اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يسوع المسيح عليه أطيب السلام// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

يسوع المسيح عليه أطيب السلام

الدكتور سمير محمد ايوب

 

إضاءة في معارج السالكين

​بالأمس، كنت في فعالية ثقافية، حول مقتضيات الإيمان وتبعاته ومعارجه والمشترك فيه. كانت الفعالية، هي الجزء المتمم في دعوة إفطار رمضاني جماعي. في نهاية الأمسية وقبل أن نغادر المكان، إقترب مني على إستحياء، شاب بهي الطلة، عصري المظهر. ظننته وهو يقدم لي نفسه، أنه في الأربعين من عمره. رحبت به. فاستأذن لسؤال. بالطبع رحبت مبتسما.

 

فقال: أتابع يا سيدي، عن قرب ما تكتب، ولكن بصمت. وعلى الأخص، ما تحاول قوله خارج الصندوق الأسود، بعيدا عن فخاخ المغفلين وأعشاش الدبابير. أتمنى عليك أن تدلني الأن، لو كان في وقتك متسع يسمح، على أسبابك في حب السيد المسيح، لهذه الدرجة الملفتة لي؟

 

إتسعت إبتسامة قلبي، وأظنها أضاءت كامل وجهي، وأنا أطلب من السائل ألإقتراب مني أكثر. حتى صار في متناول يدي. مددتها وأنَخْتُ كَفَّها على إتساعه، فوق الكتف الأيسر لمحدثي. حدقت في عينيه، وبنبرة تمزج بين الجدية والفرح، قلت له بصوت مشوب بشجن، مسموع لبعض من حولنا: يا أخي، المسيح الفادي، عيسى بن مريم البتول، هو إبن سيدة نساء الأرض أجمعين. حِضنُ أمه حِضننا. والأولون من أجدادنا وآبائنا، قبل الرسالة الخاتمة، كانوا من أبناءه وأتباعه. والحاليون من أبنائه العرب، هم في الوطن والدم والمستقبل، إخوة أحبة لنا، أعمام وأخوال وأبناء عمومة.

 

​في معارج الإيمان وعصبته، هو بُشْرى من الله. بيته بيتي، ولا يجوز أن ينالَهُ ضيمٌ، ونحن أحياء أو صامتون.

 

في علوم الأحياء،​ مولود من عذراء طاهرة بلا دنس. وهو من كَلَّمَ الناسَ في المهدِ صبيا.

 

​وفي التاريخ،​ ​هو السيد بلا عبيد. وفي العلم، لم يحصل على شهادات أكاديمية، ولكن ينادى عليه، يا معلم.

 

وفي علوم الصراع، لم يكن لديه جيش. لكن ملوك الأرض وقياصرته، في وقته خافوا منه. لم ينتصر في معارك عسكرية. لكنه غزا العالم أجمع.

 

في الصحة والطب، شفى مرضى ومكفوفين، دون أن يستخدم أدوية أو جراحة أو تخديرا. ولكنهم قالوا عنه الطبيب.

 

لم يرتكب في يوميات حياته،  أي جريمة. ومع هذا تآمروا عليه لصلبه. لكنه اليوم، عند ربه حيّ يرزق.

 

ألا يكفي كل هذا، وهذا غيض من فيض، لأشعر بالفخر وأنا أحب هذا النبي الرسول؟ 

 

المسيح الفادي إبن بلادي. علمني مع جميع من سبقه من إخوته، أنبياء الله ورسله الأطهار، ومع النبي الخاتم محمد بن عبد الله، عليهم جميعا أطيب الصلاة والسلام، أن المقاصد الربانية في الإيمان الحق لا في سرابه، تستوعب الإختلاف والتنوع وقبول الآخر. نحن عطشى لما يجمع من الطيب المشترك مع الناس. وعلمونا أن من يختلف معنا، من المؤمنين بالله واليوم الآخر، مهما كان لونه أو شكله أو عرقه أو ثقافته أو لغته، هو مثلنا، ليس بكافر ولا بنجس، وليس بعدو.

 

الاردن – 27/5/2018

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.