اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قول على قـول -5-

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حميد الحريزي

مقالات اخرى للكاتب

قول على قـول -5-

                       

         (( ما جمعت ثروة الا من بخل او حرام)) الإمام علي عليه السلام

 

لظهور  الثروة والمال ، تاريخ  طويل ، يمتد في أعماق  مسيرة التطور البشري، وهناك أكثر من تفسير  لنشوء وتطور الملكية الخاصة وتراكم الثروة، فهناك من يرى إنها  لم تولد مع الإنسان وإنما كان الناس يعيشون  كقطعان تعتمد اللقط  ومن ثم الصيد  وما بعدها الزراعة في مشاعات جماعية مشتركة ، تعود ملكيتها للقبيلة او العشيرة بالتساوي وبما يسد حاجة كل فرد من أفراد الجماعة   دون تمييز، وبتطور الآلة  من الحجر فالبرونز ومن ثم الحديد ، بدأت تظهر  الحيازات الخاصة للأسرة الشبه مستقلة عن باقي الأسر ،  نتج عن ذلك وجود فائض  للإنتاج ، فبدأت عملية المقايضة ، بين ألعوائل او القبائل  الفائض لديها مقابل ما تحتاجه لدى الطرف الآخر او العشيرة الاخرى، ثم اخذ الإنسان يستغل جهد أخيه الإنسان  ليعمل لصالحه مقابل  عيشة الكفاف ، وبذلك  اختفت ظاهرة قتل الأسرى وتحولوا الى عبيد... لا نريد ان نسهب في متابعة تاريخ نشوء الثروة والمال والتي كانت احد وسائلها الاستئثار على ثروة الغير بالقوة ، او بالربي ، او بالربح التجاري... أي نتيجة  لطبيعة  العلاقات بين قوى الإنتاج وعلاقتها بوسائل الإنتاج، ومنها  أيضا  الاستفادة من ريع الأرض  الزراعية في عهد الاقطاع  ولمبني على  استغلال جهد العبيد والاقنان والفلاحين لتصب في جيوب  مالكي الأرض والأمراء والنبلاء، ثم تطورت في عصر الرأسمالية في استغلال  جهد العمال  الماهرين وغير الماهرين في عصر الصناعة هذا  ما اسماه ماركس ب ((فائض القيمة)) أي هو الجهد المبذول من قبل الإنسان العامل في إنتاج السلع بما يفوق عدة مرات على ما يستلمه من اجر يومي، جهدا يفوق كثيرا  ما يتطلب من جهد العامل  لإنتاج قوة عمله ، هذه القوة السحرية القادرة على إنتاج قيمة اكبر من تكاليف إنتاجها..........وقد اجتهد الكثير من علماء الاقتصاد  في تسمية هذه  القيمة التي يستأثر بها  مالك الرأسمال – وهو المال المنتج  لقيمة جديدة  أثناء العمل – وهذا يختلف طبعا عن الربا الذي يبدو وجه  الاستغلالي القبيح مكشوفا   على العكس من   رأس المال الذي يبدو وكأنه منصفا وعادلا يعطي لكل ذي حقا حقه... وكان ماركس  اقدر وأكفأ من  استطاع ان  يمزق قناع رأس المال هذا ويظهر بشاعته واستغلاله عبر اكتشافه  لما سمي  بفائض القيمة وهي الدافع الحقيقي وراء  حماس وتنافس أصحاب الأموال لتحويلها الى رؤوس أموال وذلك بتوظيفها في  سوق العمل المنتج ... وهو السر الكامن وراء ثراء الأثرياء وفقر الفقراء، وهذا ما ينسجم تماما مع عبقرية الإمام على عليه السلام قبل عدة قرون من كشف ماركس في مقولته الفذة

                 (( ما رأيت من ثروة موفورة  ، الا وبجانبها حق مضيع))

 وهذا الحق المضيع هو الذي أتى ماركس بعد مئات السنين ليسميه ب((فائض القيمة)) مثبتا  لحقيقته عبر معطيات  قوانين الاقتصاد الرأسمالي في عصره...

مقولة الإمام على عليه السلام تعبر  بعبقرية  خارقة عن احد وسائل تراكم رأس المال في عصرنا الحاضر  الا وهو الحرام  بمفهومه العام أي الاستيلاء على  مال الغير وثروته وثمرة جهده دون وجه حق بضمتها القوة او الاحتيال واستغلال حاجة  بصورة مباشرة كالنهب والسلب والربا او عن طريق  لاستحواذ على ((فائض القيمة)) في عصر الصناعة والتطور الرأسمالي وخصوصا في عصر العولمة الرأسمالية المسلحة ...وهذا شاهدها  الحاضر بالغزو والعودة للوسائل المباشرة بالاستيلاء على الثروة عن طريق الاحتلال للبلدان والشعوب  لغرض الاستحواذ على ثرواتها وخيراتها واستعباد سكانها ولم تكتفي بالأساليب غير المباشرة  والمقنعة عبر  الاستحواذ على فائض القيمة ...... ولاشك ان  الحرام هو المصدر  الاكبر للثروة لان البخل لا يمكن ان  يجمع ثروة طائلة  مهما بلغت درجته... في عالم متعدد الحاجات والمتطلبات الحياتية عالم الاستهلاك القهري أمام مغريات  عصر التقنية والرفاه .....

في هذه العجالة والمقالة المختصرة أردنا ان نؤشر  على  مقولة  عظمية للإمام علي عليه السلام ، ونقول  لمن يدعون إنهم مسلمين وإنهم من أشياع وأتباع الإمام علي عليه السلام وهم  يملكون المليارات  من الدولارات والقصور والضياع والخدم ووووو في الوقت الذي يعيش إخوانهم في الإنسانية والوطنية والدينية والطائفة تحت مستوى خط الفقر، ملايين الجياع والعراة والمشردين والمتسولين نساء وشيوخ وأطفال يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.... ولاشك ان إسرافهم وبذخهم لا تدل على بخلهم كمصدر لجمع الثروة الطائلة  فبذلك  يكون مصدر ثرواتهم وغناهم وممتلكاتهم هو الحرام... في عراقنا اليوم حيث استحوذت الطبقة السياسية المهيمنة على السلطة وحواشيها على ثروة شعب العراق، بخيانتهم لعهدهم لمن أتمنهم على مصالحه وثروته ،عبر  عملية  إيصالهم للسلطة عن طريق الانتخابات  لتكون السلطة وسيلة لإثرائهم وثرائهم  وإفقار وتجويع من تمثلهم .....ما هو أدهى ان أهل الفتوى والحل والعقد يباركون لهم ثرواتهم وملكياتهم ولا يسألونهم هل أتت ثرواتهم من بخل او حرام  حينما يستلمون منهم ما يسمى ب ((الحقوق )) وهو يرددون  في صلاتهم ((أشهد ان عليا ولي الله .. اشهد ان عليا ولي الله ))؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.