اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رأي حول لغز جنائن بابل المعلقة التي لم توثقها سجلات التاريخ// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لطيف پولا

 

عرض صفحة الكاتب

رأي حول لغز جنائن بابل المعلقة التي لم توثقها سجلات التاريخ

لطيف پولا

 

بعض المؤرخين يتساءلون عما إذا كانت الحدائق المعلقة هي حقيقة أو خيال شعري بسبب عدم وجود توثيق لها في سجلات التاريخ البابلي. ومن المعروف ان بعض ملوك اشور اشتهروا بمشاريع الري وانشاء الحدائق وفي مقدمتهم الملك سنحاريب (705 ــ 681 ق م ).وانطلاقا من هذه الحقائق ولوجود حكاية متداولة في القوش منذ مئات من السنين انتقلت من الاجداد الى الاحفاد مفادها ان ملكة شميرام (سميراميس) انشأت مشرعا اروائيا يبدأ من وهدة بندوايا التي ينبع منها نهير صغير غزير المياه صيفا وشتاءً  لتنقذ القوش من الجفاف التي كان يصيب حقولها التي يُعتمد على الديم (مياه الامطار)  في زراعتها. زرت  اثار وبقايا المشروع بدءاً من الجهة الجنوبية لحقول القوش في منطقة بي كالبا مرورا بالخنداقى (خروثا, خپروثا ) وهي بقايا نهر صنعه الانسان حاملا كامرتي ومشيا على الاقدام  باتجاه الشمال الى قرية بندوايا وفي اليوم الثاني ذهبن الى وهدة بندوايا . ثم زرت وهدة خنس التي هي الاخرى فيها بقيا مشروع  اروائي ونصب  صخري رائع للملك سنحاريب. ومن وحي جولاتي هذه وتحليلي لما وجدته من اثار كتبت بحثي هذا معززا  بحثي واستنتاجي بما ورد في صفحة 92 من كتاب عالمة الاثار البريطانية سيفاني دللي Stephie Dalley  تحت عنوان

3-  غلاف كتاب

 The Mystery Of The Hanging Garden of Babylon  

(لغز جنائن بابل المعلقة) والذي بعثه لي مشكورا من هولندا المهندس المعماري الأستاذ عماد رمو مؤيدا ما ما جاء في بحثي من دلائل واستناجات, له من كل الشكر والتقدير. وهذا هو بحثي اعيد نشره لعل من الاعادة افادة

البحث            مشروع سميراميس الإروائي    

شميرام (سامورامات) سميراميس زوجة الملك الاشوري شمشي أدد الخامس

 

(823 ــ 811 ق م .) اصبحت وصية على العهد بعد وفاة زوجها وكان ابنها ادد نيراري الثالث (810  ـ 783 ق . م ) قاصرا.

لا زالت عشرات القصص والحكايات والحكم والأساطير التي سمعناها من اهلنا في الصغر عالقة في آذاننا. كانت لي فكرة ان سجل كل تلك الحكايات في كتاب كبير تحت عنوان (ماسمعته من اجدادي) الا ان ظروفي الخاصة وانشغالي بكتابة الشعر والمقالات بشتى المواضيع وبتاليف الاناشيد والاغاني باللغة السريانية والعربية اضافة الى عملي كمدرس اللغة الانكليزية وارتباطي بالصحافة وممارستي العزف على عدة آلات موسيقية وهوايتي في التجوال في الطبيعة ,وظهور الانترنيت الذي اخذ من وقتنا الكثير كل ذلك اجبرني على تاجيل مشروعي هذا يوما بعد يوم وسنة بعد سنة حتى غاب عن ذهني كثير من تلك الحكايات, ورحيل والدتي من هذه الدنيا كان خسارة كبيرة لي لانها كانت هي الاخرى تحفظ معظم تلك الحكايات بل كانت المصدر الاساسي في ايصالها لي.

