اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• البحث : في اكيتو- راس السنة البابلية الاشورية / الجزء الخامس

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

مقالات اخرى للكاتب

البحث : في اكيتو

راس السنة البابلية الاشورية

الجزء الخامس

كان مردوخ اله محلي الا ان حمورابي جعل منه الاله الاول بين الاله بعد ان قبضت بابل على زمام السلطة واخضعت لسطانها وحكمها سومر واكد فكان لابد ان ان يكون هناك تغيير في الفكر اللاهوتي كما يقول لا –دولابورت في كتابه بلاد ما بين النهرين ليلائم والوضع السياسي الجديد الذي اوجده حمورابي في بابل .. فعلو بابل من علو الهتها ، فتخلى حمورابي عن انو ( انليل ) بالرغم من انه دعاه في مقدمة شريعته (( الاله الاعظم )) المتسلط على جميع الاله ، فاخذوا من انليل القابه ومنحت تلك الالقاب الى مردوك الذي قتل تيامات وليس انليل كما كانوا يعتقدون سابقا فكوفئ مردوك على ذلك وجعلوه مصمم اقدار العباد وموزع حظوظهم وقد جرى في ( دور – ازاغ بابل ) احتفال باهر تخلى فيه انو لمردوك عن مطلق سلطانه ، وكذلك ابوه ( ايا ) قد تخلى عن اسمه الخاص لمردوك متحليا بحكمة ابيه ، وهكذا حل مردوك محل ابيه واصبح ساحر الالهة .. والاله مردوخ هو ابن الاله ( ايا ) او ( انكي ) الذي سكن وزوجته في قصة الخليقة البابلية ( اينوما اليش ) في بيتهما في ( الابسو- مياه العمق ) وانجبا ابنهما مردوخ التي توصفه القصة بانه :

رائع القامة ، نظرته كالبرق ،

ومشيته كالفحل ، انه بالفطرة زعيم ،

فلما راه ابوه ( ايا – انكي ) فرح واستبشر ،

وانعم السرور صدره

وقلده الوهيتين اثنتين.... الخ

ومعنى اسم مردوخ في البابلية ( مار- دوكو ) يعني ابن الاله دوكو ، ودوكو معنى التل المقدس الي يعد مجلسا للالهة ، ويقع ضمن المنطقةالشرقية لمنطقة بابل ( ضمن جبال حمرين ) كما يقول د- فوزي رشيد في كتابه المعتقدات الدينية ص 161-162 .. وهكذا جعل حمورابي نظرية التشبيه في فكرالاله تتجسد في عقيدة وظيفة الملك في مسار الدولة وفكرتها واهدافها ، كما يقول حسن فاضل المصدر السابق ...

كان الزواج المقدس ( زاك موك ) محور الاحتفال براس السنة في الالف الثالث ومنتصف الالف الثاني ق . م كما اشرنا اليه سابقا ، الا ان بحلول الالف الاول ق . م اصبح هذا العيد جزء من عيد راس السنة البابلية ( اكيتو ) التي كان يبدأ في الاول من نيسان ويستمر لمدة اثنى عشر يوما و(بما ان الكثيرون تحدثوا وكتبوا عن هذه الاحتفالات لذا سوف لا نعيدها ) ، ولكن المهم فيها كان ما يتم في اليوم الحادى عشر من نيسان عندما تعود الالهة الى معبد ( ايساكيلا ) وتجتمع هناك لتقرر من جديد مصائر البشر ( الارض ) للسنة القادمة ،ويختتم الاجتماع باحتفال واعداد وليمه كبرى وموسقى وصلوات ، وفي اليوم الثاني عشر تعود جميع الالهة الى مدنها ومعابدها التي قدمت منها الى بابل ، والكهنة يعودوا كذلك الى معابدهم والملك يعود الى قصره ، ( كما يقول جورج رو ص 534- 535 المصدر السابق ) ،

