اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

شهادات من التاريخ -//- لطيف ﭘـولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرا ايضا للكاتب

لطيف ـولا

ـ القوش/ العراق

شهادات من التاريخ

المقدمة

الحقيقة مرةٌ على بعض الألسن ِ ، وعند الآخر هي كالشـمس لا يمكن حجبها بالغربال .وكثيرون هم اولئك الذين يطمسون الحقائق ويبذلون كل ما في وسعهم من جهد ومال وحتى يشنون الحروب لو اقتضت الضرورة لمحاربة الحق ومن اجل وأد الحقيقة في مهدها . لان الكذب والدجل والرياء والنفاق  هو اساس حياة البعض ، وليس لهم الحياة من دونها  . فيخشون الحقيقة لان اسلوبهم في التعامل مع الاخرين يتطلب  التعتيم والخداع والدجل . ولما كانت الحقيقة كالشمس فعلى الظلام ان يتهيب نور الحقيقة الذي يهتك عوراته ويكشفها للملأ .ومن اجل قوله للحقيقة وفضحه للدجالين  صُلب المسيح  له كل المجد ، وقـُتل وذبح وطـُرد الاف من اصحاب الحق لانهم نطقوا بالحقيقة وكشفوا المزييفين الذين تسلطوا على رقاب البسطاء من الناس وأثروا على حساب فقرهم وعوزهم وتنعموا على اشلائهم ومأساتهم . ولا زال الدجالون من امثال يهوذا الاسخريوطي وغيره يسببوان في صلب  , كل يوم , الاف من الذين حملوا رسالة الحق وبطرق شتى . لكن الحقيقة تظهر مع الشمس كل يوم وسياط  الظلام يلاحقها والصراع مستمر من الازل والى الابد . ورغم تشبث الباطل بزيفه الا ان عروشه الورقية لا تصمد  امام نور الحقيقة . وسوف اتناول ما يخص شعبنا العريق واستنبط الحقائق من قبس كتابات أجدادنا التي خلدها الحجر او لبنة مفخورة من الطين انتشلتها من يد النسيان يد العلماء الاجانب بعد ان حافظ عليها التراب الافا من  السنين من براثن الغزاة التي احرقت كل ما وقع بين ايديها من معالم حضارية . هذه الكتابات التي لها صلة بوجودنا وبرهان على اصالتنا وتاريخنا الحضاري في ارض الرافدين  . وستبقى الى الابد  كالجذور التي تبعث بالنسغ الى الجذوع والاغصان والاوراق . إذ ما مـِن شعب ترك له اجداده وثائق دامغة تثبت هويته الناصعة كشعبنا الذي ملأت مخلفات اجداده الحضارية متاحف العالم ولازالت عشرات المدن والبلدات والقرى القائمة منها والخربة تسمى بالاسماء التي وضعها اجدادنا وان كان البعض منها شوه لفظها الا انها معروفة اصلها مثل بابل ونينوى وسامراء واربيل وبلدة القوش وتلسقف واور وزاخو وزاويثا وباعذرا وبوزان وتكريت وحضر وحيرة وشقلاوا ودورشاروكين واشور واوتوك والقائمة تطول ..نعم نحن احفاد سومر واكد واشور وبابل . ولا زالت كثير من القيم الحضارية في تراثنا الخالد من التقاليد والاداب والفنون والاسماء متداولة بين ابناء شعبنا حفيد تلك الحضارات الخالدة . وفي الوقت الذي كان فيه شعبنا قد نظمت حياته القوانين والشرائع وعقود الزواج والطلاق والبيع والشراء والايجار والفنون وعلوم الري والعمارة والهندسة والطب والجيش وباشراف الحاكم والدولة  ، كانت كثير من الشعوب المجاورة تعيش حالة البداوة تجوب الفيافي خلف الماء والكلأ وتسكن البراري .وتنتهز الفرصة لتتسلل الى هذا الفردوس ، فردوس الحضارة والنعيم لتنال ما يمكن ان تناله من هذه الجنة.. ساورد فيما يلي بعض الوثائق التي خلدت تلك الحضارة وجسدت رقي الانسان في ربوعها  ، ثم اُعـَلـٍقُ  على ما جاء بها ..

