اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ماذا فعلتم للبيئة يا قادة أحزابنا الأسلامية في العراق ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د.هاشم عبود الموسوي

مقالات اخرى للكاتب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ماذا فعلتم للبيئة يا قادة أحزابنا الأسلامية في العراق ؟

 

التلوث البيئي من اهم المشاكل التي تواجه العراقيين سواء في الشمال ام في الجنوب ويشمل التلوث جميع نواحي الحياة اليومية،ولهذا فان التحذيرات تتصاعد يوميا لتحاشي مخاطر كبرى تؤثر على العراق بغياب الرقابة وكثرة المخالفات ومخلفات الحروب والأهمال من لدن المسؤولين.

 

اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بالبيئة وعمارة الأرض، وأوصى بزراعتها لما للزراعة من دورها فى الحفاظ على البيئة من التصحر والجفاف وغير ذلك

 

وشبه القرآن الأرض المزروعة والبساتين بالجنة، واعتبرها من نعم الله على الإنسان. قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً. كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً)([1]) وقال تعالى: (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُون. وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ. وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ) ([2]).

 

وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمارة البيئة وزراعتها فقال:"إن قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة –نخلة صغيرة-فإن استطاع أن لايقوم حتى يغرسها فليغرسها"([3]).

 

وهذا يدل على حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على عمارة البيئة وزراعتها حتى لحظة قيام الساعة. وقال صلى الله عليه وسلم موصيا أصحابه بعدم ترك الأرض بغير زراعة فقال:"إذا كانت لأحدكم أرض فليمنحها أخاه أو ليزرعها"([4]).

 

ان أغلب العراقيين اليوم يتساءلون بحيرة عن الظروف الجوية المتغيرة دوما و الامراض الفتاكة التي تنشر الموت في بلادنا ولايجدون من يجيبهم."

 

هل يدأتم بتطبيق البرامج  السريعة والفعالة لحماية البيئة بدلا من التعكز على الظروف، ولو انها بالتاكيد قاهرة ،تلك البرامج التي باتت اهميتها لاتقل عن اهمية الماء والهواء الآن

 

ومن المعروف بأن التربة تحتوي على الكثير من الكائنات الحية بأنواعها المختلفة والمنتشرة بأعماق مختلفة منها ، بالإضافة إلى المركبات العضوية وغير العضوية مما يجعل التربة وسطأ حيويأ معقدأ يؤهلها لأن تكون مركزأ لدورات بعض العناصر في الطبيعة، لذلك تكمن أهمية التربة بصورة عامة كونها تمثل الوسط الهام والرئيسي لمختلف الكائنات الحية من نباتات وأحياء دقيقة وكثير من الحيوانات، كما تمثل العنصر الأول والرئيسي في إنتاج الغذاء الضروري لحياة الإنسان أينما وُجد، لذلك فإن أي تأثير سلبي أو تلوث أي ٍ كان نوعه يطرأ على التربة يؤثر بشكل مباشر على كافة الكائنات الحية التي ترتبط بها وعلى الإنسان الذي يعيش عليها.

تعاني تربة العراق من التلوث والإهمال منذ عشرات السنين. وما ظاهرة الملوحة التي اكتسحت ملايين الدونمات من أراضي المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق وتحولها إلى أراض ٍ جرداء غير صالحة للزراعة إلا دليلأ واضحأ على ذلك الإهمال الذي لاقته التربة العراقية منذ الخمسينات من القرن الماضي ولحد الآن . إلا أن التلوث اشتد والإضرار بالتربة العراقية تعاظم مع وصول سلطة البعث البائدة إلى السلطة عام 1968 وسياستها الزراعية والصناعية ( الخطط الإنفجارية عديمة القيمة) الخاطئة والغبية. واشتد التلوث أكثر خصوصأ بعد حربي الخليج الأولى (1980-1988) والثانية(1991) والثالثة 2003( وتفاقم عوامل عديدة نتجت عن هزيمة الجيش العراقي في الحربين الأولى والثانية والأحتلال الأخير وسقوط آلاف الأطنان من القنابل التي يحتوي بعضها على اليورانيوم المستنفذ وكذلك تجفيف الأهوار وتحويلها إلى أراض ٍ غير صالحة للزراعة، وقطع الأشجار وتدمير الغابات سواء في وسط وجنوب العراق أو في كردستان ، بالإضافة للحصار الذي امتد لأكثر من إثني عشر عامأ مفاقمأ من التلوث الذي بلغ مدىً هدد ويهدد بصورة مباشرة حياة الإنسان بسبب المخاطر المروعة التي أحدثتها الحروب وتوقف خدمات الدولة الأساسية المتعلقة بالنظافة وسلامة البيئة والإنسان مما أدى إلى تدهور الحالة الصحية للإنسان العراقي وظهور أمراض كثيرة وأعراض لحالات لم يشاهدها المواطن العراقي في تاريخه ، لذلك يتوجب على الحكومة العراقية الحالية ووزارة البيئة أن تهتم بقضية معالجة الكارثة البيئية والعمل على وضع خطة وطنية لأصلاحها وبأسرع وقت ممك

