اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ألاَمْوَاجٌ الهَادِرَة !// يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الكلام المباح (99)

ألاَمْوَاجٌ الهَادِرَة !

يوسف أبو الفوز

 

هذا الاسبوع كان صديقي الصدوق أَبُو سُكينة مشغولا مع قضيتين أساسيتين. الاولى : أخبار ألاف المهاجرين من العراق وسوريا، الذين أبتلعتهم أمواج البحار أو قتلوا بطريقة ما عند سواحل وأراضي بلدان الإتحاد الأوربي، من بين الالاف الهاربة بحثا عن سقف آمن بسبب من أحداث العنف التي تشهدها المنطقة. والثانية: تطورات التظاهرات في مختلف المدن العراقية وخصوصا في "ساحة التحرير" والمطالبة بالاصلاح . فكثرت زياراتي لأبي سُكينة حسب طلبه، لاقرأ له الاخبار والمتابعات التي تحملها مختلف الصحف التي اجلبها خصيصا له في كل مرة . كان جَلِيل مهتما بالنقاش حول نتائج الحراك الشعبي، وكونه نجح في قض مضجع السياسين، الذين أستثمروا نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، مما أتاح لدائرة الفساد ان تتوسع وليتفنن الفاسدون في سرقة ثروات الشعب وتهريب ملايين الدولارات خارج العراق. كان جَلِيل قلقاً يفكر بالسبل الكفيلة بأدامة زخم التظاهرات، فهو يعتقد ان أي تراخ سيسمح لسياسي الصدفة بالالتفاف على الاصلاحات التي نادى بها رئيس الوزراء العراقي والتي لم تزل بأنتظار القوانين والاجراءات التي تسمح بتنفيذها .

سألني جَلِيل : هل تعتقد ان الحراك الشعبي سيترك الفرصة لبعض القوى ان تسرق نتائج جهد ابناء الشعب فيركب هؤلاء موجة الأحتجاجات ليسجلوها بأسمهم ويفرغوا عملية  الاحتجاج من اهدافها المشروعة ؟

كنت تعبا وجائعا، وكانت أم سُكينة قد مدت مائدة الطعام أمامنا، ورغم النظرات الاحتجاجية من زوجتي إلا أني مددت يدي قبل الجميع الى الطعام، وصحت بجَلِيل: دع السياسة جانبا، الآن أجسادنا بحاجة للطاقة، تفضلوا .. هيا .. أنتظركم حتى نبدأ الاكل !

كنت أتكلم والطعام ملأ فمي، فضحك أَبُو سُكينة  بصوت عال :

ـ هذا ليس من طبعك يا صاحبي، تريد تلعب علينا، أكملت رغيف خبز كامل وتقول تنتظرنا، اليوم صاير مثل بعض سياسيينا ، يتكلمون شكل وفعلهم شكل أخر. ينتقدون أوربا ويتهموها بسرقة طاقات شباب الوطن لانها فتحت ابواب الهجرة لهم، وكأنهم وفروا لشبابنا كل ما يحتاجون من الأمان وفرص العمل ! وعلى هذا الأساس فأن المتظاهرين، في كل مكان من العراق، بالنسبة لهم ما هم الا مجاميع بطرانة، لان حسب كلامهم ، فأن كل شيء متوفر ... فرص عمل وأجور مجزية وخدمات وضمان اجتماعي ومساواة بالحقوق وآمان ، والذي يقهرك أكثر، هذا سياسي الصدفة الذي بقدرة سحرية صار يريد الاصلاح  وضد الفساد ... النصيحة له ان يتعلم السباحة جيدا لأن الأمواج الهادرة لا ترحم  فقد غرق في بحار أوربا الكثير من شباب العراق في طريقهم للخلاص من واقع بائس ، وهذا السياسي يريد ان يناور ويركب امواج أحتجاجات الشعب الهادرة ويظن انه بسهولة سينجو ليحمي أرصدته في الخارج !

  *   25 السنة 81 الأحد 6 أيلول 2015

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.