رسالة من زوج الى زوجته ....تقول الرسالة :-

(الاله بيل يمنح زوجتي ( شـَبـّو ) الصحة والعافية والعمر المديد . بعون الالهة وحمايتهم انا بصحة جيدة . واريد ان أُعلمك بانني بعثتُ خبرا الى ( أوتا  ابن مارفِل) ليعطيك حـِملا من الحنطة . اهتمي بالبيت والاولاد ، صلي للالهة من اجلي . ابعثي لي خبرا يعلمني عن احوالكم . ) انتهت الرسالة ..

التعليق ______

1-   الاسم  (نابو ) والذي ورد في الرسالة وهو زوج إمراة تدعى  (شبو ) وهو في الاصل  اله المعرفة عند اجدادنا القدماء ولطالما نذر له الكتاب نذورا في معابده  في نينوى واربيل وكان يسمى معبده  (إيزيدا ) . فهل اسم ايزيدي هو نسبة الى معبد الاله نابو الذي كان يدعى ايزيدا ؟؟؟؟...والاسم لازال متداولا بين ابناء شعبنا وبعدة صيغ. يلفظ احيانا ( نبيل )وهو باعتقادي مركب من( نابوايل ) و (نبو ) او يصحف الى ( بانو ) و [نبو ) و(بني ) و (بانى) و( فانو )  و(فانى ). وعملية لفظ الاسم بعدة اشكال واردة جدا وبكل اللغات . مثلا يوسف يلفظ يوسب ،سيبا ،ايسف ،جيبا  ،يسو ،يوشا ،والى اخره . 2-  (شبو )  زوجة  نابو  في الرسالة اعلاه  ..لازال هذا الاسم ايضا متداولا وبنفس اللفظ . في القوش ، مثلا ،عائلة بهذا الاسم وهي عائلة ( شـَبـّو ). وربما صحف الى اسماء اخرى متداولة الى يومنا هذا مثل (شابو ) ،(شابوري (، (شيبا ) ، (شفو )، (صفو ) ،سبو )او (تمو)..لان صوت التاء والسين والثاء والشين تحل محل بعضها في كلمة واحدة حسب اللهجات المختلفة في لغة واحدة ..على سبيل المثال اسم دجاجة يلفظ باربعة اشكال ( كتيتا ، كثيثا ،كسيسا ،و كشيشا )..ويشمل هذا كل اللغات وليس لغتنا فحسب . ففي العربية مثلا كلمة( ثناء ) تلفظ في مصر( سناء ).وكلمة ( قلب) في الموصل, تلفظ في  بغداد (كَـلب ) بالجامل السريانية والمصرية  ..وفي مصر تلفظ (ألب ) . والقائمة تطول .   وما يهمنا هنا هو ان هذه الاسماء باقية الاستعمال وهي شهادة ناصعة على ان هذا الشعب لا زال يسمى باسماء اجداده,  وهي خير هوية ودلالة حيثما وكيف ما كان . حتى وان غير بلده ودينه فاسمه ولقبه يكشف عن هويته وقد نسمع في غير المسيحيين اسماء مثل خمو  وحمو  وشمو  وسمو  وعيسو  وسلو  وعبو  ورمو  وتمو  واسو  . والاسماء تلقي الضوء على تاريخ منسي بسبب تراكم سنين القهر والاضطهاد لمئات من السنين لشعب مغلوب على امره يدافع عن وجوده بإخفاء هويته تارة وبتغير دينه  وملبسه  واسمائه تارة اخرى او بالهجرة او بالموت ...! هذا فيما يخص الاسماء ،  اما محتوى الرسالة الاجتماعي فهو لايقل اهمية عن الحقائق الاخرى .إذ تبين هذه الرسالة مدى مكانة المرأة السامية في المجتمع المتحضر مثل المجتمع البابلي او الاشوري  قبل اكثر من ثلاثين قرنا مقارنة مع غيرها من النساء في مجتمعات اخرى .وحتى في يومنا هذا فالمرأة مهانة بل محطمة في مجتمعات لازالت بعيدة عن الحضارة ونحن في القرن الواحد والعشرين الميلادي ! .  وفي الرسالة المذكورة أعلاه يعبر الزوج عن مشاعره الجياشة تجاه زوجته وهو بعيد عنها وهو يطلب من الالهة ان تمنحها الصحة والعافية والعمر المديد . لماذا ؟  لانها قد حلت محله في قيادة البيت وهو بعيد . يوصيها بإدارة البيت والاهتمام بالاولاد