 

وكان من عقاب الله لعباده إذا ما حادوا عن الطريق المستقيم وخالفوا شرائع الله أن تتعرض بيئتهم وأرضهم للحرق والتدمير. قال تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ. وَلا يَسْتَثْنُونَ. فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ. فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) ([5]) .

 

وقال تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) ([6]).

 

وسار الصحابة على نهج نبيهم في الحفاظ على البيئة، وخاصة فى أوقات الحروب فهذا هو أبوبكر الصديق الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى قادة جيوشه بالحرص على البيئة ، وما بها من زرع وعمارة ، فقال للقائد أسامة بن زيد وجيشه أثناء توجههم للقتال :(يا أيها الناس ، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى : لا تخونوا ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاْ صغيراْ، ولا شيخاْ  كبيراْ, ولا امرأة ، ولا تعقروا نخلاْ ولا تحقروه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراْ إلا لمأكلة ، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع ،فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له)([7]).

 

ومجرى الأحداث التي نمر بها اليوم تسير بقواعد مخالفة لهذا النهج الرباني والنبوى .

 

 نعم وكما هو معروف وثابت فقد ألقت  ظروف الحروب العبثية الماضية بظلالها على كل نواحي الحياة  في وطننا ومنها  الإضرار بالبيئة والتي لا تزال تعيث بآثارها السلبية المدمرة على الإنسان حنى يومنا هذا .. ولكن ماذا فعلتم أنتم ؟

 

         وحيث يتأثر وطننا بعوامل مناخية مُتعددة عالمية وإقليمية ومحلية ، وأهمها إتساع الصحاري الداخلية وإمتداد العروق الرملية ، وإرتفاع درجات الحرارة الى أكثر من 45 درجة في فصل الصيف وقشد تتخطى الخمسين ، بالإضافة إلى الجفاف والعطش وقلة مياه الأمطار والينابيع والآبار في أكثر مناطق العراق وإنخفاض الرطوبة الى حد كبير ، وقلة وخصوبة التربة ، وارتفاع نسبة الأملاح فيها وافتقارها الى المادة العضوية بالإضافة إلى سرعة الرياح وما تُثيره من غبار مُحدثة العواصف الرملية

 

    هل قمتم  يا سادتي الكرام  بجهد كبير ومنظور في مسألة معالجة النقص في الغطاء الأخضر لمدننا الجرداء ... بما يتلائم ذلك في سعينا وراء المُحافظة على البيئة وتعديل المناخ المحلي وتلطيفه وعلى تحسين التربة وزيادة خصوبتها وعلى منع التلوث وحدوث العواصف الغبارية ، وكسر حدة الرياح والتقليل من الضجيج والأصوات المُزعجة التي باتت تنبعث من المولدات الكهربائية الخاصة في كل بيت وحي من أحياء مدننا ، بالإضافة الى الناحية الجمالية والتنسيقية والإقتصادية. أم أنتم لاتقرأون كتابنا المقدس

 

 وتعليمات نبينا المصطفى (ص) في هذا المجال.

 

([1]) سورة الكهف : آية 32-33.

 (([2] سورة الدخان: آية  25-27.

 (([3] المنتخب من مسند عبد بن حميد – حديث رقم 1216 .

 (([4] سنن الترمذى – حديث رقم 1384.

 (([5] سورة القلم: آية  17- 20.

 (([6] سورة البقرة: آية  266.

 (([7] تاريخ الطبرى – ج 1ص 230

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.