توالت على بابل احدى عشر سلالة كانت السلالة الاولى هي السلالة الامورية التي كانت ترتبط بالشجرة الاشورية كما بينا انفا وبعدها توالت على حكم بابل سلالات اخرى وكانت اخرى تلك السلالات هي سلالة الحادى عشر ( الكلدانية ) كما اطلق عليها وبين الاولى ، فبابل لم تكن حصرا بقوم اوشعب واحد بل كانت خليط من اقوام واثنيات وشعوب مختلفه..فكان بها السومريين والاكديين والاموريين والاشوريين والكيشين و اللحثين والعيلاميين والاراميين والكلدانيين واليهود والفرس وغيرهم فكانت خليط من هذه الاقوام لذا اطلق عليهم البابليين ، نسبة الى بابل التي كانوا يقطنونها هولاء الاقوام ... فكانوا جميعا يحتفلون باعياد اكيدو ولم تكن قصرا على احد ، كما كانت هذه الاحتفالات تجري في الامبراطورية الاشورية ونينوى ، يقول المطران يوسف بابان في كتابه القوش عبرالتاريخ ص18، (يذكر المنقب الكبير واستاذ التاريخ في المعهد البطريركي المرحوم القس ( ماروثا الحكيم ) قبل الحرب العالمية الاولى بان اسم القوش جاء من اسم اله كبير كان يعبده اهالي المنطقة اسمه ( ايل قاش ) بمعنى الاله الاكبر ، اما بنيامين حداد في كتابه سفر القوش الثقافي ص 6-7 يقول (ان التقليد الشفاهي المتوارث نقلا عن ماروثا الحكيم والباحث ابرم عما بان القوش كانت على الديانة الاشورية وان الهها الشفيع كان الاله ( سين – القمر ) وكان لهذا الاله هيكل كبير يعبد فيه فوق مرتفع يسمى ( شويثا دكناوي ) ويعتقد بان اسم القوش اشتق من اسم هذا الاله ( سين ) الذي ينعت ب ( ايل قاش ) اي الاله العظيم اوالكبير ، وكان للاله سين الكبير موسم اوعيد خاص يحتفل به اشوريو القوش في مطلع شهرنيسان الاول من السنة الاشورية العراقية ، وفيه كان ينقل صنم الاله ( سين ) باحتفال كبير فوق عربه حربية خاصة الى العاصمة نينوى لفترة سبعة ايام وبعدها يعاد الى القوش .. ) ..

في القوش محلة من محلاتها لحد الان تسمى محلة ( سينا ) نسبة الى الاله سين الذي كان معبود الالقوشيين انذاك ، فهوالاله الذي كان يحظى بالتقديروالقدسية لدى الاشوريين عموما ، ووفق منطق الميثولوجيا لبلاد الرافدين فكان لابد ان الاله سين يحظى وهو يمر على نهر دجلة ان يتم تغطيسه في هذا النهر لكي يتم اغتساله بالماء الجاري ومن جانب اخر ليقدس هذه مياه دجله لينعموا بها ابناء الرافدين من استمرار جريان مياه النهر ، ومن ناحية اخر فان عملية التغطيس في الماء والخروح منها هي تيمنا لما جرى لتموزي عند نزوله الى العالم السفلي وموته ورجوعه من ذلك العالم ليحقق التجديد والقيامة والانماء ، لذا كان فعلا يغطس سين في نهر دجلة ورفعة من النهر ليشكل الموت والحياة بقيامته ، هذا الطقس وهذا الاعتقاد اسس عليه المعتقد المسيحي في عملية ( العماذ ) التي يقول عنها الرسول بولس بان العماذ هو اشارة ودلاله على موت وقيامة السيد المسيح ، فغطس الطفل في جرن الماء يعنى موته ورفعه من الجرن يعنى قيامته ، يتمنا بموت السيد المسيح وقيامته ، لذا كان لابد ان تتم عملية غطس اله سين في نهر دجلة ورفعه ليعبرعن موت والقيامة والتجديد ، بعد هذه الطقوس كانت تجري الاحتفالات في المدينة ، يذكر هنري ساغس في كتابه جبروت اشور الذي كان ص 295- 296 بان غالبا ما تترجم كلمة ( اكيتو ) ب ( وليمة راس السنة ) وهوالشكل الذي الت اليه اكيتو خلال الالف الاولى في مدينة بابل ، اما في اشور ومدن الاشورية الاخرى بان المهرجان كان مماثلا لطقوس ال ( اكيتو ) البابلية ، ففي الثاني من نيسان كان الاله اشور بعد تناول فطور من اللحم يغادر معبده في عربه تجرها خيول بيضاء في مقدمة موكب الالهة باتجاه المبنى الذي كان يدعى ( دار اكيتو ) والذي يشكل معبدا كان قد بناه سنحاريب خارج المدينة ، فكان الاله بعد وصوله الى دار اكيتو كان يتراس الوليمة المعدة لهذا الاحتفال ، كما كان الاله اشور يمثل دوره كاله في المعركة الكونية البدائية ضد المسخ ( تيامات ) ، وهذا يوصف جدارية كانت تزين صور ل ( خيال الاله اشور ، وهو يدخل المعركة ضد ( تيامات ) حيث يرفع قوسه ممتطيا عربته وعلى خصره سلاح الطوفان )..

