اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

إتهامات.. قصة قصيرة// صبيحة شبر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صبيحة شبر

 

عرض صفحة الكاتبة 

إتهامات.. قصة قصيرة

صبيحة شبر

 

كثرت إتهامات الحاضرين لها

- أنت امرأة جاهلة لا تفهمين الحياة الصحية

- .....

- كيف تستغلين أطفالا بعمر الزهور

- .....

- من أباح لك ان تفترسي عمر الطفولة البريئة

كلامهم صحيح وآن اختلفت دوافعهم، ليست الشهامة ما يدفعهم إلى التمادي في الاتهامات القاسية، وتوجيه النعوت المختلفة، تدرك أنها مقصرة، ولكن ما بيدها أن تفعل ـوقد وجدت نفسها عاجزة، عن تلبية كل الطلبات التي تلح وتصر عليها أن تستجيب لها ؟ ماذا تفعل وهي العزلاء بعد أن طردت من العمل لأنها لاتستطيع نفاق الرؤساء وتزيين أعمالهم الدنيئة وإلباسها ثيابا قشيبة تزدان بالجمال..

- أنت مقصرة  وسوف تؤخذين بالجرم المشهود0

بعد كل سنوات العمل والشهادات العديدة بتفانيها وإخلاصها، اكتسبت المهارة نتيجة طوال الخبرة وعسر النضال، فان سهام  الاستغناء عن خدماتها تصيبها بالعجز..

- لابد انك مقصرة، وارتكبت جرماً تستحقين عليه العقاب، هل يستغنون عنك بلا سبب؟

 تطيل التفكير في واقعها المؤلم، فلا تهتدي الى ما يرضي النفس، ماذا بإمكانها ان تفعل وقد سدت أمامها السبل؟ ولم يعد بمقدورها أن تلبي ما يطلب منها باستمرار، أعياها  عجزها ،ومكوثها دائمة التفكير دون ان تصل الى حلول

- لا تستحقين ان تكوني أمّا ، كيف طاوعك قلبك؟

وجه لها المدير اتهامات عديدة بالتقصير، وعدم بذل الجهد لتحسين العمل  والمحافظة على  سمعة الشركة لدى الناس.

- أنت قاسية ، قدّ قلبك من صخر

  يرى ابنها ذو السبعة عشر عاما حيرتها ويلمس نكبتها :

- لا تحزني  يا أمي، سوف أساعدك قليلا مثلما أتعبتك من أجلي كثيرا

- وماذا بيدك أن تفعل وما زلت طالباً صغيراً ؟

- بيدي الكثير، سترين أن تعبك لم يذهب سدى ، وأن معاناتك أثمرت...

- من أين تعلمت الكلام الكبير؟

- من المدرسة يا أمي

   ماذا يمكن لطفل صغير أن يفعل؟ ومن أدخل في رأسه أنه يستطيع مساعدة أمه المنهكةـ تقديراً لما قدمته له من جهود ، وما بذلته من أجله من سهر وتعب ..

تنطلق الإتهامات قوية شعواء

- أنت رعناء ،تستحقين ما يفعل بك زوجك

- .........

- زوجك حين وجد تهورك ، بحث له عمن تفهمه وتستجيب لرغباته

تشعرين بعجز كبير عن الرد، ماذا بمقدورك أن تفعلي وأنت وحيدة ، وهم كثر؟  يتزايد شعورك بالظلم والانسحاق

- لا تقلقي يا أمي

- لاتهمل درسك بني

- أحب مدرستي ولن أتركها..

تتوالى عليك سهام اللائمين :

- أية مخلوقة أنت؟ تتعبين ابنك الصغير بالجمع بين عناء المدرسة وقسوة العمل في تصليح الأدوات الكهربائية؟

- كيف يمكنك أن تساعدني يا بني ؟

- أحب تصليح الأدوات  وهي هوايتي المفضلة ...

- عليك اللعنة أيتها الأم البائسة، ماذا يفعل المسكين معك؟ يجدك متقاعسة، فيهب حبه للآخريات، ويراك لاتكترثين بمصروف البيت، وتبخلين فيهتم بالجديرات اللاتي لا يكثرن من الشكوى ولا يطلن النحيب!

تصممين أخيرا ألا تسمعي تلك الاتهامات، التي تسلب نفسك طمأنينتها الجميلة، فمن  تغيظه كلمات الناس، وتقض مضجعه، لن يستطيع أن يعمل شيئا وتقررين امرأ ، وترتسم ابتسامة الظفر على ثغرك الجميل.. فليس لأحد منهم حق عندك..

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.