اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل سيتم أغتيال نوري المالكي؟!// يوسف ابو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

هل سيتم أغتيال نوري المالكي؟!

يوسف ابو الفوز

 

بعد ان تشعب الحديث ، ومر بعدة مسارات معقدة ، طرح محدثي عليّ السؤال المخيف بشكل مباغت ، وهو رجل محسوب على التيارات الاسلامية أساسا . واذ جعلت ذات السؤال عنوانا لحديثي هنا، فلست ادعو  شخصيا لهذا الفعل المدان أساسا، ولا اقف الى جانبه ابدا، واؤكد على ذلك تماما، فمهما اختلفت شخصيا مع اسلوب السيد نوري المالكي في ادارة شؤون البلاد، خلال توليه رئاسة الوزراء لدورتين متاليتين، لا يمكني كمؤمن بالعملية الديمقراطية وصندوق الانتخابات، استعياب وقبول اسلوب التصفيات السياسية الدموية كحل لاي ازمة، لكن يبدو ان هذا الامر صار  استنتاجا بدأ يتردد بصوت خافت في دوائر معينة، بعضها قريب الى السيد نوري المالكي نفسه، ويستند من يتحدثون بذلك الى ما يقال ويتسرب عن شدة وتعقيد الترتيبات الامنية حول الرجل، في تنقله وحركته ومنامه وفي مطبخ بيته.

من أين أتى مثل هذا الاستنتاج المخيف لمن يتحدث عن ذلك ؟

لقد استمر حكم صدام حسين طويلا، لاسباب عديدة، داخلية وخارجية، ودأبنا على تسميتها بالعوامل الذاتية والموضوعية. ودون الخوض في التفاصيل، يمكن القول ان من اهم اسباب صمود حكم الديكتاتور صدام حسين كان تبعثر جهد معارضيه على كثرتهم ، وعدم اتفاقهم ، لانهم غالبيتهم ـ حتى لا نظلم الجميع ـ كانوا مرتبطين أكثر بسياسات وطموحات "العوامل الخارجية"، لحد كانت تفوح من بعض الاطراف روائح التبعية المطلقة. استمر الديكتاتور صدام حسين يذيق العراقيين الذل والهوان طويلا ، ومعارضيه يواصلون عدم اتفاقهم ، حتى مل منه  أهم واقوى "العوامل الخارجية" فداست قوات الاحتلال اراض بغداد وازاحو "خنزيرهم" ــ على تعبير كبار مسؤوليهم ــ  الذي لم يعد نافعا لهم في المنطقة !

"العوامل الخارجية"، تتقاطع مصالحها كثيرا ، ولكنها ايضا كثيرا ما تلتقي في خطوط تكتيكية وسطية تضمن لها ابعاد خططها الاستراتجية الطويلة الامد ، فتشهد أكثر الازمات انفراجا وحلولا تحفظ فيها كرامة الاطراف المتنازعة ، وتزول فجأة كثيرا من العوائق الداخلية بطرق سحرية لا يدرك كنهها الا علام الغيوب .

تمسك السيد نوري المالكي بالولاية الثالثة لمقاليد السلطة في العراق اثارت الكثير من الحنق والغضب بين صفوف معارضيه ، الذين يتوزعون على كل الجبهات ــ  السنية والكردية اساسا ومعها اطراف من البيت الشيعي ــ وفقا لمعادلات المحاصصة الطائفية والاثنية البغيضة التي باركتها  "القوى الخارجية " بعد سقوط الصنم . المعارضون في داخل البلاد لتولي السيد نوري المالكي لولاية ثالثة، يتفقون على كثير من المشتركات في انتقاد سياسته التي اغرقت البلاد بالمزيد من الصعوبات الاقتصادية ، مع استمرار تعثر الخدمات وانقطاع الكهرباء، واقصاء الاخرين عن المشاركة في الحكم وصنع القرار والتفرد بمقاليد الحكم مما سبب توترات في غرب البلاد ، وزاد الطين بلده ما حققته العصابات الارهابية الظلامية من نجاحات على الارض حيث تمددت وزحفت واستولت على مناطق واسعة من اراض الوطن، وسط اجواء ملبدة بالتوجس والارباك وروح التخوين .

المعارضون للولاية الثالثة، ليسوا متفقين تماما، على خطة واضحة للخروج من المأزق الذي تعانيه البلاد، فالحلول المطروحة لا زالت تعبر عن حفظ مصالح كل  طرف، قبل ان تكون تفكيرا في حفظ مصالح مستقبل الوطن، مما يجعل المتابع يفهم تجاهل الفرقاء لدعوات جادة وجهتها قوى وطنية عراقية اصيلة في الدعوة لعقد مؤتمر وطني، في اقرب وقت ليعمل لاجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، واسعة التمثيل، تشارك فيها القوى الفاعلة في العملية السياسية، وتلك التي ساهمت في إسقاط الديكتاتورية، وبعيداً عن نظام المحاصصة الطائفية وتكون قادرة على انتشال البلاد من أزمتها الأمنية والسياسية ، تعمل على تبني برنامج سياسي واضح بسقف زمني محدد ، مدركين ان حكومة من هذا النوع ستحظى بدعم قطاعات واسعة من أبناء الشعب.

ومع بدأ تصاعد المزيد من الاصوات من جانب الحلفاء في "التحالف الوطني " الشيعي وتسرب تفاصيل سيناريوهات لتشكيل الحكومة القادمة وبروز اسماء مرشحين لتوليها، وكلها تعارض تسمية نوري المالكي لولاية ثالثة، صارت تتسرب الاخبار عن بعض الاسماء ومن داخل تحالف "دولة القانون " التي تتحدث بصوت خافت في اللقاءات والكواليس عن بدائل لنوري المالكي من داخل الدائرة المقربة اليه، لكن السيد نوري المالكي يبدو اكثر تشبثا بموقعه وسياسته، مما جعل الاصوات تتعالى بهمس مسموع ، ومعا الاستنتاجات المخيفة : هل يعمد البيت الشيعي، واقرب حلفاء نوري المالكي وبدعم وتفاهم مع "العوامل الخارجية " القريبة، وعلى غرار ما حدث في البعض من بلدان العالم،  ولاجل انقاذ ما يمكن انقاذه وحفظ المصالح في المنطقة، الى ازاحة السي نوري المالكي بطبخة مسمومة، او بكاتم صوت أو عبوة ناسفة، او سيارة مفخخة ينسب فعلها للمنظمات الارهابية، ولا ضير عند اصحاب هذا السيناريو المخيف بالطبع من تحويل الرجل الى شهيد واللطم عليه لبعض الشهور والسنوات ؟؟

 

26 حزيران 2014

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.