اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لقاء مع حميد حنف السماوي، أيام لا تنسى مع الشهيد صفاء الحافظ -//- اجرى اللقاء: يوسف ابو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لقاء مع حميد حنف السماوي، أيام لا تنسى مع الشهيد صفاء الحافظ

اجرى اللقاء: يوسف ابو الفوز

في شهر أب هذا العام ، تمر الذكرى 90 لميلاد الشهيد الدكتور صفاء الحافظ، وكتب ونشر عنه بعض المقالات، التي حركت الذكريات عند الصديق الطبيب حميد حنف السماوي، الذي جمعته في معتقلات الامن العامة ايام صعبة لا تنسى مع الشهيد ، فكان لنا أن اجرينا هذه الحديث الاستذكاري :

اولا لنعرف القراء على شخصك ؟

ـ أسمي حميد حنف ، من مواليد 1957 في مدينة السماوة ، وفيها أكملت دراستي الاعدادية، والتحقت بكلية الطب في بغداد، وبعد التخرج، عملت كطبيب في بغداد حتى عام 1993،  وعملت في اليمن للفترة 1993 ــ 1995 ، وثم هاجرت للعمل في نيوزلندا منذ عام  1996.

كيف كانت ظروف اعتقالك من قبل سلطات النظام المقبور ؟

ـ  في عام 1979 تفاقمت الهجمة على الديمقراطيين والشيوعيين من قبل االاجهزة الامنية لنظام البعث، وكنت حينها طالبا في الكلية الطبية في المرحلة الرابعة، وكانت ايام امتحانات نهاية السنة، وكان لدينا الامتحان العملي لمدة الطب العدلي وكانت باشراف الدكتور ضياء الموسوي الذي تم اغتياله فيما بعد من قبل سلطات النظام بتسميمه بمادة السيانيد التي تم اضافتها لشرابه اثناء تقديمه  لمحاضرة في احدى الندوات. اتذكر ان يوم الامتحان كان في يوم من شهر ايار، حين اقتحم طلبة منظمة النظام وما يسمى بـ "الاتحاد الوطني لطلبة العراق" قاعة الامتحان وامام انظار الاستاذ والطلبة، اقتادوني بعنف، وامسك بي بقوة المدعو "ص . س" (يحتفظ المحرر بالاسم الكامل) وهو الان طبيب يعيش في بريطانيا، وسلموني الى مجموعة من رجال الامن كانوا ينتظرون في سيارة الامن التي توجهت بي من خلال جهة مستشفى العلوية الى منطقة القصر الابيض حيث توجد هناك ما يعرف بدور اليهود التي حولها النظام الى معتقلات للسياسيين، وعند اقترابنا من المكان عصبوا عيوني .

كيف كان يومك الاول في المعتقل؟

ـ ما ان وصلنا المكان، وانزلوني من السيارة، معصوب العينين، حتى انهالوا عليّ بالضرب الشديد ومن كل جانب وسط سيل من الشتائم القبيحة والمخجلة ، وخلال ذلك تعرضت الى ضربة مفاجئة بشيء صلب على جانب رأسي فأفقدتني الوعي. ولا اعرف كم مر من الوقت حين صحوت وفتحت عيني لاجد نفسي  في زنزانة مقفلة انام على ساق أحد المعتقلين.

صف لنا هذه الزنزانة ؟

ـ كانت زنزانة ضيقة، طولها وعرضها حوالي ثلاثة امتار وسقفها منخفض، ارضها مكسوة بالكاشي بدون افرشة، وكانت باردة جدا.

حدثنا عن الموجودين في الزنزانة من المعتقلين معك ؟

ـ كان هناك قبل وصولي، شخصان فقط ، اولهم انسان بشوش بوجه مبتسم، وهو الذي خلال فقداني للوعي وضع رأسي على ساقه وما ان وعيت وتمالكت نفسي حتى عرفني بنفسه بانه صفاء الحافظ وقدم لي رفيقه صباح الدرة الذي كان ببدلة لونها جوزي .

