اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الشموع التي انارت طريق الاجيال// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 الشموع التي انارت طريق الاجيال

لطيف پولا

 

في منتصف ايلول عام  1955 م كنت قد نجحت من الصف الثاني الابتدائي الى الصف الثالث في مدرسة القوش الثانية للبنين العائدة بنايتها الى المرحوم شيشا گولا والكائنة على الرابية المرتفعة بجوار مقبرة القوش. قادنا احد الاساتذة الى الصف الكائن في القسم الشمالي من المدرسة, يقابله صف اخر يجمعهما ايوان .كان مدخل الصف من الجهة الغربية كان مكاني في وسط الخط الايمن المجاور للحائط وبجانب النافذة التي كنت من خلالها اُمتع نظري بالنظر الى الجبل وبيوت القوش القديمة وبالسحب العائمة في سماء زرقاء, لطالما شغلتني هذه الصور الشاعرية عن الدرس لأغرق في خيالي بعيدا عن المحاضرة, ولطالما أثار شرودي هذا إنتباه الاستاذ والطلبة .وكان احد الطلبة من الراسبين في الصف الثالث يُخيفني من صعوبة دروس الصف الثالث!, ويهددني بدرس التاريخ لاننا في الصف الثاني لم نكن قد درسنا التاريخ وكان يقول لي: انتظر لما تمتحن بالانسان القديم!!!. فقلت له: وهل هذا هو درس التاريخ؟. فتح كتابه بعصبية قائلا: انظر!!. واذا بصورة انسان بدائي يوقد النار عن طريق حك خشبتين ببعضها, وصورة اخرى لانسان شبه عارٍ عليه قطعة من جلد الحيوان وبيده رمح يجري خلف حيوان ليصطاده. ولكن ما ان بدأنا بدرس التاريخ كنت من اكثر الطلاب تشوقا لهذا الدرس, لانني كنت احب القصص والحكايات واحفظها بسرعة .وعليه وجدتُ في درس التاريخ ضالتي وصار هذا الدرس عندي افضل من كل الدروس وكنت من المتفوقين فيه الى حد هذا اليوم وانا مدرس متقاعد وقد مضى على ذلك ستة عقود!!. ولازلت من المهتمين بالتاريخ رغم ان اختصاصي اللغة  الانكليزية وكتاباتي ادبية ـ صحفية , وهواياتي الفنية كثيرة.

 

مرحلة الصف الثالث الابتدائي كانت مهمة بالنسبة لي لأن لي فيها ذكريات واحداث مفرحة ومنها حزينة. المفرحة منها ما طورت مواهبي وبفضل الاساتذة الاجلاء. ففي بداية الموسم الدراسي دخل الى شعبتنا معلم شاب ألأ وهو الاستاذ الفاضل جميل قوجا وكتب على السبورة كلمات نشيد وراح ينشد بصوت شجي فطربت لصوته وشدني اليه ,كنت اتمنى ان يطول الدرس الى ان اتمكن من حفظ النشيد .وكم كان حزني شديدا عندما سمعنا صوت صافرة الفرصة وكان حزني اكثر عندما عرفت في اليوم التالي ان استاذ جميل نقل الى مدرسة اخرى ,ولم التق به ابدا الا سنة 1995 م في نادي بابل في بغداد اي بعد 55 عاما اذ كنا زملاء في اللجنة الثقافية وكان يشرف على تنقيح  مجلة النادي (صدى بابل) وصار معلمي الذي لم أره الا محاضرة واحدة صديقي العزيز بعد خمسة وخمسين عاما.

 

 واليوم الاحد 17/12/2017 م شرفني الاستاذ الجليل بزيارتي في بيتي في القوش قادما من عينكاوة مع ابنه نديم القادم من الولايات المتحدة الامريكية وانتهزت فرصة لكتابة بعض المعلومات عن حياته كمعلم بعد مغادرته لمدرستنا وانا في الصف الثالث الابتدائي فقال مشكورا:

انه من مواليد 13 نيسان 1935 م القوش .وهو خريج الدورة التربوية بعد الخامس ثانوي .دخل علينا في الصف الثالث ليوم واحد ثم عُين في مدرسة (پـيدا) المزورية عام 1955م اختصاص اللغة العربية ,ثم نقل الى أتروش عام 1958م . نقل الى باقوفا عام 1960م . ونقل اداريا الى مدرسة بني نان التابعة لقضاء عقرة 1960 ـ 1961 م .ثم الى  خراب بيت 1961 م ـ 1962م .في 1962 ـ 1963م كان معلما في مدرسة العزة في القوش. فصل بعد انقلاب 8شباط 1963م. اُعيد الى الخدمة بعد ثلاثة اشهر ليزاول عمله في الناصرية ولمدة ثلاث سنوات .ثم نقل الى بغداد عام 1966م واحيل على التقاعد عام 1983م. نشر عدة مقالات في جريدة صوت القوش ومجلة شراغا ومجلة بيرموس .وحاليا ساكن في عينكاوة .اتمنى لمعلمي وزميلي وصديقي جميل قوجا الصحة والسلامة والعمر المديد. وهذه بعض الصور التي التقطناها معا في بيتي  لتبقى ذكرى صداقتنا.

صديقك

لطيف پولا

الاحد 17/12/2017م

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.