والان اذكر ما كنا نسمعه من آبائنا واجدادنا حول هذا المشروع الإروائي الذي اقامته شميرام الملكة الاشورية وزوجة الملك شمشي ادد الخامس. إذ بعد وفاته (811 ق م تولت زوجته سامورامات (شميرام) العرش وصية على ابنها القاصر أدد نيراري الثالث. ثمة قصة وردت في تقرير قراته قبل عدة سنوات حول فرار القائد الاشوري تربيتا من الملكة سامورامات ,شميرام (سميراميس) عندما كانت ملكة على الامبراطورية الاشورية بعد وفاة زوجها شمشي ادد الخامس ( 811 ق . م ) وصية على ابنها ادد نيراري الثالث وخوفا من بطشها هرب القائد تريبيتا واتجه غربا حتى وصل الى المانيا واقام معسكرا هنالك ليصبح ذلك المخيم اول مدينة المانية . وذكر التقرير ايضا ان بلديةلمدينة (تراير) الالمانية كانت قد اقامت نصبا لهذا القائد الاشوري (تريبيتا) باعتباره مؤسس هذه المدينة, ولكن اثناء الحرب العالمية الثانية قصفت طائرات الحلفاء تمثال القائد تريبيتا. وذكر التقرير ايضا ان بلدية مدينة تراير اقامة جدارية داخل البلدية تخلد اسم القائد الاشوري والعهدة على كاتب التقرير.. وشميرام او سامورامات مشهورة في الغرب والشرق باسم سميراميس  كملكة اشورية صنعت مايشبه المعجزات, يعرف عن اعمالها الغرب اكثر مما نعرفه نحن احفادها!!! وبامكان القاريء الكريم ان يطلع على منجزاتها من خلال الكتب الكثيرة التي تطرقت عنها سواء كاسطورة او كحقائق قد خلدتها عبر هذه القرون الطويلة.. اما هنا ساذكر ما تداوله ابائنا عن مشروعها لانه مرتبط بأرضهم التي تشكو الظمأ.. إذ قالوا ان الملكة شميرام ارادت ان تقيم مشروعا اروائيا في وهدة بندوايا التي ينبع منها نهرها المعروف باسمها (تقع قرية بندوايا على بعد ستة كيلومترات غرب القوش) ,لتمرر نهرها الأصطناعي عبر اراضي القوش الزراعية والأراضي التي تقع جنوبها.. وحسب الحكاية ثمة منافسة حصلت بين الملكة  شميرام واحد الأمراء الذ هو الاخر اراد شق قناة اخرى. إذ قررت هي ان تبدا بالمشروع باقامة سد في بداية الوهدة وحفر انفاق لتمرير المياه من تحت الارض لأيصالها الى السهل المنخفض وقررت ان تنجزعملها الاروائي  قبل ان ينفذ هذا الأمير  مشروعه وحسب خطته ومشروعه الذي اراده ان ينجزه بطريقة اخرى تخالف المخطط الذي رسمته شميرام.. وحسب الرواية استطاع هذا الأمير ان يخدع شميرام ,التي اوشكت ان تنجز عملها, اذ فرش وعلى مسافات بعيدة اقمشة بيضاء ليقول لها انظري الى مشروعي فقد اكتمل وانت لا زلت في بدايته.. فنظرت من البعيد وقد خال لها ان تلك الاقمشة البيضاء هي المياه الجارية في القناة التي حفرها الامير! اما هي فكانت لا زالت تحفر الانفاق امام وهدة بندوايا لتخرج المياه من خلالها الى السهول .. وذكر بعضهم أن ذلك الملك هو سنجاريب  الملك ..وهذا خطأ لان سنحاريب جاء بعدها اذ حكم من (705 الى 681 ق.م ) ولكن قد يكون  اسم القائد الذي نافسها على المشروع  هو سنحاريب ايضا.

