اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الذكرى الثانية لرحيل الشاعر العراقي الكبير كاظم السماوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

هاشم عبود الموسوي

مقالات اخرى للكاتب

الذكرى الثانية لرحيل الشاعر العراقي

 الكبير كاظم السماوي

 

بهذه المناسبة الأليمة علينا ( نشر مشكورا  ) الأديب و الباحث عباس حويجي ، وبوفاء منه ، دراسة مركزة ومطولة  وتحليلية، لأحد دواوين الشاعر الفقيد السماوي ، وهو الذي يستحق منا أكثر من ذلك و بهذا كان هذا الباحث برا لمدينته ولرمزها الوطني في تاريخها المعاصر الشاعر الكبير "كاظم السماوي"، و الذي كان علما من أعلام الثقافة العراقية ، ومناضلا عراقيا صلبا ،خبر السجون والمعتقلات، وأخيرا المنافي ، وأعطى للعراق كل ما يملك، ولم يهادن ولم يرضخ لرغبة طاغية أو جلاد، وبقى شامخا شموخ نخيل العراق.. توفي قبل عامين في المنفى في الخامس عشر من شهر آذار، وقد كان السيد جلال الطلباني ، رئيس الجمهورية برا لصديقه الشاعر الجنوبي الذي تغني في قصائده لأرض كردستان منذ أربعسنيات القرن الماضي ، فأمر بنقل جثمانه بطائرة خاصة الى العراق ، ليدفن في احتفالية مهيبة في مقبرة الشهداء في السليمانية .. كما قررت وزارة الثقافة باقليم كردستان في العام الماضي  بتسمية أحد الشوارع في المدينة الثقافية المزمع انشاءها  في السليمانية ، باسم شاعر العراق الأصيل ، ابن السماوة ، ابن الجنوب وأنا أملك نسخة من الأمر الوزاري الصادر بهذا الشأن .. وهذه المواقف الوفية تحسب لصالح  شعب كردستان.  للأسف الشديد لم نسمع أو نر أي تحرك أو تفاعل من المسؤولين في الحكومة المركزية ينصف هذا الشاعر الذي غنى للفقراء ، وكان يحلم بالغد الأجمل والأمثل  لشعبه .. نعم على مستوى المنظمات غير الحكومية ، حاول أتحاد الأدباء والكتاب في بغداد وفي المثنى ( وهما مشكورين على ذلك) اقامة احتفالية كبرى بذكرى وفاة هذا المناضل الكبير ، بحضور شخصيات عربية و عراقية ممن عاصروه وكتبوا عنه ، ولربما حالت ظروف مادية دون ذلك

 

أريد أن أنوه الى أن البيت الذي سكنه هذا الشاعر في السماوة ، سكنه بعد ذلك شاعران  مبدعان مهمان من أبناء السماوة ، الا وهما  ويحيى السماوي  وشاعر آخر(كما عرفت ذلك من أهل السماوة ، يتعذر علي تذكر اسمه  الآن) ، فهل يمكن للدولة أن تفكر مثلا بأمتلاك هذا البيت  وجعله متحفا  صغيرا ، يحتوي على آثار هؤلاء المبدعين وينقل للأجيال الجديدة مآثر مدينتهم وتراث رجالاتهم ؟

 

يبقى أن نقول بأن كاظم السماوي منذ ديوانه الأول ( أغاني القافلة ) المكتوب في أزمنة البراءة والعنفوان ، والصادر في بغداد في عام 1950 وحتى وفاته قبل عامين كان يتألق متباهيا ، ومتماهيا مع انسانية حالمة وآسرة في آن واحد  وقد تقلد مناصبا ادارية عليا ، ولكنها لم تغريه ، وتثنيه عن قولة الحق ، وقد أصدر جريدته " الأنسانية " التي التف حولها معظم الأدباء والكتاب العراقيين ، وقد استمر يكتب فيها  مقالاته النارية  حتى تم ايداعه بالسجن  , وقد صدرت له في أزمان مختلفة بعد ديوانه ألأول ستة دواوين وهي : ملحمة الحرب والسلم / الى الأمام أبدا / فصول الريح ورحيل الغريب / فصائد للرصاص ,, قصائد للمطر / رياح هانوي /الى اللقاء في منفى آخر ,

 

ونحفظ له من أحد قصائده ، وقد كتبها بصوت مكابر :

 

( أنا ان خسرت العمر لم  أخسر خطاي

حاصرت منتفضا حصاري

ليس من أحد سواي

فأنا التوازن والتناقض و المصير)

...   ...   ...   ...

وفي آواخر سنواته المضنية ، ضج في ألمه مرتلا :

ها أنت مرتحل .. وكم هاجرت

يا الله كم دال الزمان .. وكم تهاجر

ماذا تبقى من لهاث العمر ياشيخ المنافي

الليل يطفئ نجمه

الطرقات موحشة  ..

وليل الصمت .. ملح .

...   ...   ...   ...

المجد والخلود لكل من ظل صامدا بمواقفه ومخلصا لشعبه رغم كل العواصف  والمحن  .

 

                                               د.هاشم عبود الموسوي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.