اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قصص الكوارث التي أصابت المنطقة باسرها على يد الشرير برياك بك// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

قصص الكوارث التي أصابت القوش والموصل والمنطقة باسرها

على يد الشرير برياك بك سنة 1508م)

لطيف پولا

الثلاثاء 30- 5- 2017

 

هذا هو عنوان قصيدة  لشاعر وكاهن من القوش عاصر الحدث المؤلم فصوره في قصيدة طويلة تزيد على مائة بيت.

المقدمة

لم تكن المصائب التي اصابت شعبنا ومددنا وقرانا هذه الايام, نتيجة الهجوم الارهابي وازلامه, جديدة او مفاجئة لنا, بل كان شعبنا ومددنا وقرانا عبر التاريخ معرضون لهذه المأساي والفواجع والكوارث التي تتكرر باستمرار وعملت على إبادتنا وسلب وطننا. هذه ترجمة مختصرة لشاعر القوشي يصف في قصيدته ما حصل, قبل خمسمائة عام ونيف, من دمار وقتل وسبي وتهجير واغتصاب لأجدادنا وقرانا ومدننا على يد البرابرة بقيادة برياك المغولي. وما اشبه اليوم بالبارحة! .ان ماساتنا تتكر وسوف تكرر. وقد كتب شعراءنا الافذاذ قصائد كثيرة تصف مثل هذه الاحداث المأساوية في جميع مدننا وقرانا. سنبذل جهودنا لترجمتها من السريانية الى العربية ليطلع عليها الجميع. ارجو نشر مقالتي ليطلع عليها ابناء شعبنا عسى ان  يستفيدوا من هذه التجارب رغم قسوتها ويكتشفوا حقائقا من خلال احداثها, وعسى ان تثير نخوتهم وتدفعهم الى نبذ الخلافات للوقوف صفا واحدا بوجه مشروع تفتيتنا وتشتينا ثم انقراضنا.

•     فواجع الموصل وسهل نينوى على يد بــرياك الـمغولي عام 1508م

هذه ترجمة مختصرة لما ورد في  قصيدة الشاعر الألقوشي المعاصر للأحداث المأساوية من مذابح وسبي واغتصاب وسلب ونهب وحرق المعابد والأديرة والكنائس صورها في قصيدته الخالدة. فما اشبه اليوم بالأمس بالذي جرى للموصل وبلداتها وقراها. يصف الشاعر الألقوشي اجتياح جيوش المغول بقيادة برياك بك الموصل وسهلها إذ يقول الشاعر في مستهل قصيدته:

