اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• عندما يرتدي الشيطان ثوب القداسة!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم يوحنا بيداويد

مقالات اخرى للكاتب

ملبورن/ استراليا

عندما يرتدي الشيطان ثوب القداسة!

26 ايار 2011

 

بعدما تحول العالم الى قرية صغيرة، بفعل  التكنلوجيا وتطبيقاتها الكثيرة مثل الموبايل و اس ايم اس والرسائل والمواقع الالكترونية وفيس بوك والراديو والتلفزيون وغيرها من وسائل الاتصال بين البشرية، لم يعد اهل الجبل بعد الان مغفلين عن ما يدور في المدينة وبيئتها، فلم يعد ينخدعون بألالوان البراقة لمنتوجاتهم الصناعية  مقارنة بمحاصيلهم الزراعية النقية، ولم يعد يؤمنون الى حلفانِهم في كل مناسبة او وعودهم الباطلة الكثيرة !.

 

 لقد اصبح الصراع من اجل البقاء اكثر تعقيدا من قـَبل، وتعددت الطرق  للوصول الى الاهداف بين الشريفة والصالحة والمسموحة وبين الطرق الملتوية والمزيفة والخادعة الكاذبة. وفي اغلب الاحيان يكون الدولار هو سيد الموقف، فكأن مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" اصبحت قاعدة اساسية عندهم. فكثيرون في هذه الايام  يرتدون ثوب الامانة والاخلاص و القداسة والمثالية والتضحية والرجولة والبطولة بينما في داخلهم ليسوا كذلك. هؤلاء الذين كانوا يوما ما مثل مسطرة او مقياسا اومثالا يقتدي الناس بهم في حياتهم اليومية، بدات حقيقتهم  تنكشف من خلال مقارنة اعمالهم ووعودهم وغاياتهم  بفعل التقدم الحضاري والتكنولوجي (1).

 

هذه الحياة التي اعطى لها الفلاسفة العظماء والانبياء  تعاريف واوصاف ووضعت مع الاديان تعاليم كثيرة خيرة، التي تعمل عمل المكيال لدى صاحب الدُكان، لتساعدهم على تقييم  او تمييز اعمالهم الفردية والجماعية وتقيم اعمال الاخرين ايضا بصورة واقعية وحقيقية ، اليوم  بدأ الناس يتـَخَلـَون عن هذه التعاليم ( المكاييل) وفي مقدمتهم المسؤولين، لا بل بدأوا  يغشونها ! ولكن الغرابة الاكبر هي ان معظم الناس يعرفون الحقيقة ولكنهم يسكتون ظناُ منهم ان الله يرضي عنهم اكثر عندما يسكتون عن الباطل!.

ان ديانتنا المسيحية التي روضت البشرية وساعدتها للتخلي عن قانون الغابة والقوة والعنف والبقاء للاقوى واحلت محله قانون المحبة والتسامح والتعاون والاصلاح وتحمل المجتمع جزء من مشكلة الفرد او عجزه ، ديانتنا المسيحية  التي كانت مصدر اساسي لانبثاق معظم قوانيين حقوق الانسان(2) . هذا اللاهوت العظيم  يظهر لنا  اليوم وكأنه عاجز عن ايقاف الشر الذي  بدأ يسير في شريان الكثيرين منا ، لاسيما من هم في مقدمة الجماعات البشرية والامم.

 

نعم قدرنا مثل قدر كل الحضارات الماضية دخل السوس الى كيان كل مؤسسات البشرية، الدينية والمدنية من السياسيين ، من الجامعات العالمية ومنابر الاعلام  المحايدة والمحاكم الدولية ورجال البوليس ثم رجال الدين في معظم الاديان ومنهم الاكليروس المسيحي  واخيرا المفكرين الذين بدأوا يقلدون السفسطائيين في بيع معرفتهم  .

 

المشكلة الرئيسية التي تواجهها الانسانية هي فقدانها للبوصلة الصحيحة والحقيقية، فلم يعد يعرف الناس الى أي اتجاه يسيرون ؟ والى من يصدقون ؟ وتعاليم من يطبقون؟ . فدخل الشك في قلوبهم من جراء مواقف قادتهم المتضاربة المتناقضة بين الشريعة نفسها وبين التطبيق الذي يخالف جوهر الشريعة او الحقيقة والمصلحة العامة. والسبب بسيط جدا  ليس إلا اصرار هؤلاء القادة على تحقيق رغباتهم الشخصية وطموحاتهم الفردية واظهار بطولاتهم الباطلة النابعة من عجزهم الفكري والعقلي  للانتاج الاعمال الحسنة فيحيطون انفسهم بمن يشابههم او يجري وراءهم.

 

لكنني مؤمن كل الايمان،  في النهاية لا يصح الا الصحيح، وكل هؤلاء  سوف ينالون حقهم ، بطريقة ما ، لاحاجة لذكر الامثلة والقصص التي حدثت في الماضي في مثل هذه المناسبات، لان السيد المسيح نفسه  يقول: " لا تسقط شعرة من رؤوسكم الا بعلم ابيكم السماوي" . فهل يسكت الله عن الباطل ، بلى ستظهر حقيقة كل الذين يلبسون الاقنعة المزيفة الذين يحاولون اظهار انفسهم  انهم برتدون  ثوب القداسة والعفة لكن في داخلهم ما هي الا رغبات شريرة  لاتهتم   بأركان المصلحة العامة ،  لان اللاهوت المسيحي والمنطق يقول ان الله لا يتنازل عن الحق (3) الا  اذا وصل شكنا في عدم وجود هذا الاله نفسه .

..............

1- مثل فضائح الدول ورجال السياسة  التي ظهرت في موقع ويكي ليكس الاخيرة.

2- اذا درست هذه القوانين  بعمق ستجد ان جوهرها  مستنبط من اللاهوت المسيح الذي يعطي الحق لكل انسان بل كل مخلوق  حق الوجود وحق في حمايته من قبل الاخرين

3- ان الله مثل النور لا يمكن اخفائه .

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.