كـتـاب ألموقع

ماهي الحضارة وكيف نريد أن نفهمها؟// د. هاشم عبود الموسوي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: هاشم عبود ألموسوي

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 25 كانون2/يناير 2017 10:28

كتب بواسطة: د. هاشم عبود الموسوي

الزيارات: 2289

الموقع الفرعي للكاتب

ماهي الحضارة  وكيف نريد أن نفهمها؟

د. هاشم عبود الموسوي

يتحدث الكثير من الكتاب والمثقفين عن الحضارة والدول المتحضرة  والحضارات القديمة وكيف تكونت وسميت حضارات .. وقد لمست بأن هذا المصطلح قد يلتبس عند البعض وقد تحيطه الضبابية . فرغبت أن أناقش هذا الموضوع .. آملا أن يجد إغناءا ممن يريد أن يعين في هذا المجال.

الحضارة – لغوياً

إختلفت المفاهيم ازاء  كلمة الحضارة في العلوم الاجتماعية والانثروبولوجية، التي انعكس أثرها في الدراسات التي تناولت هذا الموضوع في شتى المجالات.

 وكلمة الحضارة في اللغة العربية تعني الإقامة في الحضر و الحضرة،

والحاضرة ، وهي خلاف البادية و تحضر البدوي أي أقام في الحضر.

 وفي اللغة العربية تستعمل كلمتي (الحضارة) و( الثقافة) ترجمة كلمة "Culture" ومن المفكرين العرب من يرى ان تكون كلمة الثقافة دالة على الجانب الفكري من الحضارة، ومنهم من يذهب إلى أن كلمة(الحضارة) ينبغي ان تكون ترجمة لكلمة "Civilization" والثقافة "Culture". ولا يزال الخلاف قائماً حول هذا الموضوع.

الحضـارة – تعـريفـاً

       وكلمة "Culture" ترجع أصلها إلى الفعل اللاتيني "Colere" وهو يعني "فعل الزراعة" أو "التمجيد والتعظيم"، ومن الاستعمالات القديمة للكلمة في اللاتينية، استعمالها بمعنى الدرس والتحصيل العلمي ومن التعاريف التي أصبحت ذات وزن للحضارة، ذلك التعريف الذي وصفه الانثروبولوجي الانكليزي: " أدوارد تايلر E.B.Taylor" وعرف الحضارة بأنها: " ذلك الكل المعقد الذي يتضمن المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والتقاليد، وكل القدرات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في المجتمع".

         ويأتي  " R.Fild" ليؤكد تعريف " تايلر" للحضارة حيث يعرفها بأنها :- " الكل المعقد الذي يتكون من التفاهم المشترك".

         أما "تالكوت بارسونز"T.Parsons فيعرف الحضارة على أنها " شيء رمزي وتقييمي" و" أن الأشياء الحضارية هي عناصر رمزية للأفكار والتقاليد الانسانية ،أو" هي الرموز التعبيرية والنماذج القيمه للانسانية جمعاء".

        ويأتي تعريف "ماركريت ميد "Margaret Mead" ليدعم رأي " تايلر وريد فيلد"، حيث ترى الحضارة على أنها: لا تقتصر على التقاليد الفنية أو الدينية أوالعلمية، أو الفلسفية، لمجتمع من المجتمعات، ولكنها تتضمن ايضاً التقنيه الخاصة، والانظمه السياسية، والاستعمالات والوسائل الخاصة التي تميز حياته اليومية".

" يذهب العلماء الالمان إلى ان الحضارة هي:- "صورة التعبير عن الروح العميقة للمجتمع". أي اعتمدوا هنا على الجانب المعنوي فقط،واعدوا مظاهر التقدم التقني والآلي هي المدنية "Civilization"أي الجانب المادي – وذلك ما نجده عند" راتناو "Rathnau" و"كيسيرلنج "Keyserling".

         أما المدرسة الانكليزية، فلم تكن تفرق بين الحضارة والمدنية فيرى "ديكسون "Dixon" أن الحضارة:"هي تلك التي تُسميها الشعوب المتقدمة " مدينية "Civilization"، حيث يعدهما شيئاً واحداً.{Dixon .1928.p.64}، وهذا يعني انه أكد على الجانبين المادي  والمعنوي للحضارة.

         ويعد علماء الانثروبرولوجيا عموماً، الحضارة أكثر شمولية من كونها مجرد اصطلاح يعني السلوكيات والأفعال بشكلها المجرد.وأنها تتطرق إلى العادات التي تشمل الطرق التقليدية المنتظمة التي يستعملها الإنسان وقت قيامه بالأشياء التي يهتم بها، ويتناول الصفات الاجتماعية الشاملة للسلوك ذاته بأنواعه المختلفة، ويهتم بالعوامل الاقتصادية التي تؤثر في حياة الإنسان، كالمهن التي يزاولها، والموارد الطبيعية التي يتماشى بها وطبيعة العمارة التي يوحدها على ضوء مما تقدم يمكن تبنى التعريف ألاتي للحضارة ، حيث سيعني ذلك اينما يرد في البحث.

الحضارة هي ذلك الكل المعقد المكون من جانبين هما :-

-      الجانب المادي ، المرتبط بالإنتاج والتقنية.

-      الجانب المعنوي ، المرتبط بفكر الإنسان.

وهذان الجانبان تربطهما علاقة تبادلية لايمكن فصلهما، من خلال تلك العلاقة، وكما يحصل تبعاً لها من التفاعلات ، يتم التطور والتغير الحضاري..

     ومن خصائص الحضارة الاستمرار والتاثير، وأنها تورث عن طريق الذاكرة الاجتماعية، بالرموز، والنظم المختلفة من كتابة وفنون وعمارة .. الخ. والحضارة حين تتغير إنما هي  بفعل تغير الإنسان أو عملها لتغير الإنسان الذي يستعملها وينتجها.

وبهذا نستطيع أن نقول بأن للحضارة جانبين، إحدهما مادي والآخر معنوي تربطهما علاقة تبادلية.

بهذا القدر المتواضع من الخوض بالموضوع .. شاكرا ومتأملا من إثارة النقاش بشكل أوسع من كل مثقفينا.

• < السابق
• التالي >