  ولكي نتحقق من صحة هذه الحكاية ذهبتُ الى وهدة بندوايا فوجدتها متخلخلة الصخور ومتآكلة في اسفلها الى ارتفاع اكثر من خمسة عشر مترا , فتيقنت من ان ثمة سد كان قائما في فتحة الوهدة الضيقة لتجميع المياه الى هذا الارتفاع ومن ثم السماح للمياه بالخروج عبر بوابات وانفاق ,ولازال نفقا من هذه الانقاق موجودا  تحت الموقع الذي يسمى (قصرا دشيرو وملكثا). أجل  ويوجد ايضا في لحف هذا الجبل المطل على النهر مذبح وبقايا معبد آشوري اسمه كما قلنا (قصرا دشيرو وملكثا) اي قصر الملك والملكة, والتقطتُ عدة صور للموقع ..واليوم الجمعة 25 تشرين الاول 2013م قمنا بسفرة وجولة مطولة عبر المشروع الإروائي والذي يرتبط بمشروع شميرام يمسى في القوش (خبراثا دخنداقِ) . وخبراثا لفظها الصحيح في الاشورية هو (خـﭙــراثا) بمعنى ساقية او جدول من فعل (خـﭙـَر) حفر. اما خندق وخنادقِ كلمة فارسية مستعربة تعطي  نفس المعنى ل (خـﭙراثا) او كما صحفت خبرائا .. وبقايا المشروع لا زال قائما عززته بالصور.. بدأنا مسيرتنا من الناحية الجنوبة الغربية لالقوش على بعد خمسة كيلومترات تقريبا ومن غرب منطقة ( بي كلبا) .كان الخندق (خـِﭙـراثا) امامنا واضحا يـُدهش الناظر اليه وعلى عظمة هذا المشروع المنسي كليا! . اكتاف المشروع كما هو واضح في الصور عبارة عن مرتفعات  ترابية بارتفاع حوالي ثلاثين مترا وعلى امتدا زهاء ثمانية كيلومترات من المنطقة التي بدانا منها المسير الى بندوايا. وعرض قعر مجرى الماء زهاء عشرين مترا واثار العمل والجهد الانساني به واضحا.. ومجرى المشروع يتجه شمالا من النقطة التي بدانا منها جنوب الشارع العام بكيلومتر غرب منطقة (بي كلبا). ويستمر المشروع بهذا العرض وهذا العمق والى مسافة اكثر من 200 م بعد الشارع العام ثم ينحرف غربا الى مسافة تصل الى الكيلومتر تقريبا ثم ينحرف باتجاه شمال غرب الى مسافة تصل 600م  تقريبا ,وبعدها يأخذ طريقه شمالا باتجاه السد والبحيرة التي اتوقع انها كانت في وهدة بندوايا بناءا على هذه المعطيات.. وعلى الجهات المختصة متابعة هذا العمل والكشف عن آثار هذا المشروع الخالد وبطريقة علمية ونشره كمادة علمية تضاف الى مفخرة اجدادنا في حفر المشاريع الاروائية قبل الاف السنين, سيما وارضنا اليوم تشكو الظمأ وبقربها نهر بندوايا ومن خلفه بحيرة اسكي موصل!! .فهل من المعقول اننا اليوم عاجزون عن ايصال الماء الى اراضينا وعبر عدة كيلومترات وبهذه التكنلوجية الحديثة؟

منظر لجزء من (خبراثا دخنداقِ) هذا المشروع الذي  مضت عليه زهاء 2800 عام وهو في هذه العظمة  انظر الى ارتفاع اكتافه ووسع مجراه .ترى كيف كان في زمن الملكة العظيمة شميرام (سامورامات , سميراميس)؟؟؟؟؟؟؟

 

قصرا دشيرو وملكثا ( قصر الملك والملكة ) بقايا القصر ومذبح المعبد في بداية فتحة وهدة بندوايا يؤكد اهمية هذا الموقع ,ولكن يد التخريب عمدت ولا زالت على محو آثاره ...وفي اسفل الموقع نفق طويل جدا ( كما هو واضح في اسفل الجبل ) لم يستطع لحد الان احد من الوصول الى نهايته ربما كان منفذا لخروج الماء من البحيرة المتجمعة في الوهدة لهذا الغرض, انها الحقيقة المرة تسلط الضوء على مأساة بلد يحرقه شعبه ويدمر ارضا يسقيها ابناءها بدل الماء دماءا لتصبح كنوزها لغيرهم وخبزهم فرزدقا  رمادا وهم عطاشى في بلاد الانهار.

