اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ماذا حدث في العمارة يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟ ج2// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب

ماذا حدث في العمارة يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟

الجزء الثاني

علاء اللامي

 

أما في مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، فهناك من يقول إن ما حدث كان عمليات تصفية حسابات بالسلاح بين مسلحين ينتمون الى سرايا السلام الصدرية وبين مسلحي العصائب. وهذا اجتزاء غير دقيق لما حدث فعلا. فما حدث هنا غير بعيد كثيرا عما حدث في مدينة الناصرية، ولكنه يختلف عنه في بعض التفاصيل: كانت حالة التوتر الشديد سائدة منذ مذبحة الأيام الستة مطلع تشرين، وكان ذوو الشهداء والجرحى ينتظرون يوم الجمعة 25 تشرين بلهفة فتقاليد الثأر العشائري في المحافظة سائدة بصورة قد تكون أكثر منها في أي محافظة أخرى، وقد اندمجت مع العصبية العشائرية هنا العصبية الحزبية والمليشياوية؛ فالمدنية تعتبر من معاقل التيار الصدري والمسلحون العشائريون والصدريون كثيرو العدد في محيط ذي تقاليد عشائرية وقتالية معروفة.

 

وكما في الناصرية جرت محاولات لإحباط الفتنة وتطويق التوتر في مدينة العمارة، فقد اتصل مدير شرطة المحافظة الجديد خيون صاحب قبل التظاهرات الأخيرة بعدة أيام (يومي 22 و 23 من تشرين الجاري) هاتفيا بقيادات بعض الفصائل ومنها قائد مسلحي العصائب، وشرح لهم الموقف والتوتر الشديد الموجود في المدينة. وأخبرهم بخشيته من حدوث أعمال انتقامية وهجمات ضد مقرهم، وطلب منهم رسميا إخلاء المقر مؤقتا ولكنهم رفضوا. (بالمناسبة، تم إعفاء أو نقل مدير الشرطة خيون صاحب بعد أحداث يوم الجمعة كما راج في المدينة، وتكليف خضر الساعدي من المحسوبين على مليشيا بدر بمنصبه، وكأنهم لا يريدون مسؤولا أمنيا يرفض إراقة الدماء العراقيين ويريد تفادي العنف، وهذه الحادثة حدثت أيضا في واسط)، وحين عاد قادة العصائب إلى مقرهم وضعوا على واجهة المقر صورة كبيرة يظهر فيها الشهيد الصدر الثاني مع قيس الخزعلي زعيم العصائب (إلى جانب الصورة الموجودة أصلا، ويظهر فيها الشهيد الصدر والخزعلي والمرشد الإيراني علي خامنئي والتي تظهر في فيديو إطلاق النار على المتظاهرين عصر الجمعة 25 تشرين) في محاولة للتأثير على عواطف المتظاهرين، والحد من انفعالهم، ولكن ما الحدث كان العكس تماما.

 

فحين شاهد المتظاهرون صورة الشهيد الصدر الثاني على واجهة مقر العصائب راحوا يهتفون مبرئين الصدر من أن تكون له علاقة بقتلة أولادهم، ورافضين أن توضع صورته على هذا المقر واعتبروا هذا الفعل تدنيسا للصورة ولصاحبها وطالبوا بإنزالها فرفض العصائبيون ذلك وأصر المتظاهرون على مطلبهم واندفعت مجموعات منهم لإنزال الصورة وقذف بعضهم المقر بالحجارة، فأطلقت عناصر العصائب عليهم النار من داخل المقر وقتل وجرح عدد كبير من المتظاهرين (بعض المصادر تذكر أن عددهم أكثر من ثلاثين متظاهرا بين قتيل وجريح). وبعد ذلك وجه قائدهم وسام العلياوي نداء بمكبر الصوت إلى المتظاهرين داعيا إياهم الى الانسحاب، وقائلا لهم (إننا مع ثورتكم ومطالبكم ونحن عراقيون مثلكم فاتقوا الله يا أهل ميسان... إلخ)! أي أن كلمته جاءت بعد إطلاق النار من ثلاثة عناصر على سطح المقر وليس قبلها وفق أغلب الشهادات اما في الفيديو فيظهر الآتي: أحد المسلحين كان يرمي المتظاهرين من سلاح بيكيسي، وآخر يقذف قنابل يدوية عليهم وثالث يتولى القيادة، ولدي فيديو واضح جدا يوثق هذه التفاصيل وسأنشره عند الضرورة.

 

وفي المساء، وقبل الساعة الثامنة بقليل، شنت مجموعات من المسلحين العشائريين والصدريين "وأحيانا يكون المسلح منتميا إلى الجهتين في وقت واحد"، وشنوا هجوما مسلحا على المقر وقتلوا وجرحوا بعض العناصر التي كانت فيه ونقل قائدهم العلياوي الى المستشفى جريحا، وحين وصلت السيارة التي تقله إلى المستشفى، كانت في بابه مجموعة كبيرة من أهالي الشهداء والجرحى ممن ينتظرون استلام جثامين أبنائهم، وحين علم الأهالي أن العلياوي فيها هجموا عليه، ولأنهم غير مسلحين بأسلحة نارية فقد قتلوه بالأيدي والسلاح الأبيض. وحدثت تجاوزات خطيرة ومرفوضة كالتمثيل بجثته حسب شهود عيان.

 

لقد كان من الممكن تفادي هذه المجزرة بحق المتظاهرين ومقتل بعض عناصر مليشيا العصائب، لو أن قيادتهم استجابت لطلب مدير شرطة المحافظة وأخلت مقرها، ولكنها اختارت المواجهة... ويبقى ما حدث خرقا كبيرا لتقاليد الكفاح السلمي وعملية ثأر لا علاقة لها به، ولا يمكن تحميل المسؤولية فيه للمتظاهرين السلميين بل للمسلحين من الطرفين وخاصة للبادئ بإطلاق النار وقتل المتظاهرين.

يتبع في الجزء الثالث والأخير وفيه نستعرض فيه بعض وقائع ما حدث في البصرة!

*المجد للشهداء والشفاء للجرحى العار للقتلة الجبناء والمخونين الأنذال.

*لا للعنف لا للرصاص القنص،

*نعم للكفاح السلمي حتى تغيير النظام الطائفي التابع للأجنبي! 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.