وابن الحكومة يجب أن تكون سريا (أي جاسوساً)على البارزاني, ولي شرط واحد, وهو الا يعرف البارزاني بذلك, وتقدم لنا تقارير عن الأشخاص الذين يزورهم, والذين يزورونه, وأن تراقب بيته إلى الساعة الثانية عشرة ليلا, وكمكافاة على ذلك تمنحك الحكومة خطين, أي كنت سأصبح نائب عريف, وكان راتب الشرطي أنئذ دينارين ونصف دينار فقلت له أنا ابن الحكومة وسأنفذ ما تقوله الحكومة. ولما علم أصدقائي من الشرطة بهذا الأمر عاتبوني, وقالوا إنك كنت قد أقسمت ألاّ تخون, فقلت لهم أنا ابن الحكومة, وهم لم يكونوا يعرفون ما بقلبي. كانت (شمس) زوجة أخ البارزاني مستاجرة في بيتي, كان البارزاني يأتي لزيارة شمس وأطفالها سليم علي, ولكن قبل أن أصبح جاسوسا على البارزاني بفترة, أنتقلت (شمس) من بيتي, وذهبت إلى بيت البارزاني في دار كانت قرب مسجد بابه علي, في محلة سه رجيمه ن, فذهبت إلى بيت البارزاني, وطرقت الباب خرجت (شمس) قلت لها: جئت لرؤية البارزاني ذهبت وقالت له, وكان قد قال ليأت, وهكذا نظرا لأن شمس كانت سابقاً تسكن داري خرج البارزاني من غرفته احتراما لي, وجاء لاستقبالي في ذلك الوقت.... قال لي ماذا تريد قلت: عينت جاسوسا عليك، رويت له كل شيئ, وقلت إن كنت تصدقنى, فهذا كل شيئ, وإذا لا تصدقني سأعود إلى دائرة الشرطة .... فقال البارزاني كلامك مقبول عندي اعتبرك ولدا (انسانا) نظيفاً, ثم قال: اذهب كل صباح إلى الشيخ أحمد, وأعود, وربما أذهب إلى (اسكندر الصيدلاني) كان المذكور مسيحياً ومن أصدقاء البارزاني القريبين, كما كان الدكتور (نوري عه له كه) صديقه أيضا, وكان مخلصا جداً, وقدم خدمات للكوردستان عضوا في (حزب برايه تي).

 

قال البارزاني: راقبني إلى أي بيت ذهبت, إذهب إلى بيت الشيخ لطيف ابن الشيخ محمود, وجونون ضابط الاستخبارات البريطاني, وذكر بيوت أخرى, لا تكتب تقارير علي, وهكذا كنت أراقبه كل صباح, كنت وقتئذ بينها, وحتى المفوض كان يخاف مني لكوني أصبحت مراقبا, وهكذا حين كان البارزاني يذهب إلى إحدى الدور كنت اقف إلى ان يخرج ويلتفت إلى, ويشير لي أن أتبعه....

وهكذا كنت اكتب التقارير في تلك الفترة أنه ذهب في الساعة الفلانية عند أخيه الشيخ أحمد, ومكث كذا من الوقت, وفي طريق عودته نزل عند (اسكندر الصيدلاني), ومكث ساعة, ثم عاد إلى بيته. كان البارزاني يذهب أحيانا لزيارة مدير الشرطة, وقائد الحامية, وكان هو نفسه قد أذن لي أن اكتب تقارير عليه, حول زيارته إلى هذين المكانين. حين كان يذهب إلى بيت الشيخ لطيف, والشيخ جلال أحمد, لم أكن أكتب عليه التقرير. لم يكن روؤساء العشائر يذهبون إلى البارزاني خوفا من الحكومة....

 

لم أكن أقدم تقارير على البارزاني, فأخذ مدير الشرطة يرتاب مني من أنني لا أكتب تقارير نافعة ضد البارزاني. قلت له: إذا كنت تريد ساكتب إليك تقارير كثيرة, غير صحيحة قال أنت تصدق, ولكن الذين يقولون يكذبون.... حين خرجت من الشرطة, فتحت دكاناً كان البارزاني يأتي إلى دكاني, وكان يقول لي: لا أدري كيف أجازيك (اثيبك).

عين بعدي أحمد مام حسن الذي كان شرطيا, ومن أقاربي ليصبح جاسوسا على البارزاني, وما كانوا يشعون (بقصده البارزاني) لذا أخذته اليهم, وقلت إنه مخلص مثلي, كنت مكلفا بمراقبة ١٣٣ عائلة بارزانية.

يقول (أحمد مام حسن) في عام ١٩٤١ صرت شرطيا في الشعبة الخاصة, وأصبحت جاسوسا على الشيخ سليمان والشيخ بابو في السليمانية بعد هروب البارزاني, وأبعدت الحكومة البارزانين إلى الجنوب.

 

ومن جانب آخر يلاحظ بأن البارزاني, وعلى مر السنين استطاع أن يخرق سوار العزلة الذي وضع فيه في الاتحاد السوفيتي السابق, فاللقاءات مع المواقع الدبلوماسية في موسكو, ولا سيما بعد وفاة ستالين أصبحت أكثر وفرة, بل إن التواصل مع الكورد العراقيين قد أصبح ممكنا أيضا, فقد لاحظ جهاز المخابرات السرية الإيرانية (السافاك) حركة ذهاب وإياب العديد من المراسلات البريدية, هذه كل ما تشير المصادر الايرانية, كانت تنقل إلى البارزاني في منفاه الاختياري في الاتحاد السوفيتي, المعلومات الدقيقة حول أحداث الطرق, وكانت تتصل إلى اتباع البارزاني في العراق تعليماته السياسية.

ومن خلال ماذكر أعلاه تبيين بأن الحكومات, والأنظمة العراقية, وإلاقليمية كانت ترصد, وتراقب نشاطات الأسرة البارزانية, وخاصة شخص البارزاني, وجميع تحركاته سواء في الداخل, أو في الخارج, وهذا ماساعد على تنمية الحس الأمني لدى البارزاني, وقد أثبتت بالدليل القاطع محاولات هذه الحكومات مراقبتها للبارزاني, مما جعل منه قائدا أمنياً بأمتياز.

 

المقال مقتبس من مؤلفنا غير المنشور (البارزاني من منظور أمني)....

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.