في زمن الدولة الاشورية والبابلية والسومرية وملوكها العظام كانت سهولنا التي تشهد اليوم المحل والجفاف من السهول الغنية بمحصولها الزراعي والمشهورة في العالم القديم وقد اشار الى ذلك المؤرخ اليوناني هيرودوتس من ان سنابل القمح في بلاد الرافدين تحمل اضعافا من الحبوب على ما تحمله السنابل في غيرها من الاماكن التي شاهدها وبنوعية أجود. اين هيرودوتس اليوم ليرى بأُم عينه ماذا حل بهذا السهل الاخضر؟؟!! . اجل ورغم الفارق الهائل بين تكنولوجيا اليوم وما كانت عليه في زمن الآشوريين والبابليين والسومريين  إلا ان إرادة الشعب والدولة آنذاك كانت أعظم بكثير مما هي عليه اليوم, وحب الوطن كان مقرونا بالعمل لا بالشعارات الفارغة والبرهان على ذلك ان ابن نينوى وبابل وأور  وسومر في ذلك الوقت لم ينتظر قطرات المطر لتبلل غليل هذا السهل الفسيح والخالد, رغم ان الأمطار في عهدهم كانت اكثر غزارة مما هي عليه اليوم, ليتركه عرضة للجفاف القاتل, كما يصيبه اليوم ومنذ سنين  بل حفر الاف الترع والمبازل لتستمر الحياة الحضارية كما ارادوها ..وكم من مرة انقطع المطر ليترك حياة أبناء هذا السهل والأماكن الأخرى والذين ربطوا مصيرهم بسقي أراضيهم بالديم ,(أي يربطون مصائرهم بسقوط المطر) ,عرضة للهلاك والموت جوعا وبالتالي الهجرة والارتحال بعيدا من اجل الحصول على رغيف الخبز يدفع ثمن ذلك حريته وأرضه وأهله وماشيته .وثمة قصص مأساوية يذكرها اهلنا تتعلق بسنين العجاف والمجاعة التي المَّت بهم بسبب انقطاع المطر لعدة سنوات ,سنين المجاعة التي اجبرتهم على ترك  مدنهم بحثا عن لقمة تسد رمقهم.وها نحن اليوم نستورد معظم المحاصيل الزراعية من الخارج (بالأضافة الى المواد الصناعية طبعا), ترى ماذا كنا سنفعل لولا واردات النفط؟

اجل لقد كان اجدادنا الآشوريون والبابليون والسومريون  يقيمون السدود  ويشقون القفار ليمدّوا الانهار والجداول من صدور الجبال الى حقول ومدن هذا السهل لتـُسخّر خصوبته للإنتاج الدائم والغزير وليمِّول الوطن بالمستلزمات المادية للاستمرار وتطور حضارته والتي كانت الزراعة ركنا أساسيا لكل ذلك. ولا زالت الآثار الاروائية للملوك العظام  في منطقة خنس ونهر الكومل وفي بابل وسبار ونيبور وسومر واكد وأماكن أخرى والتي هي بقايا مشاريع أروائية من انهار وتـُرع سيروها من مناطقها البعيدة عبر الحقول الواسعة. وظل ابن الرافدين يستفاد من تلك التـُرع والجداول حتى في زمن العباسيين, الا ان غزو المغول للوطن دمر كل شيء فقد احرقوأ الارض مثلما احرقوا الكتب وقطعوا الرقاب... وعليه اقول لازالت بصمات اجدادنا  الاروائية خالدة أيضا في منطقة بندوايا حيث الموقع الأثري (شيرو  وملكثا) في جبل القوش من جهتها الغربية عبر السهل الممتد من القوش  الى نينوى بمسافة تناهز خمسين كيلومترا .