في نينوى كما ذكرنا بان الاله سين كان يعاد الى القوش بعد الاحتفاء به لمدة سبعة ايام في نينوى وفي طريق عودته كانت اخر مرحلة يمر بها موكبه قبل ان يستقر في معبده فوق (شويثا دكناوى ) هي التل المدعو ( روما زليلا ) الواقع جنوب شرقي القوش في الاراضي المسامة باسم الاله ( اراثا دبي سينا ) ( اراضي سينا )، فوق التل كان يحل موكب الاله سين ، وتجري ممارسات طقسية دينية يتخللها الرقص والغناء بشكل يقرب الى المجون . وبعد هذا الاحتفالات يواصل موكب الاله مسيرته ليستقر تمثاله فوق ربوة ( شويثا دكناوى ) في القوش ..

نتوصل من كل هذا بان احتفالات اكيتو كانت لها معنى ومغزى فلسفي عميق يشكل محورالوجود في هذا الكون والصراع الدائرة بين مكنوناته اذ يمثل الخير الجانب الاساسي من الوجود الانساني على سطح الارض يقف بالضد منها الشر( الخطيئة ) فنجد بان تموزي ينزل الى العالم السفلي ليحارب الشرالمتمثل في اخت عشتار ( ايريشكيكال ) ملكة العالم السفلي ، ومحاربة انليل ل ( تيامات ) وجعل حمورابي من مردوخ هوالذي حارب تيامات الشريرة ، واشور حارب تيامات الشريرة كذلك ، اذا هذا الاحتفال يدور في محور الصراع بين الخير والشر لتتجسد احتفالات اكيتو بالصراع بين الخيروالشر وانتصارالخيرفي النهاية ، يعزز هذا التوجه موت السيد المسيح بناسوته لانقاذ البشر من الخطيئة وتجنب الشر وقيامة السيد المسيح بلاهوته من بين الاموات يمثل انتصارالخيرعلى الشر والنورعلى الظلمه والحياة على الموت .. ففلسفة اكيتو وما كان يجري من احتفالات تعبر عن انتصارالخير على الشر في نهاية المطاف وقيامة حياة جديدة للعالم ..

وتذكر حياة ابراهيم محمد في كتابها نبوخذنصر الثاني 604- 562 قبل الميلاد في ص19-20 ( بان ابرز التسجيلات المعاصر لنبوخذنصر، والمدونه بالخط البابلي القديم والحديث هي الكتابات التاريخية المجموعة المحفوظة في المتحف البريطاني ومنها اربعة نصوص اطلق عليها اخبار الملوك الكلديين ( 626- 556 ) قبل الميلاد .. يستعرض احد هذه النصوص الصراع البابلي الاشوري قبل اعتلاء نبوبلاصر الحكم في بابل وحتى السنة الثالثة من حكمه 626-623 ق. م اما النص الثاني فيسرد احداث سبع سنوات اخرى من حكمه ، ويشمل الاحداث الخاصة بسقوط نينوى 616-609 قبل الميلاد ، ويقدم لنا النص الثالث احداث السنوات الاخيرة لنبوبلاصر ، وبدء مهمة نبو خذنصر العسكرية في منطقة جبيلة وهو لايزال وليا للعهد 609-605 قبل الميلاد ، اما التسجيل الاخيرلهذه المجموعة فانه يرتبط مع النصف السابق في تسلسل الاحداث ويكاد يكون مكرسا لمعركة كركميش الشهيرة ، ويذكر تاريخ اعتلاء نبو خذنصر لعرش بابل ، واستمرار حملاته على بلاد حتي ، ويقدم تاريخا دقيقا لحصار اورشليم والاستيلاء على المدينة في السنة السابعة لحكمه 597 قبل الميلاد ونقله الكثير من الغنائم والاسرى بضمنهم الحاكم اليهودي ، تمتاز هذه النصوص بدقة التفاصيل ، وتلتزم الى حد بعيد بالحقائق الموضوعية ..

لذا سوف ناتي الى ايرادها نصا في الحلقة القادمه لكي نتعرف على ملوك هذه الفترة من قرب .. يتبع الجزء السادس ..

يعكوب ابونا .......................................11/ نيسان /2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.