.ويطلب منها ايضا ان تصلي لأجله !! . هذا هو رجل الحضارة المؤمنة ، حضارة الاخلاق والاداب والفنون .حضارة الرجل والمرأة حضارة اورنمو (2124 -2107  ق م) وحمورابي (1792-1750  ق م) واشوربانيبال (696 -630 ق م ) ونبوخنصر الثاني (604 -562 قم ) والملكة شبعاد وسميراميس زوجة ادد نيراي الثالث ( 810 – 783 ق م ) والتي  حكمت الامبراطوية بعد موت زوجها  لمدة خمس سنوات كانت وصية لابنها .تلك الحضارة التي ساهم الرجل والمرأة في  وضع اسسها وذاد عنها شعب عريق  تحت قيادة رجال وملوك افذاذ  .. ولطالما فضحت القنوات التلفزيونية اليوم  مجتمعات ترجم او تجلد او تحرق او تذبح بناتها ونساءها باسم الشريعة والناموس ! اليس واجبا علينا ان نركع ونُسَبـٍح ونحمد ونثني على حضارتنا التي اوصلت شعبها قبل اربعة الاف سنة  واكثر الى حد لم تصله كثير من المجتمعات الى يومنا هذا  !!  ألا طوبى لحضارة وادي الرافدين !! ولرجالها ونسائها الابرار  ؟! ألا يستحقون ان نلهج باسماء اولئك  الملوك الذين كتبوا الشرائع وسنوا القوانين ونظموا الشعب ليزرع  بيد ويدافع عن مكتسباته الحضارية بيد اخرى ؟؟ أجل أحد عشر ملكا حكموا الامبراطوية الاكدية ابتداء من سرجون الاكدي (2234-2279 ق م ) وخمسة ملوك في سلالة اور الثالثة ،وخمسة عشرة ملكا سلالة  ايسن الاولى ،اربعة عشر ملكا سلالة لارسا , أما سلالة بابل الاولى سلالة حمورابي الاموري حكمها  احد عشر ملكا  ، سلالة ايسن الثاية احد عشر ملكا  , سلالة بابل التاسعة ستة عشر ملكا، السلالة البابلية الثانية ستة ملوك من نبو بلاسر الى نبونائيد .. اما عدد ملوك اشور فقد بلغ  مائة وسبعة عشر ملكا  ، ثمانية وثلاثين ملكا اشوريا لم تثبت تواريخ حكمهم  ابتداءا من الملك الاول  (توديجا ) الى الملك الثامن والثلاثين ( ايروشوم الثاني )..وابتداء من الملك التاسع والثلاثين (شمشي ادد الاول 1813 – 1781 ق م ) تبدأ تواريخ المسجلة لفترات حكم الملوك الاشوريين وانتهاء بالملك ( اشور اوبالط الثاني  611 -609 ق م ) ..حكم وادي الرافدين  وساهم في ازدهار  حضارته  ،باستثناء حكام الغزاة  ،  مائتان وستة  ملوك من جميع السلالات الوطنية منهم مائة وسبعة عشر ملكا اشوريا  ..

الى اللقاء في شهادة اخرى  في الاسبوع القادم  .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.