واليوم لازال نهر بندوايا  جاريا  من الجبل الى نهر دجلة  والى غربه تنبسط البحيرة الكبيرة المترامية وهما يطلان على سهل خصيب فسيح يشكو الجفاف والظمأ ,وكل الكائنات الحية الساكنة فيه من الحيوان  والطير والنبات يعاني من العطش والفناء ,والكل يستغيث ,يبكي النهر وتحزن البحيرة ,ولكن دون جدوى لان هذا الإنسان الذي بيده زمام الأمور اليوم ليس كانسان الأمس, انه إنسان الكسل والانتظار والأنانية يأخذ ولا يعطي.. نهام.. طماع.. يهاب العمل بل مخرب ابعد ما يكون من التضحية, ثرثار دون فعل, عبيد لكل من يعطيه ,ويمد يده بخنوع ولا يرفعها بعز للعمل البنـّاء.. عدو نفسه وأرضه من حيث يدري ولا يدري .وهذه الآلات والأدوات الحديثة التي صَنعت الأنفاق تحت البحار وفي بطون الجبال وأوصلت الإنسان الى الفضاء الخارجي وحولت الصحارى الى حقول خضراء في كثير من البلدان, ليس بإمكان إنساننا اليوم ان يخدش بها جدولا من بندوايا أو من البحيرة المجاورة له كي يبلل غليل هذه الأرض المقدسة الممتدة من القوش الى نينوى ومن بحيرة أسكي موصل الى اربيل والتي هي من أخصب وأوسع حقول في الوطن .النفط قابل للنضوب فماذا سترضعون اذا جف الضرع بعد الزرع ؟.

لقد تعودنا على الموت بل أصبح الموت جزءا من حياتنا , الأطفال يموتون والشيوخ  والنساء والعلماء والمفكرون والصحفيون  والأطباء وبالجملة فلا يحركنا أو يوقظ ضمائرنا أو يوجف قلوبنا اذا أصاب سهل نينوى بل وسائر سهول الوطن المحل والجفاف . كل شئ يموت , الإنسان والحيوان والطير والشجر وليس بوسعنا اليوم إلا ان نلعن حظنا ونكتب مرثاة نرتلها بشجن على أطلال بابل وسومر ونينوى , ونُسَبّح مجدهم التليد في زمن الضياع . واليكم الصور التي التقطها لمشروع شميرام (سامورامات) سميراميس الملكة الاشورية الشهيرة في وهدة بندواية التي اتوقع ان تكون البحيرة التي اجتمعت فيها المياه الى ارتفاع يزيد على عشرة امتار ولاحظ في الصورة تخلخل الصخور في القسم الاسفل التي من المقترض كانت مغمورة بالمياء الى الحد الذي تراه واضحا .وعلى امتداد ثمانية كيلومترات باتجاه جنوب شرق بندواية التقطت صورا لبقاية الجدول الاروائي الذي يدعى اليوم ( خبراثا دخنداقي ) اي حفريات الخنادق.. وبامكان المشاهد الكريم ان يرى في الصور امتداد المشروع وارتفاع اكتافه وعرضه  وعمقه وهذا ماتبقى منه بعد 2800 عام واليكم الصور.

ططنطور ـ العنق الضيق في بداية وهدة بندوايا حيث يسهل إقامة سد لحجز الماء

 

بين بي كلبا وبندوايا بقايا المجرى للمشروع الاروائي الممتد من بندوايا الى نينوى

 

وهدة بندوايا العظيمة التي جعلتها شميرام بحيرة .انظر تخلخل الصخور في الاسفل

 

وهدة بندوايا . انظر تخلخل الصخور على طول الجزء الاسفل من الوهدة التي جعلتها شميرام بحيرة لتمويل مشروعها الاروائي عبر سهول القوش وباتجاه الجنوب ,وهي وهدة عظيمة تنتهي بعنق ضيق في اسفلها من المحتمل ان يكون السد الذي اقامته سميراميس في هذا المكان وعبر فتحاته تدفق الماء الى الجدول بل النهر الكبير الذي ستشاهدون في بعض الصور التي التقطها للمشروع :

 

بقايا حوض النهر الاصطناعي لمشروع شميرام بعد 2800 سنة

 

الفلاح الالقوشي يزرع حوض المشروع لان قعره مليء بالطمى والغرين وهو يقص علي حكاية مشروع شميرام كما سمعها من اجداده وهل بقي عندنا شيء نتسلى به في زمن الضياع سوى حكايات الاجداد ؟؟؟ وما تشاهدونه اليوم طول وعرض وعمق لهذا المشروع ومن خلال هذه الصور هوبقايا عمل مرت عليه 28 قرنا من التخريب والطمى ,سواءا بفعل الانسان او الطبيعة.

