اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

شراء الذمم .. حل سيئ وخطوة واجبة// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 عبدالله جعفر كوفلي

 

لقراءة مواضيع اخرى للكاتب, اضغط هنا

شراء الذمم .. حل سيئ وخطوة واجبة

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

1/8/2018

 

الانتخابات وبشكل مختصر هي طريقة اسناد السلطة لشخص معين بعد ان يتم اختياره بواسطة التصويت وهي من اهم مظاهر الديمقراطية في المجتمع بل اكثرها تأثراً وقوة في بيان توجهات الشعب وتطلعاته.

 

اما شراء الذمم تعد مشكلة اجتماعية وسياسية تعاني منها اغلب المجتمعات وبالاخص عند الاحزاب السياسية والجمعيات وحتى المؤسسات مع التفاوت في قوتها وضعفها بين فترة واخرى ومكان واخر .

 

ان علة شراء الذمم قديمة حيث لم تكن وليدة اليوم، بل تمتد جذورها الى التاريخ لان الاطماع ، والمصالح الفردية كانت و لا تزال موجودة و غالباً ما تفوق المصالح المجتمعية للتجمعات الانسانية، وهذا مايدفع اصحاب الاهداف الشخصية الى بيع ذممهم يقابلها شراء هذه الذمم من قبل جهات اخرى.

 

اذن شراء الذمم هو اتفاق بين شخص وشخص اخر او حزب او كتلة او جمعية معينة على قيام الشخص الاول بالانسحاب من حزبه او كتلته مقابل منفعة معينة بهدف التقليل من ثقل ووزن تلك الجهة التي ينتمى اليها هذا الشخص.

 

تطفو هذه العلة الى السطح بشكل واضح في الفترة التي تسبق الانتخابات بأشهر وبالاحرى عند تقديم الاحزاب والكتل بقوائم مرشحيهم الى مفوضية الانتخابات وتبدأ الجهود تبذل والخطط ترسم لشراء ذمة المرشح الفلاني من القائمة الفلانية، وبات هذا الوباء السمة البارزة لأية عملية انتخابية سواء للمجالس النيابية ام المحلية، ومظهراً لها بحيث لا يحلو التصويت بدونه، بل ان نشوة النصر بشراء ذمة مرشح تفوق نشوة الفوز بأكثر المقاعد، وانها تدل على القدرة الكبيرة (التفاوضية والمالية) للحزب والقائمة.

 

ان الانتخابات العراقية والكوردستانية لم تسلم من هذا الداء بل اصابها حتى العظم، لأن ما يشغل بال الاحزاب والقوائم الكبيرة اكثر من غيرها هي كيفية الوصول الى مبتغاها بمعرفة نية المرشح من الترشيح للتوقيع على بياض من اجل الانسحاب او الاستقالة في بعض الاحيان.

 

هذه الظاهرة المرتبطة بالانتخابات على الرغم من ايجابيتها التكتيكية الوقتية او ضمان المنفعة الشخصية للمرشح المنسحب او المستقيل، وأحيانا اللجؤ اليها ضرورية و أفضل الحلول السيئة لأنها  السياسة التي لا تعرف المبادئ وإنما المصالح تفرض نفسها وتحكم لذا فانها ظاهرة سلبية بالجملة للاسباب التالية:

-      انها تدل بشكل واضح على عدم ثبات المرشح (الذي باع ذمته) على مبادئ قائمته و الالتزام به و الاكثر من ذلك ان وجوده و انتمائه الى تلك القائمة كانت لتحقيق اهداف شخصية و الوصول الى المناصب و المكاسب مع علمه المسبق بعدم الحصول على الاصوات اللازمة لضمان مقعد .

-      ان شراء الذمم تؤثر بشكل سلبي على الروح المعنوية لاعضاء الحزب او القائمة التي تقوم بالشراء لانها تفضل افراد القوائم الاخرى بالامتيازات عليهم وانها باتت طريقة سريعة وسهلة لكسب المناصب و المكاسب ضمن القائمة الاخيرة في حين ان اعضاءها القدامى يعانون من المراوحة وقلة المنافع مقابل العمل باخلاص واستمرار.

-      ان توجيه انظار الجماهير بشكل عام في فترة الدعاية الانتخابية وقبلها الى هذه الظاهرة المتفشية تخلف وراءها تداعيات اليأس وفقدان الامل المعقود على المرشحين بتنفيذ برامجهم وعهودهم بالاصلاح والتغيير بحيث يدخل مؤيدوه الى حلقة فارغة بعد اللعب والمنافسة تنتهي بنقطة البداية مع التأثير في درجة الاخلاص والحماسة والايمان بالحملة الانتخابية.

 

بدأت الاحزاب والكتل بتسليم قوائم مرشحيها الى المفوضية العليا للانتخابات في اقليم كوردستان استعداداً لأجراء الانتخابات لبرلمان الاقليم المزمع اجراءها في 30/9/2018 و ما ان تم الاعلان عن الاسماء إلا وبدأت الانظار تتجه الى شراء الذمم واستعداد بعض المرشحين للمفاوضات واعداد القوائم الخاصة بالامتيازات وبشروط القبول بالانسحاب والاستقالة من قوائمهم (مع تقديرنا للمرشحين المتمسكين بنهج قوائمهم) وقد بدأ المساسل.

 

نلخص الى القول بان شراء الذمم ظاهرة موجودة وتستمر رغم المحاولات الجادة بالحد منها وقد تكون ضرورية في بعض الاحيان ضمن إطار السياسة، لذا نقترح لاجل عملية انتخابية نزيهة محدودة في شراء الذمم مايلى:-

-      فرض غرامات مالية و تحريك دعاوى جزائية من قبل الاحزاب والقوائم ضد المرشحين الذين يبيعون ذممهم للاحزاب والقوائم الاخرى بالانسحاب او الاستقالة منها او التعهد الخطي بعدم الانسحاب عند ترشيحهم.

-      إلزام الاحزاب و الكتل الكوردستانية بغلق باب الاستيعاب وشراء ذمم الاخرين بانظمة وتعليمات خاصة.

-      مساهمة جميع الاجهزة والمؤسسات من الاعلام ومنظمات المجتمع المدني ودور العبادة بنشر الوعي الثقافي الصحيح حول الانتخابات وضرورتها باعتبارها طريقاً لتحسين الاوضاع المعيشية للمواطن دون ربطها بمرشح معين.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.