اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• رحيل الراهب الجليل مقاريس..

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

 

رحيل الراهب الجليل مقاريس..

              لطيف بولا

 انتقل الى الاخدار السماوية الراهب مقاريس ..من رهبان دير السيدة مريم ناطرة الزروع في القوش يوم السبت الموافق22-5 – 2011م .

اقيم للراهب الجليل قداس مهيب في كنيسة دير السيدة مريم ناطرة الزروع  صباح يوم الاحد 22- 5 -2011 حضرته جماهير القوش التي طالما احبها الراهب الجليل مقاريس واحبت بشاشته وبساطته وصراحته وحماسه للدير والتاريخ والدين .وكذلك شاركت وفود من الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني في المنطقة . ثم نقل جثمانه الطاهر محمولا على الاكتاف الى القبو المخصص للرهبان الذين كرسوا حياتهم للدير والرهبنة .

والراهب الجليل مقاريس من مواليد منكيش نيسان 1913 م ودخل الدير مع شقيقه  سمعان  في نيسان 1924م . عرف الراهب الراحل بنشاطه الدؤوب وبالتقوة والعفة ومتابعة سيرة القديسين وغيرته اللامحدودة للدير والرهبنة ..كرس حياته مع اخيه سمعان في خدمة دير ربان هرمز ودير السيدة مريم لفترة  تناهز تسعين عاما ..لقد خسرك ديرك ايها الراهب الجليل وخسرناك جميعا خسرنا بشاشتك وطيبتك وبساطتك وحماسك وعفتك وايمانك اللامحدود ..لقد حملت روح القديسين ولا يمكن ان تكون الا معهم كما كنت مثلهم في اعمالك ونبلك وسموك وقوة إرادتك ..لقد تركت عند محبيك وكل من التقى بك ولو مرة واحدة , تركت عندنا جميعا

عبق حدثيك وصدق قولك وعطر بساطتك .

ستبقى اعمال الراهب الجليل مقاريس وخدماته وحماسه اللامحدود الى اخر يوم من حياته وعبر ثمانين ونيف من السنين  خالدات بخلود الدير وصوامعه واحجاره وصهاريجه وكرومه حيث ترك بصماته إذ لم يفت في عضده تعب ولا كلل في المساهمة الفعالة  في تجديد الدير وفي الحفر والبناء والصوم والصلاة مثل حياة معلمه الخالد ربن هرمز.  ان اسم الراهب مقاريس منقوش في كل نواحي الدير مع اخونه الأوائل الذين شيدوا الدير على اكتافهم وزرعوا الكروم وحصدوا الحقل وكانوا رعاة وخدم للدير والايمان تحملوا شظف العيش وبطش الغزاة ولم يتزعزع ايمانهم قيد انملة بل عملوا وصبروا وانجزوا اعمالا باهرة في البناء الروحي والمادي من رسم وتخطيط ونحت وحافظوا بدمائهم على الاف المخطوطات كنزا لتراث اخوانهم واجدادهم املين ان تبقى سالمة للاجيال القادمة ..

ستبكيك اشجار الدير والكروم التي طالما زرعتها وحافظت عليها ستبكيك الوهدة المقدسة التي لازالت اطيارها تردد صلاتكم ومزاميركم ستبكيك الصوامع التي حفرتها اياديكم الفولاذية في الصخر الجبلي العنيد والطرقات  الوعرة التي سهلها ولينها عرق جبينكم لنسلكها اليوم بيسر مذليلين كل الصعاب بفضل جهودكم التي لا يمحيها الزمن ..ستبقى عشرات الكهوف في وهدة ربن هرمز حزينة لفراقكم مرددة اصداء ترانيمكم الصباحية والمسائية وتبقى الى الابد شاخصة عيونها الى السهل الممتد الى نينوى تنتظر عودتكم بفارغ الصبر .

وستبقى في قلوبنا ايها الراهب الجليل ...ما احوجنا اليوم الى امثالك

..وما الجنة إلا للأتقياء الصالحين أمثالك ايها الراهب مقاريس ..

 

             مُحبـُك َ

             لطيف بولا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.