 

شهادة من عالمة آثار

شهادةٌ علمية آثارية دامغة حول حقيقة مشروع شميرام الإروائي تعزز صحة ما اوردناه في مقالتنا حول هذا المشروع  .وهذه الشهادة يجسدها ما جاء في  كتاب :

 Gardens of Babylone  The Mystery of Hanging ( لغز جنائن بابل  المعلقة ) لعالمة الآثار البريطانية Styphania Dalley .

حيث ذكرت العالمة في كتابها اعلاه وفي الفصل الخامس منه صفحة 92 ما يلي :                Engineering for Water Management   : 

In a third,And far more ambitious phase, referred to as the `northren system, a channel may have begun at Maltai, and perhaps joining a huge canal located near village of Faida, then possibly joining up with the Bandwai canal, eventually flowing along a terrace beside the Tigris and bringing water to the town Tarbisu north of Nineveh. This was built some time after 694, following the building of anew city wal l and ditch a round Nineveh in c.696. 

 

وهذه ترجمته

هندسة إدارة المياه : وفي الحالة الثاثة فقد كان  طموحهم اكثر من ذلك فيما يتعلق بنظامهم الإروائي .إذ من المحتمل ان تكون ثمة قناة قد حفرت لتبدأ من ( Maltai ) معلثايي , لتلتقي بقناة عظيمة بقرب من قرية ( Faida) فايدة . ثم من المحتمل ان تلتقي بقناة (Bandwai canal ) قناة بندوايا واخيرا  تمر بمحاذاة دجلة لتجلب المياه الى بلدة Tarbishu طاربيشو شمال نينوى . وهذه شيدت بعد694ق.م  بعد بناء اسوار المدينة الجديدة والخندق حول مدينة نينوى والذي تم سنة 696 ق.م

 

كتاب ( لغز الجنائن المعلقة البابلية) للعالمة ستيفاني دَلي

 

ومن كل ما ورد استنج ان هذه الحدائق  او الجنائن المعلقة كانت في نينوى لسبب وجود مصادر المياه في المناطق الجبلية الشمالية وعبر هذه المشاريع الاروائية يمكن ارواء حدائق او جنائن في عدة طوابق عالية وحسب قاعدة ارخميدس والا كيف يمكن ايصال الماء من نهر الفرات الى حدائق على ارتفاع سبعة طوابق وقبل زهاء ثلاثين قرنا ؟.

 

إيضاحات وبراهين حول مشروع شميرام

بعض الأصدقاء لهم  شكوك حول حقيقة هذا المشروع ,اي مشروع شميرام الإروائي ,بسبب عدم وجود بقايا للسد الذي اقامته شميرام ,كان تكون حجارة منتظمة .. وانا بدوري ابرهن على حقيقة وجوده من هذه المعطيات التي امامنا .

