اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فصل صغير من فصول الشقاء// وفاء كريم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

وفاء كريم

 

عرض صفحة الكاتبة 

فصل صغير من فصول الشقاء

وفاء كريم

 

 اهتزت الطائرة كثيرا خلال عودتي أغمضت عيني وقلت لو تسقط الآن ستمنحني موتا جميلا بلا تعب..

 

ليس لدي ما أأسف عليك..

أتيتك من أحلامي البعيدة 

من وطني  البعيد جدا

من عزلتي

من شقائي

بابتسامة

تكسر مرايا الحزن على

وجهي

بشجن عميق

خبأته باحكام داخل

عيوني

لم يكن مجيئي سهلا

كان علي ان اتعب واشقى واسهر

كان علي ان اتذوق كل اصناف العذاب

لأكون جديرة بهذا اللقاء

وكان علي أيضا

 أن أمحو آثار كل هذا التعب قبل ساعات قليلة من وصولي اليك وأبقي على ابتسامتي

.. فقط

كنت أعرف اني بعد بضع ايام من اللقاء سأعود الى شقائي وعذابي، ولكني لم اكن لأهتم .. كنت مستعدة ان أبيع كل العمر مقابل بضع ساعات معك

كنت خلال نهاراتي الثقيلة المرهقة أحلم، وأمني النفس بالراحة والفرح معك.. كنت اقول غدا نلتقي، وامسح كل هذا الارهاق, غدا اضحك.. غدا أجري كالاطفال.. غدا البس هذا الفستان الجميل.. غدا أسرح شعري وأضع مكياجا جميلا ناعما ويختفي شحوبي والتعب حول عيني، وخشونة يدي، وتصلب ظهري، ووجع قدمي

كنت كمن أحرق كل المراكب خلفه، واحرق خارطة العودة.

رغم انه يعرف جيدا انه سيضطر للعودة يوما ما..

لن اسألك الآن لم حولت رحلتي الى كوابيس.. لن أفتح أبواب نقاش عقيم من كان المذنب فينا .. حسبي أني جئتك من مسافة ثلاثة آلاف كيلومتر وكلفت نفسي العاجزة .. بقلب عاري لا يعرف سوى الحب والعطاء.. ووجه حقيقي بلا أقنعه وليس له ما يخفيه سوى حزن وتعب دفين فقط حتى لا يجلب الشفقة لأن اكثر ما يؤلمه أن يكون محل شفقة .. 

حسبي أنني جئت بلهفتي وشوقي وعفويتي..

لن اسألك الآن بعد ان شرب تراب تلك المدينة من دموعي حتى ارتوى.

.. و بعد ان صرت من حزني أتحدث مع الشجر والصخر والبحر.

 لن أسألك الآن بعد شهرين تقريبا من الفراق وبعد أن غادرت انت بدون حتى كلمة وداع

.. وكأنك تغادر غريبا صادفك في محطة نائية

.. بعد أن تركتني في بلد غريب وسط ناس لا أعرفهم ولا يعرفوني..

وعدت الى بلدك دون ان تلتفت وراءك

لن أقول لك لو كنت من أهلك او من اولادك او أمك او أبوك او حتى جارتك التي تسكن بجانب بيتك ..

هل كنت تتركنهم هكذا دون ان تسألهم حتى ان كانوا يحتاجون شيئا قبل الرحيل ولو ضمة أو كلمة وداعا

أسألك الان ماذا كان ذنبي هل الحب ذنب هل الشوق ذنب هل الرغبة في معرفة كل ما يحيط باحبابنا ذنب..

فأن كان كل هذا ذنبا، لا بأس إذا سأحمله بكل فخر..

هل كنت سيئة معك.. هل كنت قاسية هل كنت أنانية لأنال منك هذا المصير

لن الومك الآن.. والعتاب بلا فائدة الآن..

فقط سأقول لك عش حياتك كما تريد أكتب ما تشاء ولا تكتب عني شيئا أرجوك ..

فاليحبك كل العالم فلن يحبك أحد كما احببتك

بالنسبة لي فقدت الثقة في كل البشر صرت أقرأ سوء النوايا في كلمة "صباح الخير" أو كيف الحال" 

 أغلقت باب القلب للأبد "  منذ ان خرجت وأغلقت باب الغرفة وراءك..

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.