اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لمن يبكي الوطن ُ..؟! -//- شعر: لطيف ﭙـولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

لمن يبكي الوطن ُ..؟!

لطيف ـولا

شتـَّتنا الفراقُ والمَنونُ ضُروبُ

من شدَّةِ الأحزانِ ِ لازمتنا الشحوبُ

لمن يبكي الوطنُ ؟ كل الشعبِ مَوؤودُ

ونـَدْبـَنا يَـنشدُ في الأسـر ِ عـَندليبُ

رَحَـلَ اُباتـُها ،عذبهم التأنــيــبُ

ونالَ زِمامَها من كـَسَتـْهُ الذنوبُ

مَن يَجرعُ الإذلالَ ولا ينبذ ُ الدنيا ؟!

تحـــكمُ أقدارَها جارية ٌ لـَعوبُ

أحقا ً يا صديقي  ودَّعتكَ الطيوبُ

ولم تستدرْ بعدُ ما في القلبِ مكتوب ُ؟

يا أيها الشاعرُ الوطني الغريبُ

هل قتلكَ صَبٌ ؟ أم شِعركَ لهيبُ؟

حملتَ نارَ جوىً،كنتَ لها حطبا

أوقدها الوطنُ، فكيف لا تذوب ُ ؟!

فلو كنتَ كالذي  يرقصُ  تـَزَلـُفاً

لأصابكَ  بدل الفِ  سهمٍ نصيبُ

من يعشقُ العـِزًة َ ثمنـُها باهظ ٌ

يلاحقـُه الموتُ  ولكنْ لا  يتوبُ

قد أبلـَتنا الخطوبُ،عَرًكـَتـْنا الحروبُ

مرارةُ الرحيل ِ وعسلٌ  كذوب ُ

وعشقُ الحريةِ  في دمـِنا  يجولُ

على هواها الحُرُ في العالم ِ يجوب ُ

لمـّا تركوا  الدارَ  ومهدَ  الذكرياتِ

حَملوا حنينا لم تـطقـْه ُ القلوب ُ

أدميتم قلوبـَنا وهي أصلا ثـَكالى

أحرقها فراقٌ  أوقده  المحبوب ُ

وتسالُ في يأس ٍ هل يعود ُ الحبيبُ ؟!

ننتظرُ سنينا ودمعُنا سكوب ُ

كوابلِ ِ المطر ِ من وَجدِها يهطل ُ

عبر المحيط ِ ليلٌ  وللهَم ِّ هبوب ُ

كأنَّ بيوتـَنا مراتـِعُ  الأحزانِ ِ

تغشاها كلَ حينِ ِ والجبلُ رقيبُ

عواصف ُ الآلامِ ِ وأضغاثُ أحلامِ ِ

أتى عليها الموتُ والضياعُ الرهيبُ

أمسكنا عيونـَنا من فيضِِ ِ دموعـِنا

فخنقــنا  قلوباً  في البكاءِ  تطيبُ

نـَجترُ  أحاديثا نلتمسُ إصلاحَ

رُتوقِ ِ  قِـربتـِنا  ملأتها  ثــقوبُ !

كأن  أفكارَنا أصابَها   نـُضوب ُ

وكالذي يكربُ  وحقلُه مكروب ُ

حـَمـًلـَنا الدهرُ ما لا يحمله البشرُ

لم يُضعفـْنا تعبٌ ، لم يثننا رسوب ُ

قد تخلعُ ثوبـَكُ وليس مع الجـِلدِ

فالوطنُ  وطنٌ   والحبيبُ  حبيبُ

إنـنا على عِـلـْم ٍ بأنً وطنـَنا

كـتـابُ  وجودِنا  لكنـًه  مسلوب ُ

يا أيها الراحلُ البعيدُ والقريبُ

لا نحسدُ  نأيـَكَ وظرفـُنا عَصيب ُ

ضَلـًلنا سرابٌ ضَيًـعتنا دروب ُ

والأملُ كالشمسِ يشرقُ ويغيبُ

أسَرَنا حبٌ سلطانـُه عجيبُ

فيا له من حبٍ  زارعُهُ  مصلوب ُ

طفحَ في كأسِه ما تخشاه الشعوبُ

الموتُ والغربة ُوالإرهابُ الكئيب ُ

أ كلما سافرَ عبرَ البحرِ نجيب ُ

ملهوفاً  كأنه  ينتظرهُ   طبيب ُ ؟!

نسمعُ بعد حينٍ  بأنـَّه عليل ُ

وَّدعـَهُ المَرحُ  وشِعرُه ُ الطروب ُ

وإذا كان لنا مع الموتِ موعدٌ

لِمَ نخشَ الأشرارَ؟ هنا الموتُ يطيب ُ

وإذا كنتَ ترى في الفـِرارِ مَلاذا

يُنبئني موتـُكم عيشكـُم  فيه  ريب ُ !

إذا ضاعَ الوطن ُ ماذا عنه ينوب ؟

تاريخُه في القلبِ وثراهُ خصيب ُ

بعد فواتِ الأمرِ كلُ الماضي يؤوبُ

لـيوخزَ الضميرَ  ندمٌ  وذنوبُ

أو يخدع ُ العيونَ مِن الضيمِ سرابٌ

إياك وأن  تنسى في الأشواكِ خـَرنوبُ !

أموتُ  كالأشجارِ ولا فتىً غريب ُ

أسالُ الغيبَ حَـلاًّ  أبدا لا يجيب ُ

قد يُغـَيــِّبُ  الموتُ ،أو البُعدُ، أحبًة ً

يبقى مَن نـُحبُه مـِن القلبِ  قريبُ

ورغم  الشدائدِ فالفـِرارُ  مُعيب ُ

قد تضيقُ القاراتُ والوطنُ رحيب ُ

من يصنعُ الحياة َ إذا شدَّ الرحالَ

فـنان ٌ وعالِـمٌ  ، طبيبٌ  وأديبُ ؟

سُبـُلُ الحرية ِ لا يخشاها لبيب ُ

إذا مـُتُ دونـَها في قراري مُصيبُ

ويبقى غيابـُكم  أملـَنا  يــخيب ُ

لم ينقذنا دعاءٌ ، لن يشفينا نحيب ُ

أُناجزُ الأحزانَ لأنني أريبُ

والذي لا يبالي،حقا ً، هو موهوبُ

سيبكيكم الوطن ُ الجبلُ والسهوبُ

والشاعرُ الأصيلُ لصنوِه  ِ نسيبُ

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.