1-   كما قلنا مضى على بناء المشروع اكثر من 2800 عام ..سقطت نينوى على يد الغزاة سنة 612 قبل الميلاد, اي 26 قرنا مضت  ومعاول الهدم تعمل في هذا المشروع ,كما عملت بكافة رموز حضارتنا .ثمة قصور لانظمة حكمت هنا قبل عقد او عقدين او ثلاثة ولم يعد لها وجود الان! اليس هذا صحيح يا استاذ سامي ؟ في بندوايا نفسها شيد الانكليز جسرا على النهر, وعندما كنا صغارا كنا نسبح بقربه او نصعد على بقاياه ونرمي بانفسنا في الماء . فهل بقي اثر لذلك الجسر الكونكريتي ؟! اكتشفوا في بغداد قصورا للخلفاء العباسيين مبنية بحجارة منتظمة عليها ختم الملوك البابليين! اي ان العباسيون قد هدَّموا قصور بابل ونقلوا حجارتها ليشيدوا لهم قصورا اين القصور والمعابد والزقورات والجنائن المعلقة ؟؟ هل بقي لها اثر ؟؟ . اكتشفوا في كربلاء بقايا لثلاثة وثلاثين ديرا وكنيسة ,وهي اصلا معروفة ومكتشفة منذ فترة الستينيات من القرن الماضي ولم يعلن عنها ! ..لماذا مُسحت بالارض ودُفنت بالتراب ؟ لماذا لم تـُحوَّل الى جوامع ؟ الجواب ان عدد الأديرة والكنائس كان اكبر من هذا العدد بكثير ,حُـوَّر القسم الاكبر الى جوامع والقسم الآخر دُفن مع اهله تحت التراب ,كما دُفنت وصودرت مئات المدن القرى والنواحي والبساتين ناهيك عن الملايين من البشر ...القرى المحيطة بنا كانت كلها فيها كنائس واديرة وقسم منها لا زالت تسمى باسماء الاديرة مثل دير لوك (لوقا) ودير شى (ديرا دريشا) ودير سبي .ومنطقة الدير في البصرة والدير في العزيزية ,والدير والتي تسمى دور في تكريت .وذكر لي صديق بان جده اخبره بان في قريتهم كان يوجد بقايا دير نقلوا حجارته المنتظمة وشيدوا بها اكواخهم ولم يبقى اثرا لهذه الاديرة اليوم ..وهذه المناطق وغيرها كلها سكانها من غير المسيحيين .2ـ توجد في وهدة بندوايا أرحية مشيدة بحجارة منتظمة كما ستراها في الصورة .اليس من الممكن ان تكون هذه اللأرحية قد شيدت بحجارة السد التي اقامته شميرام ؟! بل وحتى بحجارة القصر الذي كان بداخله المعبد الذي نسميه اليوم (قصرا دشيرو وملكثا )..ترى اين القصر ؟؟هذا المعبد الاشوري كان في فترة الستينيات احسن وضعا ,انظر الى الصورة امامك وشاهد التخريب المتعمد ...وبالمناسبة ذكر لي احد الاصدقاء انه في الفترة التي اخلى نظام البعث كثير من قرانا من اهلها واسكنها بعشائر مسلحة تدافع عنه ,قال صاحبي زرت قرية (قصرونا )التي تقع جنوب بندوايا ,واذا بجرارات تقلع اشجار القرية باسلاك حديدية تربط بالجرار والاشجار العظيمة ثم يسحبها الجرار لتقلتع من جذورها !!ويقول صاحبي لقد حزنت لما شاهدته  كثيرا فقلت لأحدهم :لقد سكنتم القرية فلماذا تقلعون الاشجار ألا تستفيدون منها؟ يقول صاحبي جاوبني احدهم اذ قال: لقد اوصانا صدام حسين ان لا نبقي أثرا لأهلها!!...

اسمعتم ايها الصدقاء  ! هذا في القرن العشرين والواحد والعشرين .. فهل بامكان اي شخص ان يتصور ماذا فعل الغزاة بوطن كان قِمَّة   ًفي حضارته وبشعب حكم امبراطورية ضمت معظم العالم القديم ولم يبق منه الا بضعة مئات!!! فتسالني اين بقايا السد؟!!؟ 3ـ هذه (ارخيل دمارنيخا) رحى دمار ميخائيل. وهناك بقايا رحى اخرى  داخل الوهدة مبنية من من حجارة مكعبة ..وبالمناسبة كلمة (ارخيل) تتكون من كلمتان وهي (رحيا دأيل) اي رحى الإله اي كانت وقفا للأله سين. مثلما اصبحت وقفا لمارميخا فسميت (ارخيل دمارميخا) ثم اصبحت وقفا للدير. ولكن بقي اسمها الاصلي (ارخيل) اي ارحا دأيل ,او بتلين الحاء فتلفظ (ارخا ديل) ثم صحفت الى ارخيل. وهذه بعض الصور تتحدث اليكم وتدعوكم للاطلاع على الموقع عن كثب.

ملاحظة مهمة:  في القوش عشرات الرجال باسم سنحاريب وعشرات النساء باسم شَمّى (شميرام)= سميراميس  ,تكاد لا تخلو عشيرة من هذين الاسمين وغيرها من اسماء اجدادنا وجداتنا مثل ( انو, ننى, نانى, استير, سرة, سورو, شرو, كيكا, صارو, پولا, كولا, ايا, وغرها كثيرة كلها اسماء الهة وملوك وملكات سومرية بابلية اشورية وان دلَّ هذاعلى شيء فانما يدل على اعتزاز الالقوشيين بتاريخهم الحضاري وباجدادهم وخاصة ملوكهم العظام وملكاتهم العظيمات.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.