كيف هي طبيعة الاحاديث التي تجري بينكم ؟

ـ بقينا نحن الثلاثة لفترة قصيرة معا، وكانت عيوننا معصوبة بقطع من القماش وممنوعا ازاحتها، ولكننا كنا نزيحها بين الحين والاخر ونعيدها فور سماعنا صوتا يقترب من الزنزانة ، وثم ازداد عدد سكان الزنزانة بحيث بلغ حوالي 12 معتقلا، وكلهم بتهم الشيوعية واغلبهم من الطلبة، عرفت بينهم طلبة من الجامعة التكنولوجية، وفي المجمل كان من الصعب تبادل الاحاديث الطويلة، فالاستدعاءات للاستجواب والتعذيب كانت مستمرة، وباب الزنزانة باستمرار يفتح من قبل الحراس والجلادين .

ولكن توفرت فرصة لتبادل بعض الاحاديث القصيرة، ماذا كان يتحدث الشهيدان الحافظ والدرة ؟

ـ بقيت اثني عشر يوما في تلك الزنزانة ومع الشهيدين الحافظ والدرة، قبل ان يتم نقلي الى زنزازنة اخرى، وامضيت في الامن العامة في بغداد حوالي 36 يوما قبل نقلي الى امن مدينة السماوة. وخلال تلك الايام القصيرة في الزنزانة مع الحافظ والدرة ، اتيحت لي الفرصة للتعرف الى الشخصية المتميزة للشهيدين، خصوصا الشهيد صفاء الحافظ، الذي لم التق به سابقا، لكنه كان معروفا لي جيدا كقائد حزبي واكاديمي ومحامي، وكنت اتابع كتاباته ونشاطه، واخبرته بهذا فسر كثيرا. الشهيد الدرة كان متأثرا جدا بالحالة والاعتقال، وكنت اشعر بالاسى لان ملابسه كانت ممزقة بسبب جلسات التعذيب، كان بنطلونه ممزقا، اما الشهيد صفاء الحافظ ، فلم التق في فترات الاعتقال بأنسان متماسك مثله. كان متفائلا، يزرع البسمه بيننا ويشد من عزمنا . ابتسامته كانت تبث روح الامل فينا . كان يقول لنا اننا كشيوعيين واجهنا ظروفا اصعب واقسى من هذه. وان الجلادين جبناء يخشون صلابتكم، ولذا ترون انهم لا يعذبونكم الا بعد يشربون الخمر، وفعلا في غرف التعذيب كنا نشم رائحة الخمر تفوح من افواه الضباط .

هل جرى بينك وبينه حديث خاص جدا ؟

ـ لاحظت انهم يستدعون كل سكان الزنزانة بالتناوب، وحتى الشهيد صباح الدرة لكنهم يتجاهلون الدكتور صفاء الحافظ ، فسألته عن ذلك . فأجابني ببساطة ، بانهم يستجوبنكم لمعرفة مسؤولياتكم ومهماتكم الحزبية، لكنهم يعرفون كل شيء عني، مركزي الحزبي ومهماتي، وايضا لفترة كنت مديرا للمعهد القضائي واغلب الضباط كانوا من طلابي وربما هذا له تأثير بشكل ما على عدم استدعائي .

كيف تتذكره الان ؟

ـ اتذكره دائما ، بطلا متميزا ، انسانا فذا ، ببسمة متميزة متفائلة ، هذه البسمة كانت احد اسباب تماسك الكثيرين منا ، وجعلتنا نشعر بتفاهة الجلادين ، كنا نتذكر كلماته ونحن نواجه الجلادين فلا نخشاهم !

 

*     عن طريق الشعب . صفحة شهادات . العدد 20 السنة 79 الأثنين 2 أيلول‏ 2013

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.