في سنة 1508م جاء ملك بابلي (ويقصد به حاكم بغداد الذي كان برياك المغولي) الى الموصل الآثورية. (إذ كانت تسمى بغداد ـ بابل ـ حسب ماجاء في قصيدة الشاعر الألقوشي, وكانت موصل تسمى ـ موصل دآثور ـ اي موصل الآثورية). كان يحكم في الموصل انذاك حاكم ظالم قاسي اسمه  بسطام الدوغري الذي القي القبض على رجل عربي محترم من ابناء الموصل اسمه خواجا قاسم اذاقه كل انواع العذاب. اسال دمه ومزق لحمه ونهب بيته وسلب كل ممتلكاته.. ثم قطعه إربا إربا والقى اوصاله في دجلة. وفجأة جاء برياك وحاصره ووعد بان ينتقم من بسطام الذي تمرد على ملكه البابلي (يقصد الشاعر برياك بك الحاكم الذي كان في بغداد) ولما لم يتمكن برياك من اجتياح الموصل بسبب تحصيناتها واستماتت بسطام في الدفاع عنها توجه الى قرى وبلدات سهل نينوى وفتك بابنائها الايزيدين والمسيحيين والاسلام واستباحها لمدة يومين ثم واصل تقدمه نحو الشمال استقر في قرية بندوايا وارسل خمسمائة فارس الى القوش خرج ابناءها مستميتين للدفاع عن وجودهم فدحروا القوة المهاجمة. ويذكر الشاعر كان يوجد في القوش يومها 24 كاهنا اي ان عدد نفوسها كان كبيرا وكان ذلك في زمن البطريرك مار ايليا بطريرك كنيسة المشرق والتي كان مقرها في القوش. لما سمع برياك باندحار قواته على يد الالقوشيين ثارت ثائرته وامتلكه الغضب وخطب في جيشه قائلا: لنذهب الى القوش ونسحقهم ونأتي بهم اسرى. كان ذلك يوم الاحد قبل الفجر. لما علم الالقوشيون بقدوم جيش برياك المتوحش حملوا كل ما يستطيعون حمله واعتصموا في دير ربان هرمز. وعند الفجر كانت قوات برياك قد احاطت بوهدة الدير. ووضع خططه الحربية للهجوم, ارسل ثلثماثة من المشاة الترك الى قمة الجبل, وهجم البابليون (يقصد الجيش الذي قدم معه من بغداد) من اسفل الوهدة, وحشد اخر من البرابرة هجم على الجوانب الاخرى. بدأ الهجوم برمي الحجارة من القمة والسهام من كل ناحية وهم يزعقون كالوحوش. خسر الالقوشيون المعركة ودخل جيش برياك الدير وفتك بالرجال والنساء والاطفال وقتل وسلب وسبى واحرق الدير ومخطوطاته وسلب خزائنه. ثم اصدر برياك امرا لينزل البابليين (يقصد جيشه القادم من بغداد) من الدير وتوجهوا الى بندوايا. وفي يوم الاثنين توجه صوب الزاب الكبير واسرع بارسال العربات الحربية لتحرق القرى والمدن ويقتل ويسبي ابنائها ثم قفل راجعا الى الموصل فتمكن منها ودخلها ليدمر كل شيء فيها. اجتاح جيش برياك الموصل وبدأوا بالقتل والذبح والسبي ونهب الخزائن وحرق الاديرة والكنائس. ثم توقفوا عند نهر دجلة وبدأوا يعدون اسراهم وسباياهم على طابوق من الفخار (يبدو انهم لا يعرفون القراءة والكتابة فيستعملون خطوطا للحساب على الطابوق!!), فكان عدد سباياهم ثلاثة عشر الفا. اخذوهم عنوة وتوجهوا بهم الى بابل (يقصد الشاعر هنا بغداد) تاركين وراءهم الموصل مدمرة محترقة مخضبة بالدماء والدموع والجثث في طرقاتها ومنها كان طافيا على مياه دجلة. لم يعد في الموصل من يبكي على ابنائها الذين قتلوا وشردوا واخذوا اسرى. ويتساءل الشاعر: من يبكي على تلكيف وتللسقف وجميع القرى والبلدات التي دمرها وسبى اهلها ونهب ممتلكاتها جيش برياك المتوحش؟؟. لم تعد ثمة مدارس ومعلمين وعلماء وفلاسفة, فرغت كل المدن من ابنائها المتعلمين, والبيوت تحولت الى خرائب. ويتسأل الشاعر هنا: لماذا حصل كل هذا؟؟؟ ولكنه لم يجد الجواب. فهو يسأل بألم قاتل: اذا كان الرجال والنساء قتلوا واختطفوا لسبب ما فما ذنب الأطفال؟ واذا كان الاثرياء دفعوا ثمن ثرائهم فما ذنب الفقراء؟

هذا ما ترجمته من قصيدة تتكون من 137 سطرا. والشاعر المجهول كان من الكهنة الالقوشيين والمعاصرين للحدث لم يذكر اسمه خوفا من الحساب العسير.. والقصيدة موجودة في كتاب اسمه: تشعياثا وگدشى من القوش ( قصص واحداث من القوش )

ولازال الالاف من ابناء شعبنا الذين فتك ويفتك بهم الإرهابيون من احفاد برياك هذا اليوم ويدمر حياتهم وبيوتهم وحقولهم ومصانعهم كما فتك اجدادهم يتساءلون بالم نفس السؤال الذي سأله الشاعر الالقوشي قبل ثلثمائة عام ونيف: لماذا حصل كل هذا؟؟؟؟

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.