اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أن تعرف الصحيح! -//- يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الكلام المباح (36)

أن تعرف الصحيح!

يوسف أبو الفوز

لم أر ابو سكينة، صديقي الصدوق، مغموما جدا إلا في مناسبات معدودة ، فهو دائم التفاؤل، يحاول ان ينثر البسمة والأمل من حوله بين كل الناس، لكن مع اقتراب ذكرى يوم 8 شباط المشؤوم، يتغيير ايقاع كل شيء في بيته وفي سلوكه. يحدث الامر كل عام ، لحد ان أم سكينة سألتني يوما عن طريقة يمكن ازالة بها هذا اليوم من الروزنامة. افكر بكل هذا وأتساءل كيف سيكون حاله مع اقتراب موعد مرور خمسين عاما على يوم الجريمة البشعة في حياة الشعب العراقي؟. ابو جليل، رغم انه كان ايضا من المناضلين الذين تم اعتقالهم، في تلك الايام البغيضة، ولاقى ما لاقى من عسف جلاوزة 8 شباط ، الا انه بمناسبة وبدون مناسبة يتذكر تلك الايام ويطلق اقذع الشتائم بحق رجالات الحرس القومي وقادة انقلاب 8 شباط المشؤوم :

ـ افسد ما خلق رب العالمين، كانوا ابناء شوارع، وزبالة المجتمع، وفجأة صاروا يتحكمون برقاب الناس!

الامر مع ابو سكينة يختلف تماما . سألته مرة : "لماذا تتهرب من الحديث عن تجربتك مع انقلاب 8 شباط؟" نظر لي بعيون متعبة وقال بصوت عميق:" يا وليدي أتريدني استرجع ساعات الألم في جولات التعذيب الوحشية؟ كيف قلعوا لي أضافري وهم يتضاحكون كأنهم يتسلون؟ كيف يتناوبون على جلدي بدون رحمة لحد فقدان الوعي؟ أتريديني أتذكر ذلك؟هذا كابوس موت احاول نسيانه، لكن أتدري لا اعتقد أننا سننجح ما دام جرذان العفالقة يواصلون تكدير أيامنا ونثر الموت بالتعاون مع الارهابيين الظلاميين !

لا الوم ابو جليل، واتفهم أبو سكينة ، فمجرمو انقلاب 8 شباط بزّوا كل جلادي ومجرمي العالم ببشاعة اساليبهم وحبهم السادي لمنظر دماء وجثث ضحاياهم . لم يتركوا بيتا آمنا ، يركبهم هوس القتل لاجل القتل، والقتل على الهوية ، والقتل لمجرد الشبهة. تركوا جروحا غائرة في جسد الذاكرة العراقية رسموها بحقد فاشي ، يستظلون بالبيان رقم 13، الوحشي السادي ، الذي سيلاحقهم عاره على طول التأريخ.

حين وصلت بيت ابو سكينة ، كان أبو جليل يضع نهاية لحكاية ذكرياته عن يوم الاعتقال . وتلك قصة سمعتها عدة مرات، وانهاها بسلسلة معروفة من الشتائم الفاحشة ، التي دفعت ابو سكينة للابتسام ، فلم يستطع سوى المشاركة :

ـ الذي يقهرني ويفطر القلب، أن الذين يسمون انقلاب 8 شباط "عروس الثورات"، ينسون ان هذه العروس دارت من حضن لحضن ، من حضن المخابرات الامريكية، الى حضن دول عربية رجعية، الى حضن قوى محلية مرتبطة بدوائر الاستعمار، أريد أعرف هاي كانت عروس لو .... ! ، وسعل وكاد يختنق بسعاله. أعطته زوجتي كأس ماء . شربها بتأن وسألها: صحيح ؟! فأجبناه جميعا بصوت يكاد يكون واحد : صحيح !

* طريق الشعب العدد 121 ليوم الأحد 10 شباط‏ 2013

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.