اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الأمن مع بقايا داعش// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الأمن مع بقايا داعش

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

2/4/2018

 

الامن حاجة بشرية ومطلب اساسي للحياة ولا تعرف أهميتها إلا حين فقدانها فالذي يعيش تحت سياط التهديد والتخويف اليومي يحلم بلحظات الامن الذي كان يقظيها دون شعور منه...

 

يوماً بعد آخر تزداد و تتنوع مصادر التهديد لأمن الفرد والمجتمع من اقصى العالم الى اقصاه، فسباق التسلح النووي قطعت اشواطاً، وصناعة الاسلحة الفتاكة باتت مهنة انسانية وظهور الجرائم المتنوعة مشاهد شبه يومية ناهيك عن العناوين المتعددة للجماعات الارهابية التي لا تعرف الحدود والدين والقومية، وانها وجدت لسفك الدماء وملئ الارض فساداً وقهراً وقتلاً وتشريداً وتدميراً وما ان تنتهي احداها لتظهر اخرى بعباءة جديدة تحمل نفس الافكار بل اشد.

 

(داعش) الجماعة الارهابية التي ولدت بين ظهراني القاعدة تحمل افكاراً دينية متشددة واختلطت بالشوفينية القومية, ظهرت قبل سنوات واستطاعت ان تبني دولتها على نهج الخلافة المزعومة على الجماجم والدم وانتهاك الحرمان وبسطت سيطرتها على اراضي واسعة من العراق وسوريا.

 

شعر العالم بخطورتها فتوحدت الجهود وتكاتف الايدي من اجل انهاءها من الوجود وبعد ثلاث سنوات متتالية من المعارك والقصف الجوي المكثف استطاع التحالف الدولي من دحره عسكرياً ولكنه زرع بذرة التشدد في الرؤوس عن طريق الدورات والمدارس الدينية لأنها كانت على علم بعدم قدرتها الصمود عسكرياً فلابد من مسك العقول لأنها لاتفقد بسهولة ماتم خزنه..

 

ان تداعيات هزيمة داعش تظهر الى السطوح يومياً فأن (ايتام داعش) أي الاطفال الذين ولدوا في ظلها سواء من الشرعيين او اللقطاء والتي لا يزال بعضهم في السجون او من الطليقين باتوا تهديداً لأمن البلد الذي يسكنونه, هذا الموضوع الذي بات نقطة خلاف بين الدول عند مطالبتهم بضرورة تسليمهم.

 

كما ان مقاتلي داعش والذين نجوا من القتل او القبض تختلف الاراء عنهم بين ضرورة التخلص منهم وتصفيتهم او عدم السماح لهم بالعودة الى بلدانهم وفريق ثالث يرى بأنه ينبغي السماح لهم بالعودة الى بلدانهم مرة اخرى طالما تخلصوا من هذا الفكر المتطرف و لكن الرأي الثالث اضعفها، لأن التجارب السابقة برهنت مدى خطورة هؤلاء المقاتلين لأنهم تدربوا على استخدام الاسلحة وانخرطوا في القتال لفترات طويلة وانهم سيحملون الاسلحة ضد دولهم كلما سنحت لهم الفرصة بحجة تطبيق الشريعة.

 

هؤلاء المقاتلين يشكلون تحدياً كبيراً لجميع دول العالم وهي قضية شائكة لأن الاساليب والطرق التي تلجأ اليها داعش متباينة وغير متوقعة حيث يوجه اتباعه حول العالم للقيام بعمليات فردية يطلقون عليها (الذئاب المنفردة) ولا تتطلب هذه العمليات التنسيق مع الجماعة الارهابية بل يكتفي داعش بتوضيح الخطوط العريضة للعمليات وهذا يجعل كل من انظم الى داعش قنبلة موقوته قد تنفجر في أي وقت وبأي مكان.

 

ان مصطلح (العائدون من داعش) شهد تفسيراً كبيراً بعد هزيمة التنظيم الارهابي في كل من سوريا و العراق ففي البداية كان المصطلح يطلق على المغرر بهم بدولة الخلافة ولكن الاوضاع على ارض الواقع كانت تختلف اختلافاً جذرياً عما كان يروج له داعش، ولكن المصطلح اخذ مدى اوسع بعد هزيمة داعش فأصبح يشمل كل من يحمل الفكر الداعشي وانهم مصدر خوف شديد لدى الدول. اذ تشير الاحصائيات المختلفة الى وجود اعداد كبيرة منهم لا يزالون على قيد الحياة فمثلاً الاتحاد الافريقي قدر عددهم بخمسة آلاف مقاتل يحاربون في الشرق الاوسط و اعلن مركز الدراسات الالماني (فيريل) ان عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات اوروبية و امريكية في صفوف داعش بلغ (21500) و ان العائدين الى دولهم بلغ (8500) شخص و تشير تقديرات الولايات المتحدة في عام 2016 الى ان عدد مقاتلي داعش في سوريا و العراق يبلغ (36500) مقاتل بينهم (6) آلاف اجنبي (غير عربي) اما الامم المتحدة فقد قدر عددهم ب (30) الفاً بينهم (7) آلاف اجنبي حسب قائمة نشرتها الشرطة الدولية الانتربول ((المصدر جريدة الشرق الاوسط العدد (14363 في 26/3/2017)).

 

ان وجود هذا العدد الكبير من المقاتلين المنتشرين في اغلب الدول يشكلون تهديداً مستمراً لأمن هذه الدول وان اختلف اساليب عملياتهم بين وضع العبوات الناسفة او الدهس بالسيارات او الرسائل التهديدية وهذا ما يضع الاجهزة الامنية ورجال الأمن والقضاء امام امتحان صعب ويزيد من مهامهم اليومية ويطلب جهوداً مكثفة في سبيل تحديدهم ومتابعتهم وجمع المعلومات عنهم والقبض عليهم كلما تطلب الامر لينعم المواطنين بالأمن فأنهم الورم السرطاني في الجسم يجب استئصاله متى لزم ذلك وهكذا هي الحياة فأن الاحداث تخلف وراءها الاثار مثلما هي الجماعات الارهابية تترك بصمات لا يمكن التخلص منها بسهولة.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.